أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الموسوي - إدريس والعالم















المزيد.....

إدريس والعالم


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 3631 - 2012 / 2 / 7 - 04:21
المحور: الادب والفن
    


بصراحة غير مطلقة، عنوان كتاب للكاتب الروائي القصصي والطبيب يوسف إدريس (18 أيار/ مايو 1927- 1 آب/ اغسطس 1991). وهذا الكتاب أول مجموعة مقالات نشرها في الصحف. من بين تلك المقالات مقال بعنوان: داخل الصندوق معركة، عن الناقد والفيلسوف محمود أمين العالم (18 شباط/ فبراير 1922- 10 كانون الثاني/ يناير 2009) وفيه خلاصة موقف ورأي. وكلاهما إدريس والعالم وسما المشهد الثقافي في مصر بميسم إبداعهما وخلدا اسميهما بما أنتجاه في مختلف مجالات الإبداع والمشاركة العضوية في العمل العام اليومي للمجتمع. فما كتبه أي منهما عن الآخر خصوصا له معناه ودلالته الثقافية وحجم التقدير والاحترام لكليهما، والثقافة في عصرهما.
يوسف إدريس أصدر أكثر من خمسين كتابا بين قصص قصيرة وروايات ومسرحيات ومقالات. ومحمود أمين العالم كذلك، له العديد من الكتب والدراسات والمقالات. وبينهما الكثير من غزارة الإبداع والاهتمام بالإنسان والموقف والجرأة والحماس من اجل التغيير. ونالا حصتهما من التعنت والسجن والهجرة. وظلا وفيين لنفسيهما ولشعبهما ووطنهما. وبقيا بما قدماه شاهدين كبيرين معبرين بوضوح عن دورهما والثقافة العربية.
أبدع إدريس في القصة والرواية والمسرح وكذلك في فن المقال وعاش حياته متنقلا بين هذه الفنون ومهنته الطبية. حولت بعض أعماله الروائية والقصصية إلى السينما فقدمت له ولها مجالات أوسع لنقل الصورة التي كتبها بالكلمات إلى عالم آخر جديد، أضاف إلى عالمه الإبداعي فرصة اخرى. وفي المقال المذكور، وهو قراءة ادريسية في كتاب لمحمود العالم، إشارات جريئة في النقد الأدبي ومواقفه من نقاد زمنه، وهم أسماء كبيرة في عالم الأدب والنقد الأدبي في العالم العربي. رغم مكانته الكبيرة في الأدب والكتابة وجد نفسه حائرا في اختيار هذه المجموعة من المقالات ووضعها بين ضفتي كتاب، ومنها هذا المقال..
كتب يوسف إدريس عن كتاب للعالم: الكتاب حقيقة صغير في حجمه، ولكني ترددت طويلا وأنا اقلب صفحاته. وكل كتاب في رأيي صندوق مغلق قد تفتحه فتفاجأ بكنز، وقد تضني نفسك فلا تخرج في النهاية إلا بقبضة لآلئ زائفة. ولكني هذه المرة متأكد من صاحب الصندوق.. فمحمود أمين العالم قد دخل حياتنا الثقافية والأدبية من أوسع أبوابها، دخل ليحتل المكان المرموق الشاغر، وحياتنا الأدبية الجديدة كانت في حاجة إلى الناقد الجديد الذي يستطيع ان يدرك أبعادها ويفهمها ومنها نفسها يستخرج الجوهر إلى الناس، يحسده ويدافع عنه... .. وفي اقصر وقت أصبح محمود أمين العالم هذا الناقد الذي تبوأ مكانه عن جدارة بين رعاة الحركة الأدبية الجديدة التي بشرت بالثورة وتفجرت معها.
سجل إدريس عن العالم: وميزة العالم ان الفلسفة عنده ليست موضوعا أكاديميا أو معادلات رياضية، ولكنها قضية تكاد تصبح .. بل تصبح فعلا قضية حياة أو موت، وقد اخذ البعض على محمود العالم حماسه وهو يعرض آراءه، ولكنها في الحقيقة ليست حماسة.. أنها اهتمام رجل وهب نفسه لرأيه وللدفاع عن وجهة نظره وفعل هذا بكل قدرة لديه. وهذا هو أروع ما في الموضوع.
وأضاف الكاتب وهو يسجل رأيه في أصحاب الآراء ومواقفهم والنقاد عن العالم أيضا: وحين اعتنق محمود العالم رأيه لم يحمله في يده صولجانا يتباهى به على الآخرين ويتهمهم بالتخلف ويشيد بسموه وتقدميته، إنما راح ببساطة يعمل من اجل إقناع الآخرين وكسبهم. لم يجعل همه ان يضبط الناس ويسجل عليهم تقاعسهم أو قصورهم، أو ينعى على الضعفاء ضعفهم. لم يحله رأيه إلى قاض أخلاقي يحكم على الضعفاء ويندد بهم، وإنما بكل سماحته مضى يبحث في الناس عن مواطن الخير ويحبذها ويمجدها، ويعيش رأيه فبينه وبين نفسه هو هو بينه وبين الناس، رأيه في وجهك هو نفس رأيه في غيبتك، وبلا تجارة بشرف الكلمة هو دائما شريف الكلمة، وبلا صراخ أو ضجيج منفعل واتخاذ لموقف الشهيد المعذب، ضحى ولم اسمعه مرة يذكر تضحيته، أو أحسست به واعيا أو مدركا لها وكأنها ما حدثت. ولم تكن هذه صفاته هو وحده، ان شعبنا حافل بالملايين من أمثاله، أخرهم وليس اقلهم هو العامل في السد العالي الذي لا يقرا ولا يكتب..
انتقل مباشرة بعد ذلك الرأي في العالم إلى كتابه: "معارك فكرية" صورة مصغرة لشخصه، كل ما في الأمر انك بعد قراءته تؤمن ان العالم يعتنق رأيه لا لأنه مع الرايجة أو ليركب موجة الاشتراكية الصاعدة، ولكن لأنه وصل إليه بعد رحلة بحث شاقة وعميقة.. بعد معاناة جادة ودءوبة لمواطن مثقف أراد ان يعرف الحق والحقيقة، وحين وصل إلى ما آمن انه الحل الحتمي ليس فقط لمشاكل شعبنا وإنما للعالم والوجود كله، وهب نفسه كلية لهذا الإيمان يدعو له ويناضل في سبيله ويدافع عنه.
وأضاف: والكتاب مذكرة ضليعة أعدها محام قدير مدافعا عن قضية الاشتراكية العلمية، مذكرة تفند في تدفق وقسوة شهود النفي من براغماتيين ووضعين منطقيين ووجوديين وغيرهم، وفي نفس الوقت تبشر بتدفق أعظم بكل ما يصلح دليلا للإثبات.
اقترب من جوهر الكتاب وطمح ان يكتب العالم أوسع من المقالات تلك ويثير فيه الجديد والتغييرات التي طرأت وما توقعه في الكتاب. وتساءل عن الحاجة الماسة ومن محمود العالم بالذات إلى كتاب عن المعارك الفكرية الجديدة للاشتراكية وأهمها معركة الاشتراكية والاشتراكيين مع الاشتراكية نفسها، أو بمعنى أدق مع بعض المفهومات الاشتراكية، وبشكل خاص تلك المفهومات التي يتسرب منها الخطأ أثناء التطبيق...
وهو ما ختم مقاله به مؤكدا: إني وان كنت اعتقد ان كتاب معارك فكرية هو من أخصب وادسم ما قرأته في حقل الفكر والفلسفة من إنتاج القريحة العربية، إلا إني أتطلع بشغف كبير إلى الكتاب القادم لمحمود أمين العالم عن معارك الاشتراكية مع الاشتراكية، إذا صح ان تسمى هذه القضايا الخطيرة معارك.
سطر الكاتب يوسف إدريس في مقاله عن محمود العالم انحيازه إلى الفكر الإنساني الذي دافع عنه العالم وناضل من اجله برغم اختلاف في بعض قضاياها والسبل إلى التطبيق العملي، ورغم معاناة كليهما من ظلم وتعسف السلطات حولها ضدهما، إلا إنهما حتى في مثل هذا المقال عكسا جانبا مهما من اسس الحوار الثقافي والأدبي والفكري الذي عاشته مصر والعالم العربي وبنيا عبّر قدراتهما وتواصلهما في السجال الفكري والأدبي وجسارتهما في البحث والتصدي الموضوعي والمعارك الفكرية معمار الثقافة العربية.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنوير العقل عبر ثقب إبرة
- يتكلمون بغير ألسنتهم..!
- الشاعر عبد الوهاب البياتي
- حدود مستباحة
- أمريكا: كشف المستور
- غائب طعمة فرمان... روائيا
- بعد كل تلك السنوات العجاف
- محاكمة بوش وإدارته، درس ضروري
- في رحاب الجواهري
- صراع الإرادات في المشهد السياسي العربي
- تكامل الشخصية في أدب غسان كنفاني وحياته
- الطبقة العاملة العراقية ووضعها الاجتماعي والاقتصادي
- الثورات العربية والتحديات القائمة..!
- الثورات العربية والأحزاب السياسية
- زمن الغضب العربي
- ميدان التحرير.. الاسم والمسمى
- التغيير ... من الأمل إلى العمل
- العراق: تحذير أمريكي وطمأنة بايدن
- مظفر الريل وحمد
- المشهد السياسي في العراق: العودة إلى المربع الأول


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الموسوي - إدريس والعالم