لكي تحتفل فاطمة ايضا!

كاظم الحناوي

الحوار المتمدن-العدد: 4016 - 2013 / 2 / 27 - 01:00
المحور: ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي
    

لكي تحتفل فاطمة ايضا!
كيف يعمل المجتمع على مساعدة الضحية؟

يتابع المشاهدون العرب في الداخل والخارج المسلسل التركي (فاطمة) عبر الشاشة الفضية وهي حادثة تقع في اي مكان في العالم حيث يعاني أهالي الضحايا والعديد من الهيئات المدنية والإجتماعية التي تطالب باخذ القصاص من خلال سلسلة اجراءات قانونية للنيل من المجرم الذي قام بالفعل وإنزال أشد العقوبات ليكون عبرة لغيره
ونحن لن نتطرق لتفاصيل هذه الحوادث المشؤومة لأن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة تقدم بشكل دائم اخبار عن هذه القضايا كما أن التحقيقات في العديد منها ما تزال مستمرة ولا بد أن يأخذ القانون مساره العادل في هكذا قضية ليقتص من المجرم. لذلك نحن اليوم نود أن ندخل إلى صلب الموضوع وهو في حال لم نتدارك أوضاعنا الأسرية ونحصن مجتمعنا بالشكل المطلوب ربما سنصبح عرضة أيضاً لحالات مختلفة من الإعتداء الجنسي وبأشكال متعددة
لان ما حصل في المسلسل من الممكن أن يحدث في أي منزل أيضاً لأن ما نشهده مؤخراً من فلتان لأوضاعنا الإجتماعية لم يعد محتملاً نظراً لما نشهده من انعدام للرادع الاخلاقي وانغماس السلطات بامور اخرى ووجود بعض وسائل الإعلام المرئية التي تبث دون الإهتمام بالمضمون سواء فيما تعرضه من إعلانات أو برامج على حد سواء. كذلك لا ننسى إنعدام الأخلاقيات لدى بعض العائلات وغياب الترابط الأسري والسعي الدائم لكسب المال بحجة تأمين مستقبلهم بينما هم في الحقيقة يهدمون هذا المستقبل لأنهم لا يدركون أنهم في غيابهم عن أولادهم من الممكن أن يدفعوهم إلى أبواب جهنم دون أن يعلموا انهم سوف يصبحون عرضة لتعاطي المخدرات والدخول في سلسلة من الإضطرابات النفسية التي من الممكن أن تؤدي إلى القيام بأعمال مماثلة بالاعتداء وغيرها من الأمور
وطبعاً نحن عندما نستعرض هذا المسلسل لسنا بصدد الدفاع عما قام به المجرمون إنما نحن
انطلاقاً من ذلك نبحث العوامل التي قد تتسبب بارتكاب الفعل.
مواطن طلب عدم ذكر اسمه يتحدث عن الموضوع قال أي شخص يعتدي على شخص لا يمكن أن نمنعه اذا كانت الضروف ملائمة لذلك في المقابل فان نصف المسؤولية تقع على المجتمع فنحن في مجتمع لايرحم الضحية مهما كان نوع الملابسات نستطيع أن نعتبر بأن المجتمع في جميع الأحوال يتحمل نصف المسؤولية بسبب حمايته للمجرم بسبب العادات والتقاليد مثل غسل الشرف حيث يقع الجرم على الضحية مرتين.
فكل شيء له علاقة بالشرف ينزل به حكم المجتمع والقبيلة قبل الحكم القضائي وفي هذا المجال لايمكن لاحد حماية الضحية فالمشاهدون اللذين يتابعون المسلسل الان ربما يكونون عادلين في الحكم على الامور بسبب رؤية كل وجوه القضية لكن في الحياة العادية بسبب حرمة التداول في هذه الامور فان الحكم يكون على الفعل الجنسي كفعل محرم أما بالعودة للقضية المطروحة في المسلسل أشخاص لا نتوقع حدوث مثل هذه الحادثة منهم دفعهم المال والعبث وسوء التربية الى ارتكاب الجرم . إن مثل هذه الأمور تحصل لكن أحيانا كثيرة مع الأسف يتم التعتيم عليها بهدف الحفاظ على سمعة الفتاة وأحيانا كثيرة لا تتم ملاحقة هؤلاء الأشخاص المجرمين ولا تتم معاقبتهم
ام ايناس 54 عام ناشطة في العمل مع منظمات المجتمع المدني تقول بحسره:
الاغتصاب هو اغتصاب لكل حقوق المرآة وما يتخطى ذلك بعد الإعتداء الجنسي، كما أن صورة الضحية حتى وان تم الاقتصاص من الجاني ستبقى ملوثة وهي الأسباب التي تدفع بالضحية إلى العزلة او ارتباطها باحد اقربائها كزوجة ثانية او شخص ذو منزلة اجتماعية متدنية أعتقد أن الأشخاص الذين يرتكبون مثل هذه الأمور هم أشخاص لا بد وأن يعانوا من اضطرابات نفسية عديدة وفي هذا المجال لا بد من أن نلفت إلى أن الاغتصاب ليس حكرا على الرجال فقط لأن هناك أيضا نساء تقوم بارتكاب الاغتصاب تجاه الاطفال كما هناك أيضا رجال يقومون باغتصاب الرجال. العوامل الأساسية كما هي في المسلسل تعود إلى انعدام التربية الصحيحة فأنت عندما تربي ولدك على الأخلاق واحترام الآخر بجسده وبعقله وباحترام الذات تصبح مسألة تنشئة.لذلك هناك مسؤولية تقع على عاتق المدارس والعائلات، بالإضافة إلى مسؤولية وسائل الإعلام. وفي هذا المجال أحب أن أشير إلى أنه لديّ الكثير من التحفظات على عمل العديد من منظمات المجتمع المدني ولا سيما فيما يخص مساعدة الضحايا حيث تعطي الضحية صورة مغايرة عن الواقع
فلاح حسن يعمل مختار محلة 55 عام يشارك قائلا:
المطلوب من الأهل أن يؤكدوا على أولادهم بأنه ليس من حق احد تجاوز الاعراف والتقاليد وخاصة مايتعلق بالشرف واحترام اعراض الاخرين لانه علينا أن نحصن الأولاد لنحميهم وأن يكون هناك تواصل وثقة ما بين الأولاد والأهل تمكنهم من المصارحة والتحدث بكل حرية لا أن نربي لديهم الخوف والرعب. والأهم أن نخضع الضحية للمسائلة عند حصول تحرش جنسي ومنعها من العودة الى ذلك المكان ومعاقبة المتحرش قبل حصول الاكبر اذا امكن ذلك لان منع التحرش يمنع حصول حادثة من هذا النوع عند ما يتعرض المتحرش إلى تحقيق دائم لأن هذه المسألة ترسخ الشعور بالذنب. كذلك على الأهل أن يعيدوا فتح الموضوع لكي نرسخ هذا في ذهن ابنائهم حجم الجريمة وهذا لم يحصل في المسلسل مما ادى الى سقوط هؤلاء في قبضة العدالة وكان على الأهل أن يكونوا اكثر استيعابا لحجم الجرم لان المال لايشفي الجروح اذا ما كان هناك معالج ماهر وأن يحيطون الضحية بكل إهتمام ويستوعبون حجم الضرر الناتج وأن لا يخلقوا لدى الضحية ردات فعل مخيفة أكثر. علينا أن نبقى طبيعين ومتيقظين في تصرفاتنا مع الضحية وأن نرافقها في كل تحركاتها والأهم أن نتحدث في الموضوع بقدر ما يلزم وأن تاخذ الضحية حقوقها ومساعدتها على تجاوز المحنة.

#كاظم_الحناوي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل