|
ليسَ هنالك ، بشرٌ مُقّدَس
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4025 - 2013 / 3 / 8 - 21:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هنالك الكثير من الناس ،لا يتقبلون النقد بأي شكلٍ من الأشكال .. وأكثر هؤلاء تواجداً بين ظهرانَينا .. هُم الذين ، عندما تنتقد ممارسات " الإسلام السياسي " مثلاً .. فانهم يُصّورون الأمر ، وكأنك تنتقد " الإسلام " .. ولّما تقول بأن الشيخ الفلاني او الداعية الإسلامي العلاني ، مُخطئ .. يّدعونَ بأنك كافر .. وإذا ناقشت " الفكر الإسلامي " وعّبرتَ عن رأيك المُخالف له هُنا او هُناك ، تُتَهَم بالهرطقة والخروج عن المِلة ! . ان هؤلاء نّصبوا أنفسهُم ، بغيرِ وجه حَق ناطقين بإسم الله ، مُتحدثين نيابةً عن الإسلام ، الإسلام كما يفهموهُ هُم ويُفسروه على مزاجهم .. أوصياء على الإيمان .. رُقباء على الافكار وما يدور في الأذهان ! . أنهم يتوهمون بأنهم " يحتكرون " الحقيقة .. وان ما يقولونه هو الصحيح الوحيد ، وكُل ما عدا ذلك مُجّرَد هراء ! . هؤلاء هُم الذين يُشّوهون الإسلام والدين ، ويُزورون شهاداتٍ يدّعون فيها بأنهم وكلاء الله في الارض . لكل هؤلاء ، أقول بالفم الملآن : ان الشيوخ وأصحاب العمائم ليسوا مُقدسين ، وان الدُعاة والمُرددين للآيات والاحاديث كالببغاء ليسوا مُقدسين .. فأنهم بشرٌ خطائون مُعرضون للزلل ومن الممكن إنتقادهم ، وان الفكر الإسلامي ليسَ مُقدساً ، والدليل على ذلك ، هو عدد الأئمة وإختلافاتهم مع بعضهم البعض ، والكَم الكبير من التفسيرات والتأويلات المتناقضة أحياناً ، التي نتجتْ أساساً ، عن النقد والمناقشة والتحليل . بعضهم الآخر .. يقف لك بالمِرصاد ، فما ان تنتقد قائداً أو زعيماً او حزباً حاكماً .. فكأنما إقترفتَ جريمةً .. بل انهم يعتبرون بعض الأشخاص فوق النقد ، ويعتبرونهم مُقّدَسين . فإذا قُلتَ بأنك تعتقد ، ان جلال الطالباني او حزبه ، أخطئا في الموقف الفلاني ، او ان مسعود البارزاني او حزبه ، أخفقا في الموقف العلاني .. فهنالك العديد من " المُتحمسين " و المتطرفين وعَبدة الأصنام .. سيعتبرون كلامك " كفراً " وتجاوزاً على هؤلاء المُقدَسين ! . بل انك ، لو إنتقدتَ سياسة أحد الأحزاب الحاكمة ، او قلتَ ان أداء المسؤول ، سيئ .. أو هنالك فسادٌ مُتفشٍ .. فمن الممكِن ، أن تُتَهَم بأنك مُعادٍ للحكومة وأنك ضد الكُرد ، ولا تريد للأقليم ان يتقدم !! . لكلُ هؤلاء أقول بصوتٍ واضح : لا وجود ل " بشرٍ " مُقّدَس .. لا أحدَ معصومٌ عن الخطأ .. فكُل الرؤساء والزُعماء والرموز والمسؤولين والقادة .. بشر .. وما داموا كذلك ، فمن الجائز إنتقادهم ، ومُراقبة أداءهم ، والتأشير على مواضع الخلل في عملهم . نعم أنا أول القائلين ، بوجوب " إحترام " القائد التأريخي للشعب الكردي ، الملا مصطفى البارزاني .. وانا من الداعين الى تقدير الدور المُميَز للرئيس مسعود البارزاني ، ومن المقتنعين بمركز وموقع الرئيس جلال الطالباني .. لكن هؤلاء جميعهم ، ليسوا آلهة ولا هُم ملائكة .. بل أنهم بشر .. وممن الممكن أنتقادهم وإنتقاد أداءهم ، وإقتراح الحلول والمُعالجات عليهم . ليسَ من المقبول ، ان يطرح أحدٌ نفسه ، بإعتبارهِ وكيلاً لله تعالى ، أو مُتحدثاً بأسم الإسلام ، وقَيِماً على شؤون الدين ، فيكَفِر هذا ، ويُزندق ذاك .. فكل أصحاب العمائم واللحى وكُل الذين تسبق أسماءهم ، ألقاب : الشيخ ، أية الله ، الإمام ، الداعية ... الخ . كُلهم بشر مثلنا وليسوا معصومين . ولسنا بحاجةٍ إليهم لِيُزكونا عند الله .. ولا نريد صكوك الغفران منهم .. وان أفكارهم وطروحاتهم ليستْ مُقدسة ، بل هي قابلة للنقاش . ........................... شخصياً أعتبرُ نفسي " مُؤمِناً " صادقاً ، قريباً الى الله ، على طريقتي .. أكثر من معظم المتحدثين بأسم الدين والإسلام .. كما أعتبرُ نفسي " وطنياً " مُخلصاً ، على طريقتي أيضاً .. أكثر من معظم المتشدقين بالوطنية والقومية .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بعض الضوء على الساحة الكردستانية
-
مأساةٌ .. عشية اليوم العالمي للمرأة
-
إحتكارات .. وتسويق
-
هل ستجري الإنتخابات في 20/4
-
- سعيد - يبتهلُ الى الله
-
المالكي .. وتفريغ البانيو
-
على المُعتدلينَ أن يرفعوا صوتهُم
-
مُظاهرات العراق . الى أين ؟
-
بُقعة ضوءٍ صغيرة
-
ميزانية الاقليم : اللحم والعَظم
-
طرطور
-
إشاعات من الموصل
-
أم كلثوم المُنّقبة والمعّري المقطوع الرأس
-
نحنُ مُستعجلون .. والعَجلة لا تدور
-
قضية - سيمون - وتداعياتها
-
نصيحة
-
صديقي الراحل والجّنة
-
لا وجود لأي فسادٍ في أقليم كردستان
-
بين تركيا وحزب العمال .. مُلاحظات
-
مُحّمَد ( ص ) يدعمُ مُظاهرات الموصل !
المزيد.....
-
رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر
...
-
إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي
...
-
مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي
...
-
بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس
...
-
مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
-
السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد
...
-
الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال
...
-
إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
-
ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن
...
-
أمير قطر يصل إلى نيبال
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|