أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد مصارع - هل يمكن تحويل البدو الى (لوردات )؟














المزيد.....

هل يمكن تحويل البدو الى (لوردات )؟


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1149 - 2005 / 3 / 27 - 13:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل يمكن تحويل البدو الى (لوردات )؟
الجواب نعم , فالبدوي الذي سيصير (لورد) من الممكنات وليس من المستحيلات , ولكن الممكن يحتاج الى عملية بناء عسيرة للغاية, فيصلها الحاسم هو في صدق الإرادة والعزيمة , واعتماد أسس الحياة المنفتحة على أنفاس الكون والروح الإنسانية , وليس بطرق القفز فوق أسوار الواقع , وحرق المراحل , والكذب على النفس , بهمجية بالغة ,فالعسكري الغر , العصا بي , المغامر في استهتار لا حدود له , يمكن له أن يعلق على أكتافه النجوم والنياشين , فينصب نفسه من عريف الى ( فيلد مارشال ) , ويعلن أنه ( دولة عظمى ) , ثم يشرع في تحويل رعاياه من البدو المسالمين , ليتحولوا الى عبيد , وعبر عمليات غسيل لأدمغتهم , وبالشحن المستمر بما يعاكس اتجاه التاريخ الإنساني المعاصر , الى أن يحولهم وبعد فقدان روح مواطنتهم , وبقايا أنسنته , الى وحوش ضارية , وهنا تكمن الممكنات , ولا يكون في معجزات .
من يكون بامكانه تحويل البدوي , مشروع فيلسوف بسيط في مادته الخام , ومن يحوله الى وحش ضاري ألا يكون بمقدوره أن يحوله الى(لورد) حقيقي ؟!.
لا مجال للمقارنة بين صعلكة الأعراب , وكياسة البدو , ومن هنا فلا بد من الشعور باستغراب , عن حمى وهستيريا (القومانيين ) العرب في تهجمهم على عبقرية عالم الاجتماع المدني , ابن خلدون لأنه قال :
إذا أعربت خربت , والخراب ليس هو السوء المطلق , لأنه كان بالا مكان القول , إذ أعربت انقلب سافلها على عاليها , وهذا ما يحدث فعليا .
حين تحولت البداوة وخلال عدة عقود , الى مجموعة كبيرة من الأمراء , وقد حدث ذلك لأمم شتى ..
اقل بكثير من ديمومة الطاغية العربي أو الإسلامي , الذي مازال يزبد ويرغي على الهشيم المحترق , بفعل نزواته الغرائبية , والمفارقة تحدث في العصر الحديث , وحيث يصعب وجود الفراغ , وفي حين استغل الأقدمون فيما مضى كل فراغ ممكن للارتقاء , وللخروج من حالة البداوة قدرا ؟!.
هل الهمجية غاية ؟, والجواب لا , وهل الهمجية أداة؟, حتما.. لا ..
وكما قيل فالوضائح على نفس الحامل مع الفضائح , ولأول مرة نسمع عن طلب بريطاني ينصح بتأسيس حزب ل( اللوردات ) , ويكون الرد الساذج من نوع :
من أين أجلب اللوردات ؟ وكل ما حولي بدو , بدو , بدو بحجم الصحراء العربية ..!!
لو كان مدعي القيادة , يمتلك ولو مسحة من نية في التطور , لأجاب مخاطبه قائلا :
لا أدري كيف أشكركم على هذه النصيحة الثمينة , والنصيحة بدويا تساوي جمل , وهذا يعني أن العقل هو الثروة وليس العكس صحيحا بالمرة , وقد يكون الجمل يعني كل ما يمتلكه البدوي من ثروة , ليصير فداءا للنصيحة , التي هي ثروة الثروات لا(الثورات ) المزعومة .
أما( حضرات), من يدعي أبدية البداوة , وعدم امكان حصول ( لورديتها ) مطلقا , فيحق لنا أن نسأله وبعد افتضاح أمره , ومن عظمة لسانه , بأي حق تجعل نفسك قائدا , ولا( لوردات ) من حولك , أم أنك تظن أن تأبيد الهمجية هو الحل الملائم لمعادلة لم يقرها أي من فلاسفة العلوم ؟!.
مرحى لعرب ومسلمي القرن الواحد والعشرين , في وجود وضع دولي يدعو طغاتهم , الى تأسيس أحزاب ( لوردات ) في بلدانهم , وهذا يعني أنهم محظوظون من جانب العناية الدولية , بل ونقلهم من حالة البداوة الى حالة ( اللوردات ) , وهذا مالم يكن يحلم به مطلقا العبد المدعو ( مواطن ) , فهنيئا لكل سبارتاكوس شرقي , مدعو للتحرر والى الأبد ...؟.
احمد مصارع
الرقه - 2005



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القس سعدي يوسف يطل من شباكه اللندني
- الإرهابي لا يمكنه تعريف الإرهاب
- الجامعة العربية منبر للخطابات الغبية
- شاكر النابلسي , يحرق نجمه مع الشهب
- التناحر الشعبوي والشعوبي
- قمة الجزائر , والطرق على حديد بارد
- الهداية من الله
- سجل بر , لعبد الخالق السر
- الشجرة السورية في وجه العاصفة الدولية ؟
- شكرا لشباب سورية
- سوء تفاهم
- رسالة الى السيد حسن نصر الله
- المتراس ماركسيا, موقع ساقط عسكريا
- ثورة المرأة , الثورة المنتظرة ؟
- لا تحب ولا تكره , بل عامل بالمثل
- اللهم لا تجعل الظروف على ماهي عليه
- الجديد غير بعيد , والقديم فمن يعيد ؟
- حتى أنت ياامارات , أنتي يا تونس ؟
- ميخائيل ملك أور والأميرة موزة
- تحية لشعب لبنان , ومعارضته وقادته


المزيد.....




- تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا ...
- تركيا تعلن دعمها ترشيح مارك روته لمنصب أمين عام حلف الناتو
- محاكمة ضابط الماني سابق بتهمة التجسس لصالح روسيا
- عاصفة مطرية وغبارية تصل إلى سوريا وتسجيل أضرار في دمشق (صور) ...
- مصر.. الحكم على مرتضى منصور
- بلينكن: أمام -حماس- اقتراح سخي جدا من جانب إسرائيل وآمل أن ت ...
- جامعة كاليفورنيا تستدعي الشرطة لمنع الصدام بين معارضين للحرب ...
- كيف يستخدم القراصنة وجهك لارتكاب عمليات احتيال؟
- مظاهرة في مدريد تطالب رئيس الحكومة بالبقاء في منصبه
- الولايات المتحدة الأميركية.. احتجاجات تدعم القضية الفلسطينية ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد مصارع - هل يمكن تحويل البدو الى (لوردات )؟