أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - عدم الانحياز وحكم القانون















المزيد.....

عدم الانحياز وحكم القانون


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 3834 - 2012 / 8 / 29 - 00:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تركز قمة حركة عدم الانحياز، التي تعقد دورتها السادسة عشرة في طهران (26- 31 آب/ اغسطس 2012)، على تميزها بالاسترشاد بحكم القانون اساسا وتشدد عليه "كإطار للحوار السياسي والتعاون بين الدول وكعامل تمكين إضافي لتنمية الدعائم الثلاث الرئيسية التي تقوم عليها الأمم المتحدة وهي الــسلم والأمن، حقوق الإنسان والتنمية". ومن خلال ذلك ولأجله تؤكد القمة على ضرورة اصلاح الامم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي ليصبح أكثر تمثيلا وفاعلية وشفافية في ادارة مشتركة لشؤون العالم، وتنفيذ ميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي الانساني بما يخدم البشرية ويجنبها الحروب والعدوان والغزو والانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان والارتكابات الواضحة في عرقلة التنمية وفي مخططات الهيمنة على ثروات الشعوب واستقلالها وسيادتها الوطنية.
أشار الى ذلك ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع التشاوري الذي عقد في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 17 تموز/ يوليو 2012، وشدد على "سيادة القانون على الصعيدين الوطني والدولي"، والتأكيد على قواعد اساسية هي: " المساواة بين الدول واحترام ميثاق الأمم المتحدة ومن ضمنها احترام سيادة الدول واستقلالها السياسي وحق الشعوب في تقرير مصيرها وخصوصا تلك الموجودة تحت الاستعمار والاحتلال الأجنبي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والالتزام بدور الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي". ومعلوم ان مجلس الامن والدول الرأسمالية الغربية مارست ادوارا خطيرة في انتهاك سيادة الدول الاعضاء وحقوق الانسان فيها وتميزت بازدواجية المعايير والإصرار على تجاوز القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة، وصناعة ذرائع ومبررات وتضليل لخدمة مصالحها الاستعمارية والإمبراطورية بالضد من مصالح الشعوب والبلدان وتركت وما زالت اثارا وتداعيات خطيرة على السلم والأمن الدوليين. ومن بين ذلك ما يتعلق خصوصا بحقوق الشعب الفلسطيني، على سبيل المثال.
اكدت الوثيقة الى قمة حركة عدم الانحياز في طهران على المبادئ الاساسية للعلاقات الدولية وركزت على الامتناع عن التهديد واللجوء الى القوة والعمل على تسوية النزاعات الدولية بالطرق السلمية وتنفيذ الاتفاقيات الدولية التي اقرتها الامم المتحدة واعتبرت ملزمة لجميع الأعضاء بما فيها احترام دور محكمة العدل الدولية وقراراتها في حل النزاعات والالتزام بأحكامها وطلب الاستشارة منها. كما ركزت على "أن التدابير العقابية القسرية المتخذة من جانب أحادي والتطبيق من خارج حدود الدولة لتشريعات داخلية ضد دول أخرى تحمل انعكاسات وخيمة على ترويج حكم القانون". والاعتبار من اجراءات سابقة الحقت اضرارا كبيرة على شعوب الدول التي تمت فيها تحت اسماء حماية حقوق الانسان او غيرها، وارتكبت بعض قوات الامم المتحدة اعمالا تعد مخالفة للقانون الدولي الانساني اضافة الى ارتكابات اخرى مارستها الدول الاستعمارية الغربية تحت الاسباب نفسها ضد حقوق الانسان ومصالح تلك الشعوب، ولاسيما في حالات ما سمته بالتدخل الانساني العسكري، وما لحق به من تداخلات وأفعال مخالفة للقانون الدولي وميثاق الامم المتحدة. وعكست هذه العمليات اهدافا اخرى غير ما حملته من مسميات براقة وتركت انطباعات سلبية عن دور الامم المتحدة وميثاقها وأساليب التعامل به في حالات متعددة. كما انها اعطت فرصا للدول الاستعمارية ( لاسيما بعض اعضاء مجلس الامن الدولي) لاستغلالها وارتكاب جرائم حرب وغزو واحتلال وضد الانسانية وإبادات جماعية وغيرها، الامر الذي تسعى حركة عدم الانحياز الان ان تحد منها وتضعها امام العالم وتكشفها من خلال التأكيد على اشاعة حكم القانون واحترام قرارات المحاكم الدولية ودور الامم المتحدة الاخلاقي والقانوني العام. ولعل في تجربتي احتلال افغانستان والعراق ابرز نموذج لمثل تلك الانتهاكات والجرائم الواضحة والتي قامت بها الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها من الدول الاوروبية وبعض الدول العربية التي دعمتها لوجستيا وماليا وإعلاميا ووفرت لها امكانات كبيرة اضرت بالدول الضحية ولم تفدها او تستفد هي منها. وكذلك الانتباه الى ادوار جديدة تتمثل في الاسهام الواسع لمؤسسات اعلامية وعسكرية في التضليل والخداع وخطط العدوان، والتحريض على الفتنة والحرب الاهلية والصراعات المذهبية والأزمات السياسية وغيرها. وركزت الحركة في الفقرة 22 من المقررات على موضوع الإرهاب. فأدانت كل الأعمال والأساليب والممارسات الإرهابية بأشكالها المتنوعة ومظاهرها المختلفة وهي جرائم "غير مبررة أينما حصلت وأيا كانت الجهة التي تقوم بها". وأكدت على "أن كل التدابير المستخدمة لمحاربة الإرهاب ينبغي أن تتوافق مع التزامات الدول وتحت سقف القانون الدولي وحقوق الإنسان الدولية وحقوق اللاجئين والقانون الإنساني"، تقديرا لكل المعاهدات والاتفاقيات الدولية الملزمة والمنصوص عليها في آليات التنفيذ لمؤسسات الامم المتحدة. مثلما اشير الى أهمية اتباع استراتيجيات وقائية فعالة وطويلة الأمد لمنع وقوع صراعات، حسب المادة (55) من ميثاقها، والعمل على إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والصحية وتعزيز التعاون الدولي في مجالات الثقافة والتعليم والاحترام العالمي لحقوق الإنسان، لتهيئة اسباب الاستقرار والرفاهية الضروريين لقيام علاقات سلمية ودية بين الأمم.
على الصعيد الاقتصادي اكدت الوثيقة، التي نشرت خلاصاتها جريدة السفير، على "الدول التدقيق بالقوانين العالمية المرتكزة الى عدم التمييز والعدالة في النظام التجاري المتعدد الأطراف، بالإضافة الى مغزى تحرير التجارة الذي يلعب دورا في التنمية الاقتصادية عالميا وتفيد منه جميع الدول في مستويات التنمية كلها". كما طالبت دول حركة عدم الانحياز ايضا بإصلاح المؤسسات الإقتصادية الدولية وأكدت تمسكها بـ"حقوق الإنسان والديموقراطية". وشددت الحركة على "أهمية سير العمل الفعال والشفاف والإنساني لنظام العدالة الجنائية المرتكز الى حكم القانون على قاعدة محاربة كل أشكال الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، ومن ضمنها المخدرات والإتجار بالبشر واستئصال الرشوة والتشديد على أهمية تمتين التعاون الدولي المرتكز على مبادئ المشاركة في المسؤوليات".
هذه مهمات كبيرة ومتنوعة امام قمة حركة عدم الانحياز، وبها وبضرورة التجديد والتطوير لمؤسساتها تنجز ما هو مطلوب ومؤمل منها.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوحدة الوطنية صمام الاستقرار
- غائب وغالب
- صراع القهر وعبد الصبور
- إدريس والعالم
- تنوير العقل عبر ثقب إبرة
- يتكلمون بغير ألسنتهم..!
- الشاعر عبد الوهاب البياتي
- حدود مستباحة
- أمريكا: كشف المستور
- غائب طعمة فرمان... روائيا
- بعد كل تلك السنوات العجاف
- محاكمة بوش وإدارته، درس ضروري
- في رحاب الجواهري
- صراع الإرادات في المشهد السياسي العربي
- تكامل الشخصية في أدب غسان كنفاني وحياته
- الطبقة العاملة العراقية ووضعها الاجتماعي والاقتصادي
- الثورات العربية والتحديات القائمة..!
- الثورات العربية والأحزاب السياسية
- زمن الغضب العربي
- ميدان التحرير.. الاسم والمسمى


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - عدم الانحياز وحكم القانون