أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - الحقيبة الحمراء














المزيد.....

الحقيبة الحمراء


ميساء البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4025 - 2013 / 3 / 8 - 15:29
المحور: الادب والفن
    


الحقــيبة الحمـــــــــــــــــراء
كباقي الأطفال كان ينتظر بفارغ الصبر أن تُفتح أبواب المدارس في صباح الغد .. وأن يُعلن عن عودة الدراسة من جديد .. وأن يطير كملاك بلا أجنحة يعانق أسوار مدرسته .. يهبط من سماءها .. ويقفز فوق ترابها كما اعتاد كل صباح بعد كل اشتياق ..
مذ بدأت العطلة الصيفية وهو في اشتياق دائم إلى مدرسته .. إلى صفه .. إلى الباحة حيث كان يجتمع هو وأصدقائه وجميع ورفاق الدراسة كي يلعبون .. ويأكلون .. ويتسامرون .. ويضحكون .. قد يتشاجرون .. لكنهم في النهاية يتصافون ويتصالحون .
منذ بدأت العطلة الصيفية وهو يحلم بأول يوم تبتدئ فيه الدراسة .. هذا العام سيكون عاماً جديداً جداً .. سيحمل على كتفيه حقيبة حمراء بدل تلك الحقيبة الخضراء الباليه .. لطالما كانت نفسه تشتهي وتطلب هذه الحقيبة .. إنها الحقيبة الحمراء التي كانت تسرح وتمرح وتتجول كل ليلة في أروقة خياله .. حقيبة حمراء كتلك التي كان يغيظه بها رفيقه في الصف المجاور كلما رآه يحمل حقيبته الخضراء البالية على كتفيه يكاد يتساقط منها كل شيء بما فيهم كتبه ولوزامه المدرسية .. أما الآن فلا .. لن يسخر منه أحد .. ولن يغيظه أحد .. فها قد أحضرت الحقيبة الجديدة ذات اللون الأحمر ..
وليس هذا فحسب بل أيضاً أحضر إليه الزيَّ المدرسي الجديد ..لا زيٌّ قديمٌ بعد اليوم .. فقد أصرَّ على والديه أنه لن يرتدي الزيَّ القديم لأكثر من عامين متتاليين .. وناضل كثيراً لأجل أن تتحقق أحلامه هذه .. وفي النهاية كان له ما يريد .. الزي المدرسي الجديد والحقيبة الجديدة ذات اللون الأحمر .
نعم هو متشوق وجداً لأول يوم دراسي في مدرسته الحبيبة .. لن يقصَ من طول شعره في أول يوم كما يتوجب عليه دائماً .. يريد أن يُري معلمته الغالية على قلبه والتي اشتاق إليها بجنون كم هو جميل شعره حين يكون طويلاً ومنسدلاً على أكتافه .. وأكثر من ذلك حين يعكصه إلى الخلف كضفائر الفتيات الجميلات .. ها هو قد أصبح شاباً وسيماً في السابعة من عمره .. يعكص شعره الطويل إلى الخلف .. ويضع أيضاً في معصمه سواراً بلاستيكياً جميلاً .. لونه أحمر أيضاً .. يليق بالحقيبة الحمراء ..
كل يوم كان يحلم .. كل ليله كان يحلم .. كان يحلم وينتظر .. ويحلم وينتظر أن يتحقق الحلم ..
ذات ليلة غاضبة .. زمجرت فيها السماء.. وعربدت فيها الغيوم السوداء .. وأمطرت حمماً سوداء .. سحابة سوداء من تلك تسللت إلى وسادة الطفل وهو يحلم .. فسرقت الحلم .. خطفت الحلم .. دمرت الحلم ..
قُصف الحلم وهو في فراش الطفولة .. قُصف الحلم ودُمرَّ بالكامل مع ما تم قصفه وتدميره وتخريبه على أيدي جحافل الصهاينة الغزاة ..
دُمرَّ كل شيء .. ولم يبقَ من الحلم شيئاً سوى أشلاء حقيبة حمراء كانت تنام على وسادة الغد.. وأشلاء يدٍ صغيرة لطفل كان حلمه في السابعة من العمر.. ومعصمٍ مبتور بوحشية التتار كان معلقاً في ذيله سوار بلاستيكي أحمر اللون .. ربما كان لحلم ينتظر بفارغ الشوق أول يوم في المدرسة .



#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلسلة جاهلية جزء1
- -لما عالباب منتودع -
- أيام عَ البال
- رسالة لم تكتمل
- الأماكن
- سلسلة حافية القدمين والبحر .. جزء 8 .
- البنفسج حزين .
- أسئلة مشروعة
- ... فاخلعيني .
- ورق
- أنتَ العيد
- حدائق اللوز
- أيها البدويُّ المتعب .
- سلسلة حافية القدمين والبحر .. جزء 7 ..
- سلسلة حافية القدمين والبحر .. جزء6
- هل من خبر ؟
- أي خبر
- الغيم لي .
- اخرج من قلبي
- سلسلة حافية القدمين والبحر .. جزء 5 .


المزيد.....




- تضارب الروايات بشأن الضربات الأميركية في نيجيريا
- مصر: وفاة المخرج داوود عبدالسيد.. إليكم أبرز أعماله
- الموت يغيّب -فيلسوف السينما المصرية- مخرج -الكيت كات-
- مصر تودع فيلسوف السينما وأحد أبرز مبدعيها المخرج داود عبد ال ...
- -الكوميديا تهمة تحريض-.. الاحتلال يفرج عن الفنان عامر زاهر ب ...
- قضية صور ريهام عبد الغفور.. نقابة المهن التمثيلية تتدخل وتتخ ...
- إعلان بيع وطن
- أفلام من توقيع مخرجات عربيات في سباق الأوسكار
- «محكمة جنح قصر النيل تنظر دعوى السيناريست عماد النشار ضد رئي ...
- منتدى الدوحة 2025: قادة العالم يحثون على ضرورة ترجمة الحوار ...


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - الحقيبة الحمراء