أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مجاهد عبدالمتعالي - عابرون في تزييف عابر














المزيد.....

عابرون في تزييف عابر


مجاهد عبدالمتعالي
كاتب وباحث

(Mujahid Abdulmotaaly)


الحوار المتمدن-العدد: 3522 - 2011 / 10 / 21 - 16:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


(تزييف الوعي) كتب فيه مؤلفات كثيرة لا تنتهي، فما الذي سيضيفه هذا المقال العابر لهذه القضية؟! وما الفرق بين دولار حقيقي ودولار مزيف، إن أصبح الدولار مجرد ورقة بنكنوت لا تحمل دلالاتها القديمة فيما عرف برصيد الذهب الموازي؟!
ما دخل العملة في تزييف الوعي؟ الرابط بينهما فيما أريد الإشارة إليه، هو أن الوعي المزيف إذا طرح بالتراضي في وسط اجتماعي وذلك عبر سلطة ما، فإنه يكسب نفس الرصيد المقابل للوعي الحقيقي، والتراضي يعطيه شرعية تفوق الوعي الحقيقي الذي لم يحقق شرط الرضا، رغم أن الرضا قد يكون عن تغرير أو جهل أو إكراه مبطن.
هل تذكرون حكاية البئر التي تصيب من شرب منها بفقدان الذاكرة، وعندما شربت القرية من البئر وبقي اثنان من زعمائها تفاجآ أنهما مضطران للشرب من البئر ولو أدى ذلك لفقدان ذاكرتهما أيضاً، خوفاً على نفسيهما من تهمة الجنون التي تلحقهما من أهل القرية.
إن امتلاك الوعي الحقيقي يغلب عليه الإزاحة الاجتماعية، ليجد صاحب الوعي نفسه في منفى (البرج العاجي) مقر إقامته الجبرية، بينما العكس يحصل مثلاً لمن يملكون رصيداً من حكايا الخصوصية إذ تجد سوقاً لقصاصها يفوق سوق حكايا الغول والسعلاة، عدا القبول الاجتماعي ما داموا يتغنون وجماهيرهم المستمعة لهم بأنهم بشر خاصين ومختلفين عن شعوب الدنيا، فيكرروا على أنفسهم سذاجة الكتابيين من قبل عندما (قالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق) فهل من مدكر ليكرر على أسماعنا ألف باء الوعي الحقيقي بقوله تعالى (بل أنتم بشر ممن خلق) لعلنا نصاب بذلك التواضع الوجودي اللذيذ لمن عرفه وذاق حلاوته، وكيف يذوقه ويعرف حلاوته من عاش نازية فكرية امتزجت بدعوى دينية؟!
تزييف الوعي بسيط ومركب، بسيط مع العامة، ومركب مع الخاصة.. وهل في الخاصة من وعيه مزيف؟! عجبا!.. كيف نعجب؟!.. وهل زيف الوعي عند العامة إلا من ذاك الوعي النخبوي المزيف!.
إن النخبوي الذي يكون إفرازاًَ طبيعياً من مجتمعه، ليس إلا ديماغوجي يحترف تزويق الوعي المزيف، فيزداد جماهيرية، لدرجة تجعلك تسترجع حكاية شارل بودلير عن أولئك الذين يتشدقون باستمرار بكلمات مثل "لا أخلاقي"، "لا أخلاقية" ومسائل "الأخلاق في الفن" وغيرها يقول بودلير:" إنهم يذكرونني بـ لويز فيلديو، مومس بخمسة فرنكات، رافقتني يوماً في زيارة إلى اللوفر، وكانت تلك أول مرة تزور فيها هذا المتحف، فاحمر وجهها وأخذت تغطيه بكفيها وتجذبني من كم السترة، متسائلة أمام اللوحات الخالدة، كيف أمكن عرض كل هذه العورات على عموم الناس".
إن النخبوي ليس إفرازاً طبيعياً من القطيع، بل هو استثناء وطفرة جينية بسلوك لا منتمٍ يؤكد دعاوى الفلاسفة في "أن الأمم لا تنجب العظماء إلا مرغمة".
إذا نشأت في وطن وسافرت عنه، فإن كل ارتطام تواجهه في أرضك الجديدة ليس إلا وعياً مزيفاً كنت تظنه يملك سعر صرف في كل بلدان الدنيا ولكنك اكتشفت زيفه، فكل دعاوى الصدمة الحضارية لأي شعب من الشعوب ليست سوى ارتطامهم بزيف وعيهم الخاص الذي لقنوه إبان نشأتهم، وليس ارتطامهم بشيء خارج عنهم، إنه وعي عاشوه في وطنهم وقد اكتشفوا زيفه على محك التجربة وارتطام الواقع، وكل محاولاتهم للتماسك ليست سوى تخريجات مركبة لوعيهم البسيط في زيفه، فيعود البائس منهم وقد أصبح منظراً في النوع المركب من الوعي المزيف، أما النجباء فيعودون وقد امتلكوا ميلادهم الجديد ووعيهم الخاص الذي يجد له سعر صرف في كل بلاد الدنيا على اختلاف حضاراتها.. أديانها.. أعراقها..
تزييف الوعي عنوان عريض يستمرئه كل أصحاب النفوذ بأنواعه وأوله الديني؛ منذ الكنيسة الكاثوليكية التي نظمت نشر مذهبها عن طريق مجمع مقدس خاص سمي (DE PROPAGANDA FIDE) ومن اسم هذا المجمع اشتقت كلمة (بروباجندا) وعلى القارئ الكريم أن يتذكر اشتراطات اليمين/القسم لمن يدلي بشهادته عندما يتم اشتراط: قول الحقيقة... والحقيقة كاملة.... ولا شيء غير الحقيقة، فكم من شاهد زور في "تاريخ إدارة وعينا" لم يقل الحقيقة مطلقاً فكذب أو قال بعض الحقيقة فزيفها، أو خلطها بغير الحقيقة فزورها لتصب كلمات كل شاهدي الزور في نهر الدجل والخرافة، وما أكثر الشاربين الذين يؤذون العارفين ببخر أفواههم لكثرة الكرع، ويظنون أنهم يحسنون صنعاً، فيا "أيها المارون بين الكلمات العابرة.. احملوا أسماءكم وانصرفوا.. واسحبوا ساعاتكم من وقتنا وانصرفوا.. وخذوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة.. واسرقوا ما شئتم من صور كي تعرفوا أنكم لن تعرفوا...... كدسوا أوهامكم في حفرة وانصرفوا.... كالغبار المر مروا أينما شئتم ولكن لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة.. فلنا في أرضنا ما نعمل.. ولنا قمح نربيه ونسقيه ندى أجسادنا.... اخرجوا من مفردات الذاكرة.. أيها المارون بين الكلمات العابرة"
تزييف الوعي جرم في حق المدارك الإنسانية، وزيف الوعي بؤس لا يسلم منه بيت خاصة ولا عامة، وامتلاك الوعي الحقيقي ورطة وجودية بحق الفرد، وثورة راديكالية بحق المجموع، ويوتوبيا بحق المستقبل.



#مجاهد_عبدالمتعالي (هاشتاغ)       Mujahid_Abdulmotaaly#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزيرة العربية ليست إيران
- التساؤلات اللزجة ضد ثورة الياسمين
- الغثيان بين السدنة والكهنة


المزيد.....




- -إحراق مسجد في برشلونة-.. ما هي حقيقة الفيديو المنسوب للحادث ...
- بسنت شوقي ومحمد فرّاج بطلا كليب أغنية حسين الجسمي -مستنّيك- ...
- مفاجأة سارة من نيل دايموند للجمهور بعد سنوات على إعلان اعتزا ...
- الحرب في أوكرانيا: هل سيغير ترامب سياساته حيال روسيا؟
- فرنسا - أوروبا: لماذا عسكرة السياسة؟
- ترامب يمنح روسيا مهلة 50 يوما لإنهاء الحرب ويرسل شحنة أسلحة ...
- حماس: نتنياهو لا يريد التوصل إلى أيّ اتفاق لوقف إطلاق النار ...
- بسبب وثائقي حول غزة.. الـ-بي بي سي- تفتح تحقيقًا داخليًا حول ...
- في مشيكان، احتفال بالذكرى السابعة والستين لثورة الرابع عشر م ...
- خلال السنوات القادمة.. مهن قد لا يوجد من يشغلها في ألمانيا! ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مجاهد عبدالمتعالي - عابرون في تزييف عابر