أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق عوده الغالبي - كان يا ما كان......














المزيد.....

كان يا ما كان......


عبد الرزاق عوده الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 4012 - 2013 / 2 / 23 - 22:34
المحور: الادب والفن
    


كان يا ما كان .......!!؟؟
موقف وطني
عبد الرزاق عوده الغالبي
كان ياما كان في سالف العصر والزمان وما سيكون الان.....اب عراقي صلبته الكوارث عملاق لا يقهر ،كتفيه ملعب طفولتنا وعلى هامته ولدنا ، وعلى صدره نمنا ، ومن ذراعيه المفتولين اكلنا وهي تحمل اكياس قوتنا كل يوم حين يأتي من العمل محمل بأشكال وارناك، ما لذ وطاب ، تلومه والدتنا احيانا عن الاسراف فيما يجلب كل يوم فلا ينطق ، ويقابل لومها بابتسامة عريضة حنونة ويهز رأسه فقط....! نشاهد التعب في عينيه واضحا ولكننا حين نسأله ينفي ذلك بابتسامة العريضة المعهودة ولا يقول بعدها شيئا، يذهب للفراش صامتا ، ولا نراه الا اليوم التالي في نفس الموعد وبنفس المشهد السابق.
لهذ الرجل الطيب ثلاثة اولاد، اسماؤهم خيرة كصفاته وهم ،شاكر ، وسلام وكريم . تشعر من اسماءهم ان هذا الرجل يتصف بتلك الصفات الثلاث بل اكثر. ويبدو ان اولاده قد حملوا الاسماء وبجوهرها وليس بحروفها فقط . فكانوا كراما ، شاكرين لله ومسالمين ولهم صفات اخرى تتذاكرها الناس وتتحاكى بها حين السؤال لكن الشيء الجميل لا يكتمل دائما و ترى نقصا فيه .حيث يمتلك هؤلاء الاولاد صفة سلبية واحدة ،وهذه الصفة سلبية جدا : وهي انهم اتفقوا على ان لا يتفقوا و ويتضح من سلبية هذه الصفة وانعكاسها السيء عليهم يتضح انهم اقسموا على ان لا يتفقوا ، حيث امتدت الفرقة بينهم واكلت منهم الكثير حتى انها تخطت نطاق العائلة واتجهت نحو الجوار وداب كل منهم الاستعانة بغريب على قتل اخيه.
فبدأ التخريب والعلل تدخل نطاق العائلة حتى وصل حد القتل والتهجير وانتهاك المحرمات واغتصاب النساء والاطفال ، وهذا الخط الاحمر الذي بلغه كل منهم وهو الخط الخطر، خط التخريب والارهاب واللا عودة الذي يفصل بين الخير والشر ويحدد كينونة و انسانية الفرد وحجم ولاءه وهو الخيط الرفيع والحاجز الشفاف الذي تكمن خلفه حقيقة سوداء مرعبة اسمها الخيانة، خيانة العائلة والوطن ولم يقف الوضع عند هذا الحد بل تجاوزه الى الخروج عنها نحو نطاق الانسلاخ والعصيان ....!!؟؟ يظن البعض ان ذلك نوع من الذكاء و السياسة لكنة بشكله المجرد بعيدا عن الآراء والمناقشات والتخيلات هو خيانة مطلقة ....!!؟؟
وغبي من يفكرعكس ذلك....!!؟؟
احس الوالد المشغول دائما بمعيشة وتطوير الجوانب الانسانية والاجتماعية والاقتصادية لعائلته بالحد الخطير الذي وصل اليه ابناءه و رأى ان واجبه يحتم عليه التدخل والوقوف على تلك التطورات الخطرة التي وصل لها ابناءه . وليس لديه الان شيئا سوى الاعتراض فقط ، فناقش ابنائه عن ذلك لكنه وجد ان كل منهم اصبح في واد منعزل بعيدا عن متناول يده ويتصرف بشكل غريب عن تراث وتاريخ ومعتقدات الرجل وحدود عائلته الادبية والاجتماعية فعرف ان ابناءه متجهين نحو الهاوية والذهاب بعائلتهم نحو الكارثة ونحو منحدر عميق تغطيه جوانب الطمع والذي تغذيه اوردة الحقد والكراهية والصراع الطائفي والمذهبي والسياسي الآتي من وراء الحدود....!!؟؟ تحطم قلب الرجل الطيب صاحب التاريخ الكبير والتجارب العريضة وتصفح كل الكوارث التي مرت بعائلته سابقا من غزو وحرب واحتلال وتصفح حضارات عائلته التي دامت ستة الاف سنة فلم يرى اعنف من تلك الهجمة ومن هذا الانكسار الذي حل به وبأبنائه وبعائلته.
قص الرجل عليهم الحكايات تلو الحكايات عن تراثهم وتاريخ عائلتهم العريق والكوارث التي مرروا بها وتحدث لهم عن حجم الكارثة التي هم فيها فلم يجد اذنا صاغية لان الطمع بالسلطة والنهب والسلب سد منافذ الخير لدي ابنائه واطرش اذانهم . كبرت الكارثة في عين الرجل واحتار بما يفعل.......؟؟!
في اليوم التالي حين استيقظ الاولاد من النوم لم يجدوا ذلك الوالد الطيب فقد اخذ زوجته ورحل دون رجعة...لأنه انسان اصيل لا يتحمل التعايش مع خيانة الوطن والعائلة فقرر الابتعاد عن هذا المستنقع الآسن والمليء بقذارة الطمع والنهب والسلب وسفك دماء الابرياء من ابناءه واحفاده....!!؟؟
قد يظن البعض ان ذاك هروب من المشكلة دون مواجهتها وهذا نوع من الجبن و لكن هروب الرجل هذا له تبرير منطقي يكمن في كينونة الفعل الغير شريف ودرجة قذارته فأن الخيانة هي اعلى درجات انعدام الشرف والقذارة وأنها الفعل الوحيد الذي لا مبرر له ولا نقاش فيه لكون نتيجته بيع الوطن وابناءه....!!؟؟
كفانا الله شر هذا المعنى وحفظ وطننا من كل سوء ومساومات ومكروه...!!




#عبد_الرزاق_عوده_الغالبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانهيار
- رؤيا
- في يوم.......؟؟!
- رسالة الى المطر
- معاناة نخلة
- وتمزقت الزهرة في القلب
- رواسي الاسلام الحقيقي
- انتحار وطن
- رياح الزمن
- فِي الثُّلاثِينَ ، سَيَنْتَهِي الْحِزْبُ
- و يُحْدِثُ مَرَّةً اخرى It Happens Again
- يوم ما حين تبحث عني
- Mother Africa
- من انت...؟
- الجمال
- العود الاصفر
- اعرف جسدك
- قيل في الحسين عليه السلام
- القمر عالي جدا
- كودو


المزيد.....




- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق عوده الغالبي - كان يا ما كان......