أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - الساسة والتخلص من حذاء الطمبوري..














المزيد.....

الساسة والتخلص من حذاء الطمبوري..


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 3987 - 2013 / 1 / 29 - 23:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الساسة والتخلص من حذاء الطمبوري..


في تعريف الحذاء( الكندرة بالليبي أو الجزمة بالمصري) هو لباس القدمين من أجل حمايتها من العوارض التي تكون على الأرض، فبالأحذية يمكن للإنسان أن يمشي على الأسطح القاسية، دون إحداث آلام أو أضرار بالأقدام.

ولسبب ما ارتبطت الأحذية بـ( الدونية ) فأصبحت من مفردات السب والشتم كما أن ضرب الآخرين بها قد يكون وقعها على المضروب أشدّ من العقاب بأي آلة أخرى لما فيها من معاني الإهانة والإذلال. مثلا نحن نقول نضربك بكندرتي، والمصري يقول أضربك بجزمتي القديمة، وهكذا..

ولذلك يحرص كثيرون حينما يبلغ فيهم الغضب مقداراً لا يُحتمل أو يشعرون بالمذلّة والامتهان وحجم الظلم الواقع عليهم يستخدمون الأحذية للتنفيس عما يختلج بدواخلهم ، أو التعبير عن غضبهم من سياسي معين: جماهير ساحة التحرير في بنغازي تقذف بالاحذية تجاه شاشة تلفزيون الجزيرة عند ظهور صورة القذافي أو أبنه سيف الإسلام.

وفي كثير من الأحيان تنشأ بين الإنسان وحذائه علاقة يصعب قطعها أو التخلّي عنها بسهولة ، فقد يزامل الحذاء صاحبه ، وربما انكشفت له كثيراً من أسراره ومحال تنقلاته بصورة قد تصل إلى حدّ الرباط الذي لا انفكاك منه كما ورد في حكاية أبي القاسم الطنبوري ، وهو تاجر من أهل بغداد ، وكان ثرياً وفي الوقت نفسه بخيلا ، وكان من بخله أنه كلما تلف أو انقطع من حذائه مكان وضع فيه رقعة من جلد أو قماش , حتى أصبح الحذاء عبارة عن مجموعة من الرقع يمسك بعضها بعضاً ، واشتهر الطنبوري في بغداد كافة ، وعرف الجميع حذاء الطنبوري. فلمّا عابه بعض أصحابه واكتشفوا سوء حال حذائه أصرّوا عليه أن يتخلص منه ؛ فقرر الطنبوري التخلص منه لكنه في كل مرة يتخلص منه يعود له الحذاء نفسه بمشكلة أخرى حتى قضت مشكلات حذائه على جزء كبير من ثروته وسلامته وسمعته وعرّضته لسخط جيرانه وأصحابه ومعارفه ، ودخل بسببه إلى ساحات المحاكم وسطّر قصـته الطريفة وذو المغزى ،تقي الدين الحموي في كتابه(ثمرات الأوراق في المحاضرات) وأسماها ( حذاء الطنبوري ).

دخلت الأحذية أيضاً في الممارسات السياسية حيث يلجأ الساسة إلى استخدام أشخاص آخرين ليكونوا لهم أدوات ـ من صنف الأحذية إلا أنها تتفوق عليها يمشون بها على الأسطح القاسية ويدوسون بها الخصوم ويضربون الأعداء دون إحداث آلام أو أضرار بأقدامهم.

ولأن عالم السياسة مليء بالمتناقضات والتطوّرات فإن الأحذية السياسية – التي يجري اختيارها وفق أخلاق وقياسات معينة – تحرج الساسة أحيانا خاصة حينما تخرج عن النص. غير أن الأزمة الحقيقية التي تواجه الساسة تكمن في كيفية التخلص من الأحذية ، فالساسة، غالباً، يرغبون في إنهاء أي علاقة لهم بهذه الأحذية بعد استنفاذ مهمتها وانتهاء صلاحيتها وكثرة الرقع والتلف فيها ، بل ويحرص هؤلاء الساسة على دفنها في أمكنة وأقبية لا يمكن الوصول اليها لأنها تعرف أسراراً قد تصل إلى حدّ الفضائح . وتبقى مهمة التخلّص من الأحذية السياسية مهمة صعبة لا تقلّ المشقة والمعاناة فيها من معاناة الطنبوري حينما أراد فكّ ارتباطه بحذائه.



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أربعة أبيات .. خمس دقائق.. سطران .. سجن مؤبد..!!
- يونس شلبي.. وعلي زيدان
- المليشيات تنقلب على الشرعية ونهاية الدولة الليبية..
- نهاية العالم..
- العزل الذي نريده..
- أنقذوا الإعلام الليبي..
- حكاية أم بسيسي المصرية..
- صح النوم..
- ذكريات بنغازية.. الهلال الليبي
- ليبيا: قانون الدولة أم قانون الفوضى؟
- مهزلة في بر مصر...
- أين مصلحة ليبيا..؟
- المحافظة على الاستقلال أصعب من نيله..
- رسالة الى المؤتمر الوطني ... بالليبي الفصيح...
- أنقذوا ليبيا، يرحمكم الله !
- هل يمكن تطبيق الديمقراطية في ليبيا؟
- لا لقانون الطوارئ.. نعم للتظاهر السلمي
- بنغازي تصحح مسار الثورة
- في ليبيا... حكم الدولة أم حكم المليشيات؟!!
- دقت ساعة العمل...


المزيد.....




- هل دخل الشرق الأوسط في عصر جديد فعلًا؟.. ولي نصر وناداف إيال ...
- السفارة الأمريكية في قطر تنصح مواطنيها بالبقاء في أماكنهم.. ...
- مركز يٌحتجز فيه نشطاء وصحفيون.. فيديو متداول يظهر لحظة قصف إ ...
- لماذا حظرت بريطانيا حركة -فلسطين أكشن-؟
- إيران: من يحكمها فعليا؟
- أهداف إسرائيل تغيرت في إيران.. ماذا عن موقف المعارضة الإيران ...
- غزة.. مكان -دائم- للموت والدمار والانتظار
- ضربات إسرائيلية -مكثفة- على إيران.. ماذا استهدفت؟
- في سوريا -المجزأة- بعد سقوط الأسد.. مبادرات لتعزيز التماسك ا ...
- مسؤول إيراني: الحرب قد تستمر عامين ومستعدون لذلك


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - الساسة والتخلص من حذاء الطمبوري..