أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - مُراسلونَ وخَدَم














المزيد.....

مُراسلونَ وخَدَم


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4044 - 2013 / 3 / 27 - 10:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعض المخّلفات الثقافية للجيش العثماني القديم ، وكذلك الجيش البريطاني بفرعهِ الهندي ، الذي إحتلَ العراق نهاية الحرب العالمية الأولى ، مازالتْ مُتفشية في الجيش العراقي ، رغم مرور ما يُقارب القرن على ذلك الزمان . ومن هذه المُخلفات الرجعية السمِجة ، والتي تفوح منها رائحة العبودية العَفِنة : [ المُراسِل ] . حيث ان للضُباط في المعسكرات والوحدات والميادين ، جُنديٌ مُراسِل ، يقوم على خدمتهِ ، حيث يُلَمع جزمته ويُنّظف مكانه ويُرَتب فراشه ويجلب له الشاي ... الخ . ومن الشائع ، ان يقوم الضابط بتوبيخ المُراسِل ، بسببٍ وبدون سبب ، ويُمارس سلطته عليه بصورةٍ فَجّة ، في علاقةٍ شبيهة بعلاقة السيد بالعبد ! علماً انه كُلما كانتْ رُتبة الضابط أعلى ومركزه أهَم ، كُلما كان له عدد أكبر من المُراسلين والخدم والحشم . ومن الطبيعي ، في ظل ظروف الخدمة الإلزامية الطويلة والحروب المتعاقبة التي عانى منها الشعب العراقي خلال العقود الماضية ، ان يقوم معظم الضباط المتنفذين ، بِما لهم من ثقافةٍ مُشّوهة وبالتزامن مع فاشية السلطة ولا سيما في عهد صدام والتَرّدي الإقتصادي وضعف القوة الشرائية ، بإستغلالِ بَشِع للجنود والمراتب الذين تحت أمرتهم ، بمُختلف الوسائل .
بعد التغيير في 2003 ، بل قُبيلَ ذلك في الواقع ، إنهار الجيش العراقي والقوى الامنية ، كُلياً . واُعيدَ تشكيلهُ بعد الإحتلال ، على اُسُسٍ جديدة [ إفتراضاً ] ، ولم تَعُد هنالك خدمة إلزامية ، وقام الجيش الامريكي ب " تدريب " الجيش الجديد وِفق ضوابط ومَقاييس حديثة ، تأخذ بنظر الإعتبار الوسائل المتقدمة ومعايير حقوق الإنسان [ إفتراضاً كذلك ] . لكن الواقع غير ذلك .. صحيح انه لم تَعُد هنالك نفس الاساليب التي يستعبد بها الضُباط ، المُراسلينَ والجنود والمراتب ، إلا ان الإستغلال البَشِع ما زالَ موجوداَ ، وإن بأشكال اُخرى . إذ أن الأُسُس الأصلية للمُشكلة باقية كما هي : نفس الضُباط الكبار الذين يقودون الجيش والقوى الامنية ، بِنفس تربيتهم المُشوَهة وعقليتهم الفاسدة وإرثهم المشبوه ، ومُستنقع الفساد الطاغي على العراق من أقصاه الى أقصاه ، والآلاف المُؤلفة من الجنود والشرطة والبيشمركة والمنتسبين ، قليلي الوعي والجَهلة ، المُستعدين للإنخراط في لعبة الفساد الكُبرى ، عن طريق قبولهم المُذِل بشروطٍ قاسية : .. فهنالك الكثير الكثير من الجنود والشرطة والبيشمركة ، الذين يقومون فعلياً بعمل [ المُراسل في الجيش القديم ] ، ولا سيما في قصور وفِلل ومزارع الضباط الكبار والمسؤولين الحكوميين والقادة الحزبيين وحتى شيوخ العشائر .. فيقومون بغسل السيارات وتربية الحيوانات ورعاية الحدائق ومُرافقة أعضاء العائلة الى الاسواق وغيرها ... الخ . انهم ببساطة يستلمون رواتب من الحكومة ، من الميزانية .. من أموال الشعب ، بإعتبارهم جنود وبيشمركة وشرطة ، لكنهم في الواقع : خَدمٌ في بيوت المسؤولين والضباط والمتنفذين ! .
إضافةً الى العديد العديد ، من الأسماء المُزّورة أو الوهمية ، التي يقوم الضُباط والمسؤولون الفاسدون ، بإستلام رواتبهم منذ اعوام ، والكثير من هذهِ الملفات كُشِفتْ من قِبَل هيئة النزاهة في الاعوام السابقة ، ولم تُتخَذ إجراءات رادعة بِحق الجُناة .
إذن لاتستغرب ياسيدي ، ان يكون في دولةٍ .. جيشٌ وشرطة وأمن ، تعدادهم أكثر من مليون ونصف المليون .. وتحدث يومياً إختراقات أمنية وعمليات إرهابية . فنسبةٌ مهمة من هؤلاء مُراسلون وخَدَم ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى ستسقط الحكومة ؟
- - صخرة البَصَل - .. والكعبة
- رسالة أوجلان .. ملاحظات أولية
- الموصل ... مدينةٌ خطيرة
- مِنْ حّقِنا أن نَحلَم
- دُولٌ تأفَل .. ودولٌ تظهَر
- شعب أقليم كردستان أكثرُ طَمَعاً
- مُستقِل وليسَ مُحايِد
- - حَركة الشَواف - ومُظاهرات الموصل
- ليسَ هنالك ، بشرٌ مُقّدَس
- بعض الضوء على الساحة الكردستانية
- مأساةٌ .. عشية اليوم العالمي للمرأة
- إحتكارات .. وتسويق
- هل ستجري الإنتخابات في 20/4
- - سعيد - يبتهلُ الى الله
- المالكي .. وتفريغ البانيو
- على المُعتدلينَ أن يرفعوا صوتهُم
- مُظاهرات العراق . الى أين ؟
- بُقعة ضوءٍ صغيرة
- ميزانية الاقليم : اللحم والعَظم


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - مُراسلونَ وخَدَم