أم الزين بنشيخة المسكيني
الحوار المتمدن-العدد: 4005 - 2013 / 2 / 16 - 19:29
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
قتلوه خوفا من صوته فقتلهم بموته ..
تحيّة الى روح شكري بلعيد ..
" طوبى لشيء لم يصل ..و الحلم أصدق دائما .لا فرق بين الحلم و الوطن المرابط خلفه ..من يحترف القتل هناك يقتل الحبّ هنا " (محمود درويش).بوسع الشهيد شكري بلعيد أن يرقد الآن بين أحضان القصيد .لا فرق عنده بين الموت و الحرية ...قتلوه لأنّ الحلم أصدق .قتلوه لأنّهم أصغر من وطن .قتلوه لأنّهم أصغر من حلمه و أصغر من صوته و أصغر من موته ..عاش قرابة نصف قرن يصدح بالحرية ، مات في أقلّ من دقيقة بصمت الضحية .
حسدوك في صوتك ..حسدوك في موتك ..حسدوك في القلوب التي أحبّتك فبكتك ..حسدوك في بحر الدموع في كلّ أصوات الحريّة .كيف سيفلتون من دمك المسفوك على حافة شعب مغدور؟كيف سيفلتون من عينيك اللتين ستظلاّن تحدّقان بالمدى و لكنّ القتلة لا يبصرون ؟كيف سيفلتون من هزيمتهم أمام ابتسامتك التي ستظلّ مرسومة على وجه المدن المسبية ؟
فتحوا جرحك، وجدوا حلمك..فتّشوا حلمك، وجدوا شعبا من السنابل الأبية.شرّحوا قلبك عثروا على طفلتين و زهرة وحشية .انتزعوا صوتك ، بقي موتك ، مزّقوا موتك وجدوا وطنا و حلما و كلّ أغنيات الحريّة ..آه يا ابن وطني ..يا ثورة ضاعت بين شعب مغدور و حكومات من الظلام و عذاب القبور ..
لا لا تمت ..يا أبا الأعياد ..ستأتي أحلامك الينا كلّ يوم مع كلّ مطر جاء الى جنازتك معنا ..لا لا تمت ..ستأتي أوجاعك الينا كلّ يوم مع كلّ غروب شمس من عمق الثرى..لا لا تمت يا أبا الأعياد ، ستأتي دماؤك الى المدينة مع كلّ نهر قادم .و ستزهر روحك طوفانا من العشق الشعبي لسنابل الكادحين و المنسية أسماؤهم و المعطوبين في الرغيف الأخير .
معطّرة أياديك بمسك الثرى،بجراحك الملبّدة بالضباب، بأحلامك المغدورة ، بدموع المحبّين ..بالأغنيات ..بالموت المكتمل ..بصوت الفجيعة ..كفّنوك بالوطن، ودّعوك بالمطر ..معلّقة روحك بين المدينة و دماء القادمين و ألف قمر يرقص في عينيك الضاحكتين ، و ألف ثورة و ألف طفل فقير ..و رغيف اليتامى مبسوط بين كفّين من طين ..
نم يا رفيق ..هاهي حكومات الغدر تسّاقط نحو موت رحيم ..يا أبِا الأعياد ، أنت لم تمت بل من مات هو قاتلك في صوتك الأخير..أنت لم تمت لأنّك تركت لنا نيروزتين و كلّ بسمات الحريّة ..
#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟