أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.....1















المزيد.....

كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.....1


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 4016 - 2013 / 2 / 27 - 19:12
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


عندما ننصت إلى ما يدور في المجتمع من أحاديث، سوف نجد أن عقول أفرد المجتمع فارغة، وأن هؤلاء الأفراد، لا يفكرون في أبعد من وضع أقدامهم، وأن ما يروجونه من أفكار بسيطة، لا تتجاوز أن تكون أساسا لقيام الجواسيس بتكوين تصور عن الواقع، وترتيب تلك الأفكار، وإعداد التقارير، ورفعها إلى الأجهزة الموظفة لهم، إلى درجة أن تلك الجهة الداخلية، أو الخارجية، تصير عالمة بالسر، وأخفى، عن المجتمع، أكثر من الأفراد المكونين له، الصانعين لأحداثه، المساهمين في بناء حياته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والمفكرين في كيفية صياغة مستقبله، كيفما كانت هذه الصياغة، وكيفما كان هذا المستقبل، المربين لأجياله المتعاقبة، إلى غير ذلك، مما يمكن أن يقوم به أفراد المجتمع، الذين يتداولون فيما بينهم أفكارا بسيطة، بساطة الإنسان المغربي، الذي لا يهتم بأي شيء يمكن أن يذهب عنه النوم.

ولكن عندما نستنطق الواقع، نجد أنه يمدنا بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت من الأفكار العميقة، والغنية، عن مختلف الجوانب الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي تعج بالكثير من المشاكل، التي تفتقد الحلول المناسبة، والتي تنعكس سلبا على واقع الإنسان المغربي، المعبر عن تردي مختلف الأوضاع، التي لا تنال اهتمام غالبية أفراد المجتمع، حتى وإن كانوا ضحايا ذلك التردي، نظرا لكونهم نشأوا، وتربوا على اللا مبالاة بما يجري حولهم، خوفا من أن يصيروا موضوع مساءلة من قبل الجهات الاستخباراتية، والأمنية، وغير ذلك.

فماذا يروج أفراد المجتمع؟

وفي ماذا يمكن تصنيفه؟

وبماذا تتعلق الأفكار التي يتداولونها؟

وماذا تخدم تلك الأفكار؟

وما مظاهر انعكاسها على مجموع أفراد المجتمع؟

ومن هي الجهات التي تستفيد من تلك الأفكار؟

وما وجه تلك الاستفادة؟

وما هي الأفكار المستوحاة من الواقع؟

وما هو التصنيف الذي تستحقه؟

وبماذا تتعلق الأفكار المستوحاة من الواقع؟

وماذا تخدم الأفكار المستوحاة من الواقع؟

وما مدى انعكاس أفكار الواقع على أفراد المجتمع، في حالة الاقتناع بإيجابيتها؟

ومن هي الجهات التي تستفيد من تلك الأفكار المستوحاة من الواقع؟

وما وجه تلك الاستفادة؟

وما هي العلاقة القائمة بين أفراد المجتمع، وبين الواقع؟

هل هي علاقة توافق؟

هل هي علاقة تناقض؟

هل هي علاقة جدلية؟

وما نوع العلاقة التي يجب أن تقوم بين أفراد المجتمع، وبين الواقع، حتى يساهموا في تطويره، ومن أجل أن يتطوروا؟

ونحن نستمع إلى ما يروجه الناس فيما بينهم، في المجتمع المغربي، وفي المقاهي، وحتى بين أفراد الأسرة الواحدة، نجد أنهم لا يهتمون إلا باليومي، والآني من الحياة، وبالتوافه من الكلام، وبعورات الأفراد، الذين يعرفونهم، والذين لا يعرفونهم، وبالأمور التي لا تستحق الاهتمام، من أجل قتل الوقت، ومن أجل تشويه صور الأفراد، والجماعات، وإعطاء صورة مشوهة عن الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، حتى لا يعرف كما هو، على الأقل، من أجل أن لا يتصور الناس: كيف يجب أن يكون.

وقد كان المفروض أن يهتم جميع أفراد المجتمع، في المجتمع، وفي المقاهي، وداخل الأسر، وفي المنتديات الخاصة، بالقضايا الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، التي لها علاقة بالواقع، والمنبثقة عن التفاعلات العميقة، التي يعرفها الواقع في تجلياته المتنوعة، من أجل الوصول إلى رسم صورة متكاملة، وعلمية، ودقيقة عنه، من أجل رسم صورة متكاملة، ودقيقة، لما يجب أن يكون عليه، سعيا إلى تطويره، بما يتناسب مع التصور القائم في البلدان المتقدمة، والمتطورة، والتي لا يهتم أفراد المجتمع فيها، إلا بالقضايا الجوهرية، التي تهم مستقبل بلدانهم المتطورة أصلا، سعيا إلى حماية ذلك التطور، وأملا في الاستمرار على نفس وتيرة التطور، التي تضاعفت، من رفاه الأفراد، والجماعات في تلك البلدان.

وما يهتم به الأفراد، والجماعات، في المجتمع المغربي على المستوى العام، وعلى مستوى الأسر، وفي المقاهي، وفي المنتديات، لا يستحق الاهتمام، ولا يمكن تصنيفه إلا في إطار التوافه، التي كان يمكن أن تصير من المقذوفات في مزابل التاريخ، وفي أماكن جمع قمامة الاهتمام بالتوافه، من أجل التخلص منها، كإرث منحط عن ماضي الأمية، والجهل، والفقر، والمرض، وانعدام الوعي بالواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، وعدم امتلاك تصور عنه، كما يجب أن يصير على المدى القريب، والمتوسط، والبعيد، انطلاقا من مخطط تنموي، يستهدف تطوير المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى يتأتى لأفراد المجتمع، أن يعرفوا: ما هي الحياة الكريمة، وكيف يجب أن تتحول إلى رفاهية كريمة، خالية من كل أشكال البؤس، والفقر، والمرض، وغير ذلك، مما تنتجه حياة التخلف، التي يوجد عليها المجتمع المغربي.

والأفكار التي يتداولها أفراد المجتمع تتعلق ب:

أولا: ممارسات الأفراد، والجماعات، غير المنتجة، وغير المفيدة، والمعرقلة لأي تقدم، أو تطور اقتصادي، أو اجتماعي، أو ثقافي، أو سياسي، ما دامت تلك الممارسات، لا تهدف إلى إحداث أي شكل من أشكال التطور، وما دامت مرتبطة باليومي، وبجزئيات الحياة العامة، وما دامت تنحرف عن المسار العام للمسلكية الفردية، والجماعية، وما دامت لا تخدم إلا المصالح الفردية، والآنية، ولا تخدم المصالح الطبقية أبدا.

ثانيا: العمل على تمرير الوقت، بتناول الأحاديث، والأفكار المتنوعة، من أجل تحقيق عدم الإحساس بالزمن، خاصة إذا كانت تلك الأحاديث، وتلك الأفكار، تصرف عن الارتباط بالواقع، كما هو الشأن بالنسبة للفكر الخرافي، الذي يقود إلى التفكير في اللا معقول، وتجنب الخوض في المعقول، حتى وإن كان بسيطا، حتى لا ينشغل الأفراد بما يجري في الواقع، ويسقطوا في التفكير في القضايا الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي قد تنتقل بالتفكير إلى مستوى امتلاك الوعي بالواقع، بعد معرفته، وامتلاك تصور عن التحول الذي يجب أن يصير إليه الواقع.

ثالثا: تتبع الممارسات الانتهازية، ومحاولة تمثلها، والعمل على إعادة إنتاجها، سعيا إلى الحصول على مكاسب معينة، تلبي التطلعات الطبقية للأفراد، ذوي النزوعات البورجوازية الصغرى، المريضة بالسعي الدؤوب، إلى تحقيق تطلعاتها الطبقية، التي يصير تحقيقها على حساب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين يخضعون للاستغلال الهمجي، الذي تمارسه الطبقة الحاكمة، وباقي المستغلين، وسائر المستفيدين من الاستغلال المادي، والمعنوي.

رابعا: الاشتغال على النميمة بين الأفراد، والجماعات، وبين الأفراد، والأفراد، وبين الجماعات، والجماعات، بهدف إفساد العلاقات القائمة، حتى يصير ذلك الإفساد في صالح هذا الفرد، أو هذه الجماعة، على حساب ذلك الفرد، أو تلك الجماعة. ذلك أن النميمة هي الملاذ للذين لا عمل لهم، إلا تتبع عورات الناس، ونواقصهم، والبحث عن المشاكل القائمة في المجتمع، مهما كان هذا المجتمع، من أجل اعتمادها في بناء منظومة النميمة، التي تخدم مصالح معينة.

والخلاصة، أننا إذا خالطنا الناس، وعملنا على أن نتتبع الأفكار التي يعالجونها، ويتداولونها فيما بينهم، سوف نجد أنها أفكار لا تستحق الاهتمام، والتداول؛ لأنها، في معظمها، فارغة. وإذا كان لها دور معين، فإن هذا الدور، لا يتجاوز إفساد العلاقات القائمة بين أفراد المجتمع، سواء كانت اقتصادية، أو اجتماعية، أو ثقافية، أو سياسية.

والأفكار التي ذكرناها على سبيل المثال فقط، وليست على سبيل الحصر، حتى لا يعتقد البعض، أنه يمكن تجاوزها، والقضاء عليها، بجعل الأفراد، والجماعات، ينصرفون إلى الاهتمام بالواقع، من أجل الوعي به، والعمل على تغييره.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة 20 فبراير بشعبية مطالبها وليست بلحى بعض مكوناتها...!!!
- لماذا يقبل المغربي بالانبطاح، ودوس كرامة الإنسان فيه؟!!!
- هل يستعيد سكان منطقة الرحامنة كرامتهم؟ أم أنهم يصرون على الا ...
- ((المناضل)) اللي كايقطع ((سباطو))، والمناضل اللي كايقطع سباط ...
- رسالة مفتوحة إلى كل الرفيقات، والرفاق، في المؤتمر الوطني الا ...
- التعليم العمومي، ومعالجة الأزمة: (وجهة نظر)...!!!.....11
- انعتاق الدين الإسلامي من الأدلجة، مساهمة في تحرير المسلمين م ...
- الذين لا قيمة لهم، لا يكتبون إلا التعاليق الرديئة، والمنحطة. ...
- التعليم العمومي، ومعالجة الأزمة: (وجهة نظر)...!!!.....10
- النقد، والنقد الذاتي، والنقد الهدام.....!!!
- أنا مضطر للكتابة، ومن حقي أن أعمم، وما أكتبه لا يخص فلانا، أ ...
- عندما يحيا الشخص ليدخر يموت فيه الإنسان وعندما يعيش ليحيا يص ...
- هل الانبطاح من أجل التخلص من اليأس؟ أم من أجل تحقيق التطلعات ...
- التعليم العمومي، ومعالجة الأزمة: (وجهة نظر)...!!!.....9
- التعليم العمومي، ومعالجة الأزمة: (وجهة نظر)...!!!.....8
- التعليم العمومي، ومعالجة الأزمة: (وجهة نظر)...!!!.....7
- ما مصير الذين كانوا محسوبين على اليسار، بعد شروعهم في تبخيس ...
- التعليم العمومي، ومعالجة الأزمة: (وجهة نظر)...!!!.....6
- التعليم العمومي، ومعالجة الأزمة: (وجهة نظر)...!!!.....5
- التعليم العمومي، ومعالجة الأزمة: (وجهة نظر)...!!!.....4


المزيد.....




- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.....1