نوار سعيد ,هل من مزيد ؟

احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1097 - 2005 / 2 / 2 - 10:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الكتابة بدافع نبيل , يبعث في النفس نوار ربيع وأريج سعادة , وبخاصة عندما يتعلق الأمر برمي ولو وردة على سياج الحزب الشيوعي العراقي العتيد , وفي مقالة تليق بروح الصحيفة الالكترونية : الحوار المتمدن , وبأدب جم وروح مسئولة, وعاطفة جياشة وتواضع للمعرفة .
أود أولا أن تعلم بأنني كنت أثناء وجودي , سنوات الدراسة الجامعية عضوا في الحزب الشيوعي العراقي , وأرجو أن تعثر على من يؤكد لك صحة ما أقول وهذه المرة دون أن تتعثر .
الحركة الشيوعية في الشرق ليست شرقية في حراكها , فكيف يمكن لها أن تكون أممية ؟
الواقع الشرقي خانق , وخامل , بل وتقليدي بليد , منفعل ومن غير فعالية , وهو يدعي الاجتماعية , ولكنه انعزالي في الواقع , ودون الحد الأدنى من روح المبادرة , ومن واجبنا رفع سقف الثقة بالنفس , وامتلاك الشخصية القيادية , عن طريق التخلص من عقد النقص الناشئة عن الانقيادية .
تخيل كم رائع وجميل أن نكتب ونقرأ في صحيفة الحوار المتمدن , ولولاها لم تكن لتصادف ( أستاذ الرياضيات )
أرجو أنك كنت قويا في دروس الرياضيات , وإذا كنت ضعيفا في الحساب أللوغاريتمي , سأكون(زعلان منك ), كما سررت من نخوتك الشيوعية .
في مقالتك غير المتواضعة هيجت أشجاني , لأنك تفتح أمام ذاكرتي المتعبة جحيم البحث عن التفاصيل الصغيرة , وهي مزية طارئة , من خصائص العلومية التقليدية , أو المدرسية التي عفا عليها الزمن , في عصر ما بعد الحداثة , ولم أعد أحتاج لكل زوايا الذاكرة .
لم يعد هناك ما يسمى بالفكر العلمي , ولذلك لن تجد في المكتبة الوطنية ذاتها , ما يمكن أن يشكل إجابة على أسئلتك الدقيقة , لماذا ؟
انك لا تشرب من ماء النهر مرتين .
هذه الحقيقة الهراقليدية , وهي حقيقة فلسفية , كان لها الدور الأكبر في تطور علوم رياضية , لا يتسع المجال لعرضها , وصولا الى تكنولوجيا الاعلامياء التي نتخاطب من خلالها .
بينما سقط تمثال لينين في الساحة الحمراء ؟
ولا اعتقد أنك لا تغفر لي الخلط المتعمد بين العلم والمجتمع , وآلا لماذا مصطلح : الاشتراكية العلمية ؟
التراث الشيوعي أصبح جزءا من التراث الإنساني , والأهم لم يعد قائدا أو صانعا للتغيير الثوري , لأنه لم يعد يمتلك التفسير المزعوم علميته .
لعلك تتخيل معي أن لينين الروسي , وماركس الألماني , وانجلز الإنكليزي , وغيرهم , من القوميات وعدة لغات متباعدة يشكلون ببراعة فضاء شيوعيا عالميا , بينما لا نستطيع نحن تشكيل فضاء محلي .
لقد فهمنا الدرس جيدا , وليس المطلوب منا حفظه , كنصوص مقدسة , فالاميريالية كأعلى مراحل الرأسمال , لم تعد كما كانت , ونحن أمام إمبريالية جديدة ,ذات مظاهر جديدة , ومبحث رأس المال عن القانون الاقتصادي , الذي يحكم الحضارة الإنسانية , أصبح أقل في قيمته العلمية التقليدية في عصرنا الحالي , وكذلك نظريات الدولة والمجتمع , وحتى نفسانيات فرويد تخلفت عن الركب , وكل ما يمت بصلة الى الفكر العلمي , كان بالأساس قد نجم عن الثورة الداروينية , ولكن لكن العلوم العالية المبحث أثبتت أن لا علمية للعلم نفسه , ولا قانونية إلا للعلوم المثالية , وأصبحت الهيغلية واقفة على قدميها بينما أصبح ماركس هو الواقف بالمقلوب ..
فمن سيعيد تمثال لينين , ومن سيعيد ماركس المقلوب ؟
هل توافقني لو أن القيادات الشيوعية الإقليمية كانت قائدة , وغير منقاد ة أو مقلدة , لكان لنا الدور الأكبر في امتلاك القدرة على قيادة المرحلة , وتخيل معي أيها العزيز , أن مقولة : لا يعد المقلد من أهل العلم .
هي مقولة من التراث الإسلامي ؟
السباق في استظهار النصوص هي من سلبيات المقلدين , وهذا ما حرمنا جميعا من القدرة على الإبداع , ويمكن لشباب اليوم أن يقوموا بما عجز عنه شيوخ الماضي .
ألم تسمع يا رفيقي بمرض اسمه الجمود العقائدي ؟
لااستطيع في مقالة متواضعة أن أجيب مفصلا عن تساؤلاتك المشروعة , وحتى لاتكون مقالتي (فضة عتب ) فقد قدمت لك بعض الإشارات , ولقد تمنيت لو كان بمقدوري دعوتك لنشرب معا من العرق المحلي مع ( مازة على كيفك ) نتيجة لواقعنا المحبط ونحن مسئولون عن ترديه الاجتماعي الصفري .
مع الاعتذار الشديد لما قلته في التعبير الساخر ( حتى لا يعثر أحد ..) , ولسبب بسيط وشفاف للغاية , هو حراجة الظروف الحالية , وان كنت متابعا ستتذكر نداء الأخ العزيز رز كار عقراوي , وفي ما قلته روح انسجام , فهو يجمع , ولست أفرق ..
ملاحظتي الوحيدة المعاتبة هي في قراءة إشارة الاستفهام المحايدة بوصفها استنكار , لأنني لم أتبعها بإشارة تعجب , ومرة أخرى أرجو أن تكون قويا في الحساب اللغاريتمي .
احمد مصارع
الرقه -2005

#احمد_مصارع (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل