أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجاهد عبدالمتعالي - الشعوب بطبيعتها ليبرالية والإسلاميون عكس الطبيعة















المزيد.....

الشعوب بطبيعتها ليبرالية والإسلاميون عكس الطبيعة


مجاهد عبدالمتعالي
كاتب وباحث

(Mujahid Abdulmotaaly)


الحوار المتمدن-العدد: 3950 - 2012 / 12 / 23 - 21:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(المناوئون للإسلاميين يتهمونهم بأنهم شعبويون فهل هذه تهمة يجب دفعها أم أنها هدف مشروع لمن يريد أن يقدم للناس نموذجه في الحكم؟)
(الإسلاميون منظمون أكثر ممن سواهم : هل يؤاخذون على ذلك؟ والإسلاميون متغلغلون في المكونات الشعبية والجماهيرية: وهل هذا ذنب يحاسبون عليه؟)
(بدل أن تكرس القوى الليبرالية جهودها في حرب الإسلاميين، عليها أن تعيد تقييم سياساتها وعلاقاتها مع الشعوب التي لم تنتخبها: لماذا لم تنتخبها؟)
هذه لب أسئلة يطرحها البعض باعتباره نخبوياً محايداً، فهل هذه الأسئلة تأخذ طابع السلطة لمجرد أنها سؤال/استجواب، أم أنها فاقدة لهذه الشرعية باعتبارها مغالطة؟.
هل الإسلاميون شعبويون؟
ما هي الشعبوية؟ الشعبوية بخلاف الشعبية، حالة من الاتفاق الجماهيري المصطنع وفق معطيات اجتماعية استثنائية تشبه تلك التي حكاها بورخيس عن ((المظاهرات الشعبوية التي نظمتها حكومة بيرون عام 1950م ضد المثقفين المناوئين للحكم التي كان المتظاهرون يهتفون خلالها: "أحذية نعم، كتب لا")) ـ راجع البرتو مانغويل/ تاريخ القراءة ص34.
ولهذا فمن حقنا سؤال صاحب السؤال: من هم نواة الثورة للربيع العربي؟ هل هم الإخوان المسلمون الذين امتنعوا عن المشاركة في المظاهرات، ويعملون ببراجماتية فجَّة مع النظام السابق حيناً ومع الجيش حيناً أخرى؟
أم السلفية التي اعترف وزير الداخلية للنظام السابق ــ حسب رواية المفكر طارق الحجي في لقاءه بقناة المحور ــ بأن الحكومة المصرية تريد الاستعانة بها كآفة مضادة للاخوان؟، فالسلفية نواتهم الفكرية/العقائدية قائمة على (السمع والطاعة حتى ولو جلد ظهرك وأخذ مالك) وهكذا هي السلفية الرسمية في طبيعتها الخانعة، وهذا ما حصدته اليمن من إدخال السلفية إلى أراضيها للتخلص من دعوى زيدي وشافعي، فجاءت بالسلفية الخانعة لتتبلور بانشقاقاتها المناسبة مع الواقع اليمني الساخن فتصنع موطناً للقاعدة التي تبرأت منها السلفية الرسمية، لتنتج بالمقابل الحوثيين كمضاد طبيعي تفرزه الجغرافيا الاجتماعية لليمن.
إن نواة الربيع العربي قامت على مواقع التواصل الاجتماعي، التي توجس في إباحتها بعض الإسلاميين، وحرمها السلفيون بقطعية مخجلة وخصوصاً للنساء!! إلا مع ذي محرم!!!.
من هم هؤلاء المناضلين الشباب، إنهم الطبقة الشعبية الضامنة للثورة، والتي يحاول الإسلاميون حالياً ابتسارها والتخلص منها، كأي مستبد يزعجه الصوت النشاز في سيمفونية استبداده الخاص، فتمارس تصفية الثورة من الثوار، وإعادتها للعبة التقليدية التي مارسها قبل الإسلاميين صدام حسين في إضافة (الله أكبر) للعلم العراقي، بالإضافة إلى بعض القرارات التي تعيد لنا ما ذكره ميكافيللي في كتاب الأمير عن معنى الإمساك بالسلطة من خلال قوانين مراعاة الفضيلة، دون الانشغال بالفضيلة على وجه الحقيقة، وهذا ما ظهر سابقاً في نضال عبدالمجيد الزنداني ومظاهرته المليونية في القرن المنصرم، وثورته العارمة في سبيل إقفال ما لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة من البارات في مدينة عدن قبل الوحدة، فبدأ الجهاد ضد إخوتهم في العروبة في سبيل الدين كما زعموا وليس سبيل الوحدة، ولتكتشف عدن بعد الوحدة إمكانياتها الهائلة في استيعاب أعداد أكبر من البارات، دون نكير من الشيخ الزنداني، وقبله كانت التجربة السودانية وجهاد النصارى في الجنوب دون حياء من الترابي، ليصبح الرئيس السوداني منديلاً يتمسح به الترابي، إن فشلت رؤاه التقدمية وجاء الانفصال!!.
إذاً فالإسلاميون شعبويون وهي تهمة فعلاً عليهم دفعها، وما لا يجب دفعه أن يكونوا شعبيين، فشعبيين مفردة تعني القبطي قبل المسلم والشيعي قبل السني، والأمازيغي قبل العربي لتصبح القضية والهدف شعبيا وليس شعبوياً إن لم يفرق بينهما صاحب السؤال.
الإسلاميون منظمون أكثر من سواهم فهل يؤاخذون على ذلك؟ نعم يؤاخذون على المستوى الإنساني قبل الديمقراطي، فتنظيمهم في نواته ليس ديمقراطياً، بل استبدادياً، ولهذا فإن كل الأدبيات التي قرأناها في كتب الخارجين عن هذه التوجهات الإسلامية توضح مدى الخضوع الشمولي المزري من قبل الفرد لصالح الجماعة ــ راجع كتاب سر المعبد لثروت الخرباوي والمؤامرات الخفاشية داخل جماعة الاخوان ــ لنتفاجأ بمفردات ضمن أجنداتهم (البيعة، والمرشد يحل فلان من بيعته) وغيرها من المفردات التي ليست لأحد على وجه الأرض الحق فيها إلا للأنبياء فقط، وأي تخريجات فقهية تساوي بين النبي وغيره في الطاعة فليست سوى استبداد يلتحف الدين منذ رفع المصاحف وحتى الآن، وكل ذلك يصنع ما يتجاوز مفردة أتباع ليصبح قطيع، وهذا القطيع يخرج عند الضرورة ميليشياته الخاصة الضامنة لمفاهيمه المشلولة للديمقراطية، لينفجع الشعب بوجود ما هو أسوأ من بلطجية النظام السابق، وهذه الميليشيات لا يمكن نسيان تاريخها العريق مع عبدالناصر عندما تجاهلوا رغبته في أن يكونوا شركاء في الحكم، ليصبحوا هم أهل الحكم، وعندما أقصاهم لشرههم الفاجع، حاولوا اغتياله، وقتلهم السادات، ثم الاستغفار منه، ومحاولة قتل حسني في إحدى سفراته الأفريقية، وعلى المستوى الاجتماعي ليسوا براء من محاولة اغتيال نجيب محفوظ، ويدهم ملطخة بدم فرج فودة، ومحاكمة نصر حامد أبو زيد وتفريقه عن زوجته مما دعاه للهجرة.
النظام في أي حزب مطلوب، ولكن التزمت التنظيمي يحيل إلى مخرجات تتجاوز العمل السياسي وفق التقاليد الديمقراطية إلى عمل عسكري، ولهذا فالنظام الصارم في الجيش والأمن دعى كثير من فقهاء الديمقراطية إلى الحيلولة دون دخولهم في العملية الانتخابية، لأنها تتجاوز حدود الاختيار الحر للفرد كشرط ديمقراطي، ليتفاجأ الناس بديمقراطية أخرجت لنا العقائدي أدولف هتلر كمثال.
فهل فهم صاحب السؤال ما يقصده خصوم الإسلاميين من كلمة منظمين؟!.
يقول أيضاً: (بدل أن تكرس القوى الليبرالية جهودها في حرب الإسلاميين، عليها أن تعيد تقييم سياساتها وعلاقاتها مع الشعوب التي لم تنتخبها: لماذا لم تنتخبها؟)
عندما يتم تقييد مثلاً عشرين مليون مواطن، ممن لهم حق الانتخاب في بلدٍ ما، ويشارك منهم فقط سبعة مليون وينتصر الإسلاميون بفارق بسيط في هذه الانتخابات التي شارك فيها سبعة من أصل عشرين مليون، فهل فعلاً الشعب لم ينتخب الليبراليين؟
عندما تطل من على بناية عالية في أحد البلدان العربية ستجد أقراص البث الفضائي موجودة على سطوح المنازل بلا استثناء ــ وهي أقراص بث غير إسلامية ولا تحمل شعار قناة المجد مثلاً ــ وتجد العائلات في هذه المنازل وهي تشارك بالملايين وباندفاع رهيب وعجيب من أجل فوز فنانة موهوبة في الغناء، فهل هؤلاء يرغبون في إسلاميين يقومون بتحريم الغناء قبل الدشوش ــ لم يهتم السعوديون مثلاً لفتوى تحريم الدش في التسعينات، بل انتشر شعبياً متجاهلين الفتوى الصادرة بتحريمه ـــ فأين هذه الأغلبية المزعومة، الإشكال الواجب مواجهته من قبل الليبراليين هو في تحريك هذه الأغلبية الصامتة لصالحهم، فالإسلاميين ليسوا أغلبية، فهم أقلية.... نعم أقلية حقيقية، لكن رهانهم على الفاعلية، ولا ننسى أن الثوار الحقيقيين في الربيع العربي (شباب الثورة) كانوا من خارج التيارات الإسلامية وكانوا أيضاً أقلية، وكان رهانهم ايضاً على الفاعلية، التي أجبرت الإسلاميين على ركوب موجتهم الثورية، ومحاولة اختطافها من شباب الثورة، فالثورة إن لم تكن ذاكرة الشعوب مثقوبة هي ثوة شباب فردانيين بلا أيديولوجيا، والرهان القادم هو في تحويل الأغلبية الصامتة لصالح الواقع الليبرالي الذي يعيشه كل عربي في حياته اليومية، وهو في أنحاء مصر مثلاً نراه في تصبيحة القبطي على جاره المسلم والعكس عند شروق شمس كل يوم، والشيوعي القديم يزور جاره ويهنئه بالعودة من الحج، وكلهم ينتظرون أبناءهم يخرجون من نفس المدرسة بعد الظهر، إنها الديمقراطية مستقبل مصر، إن لم يتغولها الإسلاميون.



#مجاهد_عبدالمتعالي (هاشتاغ)       Mujahid_Abdulmotaaly#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقل الطفل يعري السياسة
- مجتمع يجتر الجيفة
- دمج المقدس بالحداثي في برامج رمضان
- المثقف... قصيدة أم نظم؟!
- ثوابت الأمة أم ثوابت الرعب؟!
- الشيعة من كلية الشريعة إلى نجران
- الشيخ الحصين وحرية التعبير... هل عليها قيود في السعودية
- الإيمان في حالة قلق
- الغذاميون الجدد... دونكيشوتات ما بعد -حكاية الحداثة-
- العقل وتبرير الجبناء
- الثورة بين إدارة الشعور وإرادة الشعوب
- عابرون في تزييف عابر
- الجزيرة العربية ليست إيران
- التساؤلات اللزجة ضد ثورة الياسمين
- الغثيان بين السدنة والكهنة


المزيد.....




- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجاهد عبدالمتعالي - الشعوب بطبيعتها ليبرالية والإسلاميون عكس الطبيعة