أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - مجاهد عبدالمتعالي - سلمان العودة وخطابه المفتوح.. شاهد على المشكلة أم شريك؟!















المزيد.....

سلمان العودة وخطابه المفتوح.. شاهد على المشكلة أم شريك؟!


مجاهد عبدالمتعالي
كاتب وباحث

(Mujahid Abdulmotaaly)


الحوار المتمدن-العدد: 4036 - 2013 / 3 / 19 - 04:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


لماذا ننشغل بسلمان العودة في هذا المقال أكثر من انشغالنا بخطابه المفتوح؟
الإجابة: لأن ما طرحه في خطابه المفتوح لا جديد فيه، إذ سبقه إليه كثيرون بتفاصيل ووضوح وجرأة صادقة منذ الخمسينات الميلادية إذ كان هناك تنويريون ـ بطبعهم لا تطبعهم ـ عاشوا نضال التنوير لنرى الوطني المخلص عبدالكريم الجهيمان يسجن لأنه كتب مقالاً عن ضرورة تعليم البنات وفتح مدارس لهن بتاريخ 30/3/1375هـ ــ 1955م يقول فيه: (ومع ذلك فإننا لا نزال نرى الكثيرين من مواطنينا يتهيبون من تعليم بناتهم أشبه ما تكون بالببغاء التي تحكي ما تلقت فإذا خرجت بها قليلاً عما لقنت وجدتها كالعجماوات الأخرى اللاتي لديها شيء من الذكاء الفطري إلا أنه ينقصه التوجيه العلمي والصقل الفكري، ونحن لا ندري لماذا يتخوفون..)
وبعده يكتب التنويري ـ طبعاً لا تطبعاً ـ عزيز ضياء في صحيفة الندوة في أوائل الستينات الميلادية: (ومنظور المواطنين ـ باختصار ـ هو حقهم على الحكومة أن تراهم وأن تشعر بوجودهم، ليس باعتبارهم أطفالاً يتصرف في مقدراتهم الكبار دون أن يكون لهم رأي فيما يرسم لهم من مستقبل ومصير، وإنما باعتبارهم القاعدة التي يقوم عليها الكيان) وبعده في عام 1963م يكتب السيد هشام حافظ في صحيفة المدينة مقالاً انتقد فيه تعيين الأمير مشعل بن عبدالعزيز أميراً لمنطقة مكة المكرمة: "أهل مكة يجب أن يختاروا ـ من أهل مكة ـ من يكون أميراً عليهم" وصولاً إلى التسعينات الميلادية 1992م مع ولادة مجلس الشورى من جديد على يد الملك فهد رحمه الله إذ كتب الوطني الحكيم ـ طبعاً لا تطبعاً ـ محمد سعيد الطيب: (إن أي مجلس معين... سيكون ـ بلا شك ـ مجلساً حكومياً... وسيكون أعضاؤه ـ من وجهة نظر الشعب ـ أعضاءً لا يمثلون إلا أنفسهم والسلطة الحاكمة.. مهما كانت نزاهتهم وإخلاصهم... وسابقتهم في العمل الصالح العام!.. إذن ـ ليس أمامنا ـ إن كنا جادين في إرساء قواعد حكم ديمقراطي إسلامي رشيد.. إلا أن نبدأ بالانتخابات.. إن الانتخابات وفي أي مجتمع.. ومهما كانت نتائجها.. هي صورة صادقة للمستوى الذي وصل إليه ذلك المجتمع..). للاستزادة راجع كتاب (السجين 32 للباحث السياسي والوطني ـ طبعاً لا تطبعاً ـ / احمد عدنان).
نعيد السؤال بشكل آخر: لماذا ننشغل بسلمان عن خطابه؟ ولماذا لا ننقد الخطاب؟
لأن سلمان أشار في خطابه إلى إمكانية المتاجرة بالقضايا.. بل الابتزاز بها... إذ يقول: (ابتزاز المواطنين بقضية (شهداء الواجب) متاجرة بدماء الرجال الأبطال (رحمهم الله) .. كلنا مع شهداء الواجب ومع إطلاق الأبرياء أيضا) وهذا صحيح.. وليس من عاقل يقبل أن تضرب دماء المواطنين وحقوقهم ببعضها كسوق النخاسة الذي يباع فيه العبد بالعبد، ولكن شهيد الواجب لم يكن شهيداً لولا الفتاوى التي صدرت باستباحة دماء رجال الأمن، والسؤال الذي يتجاهله الكثير، ويتهرب منه الأكثر... ما هو التاريخ السري لمسيرة هذه الفتاوى التي بلغت ذروتها في فكر الشباب السعودي، فمن يبتز من؟! ومن يتاجر بقضايا من؟.
سلمان في خطابه المفتوح وضع نفسه كمقابل للدولة ـ أو للحكومة على أقل تقدير ـ في مشكلتها مع سجناء التطرف، ولم يضع نفسه كشريك في المشكلة، وهو فعلاً شريك، لكنه قد يرى أن شراكته تسقط بالتقادم، فالحكومة رعت (ما يسمى بالجهاد) ضد الاتحاد السوفيتي في أفغانستان ـ وها هي تتجرع غصصها حتى الآن ولم تزل ـ ولكنها لم ترعاه ضد أمريكا، وسلمان كان شريكاً للحكومة في الأولى، وحاول استثمار زخم الأولى للدفع بالثانية في التسعينات وما بعدها إلى أعلى ذراها، بشكل يهدم الكيان على رأسه قبل أن يكون على رؤوسنا جميعاً، وفي هذا يقول غازي القصيبي رحمه الله: (يقف صدام حسين على بعد ساعات من الظهران، ويومين من الرياض ليتخذ ولي الأمر قراره للدفاع عن هذا الكيان.... وما لبث الفقيه السياسي سلمان العودة أن خرج بشريط "أسباب سقوط الدول" زعم فيه أن الاستعانة بغير المسلمين كانت من أهم أسباب سقوط الدول). راجع كتاب القصيبي (حتى لا تكون فتنة).
وبالمقابل لا ننسى ما قامت به "المعارضة السعودية الشيعية" في حرب 1990م عند احتلال الكويت، بوقف نشاطها وقفل مكاتبها المعارضة في البلدان المختلفة كموقف وطني، رغم محاولة صدام حسين وغيره التقرب منها، مما جعل الحكومة السعودية تحمد للمعارضة الشيعية حسها السياسي والأخلاقي العالي لتقوم بتجسير العلاقة مع المعارضة الشيعية واستقبالها في وطنها من جديد.
بقي السؤال: لماذا سلمان العودة لم يسأل نفسه عن مبررات عدم رضا وهجوم الذين يقول عنهم: ( أدافع عن السجناء ، وكثير منهم غير راضٍ عني، وبعض من خرجوا يهاجمونني .. ومن واجبي الدفاع عنهم .. الحقوق ليست مقصورة على من يتفقون معنا) ولماذا استخدم مفردة (معنا) وما الذي تشير إليه (نا)؟!... ليس في ذلك نقب للنوايا... ولكن السؤال: لماذا لم تقف المدارس (التي خرجت من عباءة الصحوة) موقفاً وطنياً يدرك المعنى الحقيقي لكلمة "مواطنة" فيدعو عرابوها كوطنيين تقدميين تنويريين إلى تجريم: التحقير الطائفي والمذهبي... لأن الطريق الحقيقي لصحويين يريدون النهوض من غفوتهم وتراجعاتهم لا يكون إلا من خلال وحدة وطنية يتساوى تحت ظلها الجميع بحرية وعدالة ومساواة، لتكون العبرة في التطبيق الوطني وعندها نستعيد بكل ثقة عبارة الملك فيصل الشهيرة (المهم في الحكم ليس الاسم، وإنما التطبيق، فكم من نظام جمهوري فاسد، وكم من نظام ملكي صالح، والعكس بالعكس) راجع كتاب (عرب معاصرون ـ أدوار القادة في السياسة/مجيد خدوري) وهنا السؤال والمحك الحقيقي لمفهوم المواطنة بمعناه الإنساني: هل يستطيع مواطن شيعي أو صوفي مثلاً أن يتقدم بدعوى كراهية وتحقير أو ازدراء لمذهبه أو طائفته إلى المحكمة المختصة... وهل ستقف المحكمة بقضاتها مع الشيعة أو الصوفية في هذا النوع من القضايا كما تقف بإخلاص عادل مع رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضد شكوى بعض المواطنين وتذمرهم من بعض أفرادها المتهورين؟!.
قد يسأل سائل: ما علاقة المسألة الطائفية بالسجناء؟ والعلاقة أن الحس الوطني الموحد يلزم الحكومة بواجباتها من جهة، ويجعل الدولة أكثر تماسكاً من جهة أخرى، وفي هذا يكون النضال الوطني، والسجن لمن أراده واضطر إليه، وفي هذا ضغط وإلزام على الحكومة أكثر مما يلزمها واقع طائفي متعصب يدعو إلى احترابٍ مبطن فيما بينها، والأكثر تعقيداً إذا كان النظام نفسه يرعى مثل هذا التعصب الطائفي والمذهبي.
هناك سجناء شيعة يستحقون النظر في إطلاقهم كما أن هناك سجناء سنة، وإذا استطعنا الوصول إلى مطالبة غير طائفية تنص على أن كل سجين سني أو شيعي حجازي أو قصيمي شمالي أو جنوبي هو مواطن سعودي على نفس الدرجة، لتكون قضيتنا (المواطنة)، والمواطنة وحدها تحت شعار الإنسان بلا تمييز عرقي أو طائفي أو عقائدي، عندها نستطيع الوثوق بكل خطاب وطني قادم، لا ينتصر لطائفة دون أخرى، ومن واجب الحكومة الاستماع للمصلحين، وعلى المصلحين أن يعملوا لأجل مواطنيهم، للارتقاء بوطنهم من القطيف إلى بريدة، إلى المدينة المنورة إلى حائل إلى نجران إلى أصغر قرية في "احد المسارحة" بمنطقة جيزان، ومن حق السياسي الارتياب في كل خطاب يطرح المشكلات ولا يقدم الحلول، ويطرح المزايدات ولا يتلمس الطريق. ونقول من حقه الارتياب، وأخذ الحيطة... لكن ليس من حقه أبداً انتهاك الحريات والتنقيب في النوايا، والقبض على الظن، والتغييب القسري... الخ من مشكلات تعانيها كل وزارات الداخلية في الحكومات الشمولية، في العالم الثالث، لتبقى وسمة عار تشهد على الاستبداد والظلم والقهر على مر التاريخ تنقلها دموع العجائز لأحفادها، قبل أن تتناقلها وتحفظها التقارير الدولية لحقوق الإنسان.
اليوم وبالصدفة العابرة رأيت كتاب غازي القصيبي بعنوان (التنمية.. الأسئلة الكبرى).... قلبته بين يدي، فأصابتني غصة حقيقية، وأدركت معنى الإصلاح والمصلحين الحقيقيين، ثم عدت إلى خطاب سلمان العودة المفتوح فعرفت الفرق بين إداري التنمية والإصلاح الذي نحبه رحمه الله، وبين الفقيه السياسي الذي نحترمه، لأننا من متابعي اللعب السياسية الديماغوجية/ الجماهيرية، ويشد انتباهنا اللاعب الذكي، لكننا لا ننسى أبداً عبارة قديمة وعميقة تقول: (الذكاء وحده لا يكفي.. إنما الرهان على الطبع الأصيل) ويا لسذاجة من لم يعرف الفرق بين الطبع والتطبع.



#مجاهد_عبدالمتعالي (هاشتاغ)       Mujahid_Abdulmotaaly#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجميلة ورجل الظلام
- قينان والإخوان هناك طريق آخر
- الخطاب الديني من جيفارا إلى راسبوتين
- الحرية والمخال الكاذب
- الشعوب بطبيعتها ليبرالية والإسلاميون عكس الطبيعة
- عقل الطفل يعري السياسة
- مجتمع يجتر الجيفة
- دمج المقدس بالحداثي في برامج رمضان
- المثقف... قصيدة أم نظم؟!
- ثوابت الأمة أم ثوابت الرعب؟!
- الشيعة من كلية الشريعة إلى نجران
- الشيخ الحصين وحرية التعبير... هل عليها قيود في السعودية
- الإيمان في حالة قلق
- الغذاميون الجدد... دونكيشوتات ما بعد -حكاية الحداثة-
- العقل وتبرير الجبناء
- الثورة بين إدارة الشعور وإرادة الشعوب
- عابرون في تزييف عابر
- الجزيرة العربية ليست إيران
- التساؤلات اللزجة ضد ثورة الياسمين
- الغثيان بين السدنة والكهنة


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - مجاهد عبدالمتعالي - سلمان العودة وخطابه المفتوح.. شاهد على المشكلة أم شريك؟!