أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد مصارع - العقل وحرية الوجود














المزيد.....

العقل وحرية الوجود


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1157 - 2005 / 4 / 4 - 11:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الواقع صنو المستحيل , يستضيفك ثم ترحل عنه مغتربا , وقد تعيش فيه مغتربا أو متجاهلا , ففي الاغتراب عنه , فانك ستركب موجة , أو سراب فنون ابتداع ( الحقائق الذاتية ) , وكل ما يخامر الحدس والتصور , وذلك على هيئة كسولة , غير متفانية في حب الحقيقة ذاتها , بل تمجيد لا حدود له للذات , فما الحقائق عن سوى ما تبتكره الذوات المفتقدة , لأبسط مقومات القدرة على تبرير ما يمكن تسميته الحقائق الحدسية أو المزاجية , وفقا للقدرة على التخيل , ووفقا لما تمليه علينا تهيؤ آت الذات الملتهبة بصدق المشاعر , مع هروبية بائنة لعبودية الحقيقة الصارمة , وضرورة الإصغاء لروح خارج الذات المستعمرة للخواء , وبدون أي فعالية حقيقية على الاعمار , بل مجرد غلواء الشعور بالفنية , والركون الى ما هو مسل .
التقاطع الفوقي , والذي يعتمد السرية بديلا عن الشفافية أو السذاجة الطفولية , وعند الاكتفاء بمواجهة الواقع بشكل فني , حيث يتم تقديس رؤية سابقة وموروثة , بدون محاكمة , وبدون مراجعة , وحيث تندر الإضافة التي تشير تفاعلية ارتقائية , يتم من خلالها ائتلاف القرار مع الجواب , من خلال الامتداد التواصلي .
الروحاني المبتور كالفني المتحرر من غير أساس يسمح بإتمام البناء , ولذلك يتقاطع صراطاهما الوهميان , وليصنعا زاوية حادة , بينما يزداد القطاع المكمل لهما , ولا تحدث استقامة , ولاتكامل مع الواقع الذي تم تخطيه ,بوصفه ضحية للاعتقاد أو التصور . أو مجرد الرغبة !.
إن ماهو آلي وراثي , معبئ بصفة ساذجة , على نمط الإناء الذي نأكل فيه , أو الكأس الذي نشرب منه , وكل ذلك سيجري وفقا لوحدة القياس .
أما الوجه الآخر , يتمثل بالاستعانة بما هو روحاني , بل ومقدس , ولكن بصفة مبتورة للغاية , ومن وحي الأسطورة التي لايمكن أن تكون واقعا , فأسطرة الواقع لايمكن لها بدون جدلية مثمرة , أن تردم الهوة فيما بين الأمنية المتخيلة , ووسائل الوصول الى أقصى ما يمكن من التحقيق .
الضحية الأولى لتداعيات الحياة وعلى المنوال السابق , ما يسمى بلغة العصر , بل وفي كل العصور , في انعدام النظريات المحتملة الحدوث , بل والتي ينبغي اختبارها , بروح حيادية خارج كل تعبوية مسبقة .
لا حياة بدون نظريات تتحدى العقل , ابتداء من العدم التعريفي , ووصولا الى تدعيم الواقع , ومن خلال التجارب الصعبة , التي تتطلب التضحية بالتجليات الواهمة .
قد يمكن للفن الواهم وفي تحالفه مع المؤتمن ألاعتقادي , صنع ما يمكن تسميته بالقدر المحلي المنعزل , ولكن كل بناء على هذا النحو سينهار حتما , لحظة ظهور حقيقة قدر الآخر المسلح بحقائقه الموضوعية , التي نتجت عن عبودية تامة لله وللطبيعة , ولكل موضوع يستحق الانحناء لا الاستعلاء .
إذا كان الطفل حالما شاعرا , والعجوز شيخا متصوفا , فنحن , قبالة أمير وأمير , ولذا نتساءل , من تراه سيسوق الحمير ؟!..
الطريق نحو الحرية والرفاهية المتزايدة , لايمكن له أن يتحقق من خلال بقاء كل ما حولنا مادة خام , وكما خلقها الله , ولامن خلال العبور الساذج للانطباع ألطفلي الساذج , ولا بالزاهد في الهواء الذي نتنفسه , حرصا , وأمانة ولكي لا تطغى على الحياة , والاكتفاء بمجرد الوسائل الأقل كلفة , ولكي لا يسود العقل , وهو المتهم بالفسوق مسبقا , ورغم قوة الصيحة المدوية :
بأن لا حياة , بالأمس واليوم وغدا بدون حرية وتحرر , للعقل الذي يكبر , بدون رعاية حقيقية , والذي سيصبح مسؤلا حتما عن الصغير الكبير في روحه , وعن الكبير الزاهد في أشلائه .



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق التظاهر السلمي بعد حق الحياة
- دستور : الاتحادية أفضل من الوحدوية
- هل يمكن تحويل البدو الى (لوردات )؟
- القس سعدي يوسف يطل من شباكه اللندني
- الإرهابي لا يمكنه تعريف الإرهاب
- الجامعة العربية منبر للخطابات الغبية
- شاكر النابلسي , يحرق نجمه مع الشهب
- التناحر الشعبوي والشعوبي
- قمة الجزائر , والطرق على حديد بارد
- الهداية من الله
- سجل بر , لعبد الخالق السر
- الشجرة السورية في وجه العاصفة الدولية ؟
- شكرا لشباب سورية
- سوء تفاهم
- رسالة الى السيد حسن نصر الله
- المتراس ماركسيا, موقع ساقط عسكريا
- ثورة المرأة , الثورة المنتظرة ؟
- لا تحب ولا تكره , بل عامل بالمثل
- اللهم لا تجعل الظروف على ماهي عليه
- الجديد غير بعيد , والقديم فمن يعيد ؟


المزيد.....




- الأردن.. ميلاد ولي العهد الأمير حسين وكم بلغ عمره يثير تفاعل ...
- -صفقة معادن-.. ترامب يرعى اتفاق سلام بين رواندا والكونغو الد ...
- الولايات المتحدة: المحكمة العليا تحد من صلاحيات القضاة في تع ...
- فجوة -صارخة- في توزيع الملاجئ في القدس
- احتجاجات في إسرائيل للمطالبة بصفقة تبادل ووقف حرب غزة
- الاحتلال يواصل اقتحام مدن الضفة ويدمر منازل بجنين
- هل انتهى حلم إيران النووي بضربة واحدة؟
- ماذا أرادت إسرائيل من الغارات على جنوب لبنان؟
- في حال التطبيع مع سوريا.. ساعر يتحدث عن -شرط الجولان-
- بينها الكركم.. أفضل 5 أطعمة لتخفيف آلام التهاب المفاصل


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد مصارع - العقل وحرية الوجود