أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عبد العزيز - المفكر سيد قطب يعرض لنا كتاباً مهماً لابد أن نقرأه















المزيد.....



المفكر سيد قطب يعرض لنا كتاباً مهماً لابد أن نقرأه


حسين عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4054 - 2013 / 4 / 6 - 14:27
المحور: الادب والفن
    


على مدى عدة أسابيع قرأنا في جريدة القاهرة نصوص فكرية نادرة للمفكر سيد قطب وتلك خدمة ثقافية لا تقدر بثمن وتقديراً لتلك الخدمة أقدم مادة فكرية نادرة للراحل سيد قطب من كتاب نادر له أسمه "كتب وشخصيات" ومن اسم الكتاب نفهم أن المفكر يعرض كتب وروايات فنجده يعرض على هامش السيرة – أحلام شهرزاد – شجرة البؤس للدكتور طه حسين / بجماليون – الرباط المقدس لتوفيق الحكيم – إبراهيم الثاني للمازني – الرواية الشعرية بين شوقي وعزيز أباظة – العباسة – عزيز أباظة – سارق النار- جليل البنداري – خان الخليلي نجيب محفوظ – مليم الأكبر – عادل كامل – بنت الشيطان – محمود تيمور – قنديل ام هاشم – يحيى حقي .
وفي على النفس والعالم نجد البيادار ميخائيل نعيمة – أؤمن بالإنسان - عبد المنعم خلاف – سندباد عصري – حسين فوزي – العناصر النفسية في ساسة العرب – شفيق جبري .
ثم نجد فصل البحوث الدراسات ثم الفصل الأخير في التراجع والتاريخ ونفهم من هذا أن هذا الكتاب يجد فكرياً أدبياً ثقافياً بمعنى الكلمة ولو أن الأمر بيدي لأعدت نشر هذا الكتاب وليس فصل شديد الأهمية والخطورة أي المفكر قطب يعرض ويقرأ كتاب "العناصر النفسية في سياسة العرب" لشفيق جبري الذى لا نعرفه فهيا نقرأ ما كتبه سيد قطب في قراءته لكتاب شفيق جبري شديد الأهمية.
العناصر النفسية
في سياسة العرب
لشفيق جبري
حلقة من "سلسلة اقرأ" استعرض فيها الأستاذ "شقيق جبري" بعض المواقف والمراقع من تاريخ صدر الاسلام وتاريخ بني أمية، مبرزاً فيها العنصر النفسي الذي قامت عليه، ليكشف عن دراية صاحب الموقف أو الموقعة بذلك العنصر النفسي أو عدم درايته، وعن أثر العلم بهذا العنصر أو الجهل به في هذا الموقف أو الموقعة.
وهو بين عن غرضه من تأليف هذا الكتاب في مقدمته حين يقول:
"وغايتي في هذا الكتاب أن أبسط ما خطر ببالي من الخواطر في أثناء مطالعتي للأمور التي ذكرتها، وليس اهتمامي بأن أكون مصيباً في خواطري على قدر اهتمامي بأن أمهد للقارئ الكريم سبيلا إلى فهم التاريخ من الناحية النفسية، فاذا استطاع بعد نظرة في نماذج السياسات التي سأذكرها أن يتصفح التاريخ على النحو الذي تصفحته فقد بلغت ما أريد، وسواء على بعد هذا أكان يشاركني في آرائي أم كان أم كان ينفرد بآرائه، إنما المهم بعد هذا اليوم أن نقرأ التاريخ من نواحي عناصره النفسية حتى يكون فهمنا له أتم، ونظرنا في فلسفته أكمل".
وما من شك في أن للبحث الذي اتجه إليه الأستاذ "جبري" قيمته في تنبيه الذهن إلى العوامل النفسية في أثناء مطالعة التاريخ، والحكم على أشخاصه وأحدثه، وفي توسيع مجال النظر إلى هذه الأحداث وأولئك الأشخاص، فى يكون ميدانها الخارجي هو وحده الذي تضطرب فيه، إنما تكون هناك السراديب والدروب والمنعرجات النفسية الخفية التي تتصل بهذا الميدان المكشوف!
وهذه ميزة الدراسات التاريخية الحديثة على السرد التاريخي القديم. وفي المكتبة العربية الحديثة دراسات تاريخية، وتراجم للأشخاص ، تقوم كلها على دراسة العنصر النفسي وإبرازاه على خير الوجوه. فدعوة الاستاذ شقيق جبري فعالاً في تلك الدراسات التي كثرت في الاعوام الأخيرة كثرة ملحوظة. أذكر منها على سبيل المثال مجموعة "العبقريات" للعقاد، و"محمد علي الكبير" لشفيق غربال، و "تلاقي الأكفاء" لعلي أدهم، و "بشار" للمازني، و"أبو نواس" لعبد الرحمن صدقي، وسواها، ولا أنسى دراسات الأستاذ شقيق جبري نفسه لبعض الشخصيات الأدبية.
***
وللأستاذ المؤلف توفيقاته الكثيرة في هذا الكتيب الصغير. تارة في تسجيل نظريات عامة، وتارة في تحليل مواقف خاصة... ولكن هناك ما نختلف فيه كل الاختلاف!
من أمثلة التوفيق في تسجيل نظريات عامة، ما جاء في مقدمة الكتاب عن ساسة الناس:
ولا شيء أصعب من سياسة الناس، لأن الرجل عادة مركب من شخصيات شتى لا تظهر إلا في أحوال معينة، وما هذا الثبات الذي نراه في شخصية كل واحد منا إلا شكل ظاهر لا غير، تثبت هذه الشخصية بثبات أحوال معينة، فاذا تغيرت هذه الأحوال تغيرت شخصية الرجل، فالهادئ عد يصبح ثائراً، والرقيق قد يصبح قاسياً، والفاضل قد تتناثر فضائله. فاذا جهل رجال الساسة هذه الخفايا النفسية، فإن جهلهم يؤدي إلى الاخفاق في سياستهم، أو إلى الذهاب بحياتهم، أو إلى القضاء على بلادهم في بعض الاحيان".
فالشطر الأول من هذه القضية صادق نافذ دقيق، وهو يتضمن لفته بارعة إن لا يكن الأستاذ جبري هو أول من يتنبه إليها، فهو – في اللغة العربية – أول من يبرزها في هذا التبلور الحاسم في بضع كلمات.
لقد اعتدنا أن نتحدث عن " الشخصية" كأنها كلٌ متماسك ذو طابع دائم واعتدنا أن ننتظر من هذه الشخصية استجابات معينة للمؤثرات المتعددة، تتفق مع هذا الطابع .. ولكن الملاحظة الدقيقة الشاملة لتصرفات كل شخصية تهتدي إلى أن هذا الطابع ليس أبداياً، وليس جامدا. فهناك حالات كثيرة نسميها حالات شاذة في حياة هذه الشخصية. وهي في الواقع ليست شاذة. إنما هي جزء هذه الشخصية أصيل فيها كالأجزاء التي نعدها طبيعية بالقياس إليها، وكل ما هنالك أنها حالات كامنة لا تنكشف إلا في مواعيدها. وقد تكوم على نقيض الخصائص الشائعة عن شخصية معينة.
وأحسب أن هذه الملاحظة النافذة تهم المتخصصين في "علم النفس" كما تهم كل دارس للشخصيات في مجال التاريخ أو الأدب . والتطبيقات عليها تؤلف فرعا من "علم النفس" تلذ دراسته وتشوق!
أما الشطر الثاني الذي يقول فيه:
"فاذا جهل رجال السياسة هذه الخفايا النفسية، فان جهلهم يؤدي إلى الاخفاق في سياستهم ... الخ.
فنحسبه يحتاج إلى دقة في العبارة، بل إلى دقة في النظر، فليس المهم أن يعرف رجال السياسة هذه الخفايا النفسية أو يجهلونها. إنما المهم أن يدركوها، وأن يستطيعوا التصرف المناسب في اللحظة المناسبة وفق ما يدركون!
وإلا فالمعرفة وحدها لا تكفي. وكم من أناس يعرفون الدوافع النفسية، ثم لا يعرفون التصرف المناسب في اللحظة المناسبة وفق ما يدركون!
وإلا فالمعرفة وحدها لا تكفي. وكم من أناس يعرفون الدوافع النفسية ، ثم لا يعرفون التصرف المناسب. أو يعرفونها ويعرفون النصرف المناسب ، ولكنهم لا يملكون الاقدام عليه. إما لضعف فيهم عن الاقدام، واما لعفة فيهم عن استخدام بعض الأسلحة، وإما لعوامل "نفسية" شتى لا تجعلهم ينفذون ما يرتؤون!
و "ميكافيلي" صاحب كتاب " الأمير" الذي يعد استاذاً من الوجهة النظرية لمذهب "الغاية تبرر الوسيلة" يروى عنه أنه كان عاجزاً ضعيف الحيلة قليل الحلول في حياته العملية حتى مع أميره "قيصر بورجا" الذي ألف له هذا الكتاب، ليرشده إلى سياسة الأفراد والجماهير!
ومما يدعونا إلى زيادة البيان لهذه النقطة أن الأستاذ شفيق جبري في تطبيقاته بعد ذلك الكتاب، لم يفرق بين معرفة العناصر النفسية، والتصرف العملي حسب هذه المعرفة. فقد كلَّ من لم يتصرف عمليا وفق الظرف النفسي جاهلا لهذا الظرف النفسي. كالامام علي مثلا.. وذلك وموضوع سنناقشه في حينه. فحسبنا هنا إذن ذلك البيان.
ومن أمثلة التوفيق في تحليل مواقف خاصة، ما عرفه من مواقف النبي صلى الله عليه وسلم، مثال ذلك قوله:
"قالت سيدتنا عائشة: دخل أبوبكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مضطجع، وعليه ثوبه، فقضى حاجته وخرج، ودخل عمر، فقضى حاجته وخرج، ثم جاء عليّ فقضى حاجته وخرج، ثم جاء عثمان، فجلس له رسول الله صلى اله عليه وسلم. فقالت له عائشة: لم تصنع هذا بأحد. فقال: إن عثمان رجل حيي، وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ إليّ في حاجته".
ثم يعلق على هذا الخبر فيقول:
"وقد نمر بخبر مثل هذا الخبر، فاما أنا لا نحتفل به، وإما أنا لا نهتدي إلى جلالة قدره في معرفة عبقرية سيدنا محمد، فهو عنوان من عناوين هذه العبقرية. وما أظن أن الذين كتبوا في سيرة الرسول أعملوا الاهتمام بأشباه هذا الخبر، ولو فعلوا لما كانت كتابتهم كتابة. فقد كان سيدنا محمد عالماً بنفوس جماعته وصحابته وافقاً على دقائق أخلاقهم، محيطا بغوامض أمزجتهم، يعلم ما يغضب له فلان من الصحابة، وما يرضى به فلان، ويعرف ما يستثير فلانا وما يهدأ به فلان . فعامل الصحابة، وما يرضى به فلان، فامل كل واحد منهم المعاملة المناسبة له، اللائقة به، حتى أشربت القلوب كحبته، وانطوت على طاعته، فلم ينفض أحد من حوله. وهذا منتهى الحذق في سياسة الناس ...".
وكنت أود أن أقف عند تسجيل التوقف الاستاذ جبري في اختيار المثال في موضعه المناسب. ولكني مضطر – بعد اثبات هذا التوفيق – أن أتجاوزه إلى شيء في تعليقه عليه!
لم أكن أحب أن يكون حديثه عن " الذين كتبوا في سيرة الرسول" بمثل هذه اللهجة. فما الداعي لأن يقول: "ما أظن أن الذين كتبوا في هذه السيرة في العصر الحديث معروفون. وكتبهم كذلك معروفة. والمفروض أن يكون الاستاذ جبري قد اطلع عليها. بل من واجبه أن يكون قد اطلع عليها وهو بصدد أن يؤلف كتابا عن "العناصر النفسية في سياسة العرب" فان لا يكن فعل، فقد كان من واجبه قبل أن " يظن" أو "لا يظن" أن يرجع إلى هذه الكتب، ولو قد فعل لوجد أنهم أكثروا من الحديث في هذا الموضوع، وأكثروا من الأمثلة والنماذج؛ ونظروا إلى المسألة في محيط أوسع من أن يكون " الحذق" وحده هو الدافع لمحمد على تصرفاته مع قومه وعير قومه. وإنما رحابة النفس وسمو القصد، وخير البشرية كذلك... والاطلاع الدقيق هو واجب التحقيق، الذي لا يعفى المؤلف منه ظن ولا افتراض.
***
وأخيراً نصل إلى مواضع الاختلاف الرئيسية:
إن أول ما يلاحظه القارئ لهذا الكتيب، أنه تصدى لموضوع ضخم لا تمكن دراسته في هذا الحيز الضيق، وهذا يجر إلى أن تعرض موضوعات كبيرة ثم لا تدرس الدراسة الواجبة لها، فينا لها التشويه أو خطأ الحكم، أو اقتضاب أسبابه والضرر من هذا النهج الكبير والملاحظة الثانية ولعلها ناقشها عن الأولى أن المؤلف يصدر أحكاماً ضخمة حاسمة في يسر وسهولة وبدون اكتراث، وبلا تحرج. هذا التحرج الذي توجبه عوامل كثيرة.
والملاحظة الثالثة – وقد اشرت إليها من قبل - : هي عدم التفرقة بين المعرفة بالعنصر النفسي، والقدرة على التصرف بما توجبه هذه المعرفة.
والملاحظة الرابعة أن روح "النفعية" تنال من الاستاذ الترحيب والتنويه في كثير من الأمثلة التي ضربها، وفي كل تعليق عليها. وهذا اتجاه خطر في تقويم الاشخاص والأحداث...
وندع هذا الاجمال إلى التفصيل بذكر الأمثلة على ما نقوله.
***
تتحقق الملاحظة الأولى في الكتاب كله. وحسبك أن تعلم أن الاستاذ المؤلف قد أصدر أحكاماً حاسمة على محمد  ، وعلى خلفائه رضي الله عنهم، وعلى معاوية وعمرو بن العاص، وبشير بن سعد، والمغيرة بن شعبة، وزياد بن أبيه، وعبد الملك ابن مروان، والحجاج، وموسى بن نصير، ومروان بن محمد.. كل أولئك في عشر ومئة صفحة، إذا نحن أخرجنا المقدمة والتعقيب، وفصلا عن سياسة المال، من الكتاب الذي لا تتجاوز صفحاته أربعا وأربعين ومئة صفحة من قطع الجيب في سلسلة اقرأ".
ولو كان الأمر أمر حادثة تشرح، وموقف يروى. لكان في هذا الحيز الكفاية، ولكنه – قلت – أصدر أحكاماً حاسمة ضخمة على هذه الشخصيات ، ومدى معرفتها أو جهلها بالعناصر النفسية في سياستها. وهذا تقويم نهائي لكل شخصية من تلك الشخصيات التي يحيط بها عدد لا يحصى من العوامل والأسباب والخفايا، ولا بد من دراسة هذا كله قبل الحكم عليها ذلك الحكم القاطع الصريح.
***
أما الملاحظة الثانية، فتبدو على أتمها في الحكم على موقف " عمر بن الخطاب" من العهد بالخلافة، وندع المؤلف يبين رأيه في هذه السطور:
"مرض رسول الله  مرضه الذي قبض فيه فأمر أبا بكر أن يصلي بالناس، فلم يزل أبو بكر يصلي بالناس حتى اليوم الذي مات فيه الرسول، ثم كان من أمر السقيفة ما كان، وجرى فيها من تنازع المهاجرين والأنصار ما جرى حتى تمت البيعة لأبي بكر" .
"ثم مرض أبو بكر المرض الذي مات فيه، فاستخلف على المسلمين عمر ابن الخطاب.
"ثم طعن عمر، فدخل عليه وهو في البيت من جراحه، وسألوه أن يستخلف عليهم، فكيف كانت سبيله في هذا الاستخلاف؟
"لم يخل استخلاف عمر على المسلمين من كثير من الحيرة والتردد، فهو لم يشأ أن يحمل المسلمين حياً وميتاً، ثم رأى أنه إذا استخلف فقد استخلف من هو خير منه، يعني أبا بكر؛ وإذا ترك الأمر فقد تركه من هو خير منه، يعني النبي؛ ثم رأي أنه لو أدرك أبا عبيدة بن الجراح لاستخلفه، وولاه، ولو أدرك معاذ بن جبل لاستخله، ولو أدرك خالد بن الوليد لولاه، وفي هذا كله كثير من الحيرة. ثم رأى في عليٍّ بطالة وفكاهة، وفي طلحة زهراً ونخوة، وفي عبد الرحمن بن عوف صلاحاً مع ضعف، ورأى أن سعداً صاحب مقنب وقتال، لا يقوم بقرية لو حمّل امرها، ورأى أن الزبير لقيس، مؤمن الرضى، كافر الغضب، شحيح، ورأى أن عثمان لو ولي الخلافة لحمل قومه بني أبي معيط على رقاب الناس؛ ثم سأل أن يدلوه على برٍ تقي يوليه؛ ثم صح عزمه على أن يستخلف النفر الذي توفي الرسول وهو عنهم راض. فجعل الخلافة شورى بين هؤلاء الستة من المهاجرين الأولين، وهم علي وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص. ومنهم من حدث أن سعداً لم يكن في الشورى ، أما عبد الله بن عمر فقد أدخله أبوه فيها على أنه خارج من الخلافة وليس له إلا الاختيار.
"كل هذا يدل على الاتباك، ولقد كانت هذه الطريقة سبيلاً إلى المخاصمة، فقد تشاحّ أصحاب الشورى على الخلافة، وأخروا إبرام الأمر، ورجاء كل واحد منهم أن يكون خليفة، حتى إن أبا طلحة بكى وقال: كنت أظن بهم خلاف هذا الحرص، إنما أخاف أن يتدافعوها، فلقد طال تناجي القوم وتناظرهم، ودفع كل واحد منهم صاحبه عنها ، وكاد يؤدي هذا الأمر إلى الفتنة، فقد تطلع الناس إلى معرفة خليفتهم وإمامهم، واحتاج من أقام لانتظار ذلك من أخل البلدان إلى الرجوع إلى أوطانهم، "ولسنا ندري ما الذي حمل سيدنا عمر على الوقوع في هذا الاتباك، وقد كان قادراً على أن يستخلف أصلح القوم، وهو يعرفهم واحداً واحداً، ويعرف عيوبهم وفضائلهم، ولكنه عدل عن ذلك. وإذا لجأت إلى الحرية في الكلام قلت: خاف التبعة ففر منها، فان جعل الأمر شورى بين جماعة كل واحد منهم يريد الخلافة لنفسه مخالف للقواعد النفسية في السياسة، ولقد أنقذ الله المسلمين من فتنة الشورى وكانوا في غنى عنها لو حزم عمر.
"ولاشك في انتخاب الرعية لراعيها أو الأمة لرجال الحكم فيها تعبير هذا العصر إنما هو أرفع ما وصل إليه عقل البشر من أشكال الحكم الديمقراطي، ولكن هذا النوع من الحكم لم يتكامل بعدُ في أيامنا هذه، فجدير به أن يكون في أيام عمر أقل تكاملا، ففكرة عمر في أن يجعل أمر المسلمين شورى بين ستة يتزاحمون على الخلافة غلطة نفسية، وقد أدرك معاوية هذه الغلطة، ومثله لا يكاد يفوته شيء من أسرار السياسة النفسية، فقد ذكروا أن زياداً أوفد ابن حصين إلى معاوية، فأقام عنده ما أقام؛ ثم إن معاوية بعث إليه ليلاً فخلا به، فقا له: يا ابن حصين! قد بلغني أن عندك ذهناً وعقلاً، فأخبرني عن شيء أسألك عنه، قال: سلني عما بدا لك. قال: أخبرني ما الذي شتت أمر المسلمين وملأهم وخالف بينهم؟ قال: نعم، قتل الناس عثمان، قال: ما صنعت شيئاً. قال: فمسير علي إليك وقتاله إياك، قال: ما صنعت شيئاً، قال طلحة والزبير وعائشة وقتال عليَّ إياهم. قال ما صنعت شيئاً، قال ما عندي غير هذا يا أمير المؤمنين. قال فأنا أخبرك أنه لم يشتت بين المسلمين ولا فرق أهواءهم إلا الشورى التي جعلها عمر ستة نفر، وذلك أن الله بعث محمداً بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، فعمل بما أمر الله به، ثم قبضه الله وقدم أبا بكر للصلاة ،فرضوه لأمر دينهم، فعمل بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جعلها شورى بين ستة نفر، فلم يكن رجل منهم إلا رجاها لنفسه ، ورجاها له قومه، وتطلعت إلى ذلك نفسه، ولو أن عمر استخلف عليهم كما استخلف أبو بكر ما كان في ذلك اختلاف.
"وهذا هو الرأي المختمر، فالشورى غلطة نفسية رحم الله من غلطها".
بمثل هذا الجزم الحاسم يصف موقف عمر. وأيسر الانصاف كان يقتضي أن يحسب حساب الزمن المتطاول بين عهد عمر وعهدنا؛ وحساب العوامل الكثيرة المتشابكة في الموقف؛ هذه العوامل التي قد يكون معظمها قد ضاعت معالمه، والباقي بين يدينا منها قليل. والشخصية التي يصدر عليها مثل هذا الحكم السريع شخصية جليلة ضخمة، فذة في تاريخ الاسلام كله، فلا أقل من مثل هذا الاحتياط.
على أنني لست من أنصار القداسة المطلقة للشخصيات الاسلامية، ولست أعني مما تقدم أن أحرم المعاصرين حق الحكم على هذه الشخصيان. ولكني أريد أن تتوافر أسباب الحكم كاملة. ولقد كان هذا الجزم الحاسم يقتضي من المؤلف بسط الكثير من ظروف الموقف، وتجليتها في سعة من المجال ليجيء الحكم مستوفياً أسبابه، وليقنع الناس بأحقيته.
على أنه لم يرد حتى أن يلتفت إلى الأسباب التي أثبتها في روايته. ولو التفت إليها لحماه ذلك من الجزم القاطع في قوله: "فالشورى غلطة نفسية رحم الله من غلطها" وفي قوله كذلك: "لو حزم عمر"!
وحيرة عمر – كما يسميها – كانت لها أسبابها الوجيهة كما يقرر: "فهو لم يشأ أن يحمل المسلمين حيا وميتاً". وهذا عنصر نفسي في نفس عمر له تقديره. "ثم رأى أنه إذا اساخلف فقد استخلف من هو خير منه، يعني أبا بكر، وإذا ترك الأمر فقد تركه من هو خير منه يعني النبي". ووجود هاتين السابقتين القريبتين كفيل بأن يحعل الجزم القاطع لا محل القاطع لا محل له. وقد اختار عمر طريقة تجمع بين الطريقتين، لأن ظرفه وموقفه لم يكن كواحد من الاثنين قبله. فمحمد صلى الله عليه وسلم لم يوص لأحد لئلا تصبح هذه سنة، ولعوامل أخرى كثيرة وكان واضحا أن أبا بكر هو أول مؤمن به من الرجال، وهو صاحبه في الغار، وهو "الصديق" فقدمه في اللحظة الأخيرة إلى الصلاة. وقد اتجهت الأنظار إليه يوم السقيفة لهذه الأسباب جميعاً ولعوامل السريع في هذا اليوم. وأبو بكر أوصى لعمر، لأن حروب الردة كانت قريبة، فلم يكن من المأمون أن يترك أمر المسلمين بعده لأي نزاع، وقوائم الاسلام تهتز وهي في حاجة إلى التوطيد. وكان عمر هو أبرز رجل بعد أبي بكر – وذلك إذا استثنينا عليّا وحوله كانت ملابسات كثيرة في نفوس القوم – ولو لم يكن أبو بكر حيا بعد النبي لكان عمر هو رجل يوم السقيفة. فلم يكن أبو بكر إذن ليخشى معارضة لعمر بعده، في الوقت الذي يحتم عليه الموقف أن يختار خليفته. أما عمر فلم يكن موقفه كواحد من سلفيه العظيمين. فالاسلام امبراطورية ثابتة ولا خوف عليها من التشاور. وليس أحد بعده بارزا يرتضيه الجميع بلا منازع. كما كان هو بعد أبي بكر. والرجال الذين مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض – وهم الذين جعل عمر الشورى فيهم - ليس فيه الأفضل إطلاقا في ضمير عمر – وقد تحدث عن كل منهم بما يفيد ذلك – فلم يبق له إلا يجعل الأمر شورى فيهم. وقد فعل.
وليس ما نقله الأستاذ من أقوال "معاوية" حجة. فمعاوية كان يريد بهذا القول التمهيد لاستخلاف ابنه يزيد . وهنا عنصر نفسي فات الأستاذ جبري ملاحظته!
ولست أجزم الجزم القاطع برأيي هذا – كما فعل الأستاذ في تخطئة عمر – ولكني أريد فقط ألا نسارع إلى الحكم القاطع، وبين يدينا كفتا الميزان – على الأقل – تتأرجحان!!!
***
أما الملاحظة الثالثة فأظهر دليل حكمه على "علي بن أبي طالب" بأنه كان يجهل العناصر النفسية في صراعه مع معاوية. ذلك حين يقول:
"إذا ثبتت الحاجة إلى معرفة الأمور النفسية في سياسة أحد من العمال والخلفاء. فما ثبتت هذه الحاجة مقدار ثبوتها في سياسة " علي بن أبي طالب" – كرم الله وجهه - .
أو حين يقول:
"لم تكن معرفته بالأمور النفسية على قدر صراحته. فاذا لم تنجح سياسته النجاح كله، فهذا سببه أنه لم يخطر على باله أن طلب الحقوق يستلزم كثيراً من حسن الموارد والمصادر. فليس كل صاحب حق في هذه الدنيا بواصل إلى حقه على مثل هذه السبيل ومن بعض كلامه: "لا يزيدني كثرة الناس حولي عزة، ولا تفرقهم عني وحشة، لأني محق". فهذا كلام رجل لا يبالي بأساليب السياسة في طلب الحق ولا يهتم بروح الجماهير".
أو حين يقول:
"وكما صعب عليه إدراك أسرار السياسة من حيث الكثرة والقلة فيها، فقد صعب عليه إدراك هذه الأسرار من حيث عمل المال في الجماعات. قام رجال من أصحابه فقالوا له: يا أمير المؤمنين! أعط هؤلاء هذه الأموال، وفضل هؤلاء الأشراف من العرب وقريش على الموالي ممن يتخوف خلافه على الناس وفراقه. فاذا استقام لك ما تريد عدت إلى أحسن مما كنت عليه من القسم. فقال علي: أتأمروني أن أطلب النصر بالجود فيمن وليت عليه من الإسلام، فوالله لا أفعل ذلك ما لاح في السماء نحم!".
ثم يعلق على ذلك فيقول:
"لم يدر نضر الله عظامه، أن الناس عامة إنما همهم حطام هذه الدنيا، فكان يعز عليه أن يعتقد أن الناس يدورون كيف دارت مصالحهم ومنافعهم، فلم يعاملهم رجل السياسة، وإنما عاملهم رجل الأخلاق، فكان من عواقب هذه المعاملة شكواه منهم في كل كلام ، وفي كل خطبة".
"وعلى كل إذا قل نصيبه من معرفة نفوس البشر على حقائقها، ومن قرنه السياسة بهذه المعرفة، فلم يقل نصيبه من غير هذه الفضائل".
وهكذا يحكم على علي – كرم الله وجهه – بأنه كان يجهل النفس البشرية لمجرد أنه لم يستخدم الوسائل السياسة التي استخدمها خصماه: "معاوية وعمرو بن العاص" .
وأبسط نظرة تكشف أن هناك فارقا كبيراً بين معرفة السلاح، واستخدام هذا السلاح. فلم يكن الفرق بين علي وبين خصميه أنه يجهل النفس البشرية وأنهما يعرفانها. إنما كان الفرق في حقيقته هو الرضى باستخدام كل سلاح، يرضاه الخلق البشرية وأهوائها. ولكنه لم يكن يتدنى لاستخدام الأسلحة القذرة جميعاً.
وفي رده على من أشاروا عليه بتوزيع المال لرشوة الضمائر ما يكفي: "أتامروني أن أطلب النصر بالجور فيمن وليت عليه من الاسلام. فوالله لا أفعل ذلك مالاح في السماء نجم"! فحين قالها لم بكن جاهلا " أن الناس عامة همهم حطام هذه الدنيا". ولكنه كان مترفعاً عن استخدام سلاح تستقذره نفسه الكريمة ويستخدمه خصمه بلاتحريج!
وكذلك رده على "ابن عباس" حينما استصوب إشارة "المغيرة بن شعبة" على علي بأن يولى الزبير البصرة ويولى طلحة الكوفة، يدل على هذا، فلقد قال: "ولو كنت مستعملا أحداً لضره ونفعه لا ستعملت معاوية على الشام" فهو إذن لم يكن يجهل ما يضر وما ينفع، ولكنه كان يأبى ويترفع!
وقد عاد الأستاذ جبري ليقول: "أجل، إنا نظلم علياً إذا جردناه من معرفة الناس وبواطنهم" بعدما رأى أن هناك حوادث وأقوالا تقطع بفطنته إلى نوازع الناس وبواطنهم. ولكنه عقب على هذا بقوله: "إلا أنه كان قليل الحظ من الاستفادة من المعرفة النفسية في السياسة" دون أن يبين لماذا كان قليل الحظ من الاستفادة. فقد يكون هذا عن عدم معرفة الوسائل، أو لضعف عن استخدام هذه الوسائل. كما يكون للترفع عن الأسلحة الملوثة والوسائل الهابطة. وهذا هو الذي كان، وكان حقيقاً بالبيان.
إن معاوية وزميله عمْراً لم يغلبا علياً لأنهما أعرق منه بدخائل النفوس، وأخير منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب. ولكن لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح، وهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع. وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا ملك علي أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل. فلا عجب ينجحان ويفشل، وإنه لفشل أشرف من كل نجاح.
على أن غلبة معاوية على علي، كانت لأسباب أكبر من الرجلين: كانت غلبة جيل على جيل، وعصر على عصر، واتجاه على اتجاه. كان مدّ الروح الاسلامي العالي قد أخذ ينحسر. وارتد الكثيرون من العرب إلى المنحدر الذي رفعهم منه الاسم، بينهما بقي علي في القمة لا يتبع هذا الانحسار، ولا يرضى بأن يجرفه التيار. من هنا كانت هزيمته، وفي هزيمة أشرف من كل انتصار.
***
وهنا نصل إلى الملاحظة الرابعة. إذ نرى المؤلف يهش لروح النفعية في السياسة، ويشيد بأصحابها، ولا يعترف بغير النجاح العملي، ولو على اشلاء المثل العليا والأخلاق.
ونحن لا نتجنى لى الأستاذ شفيق جبري بهذه الكلمات. فاسمعه يقول عن
خديعة المصاحف": "وعلى كل حال فان هذه الخديعة التي أوحى إلى صاحبها بها علم النفس. كان فيها حقن دماء المسلمين، وخديعة فيها منتهى حرب ومنتهى دماء ، إنما هي خديعة خير"!!!
من هذا التعليق، ومن إشادته بمعاوية في كل موضع نحس شديد إعجابه بسياسة معاوية. وقد عرفنا من قبل رأيه في ترفع علي.
ونحن نأخذ على المؤلف هذا الاتجاه الخطر. فما كانت خديعة المصاحف و سواها خديعة خير. لأنها هزمت علياً ونصرت معاوية. فلقد كان انتصار معاوية هو أكبر كارثة دهمت روح الاسلام التي لم تتمكن بعد من النفوس. ولو قد قدر لعلي أن ينتصر لكان انتصاره فوزاً لروح الاسلام الحقيقية: الروح الخلقية العادلة يمض عليها نصف قرن كامل، وقد قضي عليها فلم تقم لها قائمة بعد – إلا سنوات على يد عمر بن عبد العزيز – ثم انطفأ ذلك السراج، وبقيت الشكليات الظاهرية من روح الاسلام الحقيقية.
لقد تكون رقعة الاسلام قد امتدت على يدي معاوية ومن جاء بعده. ولكن روح الاسلام قد تقلصت، وهزمت ، بل انطفأت.
فأن يهش إنسان لهزمة الروح الاسلامية الحقيقية في مهدها، وانطفاء شعلتها بقيام ذلك الملك العضود... فتلك غلطة نفسية وخلقية لا شك فيها.
على أننا لسنا في حاجة لأن ندعوهم إلى خطة معاوية. فهي جزء من طبائع الناس عامة. إنما نحن في حاجة لأن ندعوهم إلى علي، فهي التي تحتاج إلى ارتفاع نفسي يجهد الكثيرين أن ينالوه.
وإذا احتاج جيل لأن يدعي إلى خطة معاوية، فلن يكون هو الجيل الحاضر على وجه العموم. فروح "مكيافيلي" التي سيطرت على معاوية قبل مكيافيلي بقرون، هي التي تسيطر على أهل هذا الجيل، وهم أخبر بها من أن يدعوهم أحد إليها! لأنها روح "النفعية" التي تظلل الأفراد والجماعات والأمم والحكومات!
وبعد فلست "شيعياً" لأقرر هذا الذي أقول. إنما أنظر إلى المسألة من جانبها الروحي الخلقي، ولن يحتاج الانسان أن يكون شيعياً لينتصر للخلق الفاضل المترفع عن "الوصولية" الهابطة المتدنية، ولينتصر لعلي على معاوية وعمرو. إنما ذلك انتصار للترفع والنظافة والاستقامة.
ويخطئ من يعتقد أن النجاح العملي هو أقصى ما يطلبه الفرد وما تطلبه الانسانية. فذلك نجاح قصير العمر ينكشف بعد قليل، والأستاذ شفيق جبري يتفق معنا في هذه النتيجة النظرية – وإن لم يطبقها على أحكامه – فقد قال في نهاية الكتاب:
"فان السياسة التي لا خلق لها إنما هي سياسة لا تلبث أن تتلاشى كما يتلاشى الدخان في الفضاء. وما نجحت سياسة بعض رجال العرب في الماضي، مثل الذين أتيت على ذكرهم إلا لأن أصحابها كانوا على خلق عظيم. وكانوا زيادة على ذلك علمين بأسرار النفوس، واقفين على حقائق الطبائع، مطلعين على خفايا الأمزجة.
"فاذا تجرد رجال السياسة من الأخلاق ومن معرفة نفوس الناس، ضاعت سياستهم، وضاع الناس ، وضاعت البلاد في وقت واحد".
كلام صادق مسلم به عند التعميم. نختلف عليه مع الأستاذ عند التطبيق " ولكل وجهة هو موليها" وله الشكر على كل حال أن أثار هذه الخواطر والتعليقات في هذا الموضوع القيم الدقيق.
***



#حسين_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحرش الديني .. بركان مصر القادم – لا محالة
- هل فشلت 25 يناير
- روح العبيد احتلت الفيس وتويتر كما احتلتنا؟!
- الديمقراطية التي نبحث عنها وهل الإخوان هم جودو!!!؟
- أول ضربه وجهت للثورة هو جعلها ثورة دينيه!
- حسين شفيق المصري – الخواجه بدم مصري
- قراءة في رواية (في قلب امرأه)
- النقد هو السر؟!
- في ظل كارثة بور سعيد
- القطة وفلسفة الحكم
- الشعر بديلاً للانتحار عند أمل دنقل
- المستقبل فى ظل الدين والفلسفة والعلم .. أوجه الحياة الثلاث
- كل أكتوبر وانتم طبيبين فى ظل المسمار؟!
- حكاية الجثة وسياسة الكلب وحكاية أخرى؟!
- من معاوية إلى نابليون إلى الأخوان الإسلام هو الحل شعار نقشه ...
- نحن زي الكورة – حديث العالم
- فى رمضان المسجد ... محاولة للفهم؟!!
- آه يا فيس بوك يا حبيبي يا بن الإيه
- ثورة 25 يناير مثل شجرة التوت؟!
- ملاحظات على دفتر 25 يناير


المزيد.....




- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عبد العزيز - المفكر سيد قطب يعرض لنا كتاباً مهماً لابد أن نقرأه