أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - قاسم حسن محاجنة - كرت أحمر في وجه -الخنزرة الرأسمالية -














المزيد.....

كرت أحمر في وجه -الخنزرة الرأسمالية -


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4015 - 2013 / 2 / 26 - 17:40
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


كرت احمر في وجه "الخنزرة " ألرأسمالية
لا أدعي لنفسي الملكية الفكرية على "حقوق التأليف" لوصف الرأسمالية بالخنزرة ، بل صاحب الحق واليه يعود الفضل في ذلك ، الى السيد شمعون بيرس ، رئيس دولة اسرائيل ، والذي يحتفل بعيد ميلاده التسعين هذه الايام . وكان شمعون بيرس قد وصف الرأسمالية بالقول " رأسمالية خنزيرية " وذلك في معرض تعليقه على الاوضاع السيئة والاستغلال البشع للعمال غير المنظمين في نقابات عمالية .
وللتوضيح وفي اطار برامجه " لاشفاء" الاقتصاد الاسرائيلي ، قام وزير المالية ورئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي واللاحق بنيامين نتانياهو ، بتقليص المصروفات الحكومية وتقليص القطاع العام ، والذي وصفه بالرجل السمين الذي يركب ظهر الرجل النحيف وهو القطاع الخاص (يا حرام ) .
وتبعا لهذه السياسة ، قامت الوزارات بتقليص وفصل عدد كبير من الموظفين الحكوميين ، وفي الحالات التي احتاجت بها الى قوى عاملة ، فأنها تعاقدت مع شركات الرجل النحيف ، شركات القطاع الخاص ، او ما يطلقون عليها هنا في اسرائيل شركات "القوى البشرية " ، كتسمية ملطفة للاسم الشعبي " مقاول عمال"، والتي تكدس الارباح عن طريق الاستغلال البشع ، وهي غير ملزمة قانونيا بدفع كل "الحقوق " التي يحصل عليها الموظفون ،نظراؤهم في نفس الوظيفة ، العاملين في السلك الحكومي الرسمي .
لقد وصلت الامور الى درجة ان الموظف الحكومي الرسمي ، المحظوظ طبعا ، يحصل على راتب اعلى بالضعف او الضعفين احيانا ، من زميله الذي يؤدي نفس الوظيفة بالضبط ، ولكنه موظف لدى المقاول ، رغم انهما يعملان من نفس الغرفة ويؤديان نفس المهمات الوظيفية !!!
ورغم ان هناك نقابة عامة للعمال ، الا أن هؤلاء لا يستطيعون الانضمام اليها ، والنقابة نفسها لا تخرج من جلدها لتمثلهم ، فهي تمثل اتحاد النقابات الكبرى ، التي بيدها القوة والتأثير ، كنقابة الموانيء والمطارات ، والتي بأضرابها تشل الحياة والاقتصاد ، او نقابة عمال شركة الكهرباء التي تستطيع تعتيم البلاد ، اذا ارادت !!!! وتبعا فما حاجة نقابة العمال العامة الى تمثيل عبيد القرن ال 21 ، والذين لا حول لهم ولا قوة .
الا أن النقد الشديد لنقابة العمال ، دفعها الى "تبني " قضايا العبيد ، واعلنت اضرابا عاما شاملا ،حققت من خلاله بعض الانجازات لهم .
وقام بيرس بأطلاق وصف الرأسماية الخنزيرية ،على مجمل الاعتداءات على الضعفاء ، ولو أن الامر جاء متأخرا .
وبالمقابل فأن نقابات عمالية موازية لنقابة العمال العامة بدأت بتنظيم العمال المسحوقين ، وتشكلت جمعيات تدافع عنهم وعن حقهم في التنظم بأطار يدافع عن حقوقهم شعبيا وقانونيا . ولزم الأمر التوجه الى محكمة العمل القطرية ، لكي تقرر أن من حق ثلثي العمال في مكان عمل ما ،ان يشكلوا تنظيما يخصهم ويدافع عنهم امام رب العمل . وكان هذا انجازا كبيرا واحقاقا لحق اساسي من حقوق العاملين .
وابان الفورة الجماهيرية الاجتماعية ، التي خرجت بمئات الوفها محتجة على الوضع الاقتصادي ،قبل اقل من سنتين ، اضربت نقابة الممرضين والممرضات مطالبة بتحسين اجور اعضائها . طال الاضراب طويلا وتضرر المرضى ، لكن هذا لم يحرك حكومة السيد نتانياهو الذي توجه طبعا ليس شخصيا ، لمحكمة العمل لكي تصدر قرارا بألزامهم للعودة للعمل ، لكن المحكمة دافعت عن حقهم في الاضراب ، مما حدا بوزير ماليته الى التهديد بسن قانون يلغي محاكم العمل ، والتي مهمتها الاساسية هي الفصل في نزاعات العمل ،وهي اخر معقل من معاقل الدفاع عن حقوق العمال .
ولم يتوقف الامر عند استغلال عمال المقاولين ، فقد تطورت ظاهرة اخرى ، وهي ظاهرة الشباب ، وخصوصا طلاب المدارس الثانوية ، والذين يعملون في ساعات ما بعد الظهر كعمال توصيلات ،والقصد هو ايصال المشتريات التي يطلبها الزبائن تلفونيا او عبر الانترنت ، ايصالها الى بيوت الزبائن ، مقابل الاكرامية التي يجود بها صاحب التوصيلة او الطرد ، وشبكة السوبرماركت لا تدفع لهم شيئا .
وهؤلاء الشباب المضطرين الى قبول هذا العمل ، هم من عائلات لا تستطيع ان تكفل لهم حاجاتهم اليوميومية ، فيعملون مجانا ومقابل الاكراميات فقط ، من اجل مساعدة انفسهم واهليهم .
ولكن الى متى ؟؟؟ الى أن بادر احدهم وقام بتنظيمهم ، والمطالبة بأجر مقابل ساعات عملهم . ولا حاجة للاطالة في الشرح والتفصيل فقد رفض السوبر ماركت الامر ، واستعان الشباب بممثل عن نقابة شبابية ، الذي نصحهم ودعمهم ورافقهم الى محكمة العمل ، بعد أن لم تجد كل محاولاتهم للتوصل الى حل مع صاحب العمل .
وهذا الاسبوع اصدرت محكمة العمل قرارا الزمت فيه شبكة السوبر ماركت بدفع اجور لكل عمال التوصيل ، كل حسب أيام عمله .
طبعا كانت فرحة لا توصف ، تحدث فيها الشباب عن فرحتهم وخططهم لما سيفعلون بالنقود التي حصلوا عليها بعد كفاح مرير ، وكانت تصب كلها في مساعدة الاهل ، او شراء شيء حلموا به طويلا .
هذه هي الحال عند أبناء عمومتنا ، في الوسط اليهودي ، أما الوسط العربي فحدث ولا حرج ، فصور الاستغلال البشع للعاملات ، تذكرنا بالقرون الوسطى ، ولا فرق في ذلك بين قومجي ، متدين أو من دعاة حقوق الانسان فالكل يستغل وبدرجات متفاوتة ، خاصة وأن 20% من النساء العربيات هن من المحظوظات اللائي وجدن عملا !! وقد تكون لنا عودة عن العمالة والاستغلال في الوسط العربي .
ومعرفتي بالأمر لها جانب شخصي ، فأبني الذي يتهيأ للدراسة الجامعية ، يعمل في فندق كعامل لدى المقاول ، يسافر يوميا ما يقرب من ال3 ساعات من والى العمل ويعمل 8 ساعات ، ويتقاضى اجرة الحد الأدنى .
لكن ، وكما يقول الجميع في مثل هذه الاحوال ، احسن من بلاش !!!!بكفي أنه يطلع مصروفه !!
ومع كل هذا ، الدروس المستفادة من نضال الشباب ، يمكن أن تلهم كل المسحوقين ، يجب اخراج الكرت الاحمر في وجه الجشع والاستغلال والخنزرة الرأسماية!!!!!!!!!!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رصيف ومحطة -قصيدة
- التحرش والثقافة
- الاعتداءات الجنسية كوسيلة للانتقام
- الاعتداءات الجنسية ليس لها دين
- موت الفقير -قصة من الواقع
- هل انتهت الصهيونية حقا ؟
- فيليباستر سلفي متواصل
- المؤمنون بين مطرقة التطنيش وسندان التطفيش
- شعب واحد ودولتان ....
- سبعون وجها لها !!!!
- يهود....وعنصريون ؟!!!!!
- -العاقل - يحكي ... -والمجانين- يستمعون !!
- الرحيل (1)
- مساواة في الفقر
- حضارة الهدم
- من هو اليهودي ؟
- صراع الاديان ...والحوار
- الكاميرا الخفية وصناعة الوهم
- العرب...خارج الاسوار
- التموضع في المركز


المزيد.....




- بلاغ صحفي موجه لممثلي وسائل الإعلام
- لحظة وفاء لروح مناضل لا ينسى…
- أبرز الدول العاملة على إجلاء رعاياها من إيران وإسرائيل
- بين من يمثِّل العمال ومن يُمثِّل عليهم الحركة النقابية الفل ...
- النسخة الألكترونية من العدد 1854 من جريدة الشعب ليوم الخميس ...
- إدريس يعلن -حكومة الأمل- بالسودان ويتعهّد بالتقشف والنزاهة
- حكاية رسالتين تحكمان علاقة البنوك العاملة بفلسطين مع إسرائيل ...
- الداخلية الإسرائيلية تصنف 5110 أشخاص مشردين على إثر الهجمات ...
- WFTU Call for Intensifying Mobilization Against Imperialist ...
- نداء اتحاد النقابات العالمي لتكثيف التعبئة ضد العدوان الإمبر ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - قاسم حسن محاجنة - كرت أحمر في وجه -الخنزرة الرأسمالية -