أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - يتكلمون بغير ألسنتهم..!














المزيد.....

يتكلمون بغير ألسنتهم..!


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 3564 - 2011 / 12 / 2 - 08:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا دهشة في قراءة المشهد السياسي العربي وجواره اليوم. لاسيما بعد محاصرة بلد عربي من طرف ما يسمى "جامعة" و "عربية". الأمور كلها باتت معروفة والمخفي فيها ليس الأعظم في كل الأحوال، رغم مخاطره وخطورته وتداعياته. في المشهد العام صور متعددة أيضا. الادارة الامريكية تلملم فلولها العسكرية منسحبة من العراق وتهرّب رؤساء مخابراتها من بيروت. فضحت وأركعت بالقوة وباللين. الخسائر المادية والبشرية لا تطاق مع ما تعانيه من أزمات حادة ومستفحلة في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والأخلاقية والأمنية. ومعلوم انها تستند إلى قواعد عسكرية إستراتيجية منتشرة في المنطقة والى حلفاء معتمدين لها ويمكنها استثمارهم بالإشارة وتوكيلهم بالمهمات المطلوبة. وهنا تتداخل الصورة مع العوامل الأخرى في المنطقة كلها.
مع ذلك الصور تحتاج إلى تركيز وتحليل. آلة الإعلام الحربي غير كافية للتضليل والتمويه. كشفت عورات كثيرة فيها. وأية صورة منها تكشف المستور والمخفي والمسكوت عنه، بل وتعري أزلامه بكل وضوح. صحيح لا خجل عندهم بعد دورهم ذاك ولكن لابد من إعادة القول فيهم. ظلت تلك الوسائل تنفث طيلة اشهر عن الانتفاضة الشعبية الوطنية في البحرين، مثلا، بأنها تحركات طائفية مدعومة من إيران. بذلت أموال ونافقت وجوه وتسابقت قنوات وفضائيات لتظهير الصورة. حتى أحزاب بعيدة عن البحرين وسياسات لا تتعلق بالحراك الشعبي والحركة الوطنية في البحرين وغيرها من البلدان، تداخلت وشنت هجومها مرسلة رسائلها إلى الادارة الامريكية مستعدة لها بتقديم ما ترغب به وتريده في المنطقة وعنوانها تسهيل الهجوم المؤجل على إيران. الأكاذيب لم تعد وحدها قادرة على التصديق بها واعتمادها وحدها في سياسات الهجوم. ولا تنطلي فبركات التزييف وقصص القرارات المعروفة المصدر والمنشأ. كلها تصب في الخندق نفسه. العداء للشعوب وتحركاتها المطلبية وازدواجية المعايير والمصالح والضمائر. ورغم كل الملاحظات على تقرير لجنة التقصي عن الحقائق (المدفوعة الأجر مسبقا!) ومسؤولها فانه قال ما لم يرغب به، لا من دفع له التكاليف ولا من أراد الاستماع إلى توصياته. ولكنه قال بوضوح ألا دخل لإيران في انتفاضة الشعب في البحرين. وان القمع الذي مورس كان حكوميا ورسميا وان تدخل ما يسمونه خداعا بدرع الجزيرة أضاف إلى العنف الرسمي شكلا خليجيا موسعا، وراؤه ما وراؤه، والمخطط فيه أعلن قبلا. الإضافات الرسمية لتوضيح ما ترغب الحكومة ان تخفيه في الإعلان. وزير خارجية البحرين أكد ان إيران تشن حربا على بلاده. وجاءه من يؤكد قوله، وزير خارجية المملكة الأكبر التي تقود سياسته. (الدولة الوحيدة في العالم التي تسمى باسم العائلة الحاكمة والتي يعرف تاريخها ومن نصبها وكيف وصلت إلى الحكم!) وزاد الأخير ان إيران ليست متدخلة في شؤون دول الخليج وحسب، بل اتهمها بالسعي لامتلاك سلاح نووي ما يشكل "تهديداً صريحاً لأمن واستقرار" المنطقة . وهنا بيت القصيد، المطلوب من كل وزراء خارجية دول الخليج التركيز عليه. مساندته بالقول والاشارة والتصويت في المنظمات الدولية التابعة للإدارة الامريكية أو للسفراء الأمريكيين.
من صور المشهد البارزة تحولات الحكومة التركية وتناقضاتها السياسية وتدخلاتها المكشوفة في الشأن العربي بكل صفاقة وإعلان صريح بتلقي الأوامر من الادارة الامريكية للقيام بهذه المهمة. كل تصريح رسمي تركي يتم بعد لقاء علني أو سري بأحد أركان الادارة الامريكية أو موظف في السفارة الامريكية في تركيا. ومن المؤسف إذا كان لابد من الأسف هنا تطابق كلمات في تصريحات مسؤولين أتراك ومسؤولين أمريكان أو صهاينة. وليس آخرها التطابق في التصريحات حول سوريا بين وزير الحرب الصهيوني باراك والرئيس التركي غول. كلاهما أكدا ان سوريا بلغت " نقطة اللا عودة". والتحذير أو التهديد بالحرب الأهلية فيها. وطبعا المناطحة في الخشية من الحرب وما تلحقه من مخاطر اخرى ليس في سوريا وحدها وإنما في المنطقة. هنا يكمن مثل هذا التطابق وربما التنسيق بين طرفين يشكلان خطرا فعليا على مستقبل المنطقة العربية. التصريحات التي تنشر عن أي مسؤول منهما خصوصا تشير إلى أبعاد كثيرة في المخططات والنوايا التي ترسم للمنطقة ومستقبلها. مخططات لا يمكن ان تكون بصالح شعوب المنطقة العربية. العلاقات بين الطرفين ابعد من تبادل أو تنسيق في التصريحات وتشابه في الكلمات. هنا يمكن القول ان المنطقة تعيش الان أكثر من محاولة للتفجر. هذه التصريحات ليست للهواء فقط. إنها تعني ما تعنيه. حيث ان اغلب المتكلمين فيها يتكلمون ليس بألسنتهم.
العقوبات والتحذيرات أول القطر من تلك المخططات العدوانية لإعادة إنتاج الاستعمار الجديد للمنطقة. هذه المرة بتقبل من اغلب حكام بلدان المنطقة واختياراتهم التي يعبرون عنها صراحة تحت مسميات متعددة للتغطية وحسب. من بينها التدخل العسكري أو الحماية أو الحظر الجوي وغيرها. حيث تصب كل هذه العناوين في تهيئة المنطقة للمشاريع الاستعمارية. يأتي البكاء فيها على أوضاع بلد معين إشارة إلى التواطؤ بكل معانيه. ولكل ذلك أكثر من سبب وسياسة. تاريخ الاستعمار حمل هذه الأسماء مستندا الى القاعدة الرئيسية فيها، التي ما زالت هي القاعدة المتجددة في التفرقة والسيادة والتفتيت والتقسيم.
من الان وحتى استكمال الانسحاب العسكري الأمريكي، الحربي، من العراق، نهاية هذا العام تتسابق جهود وضغوط للملمة الانكسار الأمريكي وتعويضه بالمال والنفط العربي والمشاركة التركية في تاطير المنطقة وتامين القواعد العسكرية الإستراتيجية والمتنقلة في أرجاء المنطقة والعالم. وبالتأكيد سيذهب دم عربي غير قليل في أكثر من مكان. الأمر الذي يتطلب العمل من أجل درئه والتوقف عنده أساسا، قبل فوات الأوان...



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر عبد الوهاب البياتي
- حدود مستباحة
- أمريكا: كشف المستور
- غائب طعمة فرمان... روائيا
- بعد كل تلك السنوات العجاف
- محاكمة بوش وإدارته، درس ضروري
- في رحاب الجواهري
- صراع الإرادات في المشهد السياسي العربي
- تكامل الشخصية في أدب غسان كنفاني وحياته
- الطبقة العاملة العراقية ووضعها الاجتماعي والاقتصادي
- الثورات العربية والتحديات القائمة..!
- الثورات العربية والأحزاب السياسية
- زمن الغضب العربي
- ميدان التحرير.. الاسم والمسمى
- التغيير ... من الأمل إلى العمل
- العراق: تحذير أمريكي وطمأنة بايدن
- مظفر الريل وحمد
- المشهد السياسي في العراق: العودة إلى المربع الأول
- الحراك الشعبي والتغيير في العالم العربي
- إن للطيور أجنحة..!


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - يتكلمون بغير ألسنتهم..!