المسلسل العربي , دراما بدون حياة أم ضدية مدنية ؟

احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1083 - 2005 / 1 / 19 - 11:31
المحور: الادب والفن
    

المسلسل العربي , دراما بدون حياة أم ضدية مدنية ؟
المسلسل العربي , أو فضاء السخافة المطلقة , والمفارقة للواقع , مسئول بالدرجة الأولى عن الاستفزاز المتتابع لمشاعر الإنسان المحلي , وهو المحرض الأول على شيوع ردود أفعال تكفيرية في المنطقة , فحين لا يجد المرء نفسه فيه بؤرتها , وحين تستفزه بشكل جنوني , ولا يجد فيها صورته على مرآتها , بل ويجد العكس , أنها تستهر بمشاعره في كل لحظة , وتعبث بواقعيته المفقودة , وترسم له مستقبلا مضللا , فان كان فقيرا وجد في البرجزة الديكورية الكاذبة ما ينعكس سلبا , بل استلابا قاهرا , وقد يخلق له أزمة هو في غنى عنها, في قلب بيته المتواضع , وكل ذلك بسبب سطحية عملية الحصول على الثروة , فيصبح مطلوبا منه أن يقفز في الفراغ , قفزة الموت القاتلة , وأن يتحول الى عالم الشطار والفهلويين , الذين لادين لهم أو مبدأ , ويصبح مطلوبا منه أن يكون لاأنسان , أي بالدوس على كل عوامل الغيرية العالية فيه , ولسبب بسيط هو الاستحواذ على الثروة , وبما أن مقاوماته الوجدانية أكبر من تلك الإغراءات السطحية , بل وعيه بتلك التخاريف التغريبية , والمجافية للواقع , وفي كونها تكرس لواقع غير تاريخي , ولا تضع أسسا معقولة لحياة أفضل .
المسلسل العربي اللاأخلاقي يشرعن لحياة متوحشة , باسم الواقع , من دروس هزيلة للغاية عن دراما حياة في أسوأ التصورات الذهنية المريضة .
إنهم يعملون على تزييف الوعي , في حالة عداء مستفحل مع الخط العام للتطور , وبما يفوق بأضعاف دور إعلام السلطات الحاكمة في بلادنا .
الفن في بلادنا لا يحمل رسالة , بل جهاز تشويش , يفوق تشويش الإشعاع النووي الدولي , والمجالات الكهرومغناطيسية لمحطات الكهرباء البدائية , وأسلاك الكهرباء المتعربشة فوق الدور .
الفن في بلادنا ضجيج , وصراخ , وتشويش غير مفهوم , أما القول بكونه عرض وطلب , وهو الخاوي من العرض , والمنتفخ من العطب .
الفن في بلادنا رخيص , رخص المثقف الأكثر رثاثة مما قيل فيه العامل الرث , وهو عامل يخون طبقته , وبثمن زهيد , وتكمن وحشية ( المثقف الدرامي ) بكونه ليس المتعامي , بل المتواطيء الأول في لعبة تزييف الوعي الاجتماعي والإنساني , وكل ذلك من أجل أن يكون !!
سحقا لكل من يعتمد السخافة أسلوبا , ويعتقد بأنه يمارس لعبة الثقافة , والخيانة بكل بساطة , هي إتقان معرفة الميول الانحطاطية لدى عامة الناس , ولكن من غير قصد البناء , والتفكير في تقديم رسالة إنسانية في الحياة , فليس المهم أن تنتصر الدراما , بل المهم أن ينتصر الإنسان , وشكل الحياة , في إطارها التاريخي والاجتماعي
فنحن في عصر المفارقات والتغريبات , بل في عصر الحواة ..
الخدع البصرية , وماذا بعد ؟
هل يستطيع المخادع المزيف لمعطيات الواقع , ومن أجل دراسته الدرامية الناقصة , أن يضمن حياة أفضل , لأبناء له من بعده ؟!.
لماذا لايقرأون بؤساء فيكتور هوغو ؟!.
في واقع جان فالجان , ومن أجل خبزة تحوله الإمبراطورية الى رمز للشر !!
ممثل الأمن ابن عاهرة , ومعاد لكل امرأة ..!!
كوزيت ابنة عاملة تبيع قوة عملها رأسماليا ,ولكنها تمارس الدعارة لكي تحمي الحياة , والأجيال القادمة ..
يجب أن نحب الحياة وندافع عن الحياة , والحياة جميلة ..( شعار فرنسي ) .
الكنيسة وباسم الله حررته من وثنية الدولة .!؟ وبعبارة أخرى ينبغي أن لا تأكل الخراف البشر ..
كوزيت حبيبة الثائر الذي تعتد به فرنسا اليوم , وبعد عدة قرون .
ينبغي على المفتش جافير أن ينتحر , لأن الحياة لا تقابل بفوبيا , ولاباسقاط خاطىء , ولا حتى بعقدة نفسية شخصية , أو بروح انتقامية .
مجموعة التفاعلات والدرامية هي الأخرى تنتصر للحياة الأفضل , وتصب في اتجاه البيان الشيوعي , ومن أجل حياة أفضل , ومن أجل أجيال تعيش تحت سماء الحرية والعدل , وتلقى فيها شكلا من الحياة الإنسانية ...
وللمقالة بقية واقعية ..
احمد مصارع
الرقه -2005

#احمد_مصارع (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل