أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.....4















المزيد.....

كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.....4


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 4037 - 2013 / 3 / 20 - 18:34
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


أما إذا كانت الأفكار المستوحاة من الواقع سلبية، فإن الجهات المستفيدة منها، تتمثل في:

أولا: الطبقة الحاكمة، التي تضاعف استغلالها للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من أجل مضاعفة استفادتها منت ذلك الاستغلال، لمراكمة المزيد من الثروات، التي تمكنها من السيطرة على ثروات الشعب المغربي.

ثانيا: أجهزة الدولة المخزنية، الفاسدة أصلا، والتي من مصلحتها: صيرورة الأفكار المستوحاة من الواقع سلبية، حتى تستمر الإدارة المخزنية في ممارسة كافة أشكال الفساد، التي لا يتضرر منها، بالدرجة الأولى، إلا العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

ثالثا: باقي المستغلين، وسائر المستفيدين من الاستغلال، الذين يعيشون على هامش الطبقة الحاكمة، ويقتاتون من موائد استغلالها، في أفق التمرس على مراكمة المزيد من الثروات، التي تجمع بطرق غير مشروعة.

فالأفكار المستوحاة من الواقع، بإيجابيتها، أو سلبيتها، هي أفكار تعتمد أساسا لمعرفة الواقع، والوعي به، والعمل على الفعل فيه بطريقة ما، سواء كانت سلبية، أو إيجابية، حسب التوجه الفاعل:

هل هو توجه يسعى إلى تخريب الواقع؟

وهل هو توجه يسعى إلى خدمة الواقع خدمة إيجابية، من خلال العمل على تغييره، حتى يصير في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟

ووجه الاستفادة من الأفكار المستوحاة من الواقع، قد يكون لصالح الجماهير الشعبية الكادحة، في حالة إيجابية تلك الأفكار، وقد يكون لصالح الطبقة الحاكمة، وأجهزة الدولة المخزنية القمعية، وباقي المستغلين، وسائر المستفيدين من الاستغلال، في حالة سلبيتها.

فإذا تحققت الديمقراطية، بمضامينها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وتم احترام حقوق الإنسان، كما هي في الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية، المتعلقة بحقوق الإنسان، وتم إيجاد دستور شعبي ديمقراطي، يقر الفصل الفعلي بين السلطات، وتم إجراء انتخابات حرة، ونزيهة، تحت إشراف هيأة مستقلة، وتم إيجاد حكومة بكافة السلطات، من الأغلبية البرلمانية، تكون الاستفادة لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

أما إذا لم يتحقق أي شيء من ذلك، وبقي الوضع على ما هو عليه، وبقي الاستعباد متمكنا من رقاب المغاربة، والاستبداد مسلطا على الاقتصاد، والمجتمع، والثقافة، والسياسة، والاستغلال يستمر في استهداف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، فإن الاستفادة تبقى لصالح الطبقة الحاكمة، وأجهزة الدولة المخزنية القمعية، وباقي المستغلين، وسائر المستفيدين من الاستغلال المادي، والمعنوي لكادحي المجتمع المغربي، وطليعته الطبقة العاملة.

والعلاقة القائمة بين أفراد المجتمع، وبين الواقع، تصير حسب الموقع الذي تحتله كل طبقة اجتماعية، من علاقات الإنتاج. وهذه العلاقة قد تصير علاقة توافق، أو قد تصير علاقة تناقض، أو علاقة جدلية.

فإذا كان نمط الإنتاج السائد مثلا، هو نمط الإنتاج الرأسمالي التبعي، كما هو الشأن بالنسبة لنا في المغرب، فإن علاقة التوافق، هي التي تصير قائمة بين الطبقة الحاكمة، ودولتها المخزنية، وباقي المستغلين، وسائر المستفيدين من الاستغلال، وبين الواقع الذي يمارس فيه الاستغلال الهمجي، على كادحي المجتمع المغربي. أما إذا كان نمط الإنتاج يسود فيه التوزيع العادل للثروة، في إطار تتحقق فيه الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، فإن علاقة التوافق، كذلك، هي التي تصير قائمة بين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وبين الواقع الذي ينتفي فيه الاستغلال، وتسود فيه الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.

وبالنسبة للعلاقة القائمة بين نمط الإنتاج الرأسمالي التبعي، فإن علاقة التناقض، هي التي تصير قائمة بين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وبين الواقع الذي تنتفي فيه الحرية، والديمقراطية، والكرامة الإنسانية، والعدالة الاجتماعية، ويسود فيه الاستغلال الهمجي للكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة.

أما بالنسبة لنمط الإنتاج الذي يسود فيه التوزيع العادل للثروة، وينتفي فيه الاستغلال، وتسود فيه الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، فإن علاقة التناقض، هي التي تجمع بين الطبقات الحاكمة، وباقي المستغلين، وسائر المستفيدين من الاستغلال المادي، والمعنوي للمجتمع، وبين الواقع الذي لا يخدم إلا مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

وفيما يخص العلاقة الجدلية القائمة بين أفراد المجتمع، وبين الواقع، فهي علاقة يفترض فيها خدمة الواقع، والاستفادة منه، في إطار قيام تفاعل بين أفراد المجتمع، وبين الواقع، رغبة في تطور المجتمع، بتطور أفراده، وتطور الواقع بتطور مختلف مكوناته، في مختلف المجالات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى يصير الواقع في خدمة أفراد المجتمع، وفي خدمة الواقع، باعتباره مشتركا بين جميع أفراده.

غير أن الواقع يختلف من طبقة إلى أخرى، مما يترتب عنه اختلاف في العلاقة الجدلية، كذلك، من طبقة، إلى أخرى، ومن واقع تلك الطبقة، إلى واقع طبقة أخرى.

ولذلك، نجد أن العلاقة الجدلية بين الطبقة الحاكمة، وباقي المستغلين، وسائر المستفيدين من الاستغلال، وبين واقع هذه الطبقة، ومن يسبح في فلكها، يتمثل في عملها على تطوير آليات الاستغلال المادي، والمعنوي للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من أجل مضاعفة استغلالهم، حتى تتضاعف الفوائد التي تجنيها من وراء الاستغلال. وهو ما يعني: أنه بقدر ما تتطور آليات الاستغلال، بقدر ما ترتفع الفوائد، وبقدر ما تبقى آليات الاستغلال متخلفة، بقدر ما تكون الفوائد، كذلك، متخلفة.

كما نجد أن العلاقة القائمة بين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وبين واقعهم، يتمثل في العمل على تطوير النضال المادي، والمعنوي، من أجل تحسين أوضاعهم المادية، والمعنوية. ولذلك، نجد أنه بقدر ما يعمل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، على تطوير الآليات التي تقود نضالاتهم، بقدر ما ينتزعون المزيد من المكاسب المادية، والمعنوية، وبقدر ما تكون تلك الآليات ضعيفة، ومهترئة، بقدر ما تخضع لمضاعفة استغلالها.

والاختلاف من طبقة، إلى طبقة أخرى، تقتضيه طبيعة النظام الرأسمالي التبعي، الذي نخضع له، وخاصة في ظل الدولة المخزنية، باعتبارها دولة التعليمات، وليست باعتبارها دولة للحق، والقانون.

ففي ظل الدولة الرأسمالية التبعية، باعتبارها دولة مخزنية، تتضاعف الامتيازات، ويتضاعف القمع، ويتضاعف الاستغلال، كنتيجة حتمية لمضاعفة الامتيازات، ولمضاعفة القمع.

ولكن عندما تصير الدولة متحررة، وعندما تصير دولة للحق، والقانون، ودولة ديمقراطية، لا وجود فيها لشيء اسمه الامتيازات، تصير العلاقة الجدلية بين الأفراد، والجماعات، وبين الواقع، مختلفة عن العلاقة القائمة بينهما، في إطار الدولة الرأسمالية التبعية، باعتبارها دولة مخزنية، ودولة مانحة لمختلف الامتيازات، التي تدخل في إطار اقتصاد الريع.

وانطلاقا من هذا الاختلاف القائم بين الدولة الرأسمالية التبعية، وبين دولة الحق، والقانون، نجد أن العلاقة الجدلية بين جميع أفراد المجتمع، مهما كانت طبقتهم التي ينتمون إليها أو يصنفون في إطارها، هي علاقة ترتبط بطبيعة القوانين المعمول بها. فإذا كانت هذه القوانين متقدمة، ومتطورة، كانت استفادة جميع أفراد المجتمع متقدمة، ومتطورة، وإذا كانت القوانين متخلفة، كانت الاستفادة أيضا متخلفة، والعلاقة مع الواقع هي علاقة مع الآليات القانونية، التي يناضل الجميع من أجل تطويرها، حتى تصير في خدمة الجميع.

وهكذا، يتبين أن العلاقة التي يجب أن تقوم بين جميع أفراد المجتمع، وبين الواقع، ليست هي علاقة التوافق، وليست هي علاقة التناقض، بل هي علاقة التفاعل، التي لا تتمثل إلا في إطار العلاقة الجدلية، التي تقتضي من الجميع الأخذ، والعطاء، والسعي المستمر إلى مضاعفة العطاء، من أجل مضاعفة الأخذ، الذي يقتضي بذل مجهود مضاعف، من أجل تطوير القوانين المعمول بها، في المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى تصير أكثر خدمة للإنسان، مهما كانت الطبقة التي ينتمي إليها، ما دمنا في دولة الحق، والقانون.

ونحن في ظل الدولة المخزنية الرأسمالية التبعية، نجد أن كلام الناس شيء، والكلام المستوحى من الواقع شيء آخر، ولا وجود لأية علاقة قائمة بين كلام الناس، والكلام المستوحى من الواقع؛ لأن ما يميز كلام الناس، هو الطابع الميتافيزيقي / الغيبي، الذي لا نجد له إلا مبررا واحدا، وهو الهروب من الواقع، الذي لا يستطيع الناس فهمه، واستيعابه، ولا يمتلكون آليات تطويره، حتى يصير في خدمة جميع أفراد المجتمع. أما ما يميز الكلام المستوحى من الواقع، فهو النطق الصارخ بالحجج، وبالوقائع العينية، التي تفصح عن حقيقة الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي يعاني منها الكادحون، وطليعتهم الطبقة العاملة، والتي تفرض ضرورة التحرك، من أجل تغيير تلك الأوضاع، حتى تزول معاناة الكادحين.

وهذا الفرق القائم بين كلام الناس، والكلام المستوحى من الواقع، لا يمكن وصفه إلا بالفرق بين الغيبي اللا مجسد، الذي لا يمكن القبض عليه، وبين الواقعي المجسد، الذي يمكن إدراكه بمجموع سماته.

والناس لا يتطورون أبدا، مادام كلامهم غيبيا، وما دامت الأحاديث التي تجري فيما بينهم، ذات مواضيع غيبية، لا تلتمس أن تجد لها مكانا في الواقع، الذي يبقى متخلفا، تخلف العقول التي لا تفكر إلا في الغيب، حتى وإن كان أصحاب تلك العقول، يحملون أعلى الشهادات.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.....3
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.....2
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.....1
- حركة 20 فبراير بشعبية مطالبها وليست بلحى بعض مكوناتها...!!!
- لماذا يقبل المغربي بالانبطاح، ودوس كرامة الإنسان فيه؟!!!
- هل يستعيد سكان منطقة الرحامنة كرامتهم؟ أم أنهم يصرون على الا ...
- ((المناضل)) اللي كايقطع ((سباطو))، والمناضل اللي كايقطع سباط ...
- رسالة مفتوحة إلى كل الرفيقات، والرفاق، في المؤتمر الوطني الا ...
- التعليم العمومي، ومعالجة الأزمة: (وجهة نظر)...!!!.....11
- انعتاق الدين الإسلامي من الأدلجة، مساهمة في تحرير المسلمين م ...
- الذين لا قيمة لهم، لا يكتبون إلا التعاليق الرديئة، والمنحطة. ...
- التعليم العمومي، ومعالجة الأزمة: (وجهة نظر)...!!!.....10
- النقد، والنقد الذاتي، والنقد الهدام.....!!!
- أنا مضطر للكتابة، ومن حقي أن أعمم، وما أكتبه لا يخص فلانا، أ ...
- عندما يحيا الشخص ليدخر يموت فيه الإنسان وعندما يعيش ليحيا يص ...
- هل الانبطاح من أجل التخلص من اليأس؟ أم من أجل تحقيق التطلعات ...
- التعليم العمومي، ومعالجة الأزمة: (وجهة نظر)...!!!.....9
- التعليم العمومي، ومعالجة الأزمة: (وجهة نظر)...!!!.....8
- التعليم العمومي، ومعالجة الأزمة: (وجهة نظر)...!!!.....7
- ما مصير الذين كانوا محسوبين على اليسار، بعد شروعهم في تبخيس ...


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.....4