أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - الهداية من الله














المزيد.....

الهداية من الله


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1141 - 2005 / 3 / 19 - 20:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الهداية من الله
يقولون له : الله يهديك .
ويأتي الرد , غضبا يقدح بالشرر , محولا الدعوة الى حالة تحد , وكأن ثم هناك , من ألقى في وجهه قفازا للموت أو الحياة , فيظهر عصابيا و عنيفا , يهدر بعصبية بالغة , معلنا استعداده لشرب الدم البشري , فمن نحن؟! ,بل ماذا نكون ؟!. ويشرع بتصورنا مجرد ذباب أزرق يطن حول أذنيه , فهو مسلح بال ( د.د.ت ) , وهاهو يعلن استعداده , لابادتنا أجمعين , وما رده سوى تواضع منه , حين يدمدم :
الله لا يهديني ..
العصابية أو العصبية , ويقال في التراث القديم , عن مثل هذا النموذج المتعصب للغاية , إنسان جاهل , بل فيه , جهالة , وجاهلية , فهو لا يعرف حياة السلم , بل ويستغرب بشدة غيرية الآخرين , فما الآخرين سوى الأعداء , الذين يتربصون به , بل ويكيدون له كيدا , وفي حالة عداء أبدي , غير قابل للتوافق , أو التوفيق , فالحياة وفقا لتصوراته المضطربة , مدججة بالسلاح , وهو الطائر الجارح , وهو مهدد بالاصطياد , ولا وطن له سوى السماء والقدرة على الافتراس , أو الطيران نحو الأعالي .
الهوبزية , وهي نسبة للفيلسوف هو بز ,تعني ضرورة أن يواجه المطلوب , أعداءه بالتسلح , ومن غيره سيكون , حينما لا يكون هو ؟!..
لاتسامح إلا في خيالات الواهم , والمريض , ولو ترك القطا لنام ...
الله لا يهديني وماذا بعد ؟!..
الحق أنا وأمثالي وغيري على باطل ..
ولولم يهدي الله , هو وسواه , فكيف ينتصر الحق على الباطل ؟!..
ما لفرق بين الحق والباطل , إذا لم تكن هناك روح هداية ؟!..
أنعود من جديد , لدعوة الله لهداية من يشاء ؟
الدعوة بالهداية لاتكون إلا حين يتجلى جهرا , الفرق بين الحق والباطل .
الهداية تعني فيما تعنيه , إتباع الطريق القويم , بدون عصابية وبدون جهالة ..
قيل لأحدهم , خفف من الدخان قليلا لأنه يضر بصحتك , فأجاب بجاهلية مقيتة :
لا أريد له أن يضرني فقط , بل ليقتلني .!!
مثل هؤلاء , البشر , لابشريصدر عنهم أبدا , ويصعب عليهم إفشاء السلام , فلا يلين لهم قناة إلا مع القوة الغاشمة , وما تراجعهم المؤقت , سوى ضرب من ضروب المخادعة , أو المناورة , وذلك بانتظار حلول اللحظة المستقبلية التي , سيثأرون فيها , بروح انتقامية , لا تعرف الرحمة أو التسامح .
تخيل عدة عربات تجرها خيول متبغلة من سوء المعاملة , ويتدافع عليها مجموعة من الأشقياء , الذين لم يعرفوا يوما ماهي المدرسة , ولم يتلقوا في حياتهم أي درس ومهما كان متواضعا في الأخلاق , أو في أصول الحياة المدنية , وهاهم يتسابقون في طريق ليس له رصيف أو رديف , يتصايحون ويتقاذفون بالخردة المحمولة على العربات , والخيول في حالة هيجان , وأطفال مدرسة ابتدائية صغار , لا يرون فيما يحدث , أي نظام سلامة , سوى المهيجان الغريزي العابث .
أما مشروع ( المواطن ) عابر السبيل , فهو متدافع , وحائر بين مجموعة من الدراجات النارية , تقصف المكان بأصوات انفجارية مخيفة , وتغرقه في زوابع من الدخان , وزئير أصوات تزعق بشكل متواصل , ومناقشة حامية بين المتدافعين , فهل يمكن (للمواطن ) أن يقول بأريحية :
مرحبا شباب , أوقاتكم ممتعة .
لم يبق لنا ولكي تكتمل اللوحة الإرهابية , سوى تصور , من يقف لك في الطريق معترضا :
بما ذا تفكر (ولاك ) يا ويلك ..!!
فكر أحدهم أن يتصرف بشكل طر زاني , مدني إصلاحي , أو نهضوي ثوري , واستطاع فعلا بواسطة القانون أن يوقف الخصم شكليا صباحا , فوجده قبل الظهر محاطا باحترام امني , فلم يكن موقوفا , بل كان واقفا على غيره , وخاب أمله بلحظة تعديل حالمة , وتلقى دعوة من غير تراجع , للتقدم , في تعميم خيبة الأمل .
( الخنة ) أو البصاق على الوجه , والماكياج لماع فوقها , وهذا من الجماليات المحلية التي تستحق براءة اختراع لمن لا يدرك , أن في الانحراف فنون وجنون .
لولم يكن في الحياة لحظة هداية , بل لحظة تغيير , من اجل تقرير المصير , وبخاصة , عندما تبلغ الأمور مبلغا خطيرا , فمن غير العدل , أن يقف المرء بين حد الجاهلية والإسلام , ويعلن : أني تبت الآن , وليقول لقد هداني الله , وينبغي علينا أن ندخل في السلم كافة , لقد تبين الرشد من الغي , ولا براءة أبدا لكل مستمريء لحياة الذل والهوان , واللانظام , أو لا منطق الحياة ..!!..
يقولون سبحان الذي يغير , ولا يتغير , ولكنهم لا يتغيرون , فما الذي يريدون قوله ؟!..
الثبات على الباطل فضيلة , مثلا , أم أنهم يتشبهون به سبحانه ؟!...
أم أن من تشكوه لله , ينبغي أن يعرض نفسه على طبيب دولي , من نوع العراف والطبيب وذلك إن كانا قادرين على الشفاء ؟!!..

احمد مصارع
الرقه -2005



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجل بر , لعبد الخالق السر
- الشجرة السورية في وجه العاصفة الدولية ؟
- شكرا لشباب سورية
- سوء تفاهم
- رسالة الى السيد حسن نصر الله
- المتراس ماركسيا, موقع ساقط عسكريا
- ثورة المرأة , الثورة المنتظرة ؟
- لا تحب ولا تكره , بل عامل بالمثل
- اللهم لا تجعل الظروف على ماهي عليه
- الجديد غير بعيد , والقديم فمن يعيد ؟
- حتى أنت ياامارات , أنتي يا تونس ؟
- ميخائيل ملك أور والأميرة موزة
- تحية لشعب لبنان , ومعارضته وقادته
- المتغير السوري في المعادلة الأمريكي
- هل تقرع إسرائيل طبول الحرب ؟
- أين ذهب جورج بوش الابن بعيدا ؟
- حين تتكلم الأحجار
- !!لم يبق إلا الأحزمة الناسفة
- بين كلب وبعير , فالوضع خطير
- ?أيهما أخطر الحيرة أم اليأس


المزيد.....




- الهجوم على كنيسة مار إلياس بدمشق يثير مخاوف المسيحيين في سور ...
- سوريا.. عملية أمنية ضد وكر إرهابي متورط بهجوم الكنيسة
- مفتي القاعدة السابق: هذا ما جعل بن لادن يجر أميركا لحرب في أ ...
- اعتقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى ويعتقل 4 من حراسه
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- toyour el-janah kides tv .. تردد قناة طيور الجنة على القمر ا ...
- سوريا: تنظيم -داعش- الإرهابي يقف وراء تفجير الكنيسة بدمشق
- البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - الهداية من الله