أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - بعد كل تلك السنوات العجاف














المزيد.....

بعد كل تلك السنوات العجاف


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 3478 - 2011 / 9 / 6 - 01:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس غريبا ما يحصل أو ما يقرأ ويشاهد ويسمع الآن بعد كل تلك السنوات العجاف من الاحتلال والتضليل والاستعمار المتجدد. الجديد، ربما، هو ان هناك من يصر على اعتبار ما حصل تحريرا أو انتصارا للغرب "الديمقراطي" لـ"حقوق الإنسان" والحريات العامة في العالم العربي والإسلامي؟. كل ما حدث باعتراف أركان من مصادره هو جرائم حرب بكل معنى الكلمة، قانونيا وأخلاقيا وسياسيا. والأدلة عليها لا تحتاج إلى برهان. الاعتراف بها يتقدم عليها وقد يكون لوحده، وإضافة إلى وقائعها، خير الأدلة. سجلنا مع كثير غيرنا ما يتعلق بالأمر، كتابة وإعلاما وسؤالا لكل من يهمه الأمر القيام بالمهمة المطلوبة، محاكمة المرتكبين ومحاسبة كل التفاصيل التي أدت إلى النتائج التي نعيشها اليوم.
كل مرة نعيد التذكير بما يذكرنا بتلك السنوات العجاف. مذكرات تصدر أو تصريحات تنشر أو وثائق تسرب، أو فرص لمؤسسات تحصل على أسرار خطيرة مثلما قامت به مؤسسة ويكيليكس أو بعض الجنود الأمريكان أو بعض المراسلين لوسائل الإعلام.
قد لا يكون آخر ما صدر عن الأجهزة الأمنية التي تحجج السياسيون، من الرئيس الأمريكي السابق بوش الثاني إلى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، بأنها وراء تزويدهم بمعلومات مهمة دفعتهم إلى اتخاذ قرار غزو واحتلال أفغانستان والعراق خصوصا. فهذه اليازا مانينغهام بولر مديرة جهاز المخابرات البريطاني (أم آي5) السابقة إبان غزو واحتلال العراق، كشفت لوسائل إعلام بريطانية مؤخرا، إن العراق لم يكن يشكل تهديدا لأمن بريطانيا عندما قرر رئيس الحكومة آنذاك توني بلير المشاركة في الغزو. وسبق لها ان انتقدت عملية غزو العراق، وأشارت: "لم يشكل العراق تهديدا لبريطانيا، بل ان جهاز المخابرات حذر الحكومة من ان غزو العراق قد يزيد من التهديدات الداخلية للأمن الوطني علاوة على إلهائه البلاد عن متابعة الهدف الحقيقي وهو تنظيم القاعدة." ومضت بولر في القول "فهمت ضرورة التركيز على أفغانستان، أما العراق فقد كان صرفا للانتباه." وأضافت: "لست في موقع الحكم عما إذا كان قرار خوض الحرب ضد العراق قرارا خاطئا، فهذا من اختصاص الآخرين، ولكن العمل ألاستخباري لا يكتمل دون رسم الصورة كاملة، والصورة في هذه الحالة كانت مليئة بالشكوك، وكان البديل ان نتبع جورج بوش". هذا فضلا عن كل ما نقل عن المدعي العام البريطاني اللورد غولدسميث من تحذيرات عن لا مشروعية الحرب، ونصيحته لبلير بتجنبها دون قرار من الأمم المتحدة.
وإذا كان هذان الصوتان البريطانيان غير كافيين، فأنهما يضيفان إلى ما سبقت الإشارة له كثيرا من انتهاكات وخروقات وذرائع وحملات إعلام تضليلية وكذب صريح وغير ذلك. والمهم في كل ذلك هو الحصاد الذي جناه الشعب العراقي منها بعد كل تلك السنوات. المؤسف حقا ان الإدارة الأمريكية التي خططت وقامت باحتلال للعراق ومازالت، تدرس خسائرها في العراق، اجل خسائرها هي، أما خسائر الشعب العراقي.. فمتروكة.. (إلى متى، ومن المسؤول عنها؟). حيث أكد تقرير للجنة شكلها الكونغرس الأمريكي من مسؤولين سابقين وأعضاء من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، أن الحكومة الأمريكية أهدرت 30 مليار دولار على الأقل في العراق وأفغانستان خلال السنوات العشر الماضية. أرجعت اللجنة ذلك إلى إبرام عقود مع شركات خاصة لتنفيذ مشروعات في البلدين تبين أنها غير ضرورية أو غير قابلة للتنفيذ. كما تحدثت عما وصفته بالاعتماد الزائد على المتعاقدين في جوانب كثيرة، وعمليات احتيال، وقلة التخطيط. وذكرت اللجنة إن لديها أدلة على إهمال محاسبة المتورطين في عمليات الاحتيال، وأيضا غياب المنافسة النزيهة في إجراءات إسناد العقود. وحذر التقرير من إهدار المزيد من الاستثمارات في البلدين حتى بعد إتمام سحب القوات الأمريكية منهما. ومن الأمثلة على إهدار الأموال تحدثت اللجنة عن إنفاق 40 مليون دولار لبناء سجن في العراق لم يستكمل ولم تكن البلاد في حاجة إليه. وجاء في التقرير أن الولايات المتحدة مولت مشروعات لم ترغب فيها حكومتا العراق وأفغانستان أو لم تكونا قادرتين على استكمالها. مثال آخر أورده التقرير هو تخصيص 300 مليون دولار لبناء محطة كهرباء متطورة في كابول لن يكون بمقدور الحكومة الأفغانية إدارتها.
ألقى أعضاء اللجنة في الإعلام الأمريكي اللوم في إهدار الأموال على الحكومة والمتعاقدين معها. وجاء في التقرير أن هذه الممارسات تمثل تبديدا لأموال دافعي الضرائب في الولايات المتحدة، وتشجع على الفساد في العراق وأفغانستان إضافة إلى تشويه صورة الولايات المتحدة والحد من نفوذها. وأوصى الأعضاء بمزيد من الإجراءات الصارمة حين اتخاذ قرارات بإقامة مشروعات وإبرام عقودها وأيضا بإلغاء أو تعديل المشروعات الحالية والتي لا يمكن الاستمرار فيها. هكذا يختصر أعضاء اللجنة الأمريكان خسارتهم المادية ويتغافلون، لمصالح إستراتيجية وأمنية التحدث عن الخسائر البشرية. وهي في كل الأحوال عنهم.. عن الغزاة والمحتلين، فماذا كانت النتائج منها على الأرض التي نكبت وعلى الشعب الذي ابتلى بهم؟.
بعد كل ذلك، من أكاذيب لشن الغزو إلى ادعاءات في خسائر مادية، ليست قليلة طبعا. ربما لتحميلها للشعب المحتل وإعادتها، ولكن من يعيد أرواح العراقيين والأفغان، من قتلتهم آلة العدوان والاحتلال؟ أو من يبني ما خرب في هذين البلدين؟. ليس كثيرا بالتأكيد.. ما ذكرته محكمة أوروبية لحقوق الإنسان بموجب المادة الأولى من الشرعة الأوروبية لحقوق الإنسان حيال مدنيين قتلوا خلال عمليات أمنية قام بها جنود بريطانيون في البصرة، وإدانتها لبريطانيا في ارتكاب القتل العمد طيلة فترة مشاركتها في الاحتلال العسكري، وحملوها المسؤولية.
ما حصل ويجري كل يوم في العراق من عمليات قتل يومي، إلى الدمار العام، من المسؤول عنه، ومن ينبغي ان يتحمله حتى بعد تلك السنوات العجاف؟!.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكمة بوش وإدارته، درس ضروري
- في رحاب الجواهري
- صراع الإرادات في المشهد السياسي العربي
- تكامل الشخصية في أدب غسان كنفاني وحياته
- الطبقة العاملة العراقية ووضعها الاجتماعي والاقتصادي
- الثورات العربية والتحديات القائمة..!
- الثورات العربية والأحزاب السياسية
- زمن الغضب العربي
- ميدان التحرير.. الاسم والمسمى
- التغيير ... من الأمل إلى العمل
- العراق: تحذير أمريكي وطمأنة بايدن
- مظفر الريل وحمد
- المشهد السياسي في العراق: العودة إلى المربع الأول
- الحراك الشعبي والتغيير في العالم العربي
- إن للطيور أجنحة..!
- قراءة في المجابهة الكبرى
- المحروسة
- حجر
- شعر سويدي باللغة العربية: رقصة القصيدة وفي الحيوان
- كلمات القلب وعثرات اللسان..


المزيد.....




- -انتهاكات سافرة-.. السعودية وقطر تدينان الغارة الإسرائيلية ق ...
- الدروز.. قصف إسرائيلي لمحيط القصر الرئاسي السوري وتهديد بعدم ...
- هل ستبني أمريكا قاعدة عسكرية في تيران وصنافير؟
- الجزائر تلجأ للقرعة لحصول الناس على الكباش الرومانية بسبب ال ...
- بعد صفقة المعادن... ترامب يسمح بتزويد أوكرانيا بمعدات دفاعي ...
- لبنان يوجه رسالة إلى حماس: لا تحولوا أراضينا لمنصة لزعزعة ال ...
- أحداث العنف حيال الدروز في سوريا: برلين تدعو لضبط النفس ودمش ...
- سوريا.. محافظ السويداء يعلق على وضع المحافظة بعد يوم من التو ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مجددا عن إجلاء عدد من الدروز بعد إصابت ...
- 100 يوم على العمليات الإسرائيلية في جنين


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - بعد كل تلك السنوات العجاف