بلقيس الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 4021 - 2013 / 3 / 4 - 08:38
المحور:
الادب والفن
في ديسمبر من العام الماضي وفي برنامج " يسعد صباحك يا عراق " كان
المحامي والمؤرخ علي الحميدي يتكلم عن بحيرة ساوة وآثار الوركاء . اعادني حديثه عن بحيرة
ساوة الى الستينيات من القرن الماضي حين كنت طالبة في المتوسطة وكنت في رحلة مدرسية الى هناك
مدرًسات الستينيات والسبعينيات لا يكتفين بمادة الكتاب المقرر ، بل يطلعنً على الدوام على
كل جديد يتعلق بالمادة التي يقمن بتدريسها . اذكر قبل ا أن نبدأ بالرحلة المدرسية ، قرأت الست
آمنة الدوري ، مدرًسة الإجتماعيات انذاك ، بشكل وافي عن بحيرة ساوة لتكون مستعدة لإسئلة الطالبات
ونحن في الباص كانت تروي لنا عن هذه البحيرة الغريبة ، ووقتها سألتها : ” ما الغرابة في هذه
البحيرة ؟ الم تشبه باقي البحيرات في العالم ؟ " واجابت : ” بحيرة ساوة تقع وسط الصحراء و
تبعد عن مدينة السماوة بثلاثين كم وهي اعلى من مستوى سطح البحر ، مياه البحيرة مالحة جدا
وتعيش فيها اسماك دهنية صغيرة ، لايتعدى طولها عن العشرة سنتيمترات ، ومستوى المياه فيها
ثابت على مر الزمن ، فمن وسط البحيرة تأتي رغوة بيضاء تترسب وتتكلس عند حافة البحيرة
. وتشكل حواجز كلسية وهي التي تمنع تسرب المياه من البحيرة
لازلت اذكر كيف اندهشنا حين صعدنا الى الأعلى ورأينا البحيرة ، انها فعلا اعلى من مستوى
سطح البحر، لون مياهها القريب من حافتها اخضر وعند العمق ازرق ، كانت الأسماك الصغيرة
تأتي بمجاميع كبيرة نحو حافة البحيرة وكنا نحاول الإمساك بها ، لكنها كانت تنزلق من ايادينا
. واذكر اني امسكت بواحدة ، لكنها ماتت حالما اخرجتها من البحيرة
فهمت من سياق كلام الاستاذ علي بأن البحيرة مهملة . بما ان بحيرة ساوة موقع سياحي
هام في العراق و طالما تنعم محافظة المثنى بالأمن والأستقرار منذ 2003 ، فلماذا
لا تعمل المحافظة على جعل بحيرة ساوة معلم سياحي وتطرحه للإستثمار والإستفادة منه سياحيا
واقتصاديا كبناء مطاعم وشاليهات ومتحف ، وبهذا توفر فرص عمل لشباب المحافظة .كما أن
تشجير المنطقة بأشجار الأثل ، التي تتحمل الحر والجفاف ، سيضفي عليها مسحة من الجمال .
كما يمكن الإستفادة من مياه البحيرة المالحة في معالجة بعض الامراض الجلدية .
#بلقيس_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟