أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - خط أحمر ثانٍ!














المزيد.....

خط أحمر ثانٍ!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3987 - 2013 / 1 / 29 - 20:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جواد البشيتي
وهذه المرَّة، رسمت إسرائيل خطَّها الأحمر؛ فإنَّ عملاً عسكرياً (وقد يكون من النوع "الوقائي") قد تلجأ إليه إذا ما وَقَعَت، أو أوشكت أنْ تَقَع، أسلحة كيميائية (أو بيولوجية) للجيش النِّظامي السوري في أيدي قوىً من المعارَضَة السورية، أو إذا ما نُقِلَت، أو قَوِيَ احتمال نقل، أسلحة كيميائية (أو بيولوجية) سورية إلى "حزب الله" اللبناني؛ وهذا، وذاك، هما الخط الأحمر الإسرائيلي الذي رسمه سليفان شالوم نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي (نتنياهو) الذي لم تُعْطِه الانتخابات النيابية الإسرائيلية الأخيرة من النتائج إلاَّ ما شدَّد لديه الحاجة إلى بَثِّ مزيدٍ من "الخوف الأمني (الذي ما زال إيرانياً في جُلِّه)" في قلوب الإسرائيليين لعلَّ استبداد الشعور بهذا الخوف بالإسرائيليين يُنْجِح سعيه للتأسيس للائتلاف الحكومي الذي يريد؛ فنتنياهو يَعْلَم خيراً من سواه أنْ تضاؤل شعور الإسرائيليين بالخوف على أمنهم يُضائل احتمال عودته إلى ترؤس الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
إسرائيل لم تَقُلْ، من قَبْل، إنَّ حيازة سورية (التي يحكمها بشار الأسد) أسلحة كيميائية، أو بيولوجية، هي تَجَاوُزٌ لخطٍّ أحمر إسرائيلي؛ وكأنَّها أرادت أنْ تقول ضِمْناً إنَّ هذا "المكروه (نظرياً)" لن يكون أبداً، أو يَصْعُب كثيراً أنْ يكون، مَصْدَر تهديدٍ لأمنها؛ وهي مُذْ "تَعَسْكَر" الصراع في سورية لم تَبْدُ مُكْتَرِثة لاحتمال أنْ يعيد بشار خَلْط الأوراق من طريق ضَرْبه إسرائيل بأسلحة كيميائية، أو بيولوجية، وكأنَّها متأكِّدة تماماً أنَّ هذه "الشمشونية (الأسدية) المحتمَلَة" لن تشملها أبداً؛ فالعرب مهما جُنَّ جنونهم يظلُّون "عقلاء"، و"حكماء"، في كل ما من شأنه أنْ يُغْضِب إسرائيل عليهم.
ولقد أحسنت إسرائيل صُنْعاً بإبدائها عدم الاكتراث لاحتمال أنْ يَزُجَّ بشار بأسلحتة الكيميائية، أو البيولوجية، في صراعه (الداخلي) من أجل البقاء؛ فهي مُحِقَّة تماماً في عدم تعليلها النَّفس بوَهْم أنْ يأتي انتصار الثورة السورية بما يعود عليها بالنَّفْع والفائدة؛ وها هو الخذلان الدولي والإقليمي للثورة السورية يأتي بعاقبته الحتمية، وهي "العصامية"، التي فيها، وبها، يَصْلُب عود الثورة، وتشتد صعوبة تسيير رياحها بما تشتهي سُفُن قوى خارجية هي موضوعياً في موقع العداء لنيل الشعوب العربية حقوقها الديمقراطية؛ ويكفي أنْ تنمو "عصامية" الثورة السورية حتى تتطيَّر إسرائيل أكثر من احتمال انتصارها الذي هو آتٍ لا ريب فيه.
إسرائيل أوضحت لنا، وأكَّدت، غير مرَّة، أنَّ ما يستأثر باهتمامها ليس تَسَلُّح العرب في حدِّ ذاته، وإنَّما "اليد (بمعناها السياسي)" التي تَحْمل وتَسْتَعْمِل السِّلاح، وأنَّها، في كلِّ ما يخصُّ أمنها، تُسْرِع في مواجهة "المخاطِر" ولو كانت "مُحْتَمَلة"، ولم تَغْدُ بَعْد "فعلية واقعية"؛ وتتعامَل مع ما هو في حجم "الحبَّة" من "المخاطِر" كما تتعامَل مع ما هو في حجم "القُبَّة".
وهذا الخط الأحمر الأمني الإسرائيلي هو، في الوقت نفسه، خط أحمر سياسي، رسمته إسرائيل، وتَدْعو الولايات المتحدة، في المقام الأوَّل، إلى عدم تجاوزه، وإلى إلاَّ تسمح بتجاوزه؛ فمعطيات الصراع في سورية يجب ألاَّ تتغيَّر بما يُقويِّ احتمال أنْ تُصبح الترسانة الكيميائية والبيولوجية السورية عُرْضة للسقوط، كلِّيَّاً، أو جزئياً، في أيدٍ كتلك التي تحدَّث عنها شالوم.
إنَّ إسرائيل (المضطَّربة الآن سياسياً، في الداخل، لأسباب تكمن في نتائج انتخاباتها العامة الأخيرة)" تقول للولايات المتحدة، ولسائر القوى الغربية، إيَّاكم أنْ تقفوا مواقف (عملية) من نظام حكم بشار يمكن أنْ تتسبَّب بهذا "الخطر المزدوج": خطر أنْ يَضْعُف بما يُضْعِف قبضته على الترسانة الكيميائية والبيولوجية، وخطر أنْ تَجِد إسرائيل نفسها مضطَّرة إلى القيام بعمل عسكري وقائي.
هذا الخط الأحمر الإسرائيلي، وبمعناه الجلي هذا، إنَّما هو سِكِّين ثانية لذبح ثورة الشعب السوري؛ فالسِّكين الأولى كانت الخط الأحمر الذي رسمه الرئيس أوباما إذْ خاطَب، أو بدا يُخاطِب، الأسد قائلاً: افْعَل ما تشاء من أجل البقاء، ومن أجل القضاء على ثورة شعبكَ عليكَ؛ لكن إيَّاكَ أنْ تَسْتَعْمِل في صراعكَ هذا أسلحة كيميائية، أو بيولوجية؛ فإذا استعملتها، متجاوِزاً هذا الخط الأحمر، فقد نضطَّر، عندئذٍ، لِنُريكَ أيُّ صِنْف من الرِّجال أنا؛ فـ "التقتيل الكيميائي" هو أمْرٌ نستكرهه، ويستفز ضميرنا الإنساني والأخلاقي!
بقوله هذا أوضح لنا أوباما، وأكَّد، أنَّ الأهم من أنْ تقول شيئاً ما هو كيفية قولكَ له؛ فهو أراد أنْ يقول لبشار الأسد إنِّي أُعْطيكَ ضوءاً أخضر للمضي قُدُماً في هذا الصراع الذي تخوض من أجل البقاء؛ لكنَّه فضَّل أنْ يقول له هذا في طريقة مختلفة، أيْ بعبارة "استعمالكَ السلاح الكيميائي هو تجاوز لخطٍّ أحمر".
الولايات المتحدة قالت له (أيْ للأسد) لا تَسْتَعْمِل هذا السلاح داخلياً؛ أمَّا إسرائيل فقالت له احْرِصْ على إحكام قبضتكَ عليه.
وفي المقارَنة بين موقفي الولايات المتحدة وإسرائيل، نقول إنَّ "الفَرْق" بين الموقفين يكمن في كون الولايات المتحدة حذَّرت بشار من مغبَّة استعماله السلاح الكيميائي، أو البيولوجي، في حربه على شعبه، وإنَّ "التماثُل" بينهما يكمن في كون الطرفين تواضعا واتَّفَقا على أنَّ مالِك هذا السِّلاح لن يستعمله ضدَّ إسرائيل.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات الأردنية.. ثُلْثا مَنْ يحقُّ لهم الاقتراع -قاطعوا ...
- -ثُقْب أسود- في قَلْب مجرَّتنا.. من أين جاء؟!
- رواتب أردنية للوقاية من -التَّسَوُّل-!
- عندما تنادي موسكو بحلٍّ -يقرِّره الشعب السوري-!
- نِصْف الطعام في العالَم -تأكله- صناديق القمامة!
- صورتنا في -مرآة الزعتري-!
- بشَّار الثالث!
- حتى لا يعيث التعصُّب الطائفي فساداً في الربيع العراقي!
- تباشير فَجْرٍ عراقيٍّ جديد!
- نتنياهو إذْ جاء متأبِّطاً -الكونفدرالية-!
- إذا ما زار نتنياهو الأردن..!
- سيكولوجيا انتخابية أردنية!
- هل نسي الأسد أنَّ فَتْح دمشق بدأ بمعركة اليرموك؟!
- فكرة -نهاية العالَم- ما بين -الخرافة- و-العِلْم-!
- ما معنى -دين الدولة هو الإسلام-؟!
- في ديباجة مسودة الدستور المصري
- الشرع إذْ شَرَّع طريقاً إلى -الإنقاذ-!
- المادة الغائبة عن الدساتير العربية!
- -صندوق الاقتراع- يُشدِّد الحاجة لدينا إلى مارتن لوثر إسلامي!
- كلاَّ إنَّ الإنسان لم يُوْلَد حُرَّاً!


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - خط أحمر ثانٍ!