أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - !!لم يبق إلا الأحزمة الناسفة














المزيد.....

!!لم يبق إلا الأحزمة الناسفة


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1121 - 2005 / 2 / 26 - 12:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اذاكان هذا العالم الواسع صار أضيق ما يكون , وبات الموت قريبا منا بأكثر مما نتصور , وكأن تصورنا , هو مجرد كم تبولوجي يمكن قياسه بوحدات قياس مترية , ولايهم تعريف الفضاء الذي نعيشه , لأن اليأس يسيطر علينا كالقدر , وما نحن سوى تلك الخطوط الشاحبة المرتسمة بين طبقات الأرض , والجماجم الفارغة والمشبعة بالأتربة , فلماذا لا نحول ما يتبقى بعدنا من حياة , ليس للكائن الحي بل للمباديء المسطرة , بقوة الخطوط التي يكتبها من مات وشبع موتا وهو يائس من عملية البحث عن حياة أفضل , لماذا لاندع السطور تكتب تاريخنا خيرا وهي الأ بقى على ما يبدو من أن نعيش حياة الذل , ونستمرئها على مرارة طعمها , ونموت منها وهي قدر لنا جميعا , وهذا تلاعب محض بالكلمات .
نموت جميعا ويحيا الوطن ...
لقد متنا وشبعنا موتا , وفي زمن الإرهاب المركب , الإرهاب ( الوطني ) والإرهاب (الدولي ) لا توجد حياة أبدا
لقد مات الرفاق , الواحد تلو الآخر , ماتوا قبل الأوان , ولم يقتلهم السجن ولا فظاعة السجان , ولم يبق منهم اليوم حتى ذكرى إنسان .
لم نرى بريق نصر في عيونهم الخامدة من بركان الثورة , لم يتبق منهم مجرد عنوان , وكانوا قد صدحوا بقوة , وبثقة أن عنوانهم في كل مكان ...
لقد ورثنا الدم واليأس القاتل حقا , لقد تمتعت التماسيح , وشبعت من لحومنا وآمالنا , فكم من مرة يصلب هذا المسيح , الذي قرر في لحظة آلام الموت , أن الموت ألما هو في حقيقته حياة من أجل الحياة ,يمكن لهم أن يقتلونا , ولكن لن يجبرونا على أن نقتلهم ..
أما المفاجأة والواقع المرير, فقد كان في قول القومندان تشي غيفارا : لا أخرج في مظاهرة بدون مدفع رشاش , لأنني لا أمتلك الحق في أن أموت مجانا , وحين أكون على خطأ , فالخطأ تصححه الحرية , بينما لايمكن للموت إلا أن يؤرخ للخطيئة , والعبودية , واللامعنى , الذي ينتج عن الهوان والاستسلام , وإقرار جحيم الآخر من غير وجه حق , وتجاهل لحق العيش الكريم , هكذا من غير كرم أخلاق ولصالح اللئيم الشرير .
الكلمات وحدها الباقية , ورسومنا الباقيات محض عظام مترفلة بالتراب , وعالم يتوهم يائسا من غياب الحساب , وما نحن إلا اضياف هذا الغاب , وجميعهم يؤرخون للشريعة والدستور , وفي شذوذ غريب ...
ما قيمة الكلمة والمبدأ ؟ , في حين يشرب الجناة نخبهم من دماء هؤلاء البشر ؟! ولايرعوون ...
أن أنسف بحزام ناسف أعداء الحياة , بذلك أضع قاعدة همجية قد تحد من همجية القدر التافه , الذي ينتج الوحوش , في جلود بني عدمية , عن سواها , من جلود التماسيح التي لا تشق بالأشعة الليزرية .
ليس البشر طعاما للحيتان , والعكس ليس صحيحا بدون ضوابط , ولا معنى للموت بالمجان , ولا معنى للموت في مصنع و يتآمر عليه , بل يتآمر علينا , والأدهى والأمر : يتآمرون .
الموت اليومي , أقرب إلينا من حبل الوريد , والقهر موتا أكثر قربا من سواه , ولو عاد الرفيق الميت قهرا , فسيفضل الموت موتا عبر حزام ناسف و لأنه كما يشاء الوحوش , من أشباه البشر , أن ذلك هو الحقيقة الوحيدة , الحقيقة الوحيدة الباقية , وان كان الموت المفبرك وللتسلية ليس قدرا , أو عملا معزولا في برية , من نوع القتل بلا حدود , وكان الله قد تقرر لديهم , قد أصبح غائبا , فهم لذلك يصادرون حياة الناس , باستعجال مقيت , بل ومشرف في بعض الأحيان , لأن الشهيد نفسه , كان قد قرر توافقا مع تاريخية الحياة , أن الموت هو تجد للحياة بلا حدود و وليس منا من لم يتخيل نفسه عظاما تتهرأ على الدوام في حفرة مقيتة , ولعل التفكير الايجابي سينحصر في البحث عن قبر مستقر هو قبر الأبدية , وفي عالم مشوه للغاية , عالم مخادع لكل جدية صاغها الأولون , باعتزاز وفخر , ولكن القوى الانحطاطية واللحظوية العابثة دون فلسفة ولا رأي , ولا موقف , تحيل المقدس الى مجرد موقف داعر , كراباتي , من الفراق المشهور بتحطيم أعمدة الخيام , وصولا الى التضارب بتلك العصي , وهو وداع نكراني , وتنكري فاسق حقا , يجعل من حياة الموت ما بعد حياة الموت الأزلية اقل قيمة من الحياة العابرة , وهو جهل عابر لحياة يحكمها الميت أكثر مما يحكمها الحي الهزيل حقا , بل وغير المستحق للحياة التافهة حقا , لمجرد نزوة عابرة , وربما لانصياع تافه ولمجرد التفاهة ..!!!
الحرب على الله تتجلى في الحرب على خليفته المفترض , وإمعانا في التعسف والقهر والعهر , فمن حقنا أن نبحث عن تلاشي ذراتنا في فضاء الأبدية , أي في أرض غير أرض الله , وحيث لا خلود لميت , ولا كرامة ,وحشفا وسوء كيل , في الدنيا والآخرة , فلا عبرة ولا اعتبار ؟
يجب علينا أن نبدأ من الآخر والأخير , وأن نفهم ما معنى الأخير , فلا إبداع شرقي ممكن , ولا حياة بدون اعتبار أن الموت شرفا هو الحياة , والحياة ليست مجرد أرقام للزمن بدون فاعلية , وبدون استثنائية مفقودة , والى أجل غير مسمى ..!؟
احمد مصارع
الرقه -2005



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين كلب وبعير , فالوضع خطير
- ?أيهما أخطر الحيرة أم اليأس
- رسالة للبيك وليد جنبلاط
- هستريا مجاز وفصام اعجاز
- .. أحمل فانوس (ديوجين ) بحثا عن سوريا
- الدكتور عبد العزيز الخير في سجن لاخير
- انا مع سوريا ظالمة أو مظلومة
- ارهاصات مربعة
- حبابتي ترفه
- العقل المعتاد والعقل خارق العادة ؟الجزء الأول
- ( جحاش برازي )
- جنون الأسمر
- سحقا لحضارة البلاستيك ..
- نوار سعيد ,هل من مزيد ؟
- الثورة بين الاصلاح والارهاب ؟
- هل الحزب الشيوعي العراقي .. شيوعي ؟
- جلاقه .. وليسلم العراق
- دعوة الى بعج السفينة ؟
- بين الصقور والحمائم هل تجرد العمائم ؟
- عقل معتاد وعقل خارق للعادة ؟


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - !!لم يبق إلا الأحزمة الناسفة