أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - حدود مستباحة















المزيد.....

حدود مستباحة


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 3533 - 2011 / 11 / 1 - 08:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الطبيعي ان تعتبر كل دولة حماية حدودها جزءً مهماً من سيادتها وتحرص عليها وعلى احترامها للمعاهدات الدولية بشأنها، سواء برضاها أو بالإكراه لها وللأمر الواقع الذي وضعت فيه. بينما الدول المحتلة، يتحمل المحتل لها المسؤولية الأولى عنها. وهذا الأمر ينطبق على العراق الآن. فمنذ غزوه من القوات الامريكية وحلفائها وإعلان احتلاله استبيحت حدوده من كل جهاتها، سواء مباشرة من البلدان المحيطة أو عبرها من بلدان وإطراف اخرى. حتى بلغ الأمر ان أصبح العراق مرتعا لكل صنوف التدخل الخارجي في شؤونه والتصرف في أوضاعه وعلى مختلف الصعد، وأبرزها الأمنية والاقتصادية والسياسية، وبسبب ذلك ونتيجة له قدم العراق خسائر جسيمة، بشرية ومادية، تهربت الادارة الامريكية عن توصيفها وتحديدها ووضع الإحصاءات فيها، كما هو مطلوب منها، أو كما قامت به بالنسبة لأوضاع قواتها المحتلة وخسائرها فيها.
تلزم القوانين والاتفاقيات الدولية الإدارات المحتلة حماية البلدان والشعوب التي تقع تحت احتلالها طيلة فترة الاحتلال، وتلزمها أيضا الاتفاقيات الموقعة بين تلك الإدارات ومن يمثل البلدان المحتلة، كما قامت بتوقيع معاهدة صوفا عام 2008. ومن هذه الناحية تتحمل الادارة الامريكية بشكل كامل حماية العراق وحدوده ومسؤولية الدفاع عنه، رغم كل الادعاءات منها أو من كلف بالحديث عنها، محليا أو دوليا. وفي الفترة التي تلت المعاهدة وأصبحت الأمور القانونية ملزمة لقوات الاحتلال بالحماية تعرض العراق إلى استباحات واسعة من حدوده الشمالية والشرقية والجنوبية على السواء. اجتياحات عسكرية وقصف مدفعي واختراقات طيران وتدمير لقرى ومواقع عراقية تحت مسميات مختلفة وادعاءات حمالة أوجه متناقضة، بين العدوان والدفاع عن مصالحها، وتعارضها مع تعاملها مع سكان مناطق الحدود الشمالية والشرقية. أما من الجنوب فتعرض العراق إلى استباحات متنوعة، إضافة إلى مخططات خنق اقتصادي وتخريب كبيرة وبأبعاد إستراتيجية.
كما هو معروف ان شمال العراق تعرض لقصف عسكري متنوع من خارج حدوده الشرقية والشمالية بحجة وجود "متمردين" أكراد، كما تسميهم وسائل إعلام الدولتين الجارتين، إيران وتركيا، مع تبريرات تخصها ولا تتعلق بالقوانين والحقوق المعروفة. وهذه قضية لم تحلها العلاقات الدولية بين البلدان نفسها، ولا احترام القانون الدولي والاتفاقيات المبرمة بينها وحقوق كل دولة فيها. وإذ يعترف مسؤولون من البلدين الجارين باختراق الحدود عسكريا وإجراء عمليات عسكرية واسعة داخل الحدود العراقية، منتهكين القانون والاتفاقيات والأعراف الدولية والأخلاقية، فأنهم يمارسون سياسات مخلة بما هو معروف تاريخيا وسياسيا وقانونيا. ورغم ذلك يسود قوات الاحتلال الصمت تجاهها، وهذا خرق للالتزامات المطلوبة منها، بل هناك إشارات لتعاون قوات الاحتلال مع تلك الانتهاكات أو تشجيع لها.
من جهتها إيران، وحسب بيان الحرس الثوري الإيراني ذكر ان "العمليات العديدة والصارمة للحرس الثوري ضد المجموعة الإرهابية بيجاك (حزب الحياة الحرة في كردستان) سمحت بتطهير شمال غرب البلاد من المناهضين للثورة وبالسيطرة على كل الحدود". وأكد انه "تمت إعادة الأمن" إلى هذه المنطقة. وهذا شأن داخلي، ولكن ما أضافه أحد قادة الحرس الثوري (باسداران) الجنرال محمد تقي اوسانلو يشكل خرقا صارخا، إذ أشار إلى انه "خلال هذه العمليات مني المناهضون للثورة بخسائر فادحة واضطروا لمغادرة الأرض الإيرانية". و"بدعم من سلاح البر، شن الحرس الثوري منتصف تموز/يوليو عملية واسعة ضد بيجاك في المناطق الحدودية لكردستان العراقية شمال غرب إيران حيث يقوم المقاتلون المتمردون منذ سنوات بعمليات مسلحة وينفذون هجمات. وأسفرت المواجهات عن سقوط عشرات القتلى في الجانبين أحدهم الرجل الثاني في قيادة حركة التمرد الذي سقط مطلع أيلول/سبتمبر بقصف على الأراضي العراقية حيث أقام بيجاك قواعده الخلفية".
أما تركيا، فآخر الأخبار قيامها باجتياح عسكري كبير للحدود العراقية باعتراف مسؤولين عسكريين فيها لمحاربة حزب العمال الكردستاني في تركيا، الذي يقيم له هو الآخر قواعد خلفية على الحدود التركية الإيرانية العراقية. كما قدم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان طلبات مساعدة من الأميركيين في محاربة هذا الحزب. كما ذكرت وكالة إنباء الأناضول التركية "ان رئيس الوزراء التركي اردوغان سلم الولايات المتحدة لائحة تتعلق بطلب مساعدة لمكافحة المتمردين الانفصاليين في حزب العمال الكردستاني".. ونقلت عنه قوله ان "اوباما قال لي ان الولايات المتحدة مستعدة لتقديم كل دعم لنا في مكافحة الإرهاب"(!). وتحدث رئيس الوزراء التركي عن احتمال تمركز طائرات بريديتر أميركية على الأراضي التركية لقصف مواقع حزب العمال الكردستاني (!).
وجنوبا تصاعدت التصريحات الرسمية والشعبية حول انتهاك الكويت لحقوق العراق في مياهه ومنفذه على الخليج. وكانت الحكومة العراقية قد هددت على لسان وزير نقلها هادي العامري مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي، بغلق منفذ صفوان الحدودي بوجه الكويتيين في حال "استمرارهم في بناء ميناء مبارك وعدم تغيير موقعه الحالي". بينما كشفت مصادر عراقية رسمية عن "قيام طائرات استطلاع كويتية بالتحليق للتجسس على مناطق حدودية مع العراق خلال الأيام الماضية". فضلا عن اعتبار إنشاء الكويت للميناء على جزيرة بوبيان محاولة خنق اقتصادي تمنع العراق من التمتع بحرية في منفذه الرئيسي على الخليج وعرقلة تجارته البحرية وخرقا للقوانين الدولية.
هذه بعض صور استباحة للحدود العراقية، وهي واضحة ومحدودة بأعمالها الصارخة، من بين أشكال اخرى للاختراقات والانتهاكات والتدخلات، ولا تحتاج إلى كثير عناء في معرفتها ومصادرها والمسؤولية فيها. ومع كل ذلك هناك تهاون وتراخ في إدانة هذه الانتهاكات المعلنة، وفي المطالبة بحقوق العراق الطبيعية فيها والعمل على دفعها أو تجريدها عن عوامل اخرى أو مدفوعة من الاحتلال، للتهرب من تحمل المسؤولية فيها، وتسهيل فرص مخططات الاحتلال وطوابيره عبر تأزيم الأوضاع العراقية الداخلية وإضاعة حقوق الشعب العراقي الكاملة في أرضه ومائه وثرواته وأمنه ومستقبله.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا: كشف المستور
- غائب طعمة فرمان... روائيا
- بعد كل تلك السنوات العجاف
- محاكمة بوش وإدارته، درس ضروري
- في رحاب الجواهري
- صراع الإرادات في المشهد السياسي العربي
- تكامل الشخصية في أدب غسان كنفاني وحياته
- الطبقة العاملة العراقية ووضعها الاجتماعي والاقتصادي
- الثورات العربية والتحديات القائمة..!
- الثورات العربية والأحزاب السياسية
- زمن الغضب العربي
- ميدان التحرير.. الاسم والمسمى
- التغيير ... من الأمل إلى العمل
- العراق: تحذير أمريكي وطمأنة بايدن
- مظفر الريل وحمد
- المشهد السياسي في العراق: العودة إلى المربع الأول
- الحراك الشعبي والتغيير في العالم العربي
- إن للطيور أجنحة..!
- قراءة في المجابهة الكبرى
- المحروسة


المزيد.....




- الجيش الباكستاني يجري تجربة صاروخية ناجحة وسط تفاقم التوترات ...
- مصر تبلغ الولايات المتحدة رفضها التدخلات الإسرائيلية في سوري ...
- من هم أبرز الصحفيين الذين قُتلوا في حرب غزة؟
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد قواته لحماية الدروز في سوريا، ...
- فرنسا ـ محاولة سرقة ساعة فاخرة بقيمة 600 ألف يورو من أمير قط ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن -انتشاره بجنوب سوريا- وبيدرسون يدين ال ...
- البرلمان العربي يندد بانتهاكات إسرائيل
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لغاراته العنيفة الأخيرة على مواق ...
- مراسل RT: الطائرات الأمريكية تشن 6 غارات على مديرية مدغل في ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي نجا من القصف على غزة يوجه ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - حدود مستباحة