أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الموسوي - تكامل الشخصية في أدب غسان كنفاني وحياته















المزيد.....

تكامل الشخصية في أدب غسان كنفاني وحياته


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 3368 - 2011 / 5 / 17 - 01:56
المحور: الادب والفن
    


في الذكرى العشرين لاستشهاده ووسط أجواء الاحتفالات بها، قبل سنوات عديدة، نشرت الأديبة والكاتبة المعروفة غادة السمان رسائل شخصية متبادلة بينها وبين الكاتب والمناضل السياسي الشهيد غسان كنفاني، فتحول كتاب الرسائل إلى لافتة صراع عريضة بين مختلف المواقف، وبدرجات متفاوتة، بين رافض لنشرها ومتهم لصاحبتها بشتى التهم والأسباب أو الدوافع وبين محبذ ومتفهم لها ومفسر لطبيعتها الاجتماعية والإنسانية العامة.
اشترك في هذه الحلبات العديد من الكتاب والصحفيين في أكثر من بلد عربي، ونشرت منها وعبرها العديد من الكتب والدراسات والمنشورات.. من بينها دراسة قيمة للكاتب مصطفى الولي، بعنوان: "غسان كنفاني: تكامل الشخصية واختزالها، دراسة نقدية في جوانب من أدبه ورسائله". بحث فيها عبر ثلاثة فصول ومقدمة وملاحق الشخصية الفلسطينية بين الحقيقة والاختزال وملامح غسان كنفاني في أدبه الآخر وفي وعي نقاد الرسائل.
طرح الولي بداية في المقدمة موقفا تضامنيا من الرسائل الشخصية للمبدع كنفاني مشيرا إلى أن ما قامت به الأديبة السمان وما اعتبرته تكريما لغسان وتعريفا بأحد جوانب حياته، إخراجا لتلك الرسائل من حيزها الخاص لتكون ملكا للقارئ العربي، تأسيسا أو مساهمة في الإضافة إلى لون جديد في الأدب لم يترسخ في بلادنا، ألا وهو أدب "الاعتراف"، ثم بيّن لماذا انشد إلى السجال وقدم هذه الدراسة بفصولها وملاحقها، خاصة بعد أن وجد أن النسق الثقافي الأيديولوجي متصل بمسائل ابعد من الرسائل وبما يتعلق بمفهوم الشخصية الفلسطينية، سواء عبر الأدب الصهيوني وصورة العربي والفلسطيني فيه أو عبر الأيديولوجية العربية في ردها على العنصرية الصهيونية وتقديمه بدرجات التقديس والتعظيم الأحادي الجانب. منتقلا إلى نقد وتحليل صور من أدبه ورسائله وربطها بمفهومه من الشخصية العربية والفلسطينية خصوصا ومن ثم عرض وتقييم نقاد الرسائل وتفسير تباينات مواقفهم من القضية الأساس في طبيعة الرسائل وحياة الشخصين المتبادلين لها، وفي موقفهم أو فهمهم عن المرأة.
لعل الكاتب في عرضه لصورة الأديب الإنسان لدى غسان أهم رد على كثير من نقاد الرسائل الشخصية ومن الذين يحاولون خنق الوليد حنانا بحضنه وتقبيله، فينطلق بقراءة مطولة للمجلد الثاني من الآثار الكاملة لغسان والمتضمن القصص القصيرة، والمقدمة التي كتبها الدكتور يوسف إدريس له محاولا ترميم بناء تناهشته أيد محبة له ومفعمة بالمشاعر معه. يرى مصطفى الولي في كلمات إدريس نبض حيوية ودفق وجدان واسترسال منوع تدعو القراء للخروج من المقابر وهدم أسوار التسلط وسلطان الزيف القابع في الظل. إدريس ينفجر صارخا بأعلى صوته:" أيها الناس، اقرءوا هذه القصص مرتين، مرة لتعرفوا أنكم موتى بلا قبور، ومرة أخرى لتعرفوا أن قبوركم تجهزونها وانتم لا تدرون، قبور الثقافة بلا ثورة، والثورة بلا ثقافة، قيود الخوف على الحياة، حتى تستحيل في النهاية إلى وجود حيواني خسيس، اقرءوا هذه القصص…". ويخلص الولي إلى أن أدب غسان وشخصيات أدبه الإنساني الاجتماعي الفلسفي والعاطفي هي بالضد من مختزلي أدبه وشخصيته الإنسانية، وعبرها يمكن إقامة الصلة مع الرسائل في مسائل الحب والحقيقة والحرية والصدق والتناقض والرفض والتغيير, ويصل إلى أن الشخصيات تلك " رجال ونساء يصارعون من اجل إنسانيتهم ويتحملون المعاناة من اجل الحياة، يتناقضون، يرتكبون الأخطاء لكنهم يتمسكون بحلم الحقيقة والحرية من اجل تجاوز الواقع" (ص63).
ولان الموضوع للكتاب والمحفز له هو محاولات اختزال غسان فالرد عليها حسب ما يرى الولي هو بقراءة أدب وفكر غسان، خاصة في النصوص التي لم يتم تناولها وكشف جوهر العلاقة بين غسان المبدع وشخصيات أبطاله وإظهار دعائم الموقف من داخل الأعمال في فهم غسان وتجاوزه لمسالة الأنوثة المستلبة في مجتمع الذكورة، بحثا عن تماهي الأنا في الحلم الإنساني لعلاقة المرأة بالرجل ورفض التشيؤ وتحويل الإنسان إلى رقم في قائمة جهاز مصنع، لا يملك مصدر القوة الفعلية للإنسان.
في قصص غسان يتلمس الولي تميزه وخصوصية إبداعه، ولا يجد تناقضا في تحميل بعض نتاجاته افتراض صلة بين حدسه الفني لشخصياته وبين تجربته الخاصة في بعض جوانبها. ويعيده إلى عاملي الزمان والمكان وتطور المبدع تجربة وحياة ونضالا، حيث عاش تجربة معاناة في الحب الإنساني الصادق رافضا أن يكون جسدا بلا روح، خاصة في فترة أزمته مع غادة. وهو يواصل إصراره على استمرار قوة الدفع الصاخبة في أعماقه وموجات الروح لشخصياته، وأقواها تلك المتمردة على الحياة ذاتها، المنطلقة نحو تأكيد استمرارها لكن كما يصنعها الإنسان.
ويضرب مثلا في قصة " موت سرير رقم 12" حيث يتألق حب غسان للحياة في شخصيات أبطاله ورفضه للقهر ومقاومة الاستلاب ومعاناة مظاهر البؤس والشقاء الإنسانيين، ينقل الكاتب من بناء القصة ما جاء في رسالة فيها: "صدقني يا احمد إن قرحة الدماغ أقسى بكثير من قرحة الأمعاء، والطب هنا يستطيع أن يسد ثقبا في الأمعاء، لكنه لا يستطيع أن يجد أجوبة ليسد ثقوبا كثيرة في التفكير…".
يحاول الكاتب أن يحلل ما بين سطور القصص والشخصيات وما تقوله تعبيرا عن كاتبها أو تماهيا مع تجربته الحياتية والنضالية وترابطها مع الواقع والإبداع الفني لها، متطابقا مع آراء تؤكد أن الشخصيات في الأدب ليست مفصولة عن شخصية الكاتب ولا هي مستقلة كليا عنها، في الوعي والخبرة والتجربة الشخصية والموقف من الحياة وتناقضاتها ومع كافة ألوان الصراع فيها. ولا يجد غضاضة في مثل هذه الآراء حتى في التطابق الكامل، ويقارنها بمحاولات عالمية وعربية ويقربها في أدب غسان وتطوراته وقدراته المتميزة في الجمع بين معاناة التجربة وتجاوز الواقع ومسعى الانسجام بين الأسئلة الصادحة عن الحياة والوطن والمرأة والإنسان والحقيقة ، وفيها تبرز أحلام الكاتب المبدع ومحصلة إبداعه في أن تجعله في النهاية صوتا من أهم الأصوات في هذا العصر، كما أشار جبرا إبراهيم جبرا عن غسان كنفاني الذي تبوء ذلك بشموليته الرائعة والقلقة جدا، شمولية العذاب وشمولية تخطي العذاب.
ويختتم الكاتب فصول كتابه في مناقشة الغالبية إن لم يكن الجميع الذين تناولوا موضوع الرسائل ويراهم قد ذهبوا بعيدا عن النص وموضوعه وغاب عن معالجتهم التقييم الموضوعي للرسائل وبراءة كاتبها وصدقه وجرأته وهفواته اللغوية المشحونة بمشاعر اللحظة التي تتوقف فيها اللغة عن كونها مباراة في الإنشاء الأدبي وعن وظيفتها اللغوية وتقدمها كلغة للروح (ص110) والطبيعي أن هذا الابتعاد عن النص وبغض النظر عن النوايا يقود إلى الابتعاد عن الجوهر والمطلوب والمتأمل منها ومن نشرها وصلتها بأناسها ودورها في كشف وجوه مخفية في إبداع غسان وشخصيته وإنسانيته ودوره العملي في النضال السياسي والأدبي والثقافي والأخلاقي ومساحة الحلم والإرادة والتواصل والتمرد والحرية.
يؤكد الكاتب موقفا متساوقا مع طروحاته المشتركة مع الإنسان غسان مبدعا ومناضلا وشخصية بارزة في الحياة والعمل والموقف من المرأة والمجتمع والتناقضات والتغيير والتقدم.
قراءة مصطفى الولي لشخصية غسان كنفاني الأدبية وموقفه الإنساني والإبداعي في رسائله الشخصية تجدد عالم غسان وحياته وتكامل شخصيته وارتفاع صوته عاليا كصوت معبر عن هموم الإنسان العربي في هذا العصر والزمان. وقد تكون هذه وحدها فضيلة للكتاب والكاتب.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقة العاملة العراقية ووضعها الاجتماعي والاقتصادي
- الثورات العربية والتحديات القائمة..!
- الثورات العربية والأحزاب السياسية
- زمن الغضب العربي
- ميدان التحرير.. الاسم والمسمى
- التغيير ... من الأمل إلى العمل
- العراق: تحذير أمريكي وطمأنة بايدن
- مظفر الريل وحمد
- المشهد السياسي في العراق: العودة إلى المربع الأول
- الحراك الشعبي والتغيير في العالم العربي
- إن للطيور أجنحة..!
- قراءة في المجابهة الكبرى
- المحروسة
- حجر
- شعر سويدي باللغة العربية: رقصة القصيدة وفي الحيوان
- كلمات القلب وعثرات اللسان..
- قصاصات ورق..!*
- حروف المنفى
- صور عن مناضلات عراقيات
- توضيح


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الموسوي - تكامل الشخصية في أدب غسان كنفاني وحياته