أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - عشر سنوات.. الانسان موقف















المزيد.....

عشر سنوات.. الانسان موقف


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 4043 - 2013 / 3 / 26 - 01:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تنته الحرب على العراق، منذ الغزو والاحتلال وما بعد ذكراها العاشرة، ما زالت اثارها ومفاعيلها مستمرة. كتبت عنها قبل نشوبها وبعده، وأشرت الى الكثير من تداعياتها ومخاطرها، مثل عديد من المهتمين فعلا بمصائر الشعب والوطن والمؤمنين حقا بإرادة الشعوب وخياراتها وان طال الزمن عليها او جارت احداثه. هذه الحرب تذر ترابها على جراح العراق، بأشكال متعددة وبأساليب متنوعة، لا تترك شعبه يعيش ايامه بأمن واستقرار وطمأنينة ورفاهية وينعم بثرواته وخيراته ويحتل مكانه في محيطة وبيئته.
جمعت الكثير من تلك المقالات في كتاب نشر تحت عنوان: لا للحرب.. خطط الغزو من اجل النفط والإمبراطورية، (دار نينوى، دمشق منتصف عام 2004) وما زالت الاراء المنشورة معبرة عن موقف وعن حرص وخشية على شعب ووطن. ( كما صدر بعده الكتب التالية عن دار التكوين، دمشق: لا للاحتلال (2005)، واشنطن – لندن: احتلال بغداد (2007)، العراق .. صراع الارادات (2009)) لم تكن تلك الكلمات صريحة وحسب بل ومؤلمة لأنها صراخ في برية عالم يتجه الى الحرب والدمار والخراب والقتل وتمزيق الاوطان والشعوب. عشر سنوات طويلة عجاف، ومياه كثيرة جرت في انهارها وخرابها وأوجاعها وأحزانها، وفضائح كثيرة تكشفت ولم يستطع اخفاءها او تبريرها، وجرائم مصاحبة لها ارتكبت ولم تقدر الادارة التي تتحكم بشؤون العالم وبكل وسائلها التستر عليها او اخفاءها. وفي ذكراها العاشرة اصبحت الصورة اكثر وضوحا والعدوان ابرز اثباتا وجريمة الاحتلال وفظائعها مسجلة بشواهدها ووقائعها وآلامها.
اورد فقرات من تقديم الكتاب للتذكير وشكر المؤسسات التي نشرتها وتضامنت معها بأي شكل من الاشكال ومنها جريدة الوطن الغراء، حيث كان الامر ليس يسيرا في ظل هيمنة وغلبة العدوان وأصحابه وآلياته وأمواله وحتى تهديداته المعروفة وخطورته المعهودة وخوف البعض منه ومجاراته. ورغم ذلك ارتفعت اصوات كثيرة ضد الحرب والغزو والاحتلال، وانطلقت تظاهرات في اكثر من 400 مدينة في العالم تندد بمشاريع وخطط الغزو والعدوان وتشجب بصوت عال مخططات وتصريحات الادارات التي قامت بها وخططت لها وادراتها. حينها كتبت: العلاقة جدلية بين الانسان والموقف.... والموقف في الكتابة والتعبير عن الرأي الصريح، في زمن ملتبس وظروف مرتبكة ومساحات شائكة، كما هو اليوم، كالقبض على الجمر، حيث تتصاعد اسئلة الصراع وقضايا الكفاح بين الانسان ومنتهكي حقوقه من القوى التي تخطط بإستراتيجية للهيمنة الامبراطورية وبمختلف الوسائل وشتى الصعد وأنواع الاسلحة وتجهز تيارات غالبة اسما وعلى السطح لديها ما تملكه وما تغش به وتخدع نفسها وغيرها وتحيل الجغرافية والحاضر الى فوضى، والقيم الى مفردات، والمبادئ الى شعارات. وتكون قوة الرأي والموقف معلومة في مصارعته وإعلانه وتصديه واستقرائه رغم التفاوت في موازين القوة وعدم التكافؤ في وسائل التحدي ويبقى الرأي لصاحبه والموقف لكاتبه، لاسيما في استمرار الوقوف بمعناه النضالي امام اساليب محاربته وقمعه وتوظيف امكانات كتمه وإغراءات حصره، رغم رفع لافتات براقة، زيفا وخدعة اعلانية، بالحرية والديمقراطية والرأي الاخر والاختلاف.
من وقائع الحال سجلت: تشير الوقائع وأسلحة التمويه الشامل التي مارستها قوى الصراع ضد الانسان وما تبذله من الجهود والأموال التي وضعتها الى اهمية الموقف والرأي الصريح والرد المعنوي ولو بأضعف الايمان وتبين الكلمة وجرأتها وشجاعتها في التصدي والمقاومة والاستمرار في كشق ما يخفي وتوضيح ما يستر.
ووضحت ان هذه المقالات كتبتها في فترة ممتدة بين نهاية عام 2002 وحتى شن الحرب واحتلال العراق في نيسان 2003، اضع اعادة طبعها كما نشرت في حينها، دون تغيير او تحديث، محاولة لتكون امام القارئ الكريم من جديد شهادة للتاريخ وصورة واضحة عن رأي معارض بشدة للحرب العدوانية ومشعليها، وصوتا عاليا ضد الاحتلال، وضد العسف والقمع والاستبداد من أي جهة او سلطة، صغيرة او كبيرة، محلية او دولية، من جهة وتقديرا لمكانة الرأي العام وقدراته في بث مسوغات جدوى الكتابة والكفاح ضد الحرب والاحتلال، وإعطاء الموقف النبيل والرأي الجريء مكانه وموقعه الصحيح ايضا بالنسبة لقوى التغيير من جهة اخرى.
كانت اجواء الفترة الزمنية مشحونة بسجالات، وحوارات ساخنة بين تيارات وأحزاب وقوى سياسية وارتهانات وارتباطات لا عدد لها وضغوط وحسابات لا تحصى، وضمن تلك المناخات الملتهبة وتبادل الاحكام السريعة والظالمة والاتهامات الجاهزة تتأتى قوة الموقف وقيمة الرأي وسداد الحكمة وشجاعة الكلمة، لاسيما وقد اعطت الحياة ودروس الاحداث صدقية وراهنية وقيمة فعلية وعبرة للجميع.
... لقد شنت الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها على الشعوب العربية والإسلامية حروبا مفتوحة وبتهم لم تستطع لحد الان اثباتها، وغزت بلدين جديدين، هما افغانستان والعراق، وواصلت دعمها للاحتلال الصهيوني لفلسطين بكل قوتها، ولما تزل تسعى وتهدد غيرها من البلدان، خاصة القائمة على مخزونات البترول والغاز والوارثة للحضارات وعمق التراث الانساني، وبعد فقدانها المبررات والمصداقية رفعت شعارات عامة خادعة ومولت ما تريد من حملات مختلفة لترويجها وزرعها في هذه البلدان، خارقة بها القوانين الدولية وقواعد العمل الدولي واتفاقيات والمواثيق الملزمة والمتفق عليها، ومعرضة السلم والأمن الدوليين الى مخاطر كبيرة ومنتجة مآس جديدة وكوارث غير محددة او معلومة النتائج، ومصادرة حقوق الشعوب بحرية اختياراتها وثرواتها ومستقبلها وحقوق الانسان بشكل عام.
وأكدت منتهيا بقصيدة لشاعر البلاط الملكي البريطاني اندرو موشن عن الحرب، والتي نشرتها صحيفة الغارديان على صفحتها الاولى يوم 9/1/2003 وهي مكونة من ثلاثين كلمة انجليزية بعنوان دواعي الحرب: (يقرأون كتبا جيدة/ ويقتبسون منها/ ولكنهم لم يتعلموا ابدا إلا لغة حريق الصواريخ/ اما كلامنا الاكثر استقامة فمحاصر بإحكام/ انها (الحرب) من اجل الانتخابات والمال والإمبراطورية والنفط والأب).
الانسان موقف.. تظل الكلمة التي يكتبها او يقولها شاهدا وشهادة.. ترسم عبرها وعبر السنوات والتاريخ قيمتها وجدواها وانتماءها ودورها وما تحمله من صورة التحدي والمواجهة والثبات والعزيمة.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشر سنوات.. والعراق جريح
- بعد عامين.. الى اين؟
- قمة تقسيم العالم العربي
- عدم الانحياز وحكم القانون
- الوحدة الوطنية صمام الاستقرار
- غائب وغالب
- صراع القهر وعبد الصبور
- إدريس والعالم
- تنوير العقل عبر ثقب إبرة
- يتكلمون بغير ألسنتهم..!
- الشاعر عبد الوهاب البياتي
- حدود مستباحة
- أمريكا: كشف المستور
- غائب طعمة فرمان... روائيا
- بعد كل تلك السنوات العجاف
- محاكمة بوش وإدارته، درس ضروري
- في رحاب الجواهري
- صراع الإرادات في المشهد السياسي العربي
- تكامل الشخصية في أدب غسان كنفاني وحياته
- الطبقة العاملة العراقية ووضعها الاجتماعي والاقتصادي


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - عشر سنوات.. الانسان موقف