أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - زمن الغضب العربي















المزيد.....

زمن الغضب العربي


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 3284 - 2011 / 2 / 21 - 13:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مطلع العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين هو زمن الغضب العربي. ليست الانتفاضات والثورات في البلدان العربية فجأة أو صدفة. إنها نتيجة طبيعية للتراكم في العسف والظلم والاضطهاد والفساد والقمع والجوع والبطالة والحرمان وتعفن كراسي الحكام الذي بلغ أوجّه فأطلق بركان الغضب وفجر الثورات.
لم يكن محمد البوعزيزي وحيدا حين أقدم على ما قام به وأشعل نيران الغضب في هشيم الأنظمة الدكتاتورية وسلطات السجون والتعذيب وكم الأفواه وانتهاكات حقوق الإنسان والارتكابات الجسيمة ضد الحريات العامة. ولم يكن خالد سعيد أيضا فريدا في مصيره. أنظمة مستبدة أوغلت في عنفها ضد شعوبها وأهانتها في ركوعها أمام اشتراطات البنك والنقد الدوليين، وما تسميه بلا خجل، الشرعية الدولية، التي تتحكم فيها إدارات الغرب الرأسمالي وتحركها حسب مصالحها وتضع لها برامج عمل في القمع والانتهاك وتدمير معنويات شعوبها وكرامتها وتذلها في الجوع والفقر والبطالة وسلاسل المنع والرقابة وأصناف المعتقلات. من يستطيع إحصاء السجون العربية، العلنية والسرية؟ وهل يمكن ان تعد قوائم بالمحجوزين والمعتقلين من سجناء الرأي والتعبير والنشاط السياسي في تلك السجون؟. كشفت الثورات عورات الأنظمة وجرائم القائمين عليها. كيف يمكن ان يواجه هؤلاء ضمائرهم وأحفادهم بعد كل هذه الفضائح الصارخة؟ أم أنهم فقدوا كل إحساس ومشاعر إنسانية؟ هل يجور ان يحتكر بعض عوائل البطانة كل اقتصاد البلاد ويستهتر بموارد الدولة وينهب كل ثروات الوطن ويستهين بحياة الملايين الذين يتفرج عليهم وهم يعيشون تحت خط الفقر الحاد ولا يتمكنون من توفير لقمة خبز فقط يوميا؟.
الأمة العربية امة شابة، ولديها ما تحسد عليه من الثروات والطاقات والإمكانات والقدرات على مختلف الصعد.. ولكن سياسات الحكومات تشدها إلى الخلف والتخلف والتراجع ثقافيا واقتصاديا وسياسيا، لاسيما النفطية منها. هل يمكن تصور هذه الأوضاع؟ ولماذا الصمت عليها؟. كيف يتقبل حاكم البلد الثري ان يجوع أبناؤه أو لا يملكون مأوى لهم؟.
نشرت صحيفة الغارديان (14/2/2011) البريطانية إحصائيات أفادت بأن أكثر من نصف مواطني الدول العربية، البالغ عددهم 350 مليونا، هم دون سن الثلاثين. وأن معدل البطالة وسط الشباب وصل في بعض المناطق إلى حوالي 80 في المائة. ورسمت لمحة إحصائية سريعة لمعدلات البطالة بين الشباب في عدد من الدول العربية نقلتها عن وكالة المخابرات الأمريكية ومنظمة العمل الدولية وجهات دولية أخرى. حلت الجزائر في المرتبة الأولى بمعدل بطالة نسبته 45.6 في المائة بين شبابها. وجاءت في المراكز الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس كل من ليبيا وتونس والأردن والمغرب ومصر بنسب متقاربة: 27.4 و27.3 و27 و21.9 و21.7 في المائة على التوالي. وفقا للإحصائيات أعلاه فان الصورة معبرة عن الأوضاع في تلك البلدان وغيرها من التي لا تختلف عنها إذا لم تكن في أوضاع أسوا منها..
كشفت يوميات الثورتين في تونس ومصر وانتصارهما في خلع رؤوس الفساد والاستبداد فيهما عن عودة الوعي وروح الثورة إلى الشعوب العربية والوطن العربي، وعودة الأغاني العربية تتردد على الألسنة بعد ان افقدها الحكام والحكومات السابقة بريقها وحرم الشعوب منها.
ألهمت ثورة تونس الشارع العربي وعلمته دروسا غنية كان قد نساها بسبب القمع والعنف والإرهاب السلطوي. وكسرت حواجز الخوف وصدمات الرعب التي مارستها الحكومات العربية بقسوة وصلف ضد أبناء وطنها. وبينت ان أيام الغضب العربي آتية وان زمن الشعوب حان وقته ورن جرسه وأصبح الحال العربي غير ما كان قبل شرارة البوعزيزي وهروب الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي يوم 14/ يناير/ كانون الثاني الذي سجل يوما تاريخيا في تونس ليصبح ما قبله وما بعده في التاريخ التونسي المعاصر. ولم تطل مدة التغيير في تونس. حتى التهبت الشوارع العربية، منطلقة من مصر ومن ميدان التحرير وسط العاصمة، القاهرة المحروسة. واندلعت نيران التغيير والثورة، لتجمع الملايين من أبناء الشعب المصري. ولتحقق خلال ثمانية عشر يوما، من اندلاعها يوم 25 من كانون الثاني/ يناير إلى يوم الحادي عشر من فبراير/ شباط إسقاط طاغوت مصر ودكتاتوره الذي أصر بتعنت على استمرار فساد ادارته وسرقة ثروات بلاده، هو وعائلته وحفنة من مصاصي الدماء المحيطين به. لا يمكن تصور ما نشر عن الثروات التي سرقها الدكتاتور وعائلته من مصر وأحوال شعبه بهذا الشكل الكارثي، حيث يعيش ملايين في المقابر ويبحث ملايين عن عمل ومورد عيش كريم، وهو يكدس مليارات الدورات في البنوك الأوروبية. كيف يجوز ذلك؟
سقوط بن علي ومبارك وما رفع عنه من المستور وانكسار حواجز الخوف وانكشاف هزال قوى الأمن والمخابرات في الأنظمة الدكتاتورية وأنها لا تحتاج إلا إلى إصرار الشعب على الصمود والتحدي لها وتحمل دفع الثمن المعروف، وهو في كل الأحوال أهون واقل من الضيم والظلم والاضطهاد الدائم واقل كثيرا من الصمت والخنوع والانتظار. كما ان هذا السقوط السريع تاريخيا والمعدود بأيام قليلة جدا أعلن ان قوة الدكتاتوريات لم تعد كما كانت تصور ويحكى عنها، وان قبضة الإرهاب والعنف الوحشي هشة مثل بيت العنكبوت، أو كما قال مرة ماوتسي تونغ عن الامبرياليات بأنها نمور من ورق.
هذه الأيام هي بداية زمن الغضب العربي، وهي فاتحة عودة العرب إلى التاريخ بعد ان نعي العرب قبل فترات قريبة بخروجهم من التاريخ واستسلم الحكام الذين سقطوا والمرشحون بعدهم أمام هذا القدر وسلموا أوراقهم إلى الإدارة الأمريكية ومخططاتها ومشاريعها العدوانية في المنطقة والعالم، وجاءت الثورات والانتفاضات التي تجتاح العالم العربي اليوم لتقول بالفم المليان ان الشعوب تمهل ولا تهمل، وان أيام الغضب العربي وزمن الثورات أصبح اليوم مشروعا عربيا جديدا بأدوات بسيطة وأفكار واضحة وإرادات مصممة وعزيمة لا تلين على الانتصار واحترام قدر العرب الجديد في حقهم في الحياة الكريمة في عالم جديد أيضا، يشهد للعرب أنهم عادوا من جديد لبناء دورهم في الحضارة الإنسانية كما ساهم أسلافهم.
زمن الغضب العربي آت.. قاطرة الثورات قادمة.. تتقارب ساعات سقوط الدكتاتوريات وبناء الأنظمة الوطنية المتحررة والقادرة على حماية ثرواتها وإعادة بناء مجتمعاتها كما يحصل في العالم. معلوم كل ثورة لها شروطها وأسبابها وظروفها، ولابد ان تأخذ العبر والتجارب السابقة في نظر اعتبارها وتجدد عوامل النصر والاستمرار في الثورة حتى نهاياتها. والنصر صبر ساعة!.
www.kadhimmousawi.blogspot.com



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميدان التحرير.. الاسم والمسمى
- التغيير ... من الأمل إلى العمل
- العراق: تحذير أمريكي وطمأنة بايدن
- مظفر الريل وحمد
- المشهد السياسي في العراق: العودة إلى المربع الأول
- الحراك الشعبي والتغيير في العالم العربي
- إن للطيور أجنحة..!
- قراءة في المجابهة الكبرى
- المحروسة
- حجر
- شعر سويدي باللغة العربية: رقصة القصيدة وفي الحيوان
- كلمات القلب وعثرات اللسان..
- قصاصات ورق..!*
- حروف المنفى
- صور عن مناضلات عراقيات
- توضيح
- رسالة الى الرفيقات النصيرات
- فرسان بشت آشان..!
- ريبازی پيشمه‌رگه‌
- -من يمضي وحيداً... ياخذ معه الاخرين-


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - زمن الغضب العربي