أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - مسؤولية اليسار، وآفاق الحراك الشعبي...















المزيد.....


مسؤولية اليسار، وآفاق الحراك الشعبي...


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 4043 - 2013 / 3 / 26 - 11:34
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


مداخلة حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، في الندوة التي عقدتها حركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية، بمدينة خريبكة المغربية.
قدمها: محمد الحنفي: عضو الكتابة الوطنية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.

تقديم:

تحية نضالية عالية، من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ومن قيادته الوطنية، ومن الكاتب العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الرفيق عبد الرحمن بنعمرو، إلى:

ــ حركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية في مدينة خريبكة.

ــ الرفاق في تجمع اليسار الديمقراطي.

ــ الهيئات السياسية، والنقابية، والحقوقية، والجمعوية الحاضرة معنا.

ــ كل سكان مدينة خريبكة، وطليعتهم الطبقة العاملة.

ــ الحضور الكريم.

إن الموضوع الذي بين أيدينا: ((مسؤولية اليسار، وآفاق الحراك الشعبي...))، الذي اقترحته حركة الشبيبة الديمقراطية، مشكورة، هو موضوع يحمل الكثير من الدلالات، لماله من عمق في الرؤيا، وفي الوقوف على واقع الذات اليسارية، وعلى واقع الحراك الشعبي، وهو لذلك موضوع ثري.

ومنذ النظرة الأولى لهذا الموضوع، نجد أنه يتكون من شقين:

ــ الشق الأول: مسؤولية اليسار .

ــ الشق الثاني: آفاق الحراك الشعبي.

وسوف نعتمد هذا التكوين في منهجيتنا، لتصير عناصر موضوعنا كالتالي:

1) مسؤولية اليسار.

2) الحراك الشعبي.

3) علاقة اليسار بالحراك الشعبي.

4) آفاق الحراك الشعبي.

5) دور اليسار في الحراك الشعبي.

أولا: مسؤولية اليسار:

قبل الحديث عن مسؤولية اليسار، لا بد من الوقوف على:

1) مفهوم اليسار، الذي يمكن مركزته في كل الحركات التي تقتنع بالاشتراكية العلمية، أو تدعي ذلك، أو تقتنع بالاشتراكية فقط، أو تدعي ذلك، وتسعى، في ممارستها النضالية، إلى تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، أو تسعى إلى تحقيق الاشتراكية، حسب مفهوم معين لها، وتعمل بدرجة، أو بأخرى، على توعية الجماهير الشعبية الكادحة، من أجل انخراطها في النضال، من أجل ذلك.

2) والإطارات المشكلة لليسار، هي كل الإطارات التي تقتنع بالاشتراكية العلمية، أو بالاشتراكية فقط، وتبني أيديولوجيتها، وتنظيماتها، ومواقفها السياسية، انطلاقا من ذلك الاقتناع، ومن التراث الاشتراكي، وفي إطار العلاقة مع الواقع.

ووضعية اليسار المغاربي، والعربي، هي نفسها كما في المغرب، تقريبا، مع بعض التفاوتات.

وهذا اليسار يمكن تصنيفه إلى نوعين أساسيين:

ا ــ اليسار المخزني.

ب ــ اليسار المناضل.

4) اليسار المخزني، الذي يمكن تصنيفه، كذلك، إلى:

ا ــ اليسار المخزني الحكومي، المتمثل في ظرفنا الراهن، في التقدم، والاشتراكية.

ب ــ اليسار المخزني البرلماني المعارض، المتمثل في حالة الاتحاد الاشتراكي.

ج ــ اليسر المخزني غير الحكومي، وغير البرلماني، المعارض، المتحالف مع حزب الدولة، كما هو الشأن بالنسبة لحزب العمال، والحزب الاشتراكي، وحزب الخضر، وحزب جبهة القوى الديمقراطية.

وهذه الأنواع الثلاثة من اليسار المخزني، لا تخلو قواعدها من وجود صدق نضالي في مستوى معين، إلا أنهم غالبا لا يغادرون منطقة الظل، ولا يلجون دائرة الضوء، ويعبرون عن ذلك في العلاقات الخاصة مع مناضلي اليسار المناضل.

5) اليسار المناضل، الذي يشمل كل التوجهات اليسارية الحاضرة في الساحة النضالية، في مختلف المراحل التاريخية لما بعد استقلال المغرب، والتي قد تتسع، وقد تتقلص، إلا أنها في ظل الشروط التي يعيشها المغرب، يمكن إجمالها في:

ا ــ حزب المؤتمر الوطني الاتحادي.

ب ــ الحزب الاشتراكي الموحد.

ج ــ حزب النهج الديمقراطي.

د ــ حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.

وهذه الأحزاب الأربعة، المشكلة لليسار المناضل، اختارت تشكيل تحالفين أساسيين، ومهمين في تاريخ اليسار المغربي الحديث:

ا ــ تجمع اليسار الديمقراطي، الذي يضم الأحزاب الأربعة، من أجل تنسيق الجهود المشتركة، من أجل القيام بعمل مشترك في الميدان الجماهيري.

ب ــ تحالف اليسار الديمقراطي، الذي يضم حزب المؤتمر الوطني الاتحادي، والحزب الاشتراكي الموحد، وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذي سوف يتم الارتقاء به إلى مستوى فيدرالية اليسار الديمقراطي، التي تعتبر محطة مرحلية، في أفق إنضاج شروط الاندماج.

وعلى أساس تشكيل هذين الإطارين من أحزاب اليسار المناضل، نسجل:

1) الارتقاء باليسار إلى مستوى القيام بالعمل المشترك، في صفوف الجماهير الشعبية الكادحة.

2) وجود برنامج للعمل المشترك، في إطار تجمع اليسار الديمقراطي.

3) وجود برنامج للعمل المشترك في إطار تحالف اليسار الديمقراطي، بالإضافة إلى الإعداد، والاستعداد لوجود برنامج فيدرالية اليسار الديمقراطي.

4) اقتناع جميع أحزاب اليسار المناضل، بضرورة وحدة عمل اليسار في الميدان، مع استمرار وجود قضايا خلافية.

5) الانفتاح على فصائل اليسار الأخرى، التي توافق على برنامج تجمع اليسار الديمقراطي، أو على برنامج تحالف اليسار الديمقراطي، أو على برنامج فيدرالية اليسار الديمقراطي مستقبلا.

6) الانحياز إلى الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة.

7) الالتزام بالنضال من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، ومن أجل فرض احترام الكرامة الإنسانية.

وعندما يتعلق الأمر بمسؤولية اليسار المناضل، نجد أن هذه المسؤولية يمكن أن تصنف إلى:

1) مستوى الواقع، الذي يجب أن نسجل فيه: أن اليسار المغربي المناضل تحمل مسؤوليته في:

ا ــ المحافظة على هويته الأيديولوجية، والتنظيمية، والسياسية.

ب ــ الحرص على بناء تنظيمات اليسار، والمحافظة على هوية كل تنظيم، أيديولوجيا، وتنظيميا، وسياسيا.

ج ــ التواجد في التنظيمات النقابية، والحقوقية، والجمعوية، باعتبارها تنظيمات جماهيرية.

د ــ التواجد في حركة 20 فبراير، كفكر، وكممارسة ميدانية، والمساهمة في صياغة مطالبها الأساسية، والعمل على وضع الشعارات المتناسبة معها، وحماية كل ذلك من التحريف، من أجل المحافظة على هويتها الشعبية.

ه ــ تفعيل تجمع اليسار الديمقراطي، وتحالف اليسار الديمقراطي، الذي يأتي في إطاره تفعيل الإعداد، والاستعداد لبناء فيدرالية اليسار الديمقراطي.

و ــ اتخاذ مواقف سياسية مشتركة، إما باسم تجمع اليسار الديمقراطي، أو باسم تحالف اليسار الديمقراطي، من مختلف القضايا السياسية المطروحة.

2) على مستوى آفاق عمل اليسار، نجد أن مسؤولية اليسار تتمثل في:

ا ــ الاستمرار في ضبط التنظيمات اليسارية، وتطويرها أيديولوجيا، وتنظيميا، وسياسيا.

ب ــ ضبط التحالفات اليسارية، وتطوير القواسم المشتركة أيديولوجيا، وتنظيميا، وسياسيا.

ج ــ تفعيل البرنامج المشترك، في إطار تحالفات اليسار المناضل.

د ــ تنسيق جهود اليساريين، العاملين في مختلف الإطارات الجماهيرية.

ه ــ المحافظة على مبادئ المنظمات الجماهيرية.

و ــ المواجهة الأيديولوجية، والتنظيمية، والسياسية للحركات الأصولية، في صفوف الجماهير الشعبية الكادحة.

ز ــ الحرص على إشاعة الفكر الاشتراكي العلمي، في صفوف الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة.

ح ــ المساهمة في تطوير الفكر الاشتراكي العلمي، في علاقة هذا الفكر بالواقع المتحول على جميع المستويات.

ط ــ نسج علاقات، وتحالفات، مع حركات اليسار المناضل مغاربيا، وعربيا، وعالميا.

ي ــ وضع خطة دقيقة، وواضحة، والشروع في تفعيلها، من أجل بناء الجبهة الوطنية العريضة، للنضال من أجل الديمقراطية.

اي ــ الحرص على قيادة الجبهة، في نضالها المتواصل أيديولوجيا، وسياسيا، من أجل تحقيق المجتمع المتحرر، والديمقراطي، والاشتراكي، والشروع مباشرة في بناء الدولة الاشتراكية.

ثانيا: الحراك الشعبي:

وبعد استعراضنا لمفهوم اليسار، ومكوناته، وتحالفات السار المناضل، وآفاق عمله، ننتقل إلى الحديث عن الحراك الشعبي:

1) مفهوم الحراك الشعبي: إن المراد بالحراك الشعبي، هو كل هذه الانتفاضات الشبابية الشعبية، التي عرفتها البلدان المغاربية، والعربية، للمطالبة بإسقاط الفساد، والاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، وتحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، واحترام الكرامة الإنسانية، في ظل دولة مدنية ديمقراطية، انطلاقا من دستور شعبي ديمقراطي.

2) وقد عرفت هذا الحراك البلدان المغاربية، والعربية، انطلاقا من تونس، ثم مصر، واليمن، وليبيا، والأردن، والبحرين، والمغرب، وسوريا، وباقي البلدان المغاربية، والعربية، التي لم ترتفع فيها حدة الحراك، إلى ما صار عليه الأمر في البلدان المذكورة.

3) وبالنسبة للمغرب، فقد عرف حركة 20 فبراير، التي تميزت بأرضيتها التأسيسية، وبشعاراتها الساعية إلى إسقاط الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، واحترام الكرامة الإنسانية، في أفق إقرار دستور شعبي ديمقراطي، بملكية برلمانية، حسب المعايير الدولية.

4) وقد بدأت حركة 20 فبراير قوية، في برنامجها، وفي شعاراتها، وفي كثافة الملتحقين بها من أفراد الشعب، ومن مختلف التوجهات اليسارية، والمؤدلجة للدين الإسلامي، واليمينية، واليمينية المتطرفة، واليسارية المتطرفة، قبل أن يلتف عليها النظام المخزني، بدستور فاتح يوليوز 2011 الممنوح، وبانتخابات غير حرة، وغير نزيهة، أفرزت حكومة تقودها العدالة، والتنمية، التي لا تختلف عن الحكومات المخزنية السابقة.

5) غير أن هذه الحركة، عرفت تراجعا كبيرا، بعد وصول الحكومة المخزنية، التي يرأسها بنكيران، نتيجة ل:

ا ــ ارتفاع حدة القمع البلطجي / المخزني. في عهد هذه الحكومة المخزنية الجديدة، وتعرض العديد من مناضلي حركة 20 فبراير إلى الاعتقال، بتهم ملفقة، لا يمكننا كيسار إلا أن ندينها إدانة صارخة.

ب ــ انسحاب العديد من التوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، وعلى رأسها جماعة العدل والإحسان.

ج ــ اختلاف الرؤى، والتصورات، في صفوف الإطارات التي استمرت في التواجد في حركة 20 فبراير.

د ــ انهماك الأحزاب اليسارية، المكونة لتجمع اليسار الديمقراطي، ولتحالف اليسار الديمقراطي، في إعادة ترتيب شؤونها الداخلية، وفي إعادة ترتيب تجمع اليسار الديمقراطي، وتحالف اليسار الديمقراطي.

ه ــ غياب وضوح الرؤيا، في صفوف الجماهير الشعبية الكادحة بالخصوص.

و ــ انعدام موقف نقابي داعم لحركة 20 فبراير، من قبل جميع المركزيات النقابية، مع تسجيل أن المركزية النقابية الوحيدة، التي فتحت مقراتها لحركة 20 فبراير، هي الكنفيدرالية الديمقراطية للشغل، التي تركت لمناضليها حرية الالتحاق بهذه الحركة، أو عدم الالتحاق بها.

ثالثا: علاقة اليسار بالحراك الشعبي:

وبعد وقوفنا على مفهوم الحراك الشعبي، وعلى حركة 20 فبراير المغربية، ننتقل إلى الوقوف على علاقة اليسار بالحراك الشعبي بصفة عامة، وعلاقة اليسار المغربي بحركة 20 فبراير بصفة خاصة. وهذه العلاقة تتميز ب:

1) ارتباط اليسار العضوي، والجدلي، بالحراك الشعبي، باعتباره المجال الأرقى لتواجد هذا اليسار.

2) قيام اليسار بدور مركزي، وأساسي، على مستوى الدعم المادي، والمعنوي، وعلى مستوى تنظيم وقيادة هذا الحراك.

3) قيام الحراك الشعبي، بإحداث صدمة في صفوف اليسار، مما جعله ينتبه إلى حالة التشرذم، والتشتت، التي يعاني منها، مما قاده إلى الانهماك في لملمة صفوفه، في أفق استعادة قوته.

4) عجز اليسار عن الاستفادة من الحراك الشعبي، نظرا لوضعية التشرذم، والتفكك، التي كان، ولازال يعاني منها.

5) كثافة أتباع الحركات المؤدلجة للدين الإسلامي، وعدم مواجهة هذه الحركات أيديولوجيا، وسياسيا، في صفوف الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، نظرا لغياب ممارسة واضحة، في صفوف اليسار، تجاه هذه الحركات.

6) اضطراب مواقف اليسار تجاه الحراك الشعبي في سورية، خاصة في ظل التمويل السعودي / القطري / التركي / الأوروبي / الأمريكي لهذا الحراك، الذي تحول إلى مواجهة عسكرية مع النظام الاستبدادي القائم.

7) وفيما يخص علاقة اليسار المغربي بحركة 20 فبراير، نجد أن:

ا ــ اليسار المخزني، عندما يرتبط بحركة 20 فبراير، إنما يرتبط بها، من أجل الاستفادة منها، قبل أن ينسحب.

ب ــ اليسار المناضل الذي سعى منذ البداية، ويستمر في ذلك السعي، إلى دعم حركة 20 فبراير، وتقويتها، والعمل على استعادة تلك القوة، بعد انسحاب الحركات المؤدجة للدين الإسلامي.

فما هو دور اليسار المغربي المناضل، في حركة 20 فبراير؟

لقد لعب اليسار المغربي المناضل، في حركة 20 فبراير، دورا أساسيا، ومركزيا، يتجلى في:
ا ــ المساهمة في صياغة الأرضية التأسيسية، لهذه الحركة.

ب ــ الحرص على البعد الشعبي لحركة 20 فبراير، والدفاع عن استقلاليتها.

ج ــ محاصرة المحاولات المستمرة، والمتواصلة، للخروج عن الأرضية التأسيسية.

د ــ فضح الممارسات المخزنية، الهادفة إلى إضعاف حركة 20 فبراير.

ه ــ مواجهة كل أشكال القمع البلطجي / المخزني لحركة 20 فبراير، وبكل الوسائل الممكنة.

و ــ ضبط الشعارات، وفرض الانضباط للأرضية التأسيسية.

رابعا: آفاق الحراك الشعبي:

وعندما نتكلم عن آفاق الحراك الشعبي، فإننا نستحضر، بالضرورة، أن توقف هذا الحراك، رهين بتحقيق المطالب المطروحة، وليس سقوط رؤوس الأنظمة، كما حصل في تونس، وفي مصر، حيث تبين أن هذا الحراك لم يتوقف، بقدر ما تغيرت خريطته، ليصير حراكا جماهيريا، ذو بعد طبقي / أيديولوجي / سياسي. وهذه الآفاق، تشمل مستويين:

1) مستوى البلدان المغاربية، والعربية، حيث نجد استمرار شروط قيام الحراك الشعبي، كما يحصل في تونس، وفي مصر، بالإضافة إلى استمرار نفس الحراك الشعبي، في العديد من البلدان العربية، نظرا ل:

ا ــ استمرار إنتاج الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، في كل البلدان التي عرفت، وتعرف الحراك الشعبي.

ب ــ عدم الاستجابة للمطالب الشعبية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي يطالب بتحقيقها الحراك الشعبي.

ج ــ استمرار انتشار الفساد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.

د ــ التمرس على الاحتجاج السلمي، وعدم الخوف من العواقب.

2) مستوى حركة 20 فبراير، التي نجد شروط استمرارها في الشارع المغربي، لا زالت قائمة، نظرا ل:

ا ــ غياب دستور ديمقراطي شعبي، نظرا لكون دستور فاتح يوليوز 2011، لا يتجاوز أن يكون دستورا ممنوحا كسابقه.

ب ــ عدم الاستجابة للمطالب الشعبية، ذات الطبيعة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، الواردة في الأرضية التأسيسية لحركة 20 فبراير.

استمرار القمع البلطجي / المخزني للحركة، في العديد من المدن المغربية.

د ــ استمرار الحصار الإعلامي، والسياسي، المضروب على الحركة، من قبل الأحزاب الرجعية، والمؤدلجة للدين الإسلامي.

عدم تلقي أي دعم، أو مساندة، من قبل مختلف المركزيات النقابية المغربية، مما جعلها لا تتقوى إلا بإمكتانياتها الذاتية، وبما تتلقاه من الأحزاب والجمعيات الداعمة لها.

وما دامت الحركة لم تحقق مطالبها الواردة في أرضيتها التأسيسية، فإنها تستمر في الخروج، مهما كانت التضحيات التي تقدمها، بما في ذلك القمع البلطجي / المخزني، حتى تحقيق مطالبها الشعبية.

خامسا: دور اليسار المناضل في آفاق الحراك الشعبي:

وكلامنا عن آفاق الحراك الشعبي، يستدرجنا، كذلك، إلى الكلام عن دور اليسار في هذه الآفاق، الذي يمكن معالجته على مستويين:

1) المستوى المغاربي، والعربي، حيث نجد أن اليسار المناضل، يستمر في الارتباط بالحراك الشعبي، نظرا ل:

ا ــ كون دعم اليسار المناضل لهذا الحراك المغاربي، والعربي مبدئيا.

ب ــ حرص اليسار المناضل على قوة هذا الحراك، وعلى تجذره بين أفراد الشعب، في كل بلد مغاربي، أو عربي يعرف هذا الحراك.

ج ــ حرصه على قيام الحراك الشعبي، بتحقيق الأهداف الشعبية التي يطرحها.

د ــ انطلاقه من كون الحراك الشعبي، جاء تعبيرا عن رغبة الشعوب، في وضع حد للاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، وتحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية.

2) مستوى حركة 20 فبراير، حيث نجد، كذلك، استمرار اليسار المناضل في دعم هذه الحركة في نضالها، نظرا ل:

ا ــ العلاقة العضوية، والجدلية، التي صارت قائمة بين اليسار المناضل، وبين حركة 20 فبراير.

ب ــ كون الحركة في حاجة إلى هذا الدعم المتواصل، الذي تعتبره قوة لها.

ج ــ كون ذلك الدعم وسيلة لمحافظة حركة 20 فبراير، على ما راكمته من خلال نضالاتها.

د ــ حرص اليسار على مضاعفة الجهود، من أجل استعادة حركة 20 فبراير لقوتها، بعد انسحاب الحركات المؤدلجة للدين الإسلامي.

ه ــ ارتباط مصير اليسار، بمصير حركة 20 فبراير، كما ارتبط بمصير المنظمات الجماهيرية، التي يعمل فيها مناضلوه.

سادسا: خلاصات عامة:

وبعد استعراضنا لمسؤولية اليسار المناضل، وللحراك الشعبي، ولدور اليسار في الحراك الشعبي، ولآفاق الحراك الشعبي، ولدور اليسار المناضل في آفاق الحراك الشعبي، نخلص إلى القول ب:

1) أن وضعية اليسار على المستوى المغاربي، والعربي، هي وضعية متقاربة.

2) أن شروط انبثاق الحراك الشعبي مغاربيا، وعربيا، هي شروط تكاد تكون ، يمكن تلخيصها في الاستعباد، والاستبداد والاستغلال، ونهب ثروات الشعوب، وسيادة اقتصاد الريع.

3) أن علاقة اليسار المناضل، بالحراك الشعبي، هي علاقة عضوية، وجدلية.

4) أن وضعية الضعف، والتشرذم، التي يعاني منها اليسار المناضل، لا تسمح له بالاستفادة من الحراك الشعبي، كما حصل في تونس، وفي مصر.

5) قيام الحراك الشعبي، بإحداث صدمة في صفوف اليسار المناضل، مما جعله يلجأ إلى تقوية تنظيماته، ونسج التحالفات بين مكوناته.

6) أن حركة 20 فبراير، كامتداد للحراك الشعبي في المغرب، تكاد تتشابه شروط قيامها، مع شروط قيام الحراك الشعبي على المستوى المغاربي، والعربي.

7) أن وضعية اليسار المغربي، لا تختلف عن وضعية اليسار المغاربي، والعربي.

8) أن الخطوات المنجزة حتى الآن، في صفوف الأحزاب اليسارية المناضلة، تنبئ بتحول نوعي في صفوف اليسار.

9) أن التمييز بين اليسار المغربي المناضل، واليسار المخزني، أصبح ضرورة مرحلية، لإزالة اللبس، الذي يحكم علاقة الجماهير الشعبية الكادحة، باليسار المناضل.

10) أن آفاق استمرار حركة 20 فبراير، تبقى مفتوحة على المستقبل، نظرا لاستمرار دواعيها.

11) أن دور اليسار المناضل في حركة 20 فبراير، سوف يصير رائدا مع مرور الأيام، ومع إنضاج شروط قوة اليسار المناضل.

12) أن الصراع الأيديولوجي، والسياسي، هو الناظم الذي سوف يحكم علاقة اليسار المناضل، بالتوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي.

13) أن الفعل المبدئي المستقبلي، سوف يبقى في ظل إفرازات استمرار الحراك الشعبي، فعلا يساريا مناضلا بامتياز، ودون منازع، ودون مزايدات بين أطراف اليسار.

وتحية نضالية عالية، مرة أخرى، إلى حركة الشبيبة الديمقراطية، وإلى الحضور الكريم.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.....4
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.....3
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.....2
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.....1
- حركة 20 فبراير بشعبية مطالبها وليست بلحى بعض مكوناتها...!!!
- لماذا يقبل المغربي بالانبطاح، ودوس كرامة الإنسان فيه؟!!!
- هل يستعيد سكان منطقة الرحامنة كرامتهم؟ أم أنهم يصرون على الا ...
- ((المناضل)) اللي كايقطع ((سباطو))، والمناضل اللي كايقطع سباط ...
- رسالة مفتوحة إلى كل الرفيقات، والرفاق، في المؤتمر الوطني الا ...
- التعليم العمومي، ومعالجة الأزمة: (وجهة نظر)...!!!.....11
- انعتاق الدين الإسلامي من الأدلجة، مساهمة في تحرير المسلمين م ...
- الذين لا قيمة لهم، لا يكتبون إلا التعاليق الرديئة، والمنحطة. ...
- التعليم العمومي، ومعالجة الأزمة: (وجهة نظر)...!!!.....10
- النقد، والنقد الذاتي، والنقد الهدام.....!!!
- أنا مضطر للكتابة، ومن حقي أن أعمم، وما أكتبه لا يخص فلانا، أ ...
- عندما يحيا الشخص ليدخر يموت فيه الإنسان وعندما يعيش ليحيا يص ...
- هل الانبطاح من أجل التخلص من اليأس؟ أم من أجل تحقيق التطلعات ...
- التعليم العمومي، ومعالجة الأزمة: (وجهة نظر)...!!!.....9
- التعليم العمومي، ومعالجة الأزمة: (وجهة نظر)...!!!.....8
- التعليم العمومي، ومعالجة الأزمة: (وجهة نظر)...!!!.....7


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - مسؤولية اليسار، وآفاق الحراك الشعبي...