أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزيه كوثراني - جدل الانفصال والاتصال














المزيد.....

جدل الانفصال والاتصال


نزيه كوثراني

الحوار المتمدن-العدد: 3618 - 2012 / 1 / 25 - 02:09
المحور: الادب والفن
    


لا يمكن لحياة الإنسان أن تعرف سيرورة التكون والتطور والنماء إلا من خلال جدلية القرب والبعد أي العيش في المسافات . إن مفهوم القرب والاستقرار إذا أخذ بمعنى التماثل السلبي قد يؤسس للعادة والتقليد والمألوف المولد للرتابة والقلق والحزن ثم يأتي اليأس والإحباط لينهي نماء وحياة الذات فيقذف بها في مستنقع الجمود والركود .وبالتالي انحسار وجود الإنسان في أحلامه وطموحاته وتكدر علاقاته بنوع من الفشل الذر يع الذي ينتج عنه في حالة الاستسلام التام عصاب الفشل في أسرته وعلاقاته بزوجته وأطفاله وفي عمله...
إن الخطورة في هذا كله تكمن في التماهي الذي يريده من الأخر كصديق وزوج وحبيبة ...داخل الأسرة ..في الشارع ..مع شريك الحياة ..الأب ..المسؤول ...
فالتماهي والبحث عن التماثل يؤدي إلى الكوارث السابقة على مستوى مسار الذات ويخنقها داخل فضاءات مسدودة ومحدودة الاختيار والتوجه . من هنا ضرورة حيوية المسافات أي اخذ المسافات النقدية إزاء ما نقرأ ونعيش ونشاهد وإزاء الآخرين بمن فيهم أهلنا وأصدقاؤنا .لذلك يحتاج الإنسان كضرورة تطورية في فهمه للحب في إطار علاقته بشريك / شريكة الحياة أن لا يبحث عن التماثل والتماهي .إن الحب في علاقته الطبيعية البيوثقافية والاجتماعية قائم على الاختلاف . ولكي تنجح تلك العلاقة في مساراتها فهي مدعوة إلى الوعي بأهمية المسافات التي لا تطلب القرب لذاته بل لما يمكن أن يجعله إطارا للاغتناء والإثراء النفسي والثقافي الاجتماعي المتبادل . المسافات كتفكير أو سفر أو بعد أو غياب تتيح إمكانية استحضار الأخر في حقه في امتلاك الرأي والفكرة والتصور الصحيح نسبيا ضد ما نعتقد انه صواب وصحيح وحقيقي في أرائنا وأفكارنا وقيمنا .المسافات تتيح ليس فقط اكتشاف الأخر وضرورته في بناء الحياة بل إنها تعري أيضا مناطق ظلنا ونقصنا وقصورنا وتحررنا من عصبيتنا وتصلبنا الذهني . فتتسع رؤيتنا إلى ما هو أبعد مما يتيحه القرب من زوايا واحدة وأحادية صارمة الشيء الذي لا يسمح لنا باستحضار الأخر باعتباره الجزء العضوي من ذواتنا . هكذا يمكن للمسافات أي للانفصال النقدي أن يقوي من الاتصال ويخلق رغبة جامحة وعواطف نبيلة وحب حقيقي وصادق . ويزيد من متانة وخصوبة القرب والاستقرار بعيدا عن التماهي كانعزال وطلاق لا يعيد إنتاج إلا الانفصال كقرب نمطي مكرور . أن نحب بعضنا ليس أن نسعى إلى التملك والسطو على وجود وصيرورة وكينونة الأخر فنخسر أنفسنا بقدر ما نخسر الآخرين...



#نزيه_كوثراني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرفة عاشق
- هوامش على ..ذاكرة الجسد لاحلام مستغانمي
- طفولة في.. ذاكرة الجسد لاحلام مستغانمي
- تونس لم تعد في تونس...
- ابن رشد ومشكلة النسبية
- الموت يحتضر...الجزء الاول
- عندما يضحك الوطن...
- تونس تمهل..ولاتهمل
- الاحذية
- الحفاة والكنغر
- يوميات عاشق =1) الامل الشاق
- لعبة الاواني
- اسئلة التمدن في السؤال الفلسطيني 2
- اغتيال
- اسئلة التمدن في السؤال الفلسطيني
- الكينونة والعدم
- مثقف المعارضة العربية


المزيد.....




- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزيه كوثراني - جدل الانفصال والاتصال