أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزيه كوثراني - سقوط الأسد و سقوط السقف الإقليمي والدولي















المزيد.....

سقوط الأسد و سقوط السقف الإقليمي والدولي


نزيه كوثراني

الحوار المتمدن-العدد: 3994 - 2013 / 2 / 5 - 00:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سقوط الأسد و سقوط السقف الإقليمي والدولي
االثورة السورية تطرح التحدي في وجه الجميع، في وجه العالم، فتتناسل الأسئلة : هل يمكن للمستوى الإقليمي والدولي أن يقدم الإجابات الموضوعية كاستجابة للتحدي؟ هل يمكن أن تكون المؤسسات والمنظمات الدولية في المستوى المطلوب فتفعل شيئا ما؟ هل يمكن للمعطيات العربية والإقليمية والدولية أن تكون سقفا لكل الأسئلة التي يطرحها تحدي الثورة السورية؟ هل يصح ومن المعقول أن تدمر سلطة ما شعبها وبلدها بهذا الشكل الهمجي في التدمير للحضارة والتاريخ والذاكرة والإنسان؟ من يصدق أن كل هذا الرعب والمجازر المروعة والعنف الرهيب كان مدسوسا في مفاصل عائلة سورية حاكمة؟ كيف استطاع الاحتلال أن ينمو في جلد الوطن متخذا قناع المقاومة والممانعة كل هذه العقود والناس في قيلولة أو ساهون؟ وما هي التوقعات والانتظارات التي تجوب الآن خواطر المشردين والمعذبين والنساء والأطفال في الداخل الذي لا خارج له وفي الخارج الذي لا داخل له؟ و ما هي انتظارات الكثير من الناس والشعوب الحية والضمائر الإنسانية المعوقة القدرة والإرادة في إبداع أنواع التعاطف والتعاون كأشكال نضالية تستهدف المصالح الاقتصادية لصناع الجريمة والكوارث الإنسانية بالمقاطعة الشعبية والدعم الرمزي والمادي للأبرياء العزل في الداخل وفي المخيمات؟ كنا نعتقد أننا في عصر الحرية والديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان و صناعة واقتصاد المعرفة، وإذا بنا في إستراتيجيتهم الجيو سياسية مجرد نفايات بشرية تنتجها صناعتهم لجريمة الكوارث الإنسانية، عندها فهمنا أنه من هنا ولدت همجية بشار الأسد في الترخيص له بالذبح الحلال للشعب والوطن. هكذا سيق الكبار والصغار، المدن والقرى، إلى مذبح مجلس الأمن.
ولماذا تتألم تلك الشعوب بحرقة صامتة يلفها العجز بغضب جنوني لا يقوى على الصراخ والكلام إلا على رسومات و أفلام تسيء إلى نبي الإسلام؟ وهذا الدم السوري المسفوك، وهذه المدن التي تحولت إلى ركام أنقاض، والنساء والطفولة المغتصبة، والوطن المذبوح من الوريد إلى الوريد، كم أنتم أهل بلاطات وقصور وخلافة رشيدة، يزيد من رعبكم التباس السقف في شقه الأول الإقليمي خاصة العربي الخليجي القروسطي الذي يتناقض كليا كسقف استبدادي مع أفاق الثورة كتحدي في حرية التحول والتغيير ومضاعفة إمكانات هدم آليات الثوابت والعجز، و في شقه الثاني الدولي كمسلمات وبديهيات تؤبد السيطرة والهيمنة وهو يتفرج على البشاعة الأخلاقية والقانونية والإنسانية .
وتتحرك القوى العظمى في مصالحها فوق جثث الشعب السوري كاتبة بالدم المسفوح هدرا عناوين لحواراتها ولقاءاتها ومؤتمراتها كأسلوب حديث للمزاد السري في تجارة الحروب. إن ما يحدث على الأرض ولشعب سوريا هو شيء غير مألوف أو بتعبير أدق إن ما يحدث من ثورة في وجه الطاغية هو ضد المألوف والسائد أي أن خرقا جديدا هو إنسان الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان... يتشكل و يتجاوز كل ما تعارف الناس والعالم عليه منذ قرون. يتخطى في سيرورته السقف الجاهز للمترابطات البنيوية بين الدول المتخلفة والدول المتقدمة، ويتحدى الشكل السياسي لإعادة إنتاج السيطرة والهيمنة والتسلط، كما يتحدى الأفراد والجماعات وهي تفكر سر هذه اللامبالاة تجاه المسكوت عنه في التاريخ المنسي للشعوب، وهي تكنس تاريخ البلاطات والقصور الرئاسية التي يتراقص وفق إيقاعها مجلس الأمن بقواه العظمى في مصالحها اللااخلاقية واللاقانونية واللاانسانية. الشيء الذي فتح الطريق للكثير من الأسئلة المعقدة في بنياتها الحلمية في التأمل والتفكير على شاكلة: هل يمكن يوما ما في تطور القانون الدولي أن تجرم هذه المنظمات والمؤسسات القانونية والإنسانية الدولية والقوى العظمى باعتبارها شريكة في التدمير والقتل؟ مما يترتب على مثل هذا التأمل والتفكير تساؤل من طبيعة أية محكمة دولية يمكن أن تحاكم وبعدالة كل هذا المنتظم الدولي في تسلطه الغربي الأمريكي والشرقي الروسي الصيني والإيراني والمحيط العربي؟ باعتبار كل هذه المؤسسات والدول الرسمية لها نصيب في الكارثة التي تتجاوز الكوارث الطبيعية في عنفها ودمويتها ومأساويتها، في وقت يهتز ضمير العالم أمام الزلازل والبراكين والأعاصير، كموضة أخلاقية خالية من أي مضمون إنساني حقيقي . أسئلة التحدي السوري حيرت الشعوب وعلماء السياسة وعلماء الاجتماع وكل الأكاديميين، فالأحداث والوقائع تسير بسرعة جنونية و التباسية إلى أبعد الظنون والاعتقادات، مما أصاب الخلفيات النظرية والثقافات المنهجية بتصلب شرايينها، فصارت جثثا فكرية لا تقوى على مقارعة التحدي. والشيء نفسه بالنسبة للإعلام وما يحتضنه من أقزام يسمون أنفسهم خبراء ومحللين سياسيين، كما يفهمنا ذلك اليوم التحدي السوري . فأي إنسان عادي في العالم سيكذب من يدعي قدرته على الوقوف في وجه التحدي وتقديم رؤوس أقلام أو مسامير للذاكرة إن لم يقدر على تعميق التحليل وتقديم الإجابات الموضوعية التي يمكن أن تربط الناس بالأفق المفتوح الذي أعلنت الثورة السورية ميلاده. وبناء على هذا يفهم الجميع أن السقف الإقليمي والدولي غير مؤهل لإعطاء أية مقاربات للحل و للقبض على رئيس ليس أكثر من مجرم حرب في حق شعبه وفي حق الإنسان كونيا كقيمة إنسانية طالها الهدر. كما أن الأحزاب السياسية التقليدية والمثقفين عاجزون عن تفسير ما يحدث وما يكتنف هذا من تحولات بركانية ستأتي على كل المعطيات السابقة بما في ذلك إستراتيجية التفكير السياسي للسقف الإقليمي والدولي في تكتيكاته التقليدية بين الشد والجذب رغبة في تحريف مسار وأفاق ثورات الشعوب تبخيسا لحقها التاريخي في الحرية والتحرر والنهوض والتقدم بدعم الرؤى الاستشراقية والكولونيالية المتناغمة والطروحات الأصولية، بناء في نظرهم الإيديولوجي السياسي على أننا شعوب لا تعرف طريقا آخر يزيغ عن خصوصية لا تاريخية تتجسد في الثوابت الطبيعية الدينية كطوائف ومذاهب وقبائل متناحرة ومتخلفة، لا تعرف معنى الثورة وغريبة عن الديمقراطية والقيم الإنسانية الكونية، وكأن ما حدث زلة لسان في منطق التاريخ...
قد يستطيع سقفكم مضاعفة التدمير والمجازر أو استبدال قمع العقول بقمع القلوب والعقول معا، لكن الشيء الأكيد هو سقوط الأسد وسقوط سقفكم الإقليمي والدولي على رؤوسكم جميعا بفعل زحف الثوار...



#نزيه_كوثراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الخوف على تفجير الوضع إلى السعي نحو قتل و تهجير الشعب
- سورية الاسد تحترم الشرعية الدولية والمواثيق...
- أحذية فان خوخ أو جثث تمشي على رؤوسها
- دمشق تصر على العصيان حتى الرحيل
- واخيرا ..دمشق بسعة الحلم
- الذاكرة مرة اخرى
- هوامش على ..ذاكرة الجسد لاحلام مستغانمي ج3
- جدل الانفصال والاتصال
- حرفة عاشق
- هوامش على ..ذاكرة الجسد لاحلام مستغانمي
- طفولة في.. ذاكرة الجسد لاحلام مستغانمي
- تونس لم تعد في تونس...
- ابن رشد ومشكلة النسبية
- الموت يحتضر...الجزء الاول
- عندما يضحك الوطن...
- تونس تمهل..ولاتهمل
- الاحذية
- الحفاة والكنغر
- يوميات عاشق =1) الامل الشاق
- لعبة الاواني


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزيه كوثراني - سقوط الأسد و سقوط السقف الإقليمي والدولي