أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - الوحدة الوطنية صمام الاستقرار














المزيد.....

الوحدة الوطنية صمام الاستقرار


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 3819 - 2012 / 8 / 14 - 01:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعدد مكونات أي شعب غنى وثراء له بالتأكيد. والشعب العراقي واحد من هذه الشعوب التي اختلطت على ارضه دماء وحيوات شعوب كثيرة وانصهرت في بوتقته عراقيا، قبل وبعد ان يتكون هذا العراق بخارطته الحالية. والقوميات والأديان ومذاهبها عاشت فيه وتعايشت مع اجوائه ومناخه وما اصابه من كوارث الطبيعة او صراعات الاقوام الاخرى المجاورة له او البعيدة عنه. ورغم كل الظروف وعلى مر العهود تعايشت مكونات الشعب العراقي بأمان وسلام وطمأنينة واستقرار لم يسجل فيها ما يعكس حروبا أثنية او طائفية، بينما ذكر التاريخ مثل ذلك عند تدخل قوى اجنبية في اشاعة مثل هذه الظاهرات الغريبة والمساعي الخبيثة. ولعل الاستعمار هو من بين ابرز العوامل المسببة للصراعات الداخلية، سواء القديم منه والجديد الآن وهذا ما اثبتته الاحداث والوقائع. إلا ان وعي الشعب العراقي بكل مكوناته لمثل هذه الاستهدافات لوحدة الشعب وخياراته الوطنية قد ردت على تلك المحاولات والمساعي الشريرة للتفرقة والفتنة والصراعات الدموية. ودائما أكدت شعارات الاستعمار المعروفة، ومنها فرق تسد، اسلوبها في صناعة الفتن والنزاعات، الامر الذي يتوجب الانتباه لها باستمرار والرد عليها بادراك اهدافها وافشالها.
حاول الاستعمار البريطاني للعراق القيام بمثل هذه التفرقة ومارسها عمليا بالتمييز الصارخ ومحاولات دفع الاحتراب بين هذه المكونات، إلا ان وعي الشعب تصدى له بوحدته قبل ان ينجح ويسبب الاضرار المعلومة. كتب الدكتور وميض جمال عمر نظمي في دراسته القيمة (ثورة 1920، الجذور السياسية والفكرية والاجتماعية للحركة القومية العربية الاستقلالية في العراق- مركز دراسات الوحدة العربية – بيروت 1984) مستندا الى وثائق الخارجية البريطانية، ما يلي: "وكانت هذه الوحدة ذات شقين: وحدة المسلمين مع غير المسلمين، ووحدة المسلمين انفسهم. وفي هذا الصدد، اقدم الوطنيون العراقيون على خطوة مبتكرة لم يكن لها نظير في تاريخ العراق الحديث. حيث جاء "المشهد الذي لا سابق له" على حد قول المخابرات البريطانية، عندما كان المسيحيون البغداديون يمارسون طقوسهم الدينية (عيد الجسد). فقد قام وفد من المحمديين (يتألف من جعفر ابو التمن واحمد الداوود وعلي ال بازركان وغيرهم) بجمع فريق من شباب السنة والشيعة (المتنورين) الذين اخذوا يرمون الورود والماء المعطر على الموكب اثناء مروره، ويهتفون: عاش سيدنا المسيح.. عاش اخواننا المسيحيين.. عاشت الوحدة العراقية... عاشت الوحدة الوطنية". وقد اجاب المسيحيون، بمن فيهم القساوسة: عاش اخواننا المحمديون، عاش العرب". ودخل المسلمون الى الكنيسة وبقوا الى نهاية الموكب. واختتم تقرير المخابرات البريطانية بالعبارات التالية: " لقد جرى قدر كبير من الحديث العاطفي حول المشهد الذي لا سابق له، وقال الكثيرون انه تم "بفضل" البريطانيين لأنهم كانوا السبب في هذا الاتحاد، بدون ان يرغبوا فيه"!. وواصل الدكتور وميض في صفحات عديدة سرد عدد اخر من مثل تلك المبادرات الوطنية الواعية لمقاصد الاستعمار وأهدافه، لاسيما بين معتنقي الدين الواحد، وحدة المسلمين بأنفسهم. وان البريطانية المس غيرترود بل، صانعة الملوك في العراق، نفسها قد اشارت لها وهي التي فعلت ما فعلت في هذا الشأن، كما دونت في مذكراتها وكتب عنها المؤرخون.
في كل الاحوال هذه الإشارة/ الدرس لما حدث في العشرينات من القرن الماضي وفي تلك الظروف وأيام الثورة الوطنية، ثورة العشرين، التي وضعت اساس انهاء الاستعمار والاحتلال البريطاني في العراق وتعزز الوحدة الوطنية، هذه الاشارة تعني فهم وإدراك القوى الوطنية ورموزها المعروفة لمهمات التحرر من الاستعمار بوحدة الشعب وقواه ومن اجل بناء البلاد بأيدي ابنائه وإرادته.
الآن بعد الاحتلال الامريكي والبريطاني ومن تبعهما من قوى الاستعمار الجديد، سعت اداراته الى استمرار النهج ذاته في تفريق الشعب وتمزيق مكوناته ووضع خرائط تقسيمه وإغراء فئات منها لتمرير شعاراته البراقة وأهدافه المعروفة في السيطرة والهيمنة والاستغلال والاستثمار لمصالحه وبالضد من المصالح الوطنية وخيارات الشعب العراقي وجيرانه. وطيلة سنوات الاحتلال العجاف مارست ادارات الاحتلال كل ما بوسعها الى زيادة تفتيت الشعب وصناعة خرائط جديدة للعراق ولقواه السياسية. إلا ان بعض الحريصين من هذه القوى حاول ان يرد عليها بما ورثه من اجداده ومن الصفحات المشرقة في تاريخ العراق. اذ اعلن اتفاقه على توحيد يوم شهر رمضان والعيد من بعده، ليحتفل الشعب بمكوناته المذهبية بموعد موحد محاولة الى نبذ طرق التفاوت والتفرقة وإثارة النعرات والتلويح بالطائفية والإنكار لما يجمع العراقيين بكل مذاهبهم وأديانهم وقومياتهم، ولاسيما ابناء الدين الواحد.
وكلما تحاول القوى الوطنية والديمقراطية ان تتجمع وتتعاون تترصدها قوى الاستعمار والاحتلال وتعمل ضدها وتثير صعوبات ومشاكل وتحديات تزيد في التشتت والتقسيم. وهو ما حصل ويحصل في العراق عبر سلسلة تفجيرات مقصودة ومرسومة في غرف سوداء وتوزيع منظم ومتعمد بمناطق معلومة ومناسبات معروفة لا يحتاج احد لشرح او تفسير للأهداف من هذه الجرائم الوحشية، والفرق التي تمارسها، وهي كما عرف في العراق فرق الموت من متدربي مجموعات البلاك ووتر وعناصرها، وإشراف السفارات والمخابرات المعنية بإثارة مثل هذه الاحداث والساعية اليها بكل ما تستطيع وتقوم به. تضاف لها صناعة الازمات واثارة النزعات وتوسيعها بخطط مشبوهة لتعميق معاناة الشعب العراقي من جرائم الاحتلال وأعوانه داخليا وتمرير سياساته وخططه العدوانية في تكبيل الارادات الوطنية بالقيود والتهديدات الصاخبة لإشغال الشعب والوطن بمشاكل كثيرة داخلية وصعوبات اقتصادية ومالية رغم كل الثروات البشرية والمادية التي يحوزها الشعب والوطن العراقي.
تعزيز الوحدة الوطنية صمام امان واستقرار ودرس تاريخي معلوم وبلاشك بدونه تتمكن خطط وشعارات المستعمرين القدامى والجدد ومن يتعاون معهم او يرتبط بهم ان تجد لها منافذ واسعة لانجاز اهدافها ومصالحها البعيدة جدا عن مصالح الشعب ومستقبله ومكانته ودوره داخليا وخارجيا.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غائب وغالب
- صراع القهر وعبد الصبور
- إدريس والعالم
- تنوير العقل عبر ثقب إبرة
- يتكلمون بغير ألسنتهم..!
- الشاعر عبد الوهاب البياتي
- حدود مستباحة
- أمريكا: كشف المستور
- غائب طعمة فرمان... روائيا
- بعد كل تلك السنوات العجاف
- محاكمة بوش وإدارته، درس ضروري
- في رحاب الجواهري
- صراع الإرادات في المشهد السياسي العربي
- تكامل الشخصية في أدب غسان كنفاني وحياته
- الطبقة العاملة العراقية ووضعها الاجتماعي والاقتصادي
- الثورات العربية والتحديات القائمة..!
- الثورات العربية والأحزاب السياسية
- زمن الغضب العربي
- ميدان التحرير.. الاسم والمسمى
- التغيير ... من الأمل إلى العمل


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - الوحدة الوطنية صمام الاستقرار