أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد مصارع - حين تتكلم الأحجار














المزيد.....

حين تتكلم الأحجار


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1122 - 2005 / 2 / 27 - 10:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الشاعر العبقري احمد شوقي, مخاطبا أبا لهول , وداعيا له أن يتكلم , لأننا في عصر قد تكلم فيه الحجر , وحين يمكن للأحجار أن تتكلم يصبح العالم روحا واحدة , بانضمام الطرف الأصم , الذي يعتقد انه سيظل صامتا ولا يتكلم , الافي العالم الآخر , وحيث ستكون هناك للإنسان على الأقل شخصية ثانية , مجهولة في خصائصها , يرسمها الخيال الذي ينمو وفقا لنمو الروح الكونية العامة , فهل ساهمت مراكز أبحاث تكنولوجيا الفضاء , وعمليات غزو الفضاء , في التمهيد لعصر تنطق فيه الأحجار , وتتكلم فيه بلغة يمكن للإنسانية فيها فك لشيفرتها , بتطبيق نظريات علم العد د , أم الوقت مازال مبكرا لتحقيق مثل تلك النتائج ؟
مشكلة الأحجار حين تتكلم عملاقة للغاية , أو طيفية شبحية للغاية ...
حين تتكلم الأحجار بوصفها كائنات لها كل الحق أن تكون حية , تبرز ظاهرة النينا والنانو , ويتمزق حجابها الأوزوني المفعم بالشفافية , وبالغضب , تندلع البراكين غاضبة وثائرة ,وبالانحطام والتهالك تتزلزل الأراضي , وتنوح العواصف والزوابع وتدمدم ألما , أما الأعاصير فتلفظ من يأسها , ومن ثقالة الشقاء الأبدي بما ينوء عن حمله الجبال , وحين تتكلم نملة , يتساوى الكبير مع الصغير , الذرة مع النجم الهائل , ويتداخل الزمن , فهناك من يتكلم في كل حين , وهناك من يتكلم وفقا لزمنه , وحجم شقائه الأبدي أو المؤقت , والحياة هي التحصيل الحاصل , لما قبل وبعد الزمن , أو في نسبيته , ولكن هل يتوقف الزمن حقا , وهل لتصدع الاستمرارية الكثيفة للزمن دور في كوارثية الفهم البشري للوحة الوجود ؟
مشكلة الفارق الزمنية المنقطعة , بمعنى فقدان التسلسل , وانقطاع التدريج تتحدى المنهج الاستراددي وتعيد الى تيار الشعور النزق , والى مجاهيل الحس الضامرة , تحت وقع الآلية الميكانيكية اللاهية , عن الملاحظة , بل والفاقد للقدرة على الانسلاخ , والانزياح الى فضاء متحرر من ربقة المعاناة اللحظية و والشقاء القدري , الموصول بشكل مفتعل .
الحياة المستمرة لحظيا , والمستقرة في الوهم الانعكاسي , في الذاكرة البشرية الواهنة , والمخترقة , بحيث تنسرب منها الخبرة اللازمة , والضرورية لسيادة الفهم البشري , اكبر بما لايمكن أن يقاس , في الحافظة , وفي الحث , والاستنتاج , بل وحتى رسوم الطبقات المتخفية بمهارة في جوف البلعوم الرضي , الممتنع عن التكامل , وإزاء محاولات التطاول الصاعدة للإنسان , الذي يدعي مع الزيف الكبير امكان قيامه بواسطة تهيؤ آته عمل ما يفوق أضعاف ماهو آني أو لحظي , الى درجة التفاؤل بامكان السيطرة الكلية على مفهوم المفارقة , وهذا موقف فيه الكثير من المخادعة , وعلى نحو خاص , ففي حين يشرب سقراط السم جزاء مناسبا لسموم المعرفة , يعيش الجزء السياسي الساقط علميا في جحيم معرفته في نعيم مترف بالرياء و وحتى الهندسي التكنولوجي الأمي علميا,
المفعم بالمغالطات التقريبية الكوميدية , فقد يلقى به مع أسراره , مع رماد إحدى التجارب المكوكية .
وكأن الحياة ليست سوى تصورات زائفة لهارمونية تآلفية غير ممكنة التحقق في الشقاء المؤبد , وفي ظل ممانعة من خارج القدرة العقلانية , في تجاوز دخان اللامعقول , من العمى المؤقت وأحيانا الدائم
هل ستبقى البشرية اشقيائية , تقتل كل اللغات , وتهدم كل محاولات الخروج من مخالب الشقاء الأبدي ؟!.
احمد مصارع
الرقه -2005



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !!لم يبق إلا الأحزمة الناسفة
- بين كلب وبعير , فالوضع خطير
- ?أيهما أخطر الحيرة أم اليأس
- رسالة للبيك وليد جنبلاط
- هستريا مجاز وفصام اعجاز
- .. أحمل فانوس (ديوجين ) بحثا عن سوريا
- الدكتور عبد العزيز الخير في سجن لاخير
- انا مع سوريا ظالمة أو مظلومة
- ارهاصات مربعة
- حبابتي ترفه
- العقل المعتاد والعقل خارق العادة ؟الجزء الأول
- ( جحاش برازي )
- جنون الأسمر
- سحقا لحضارة البلاستيك ..
- نوار سعيد ,هل من مزيد ؟
- الثورة بين الاصلاح والارهاب ؟
- هل الحزب الشيوعي العراقي .. شيوعي ؟
- جلاقه .. وليسلم العراق
- دعوة الى بعج السفينة ؟
- بين الصقور والحمائم هل تجرد العمائم ؟


المزيد.....




- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...
- لماذا رشحت باكستان ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام؟
- تايمز: أوكرانيا تلجأ لحل غير تقليدي لتعويض النقص بالجنود
- كاتب أميركي: 4 أسئلة حاسمة على ترامب التفكير فيها قبل الضربة ...
- إجلاء رعايا عرب وغربيين وصينيين من إيران
- على وقع الاقتحامات.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة بالضفة ...
- تحذير خليجي من استهداف المنشآت النووية بإيران
- كاتب إسرائيلي: لهذه الأسباب الثلاثة تفشل إسرائيل في غزة
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: نهاجم حاليا بنية تحتية عسكرية في جن ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد مصارع - حين تتكلم الأحجار