أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مؤيد عبد الستار - ميزانية الدولة ... مقامة في أدب الكدية














المزيد.....

ميزانية الدولة ... مقامة في أدب الكدية


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 4018 - 2013 / 3 / 1 - 11:50
المحور: كتابات ساخرة
    


البرمكة والحسقلة مصطلحان بغداديان بامتياز ، احدهما تاريخي يعود الى بغداد حين اشتهر فيها البرامكة ، وزراء الخلافة العباسية الذين ابدعوا في ادراة شؤون الدولة ، شجعوا الفن والجمال ببغداد وبذلوا المال بسخاء للفنانين والادباء ، واشتهروا بمراسيمهم الاحتفالية وما نسميه اليوم بالاتيكيت الارستقراطي ، فذاع صيتهم واحبهم الناس من الخاصة والعامة، وكانوا من اعلام الجود والعطاء .
نكث العهد معهم الخليفة هارون الرشيد ، فغدر بهم وقتلهم وشردهم ، ذلك ما عرف بنكبة البرامكة ، كان أُثرها كبيرا على بغداد فرثاهم الشعراء ، وذكر مناقبهم الادباء ، وبكاهم المجتمع البغدادي الذي رأى فيهم الرفاه والسخاء والجود واسعاف المحتاج .
اشتهر كبيرهم يحيى البرمكي والوزير الفضل بن سهل ذي الرياستين وخالد بن يحيى البرمكي شهرة كبيرة حتى ذعر الخليفة على مكانته منهم .
وبسبب سخائهم وبذخهم ومنحهم الصلات والجوائز الكبيرة للشعراء والادباء والفنانين شاع في بغداد مصطلح ( يتبرمك ) اي يبذخ ، وينحو في العيش على طريقة البرامكة من رسم ورفاه وسخاء ، فان قالوا عن شخص ما انه برمكي فاعلم انه سخي معطاء .
عكس ذلك شاع ببغداد في العصر الحديث ، مصطلح الحسقلة ، زعم البعض انه مبني على بخل اول وزير مالية الراحل حسقيل ساسون في عهد الملك فيصل الاول ، كان حريصا على اموال الخزينة الشحيحة ، لا يدفع من خزينة الدولة مالا الا بعد ان يحصي كل شاردة وواردة ، ولم يعرف عنه السخاء او البذخ او العطاء حتى اصبح اسمه علما للبخل ، فقالوا حسقيل حسقلها ، كناية عن التـقـتـير والبخل .
فاذا اصابتك نوائب الزمان وضرستك صروف الدهر ، وقصدت التوجه الى من يسعفك ويعينك على ما انت فيه من عوز او املاق ، اطلب العون ممن تطمئن الى جوده وكرمه وتوجه الى من اشتهر بخصال البرامكة ، ابحث عن برمكي تعرض بين يديه مطلبك و لا تتوجه الى ميزانية الدولة العراقية لانها اشتهرت بالحسقلة واتخذتها مبدأ في التعامل مع المحتاجين من ابناء الشعب ، بينما تتبرمك بالملايين من الدولارا ت والدنانير تدفع بها الى الفاسدين والسراق واصحاب العقود الوهمية وتقدم الملايين بل المليارات لمن يضحك على ذقون المسؤولين الراغبين في نهب اموال اليتامى والمساكين ، فترى الناس الفقرا ء يبحثون بين اكوام المزابل عن طعام بينما يرفل المسؤول المغوار او الوزير بلا وزارة – قل بلا عمل - في الديباج والدمقس ، ويرتدي احدث ما انتجته باريس من ازياء بيير كاردان .
واخيرا زيادة في الفائدة ايها المواطن الغلبان ، اذا اردت نيل مبتغاك بلا تعب و اشجان ، احفظ احدى مقامات الكدية للحريري وتمثل بابي زيد السروجي وتوجه الى راعي الميزانية الحسقيلي كي تصيب شيئا من مال اولاد الحلال الذين يحتلون المناصب العليا واتكل على الله فيما تريد فقد يهدي لك قلب الحساقلة من جديد ويمنحوك المال والاراضي والنسوان .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس النواب يترنح بين الفصحى والعامية
- الزحف غير المقدس الى بغداد
- نقل المظاهرات الى بغداد ....الغاية والمبررات
- انقلاب 8 شباط جريمة لا تغتفر
- ماذا لو كان رئيس مجلس النواب العراقي وزيرا للدفاع
- حكومة الأغلبية والمصير المؤجل
- اطلاق سراح السجناء.... وماذا بعد !
- الحكومة والمعارضة في الشارع بدلا من البرلمان
- العراق يبحث عن حكماء ... في الليلة الظلماء
- تظاهرات الانبار وما بعدها
- أكثر من نصف مليون قارئ .. شكرا للحوار المتمدن
- العراق في عام: أزمات وفضائح وضعف أداء ... ندوة راديو دجلة / ...
- حماية العيساوي وحماية انديرا غاندي
- معركة المركز والاقليم ... الحرب تبدأ في الرأس
- استراتيجية التوتر في العراق
- حوار مع الاديب افنان القاسم عن الشعر والموسيقى
- استقالة رئيس وكالة CIA و الاستقامة الشخصية
- البطاقة التموينية .. معضلة قابلة للحل
- الكورد الفيليون وسط المثلث العراقي / الايراني واقليم كوردستا ...
- المؤتمر الوطني و حكومة الاغلبية


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مؤيد عبد الستار - ميزانية الدولة ... مقامة في أدب الكدية