أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - سيكولوجيا انتخابية أردنية!














المزيد.....

سيكولوجيا انتخابية أردنية!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3955 - 2012 / 12 / 28 - 14:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نادراً ما تجتمع "الفضيلة" و"الرذيلة" اجتماعهما في المعارك الانتخابية في الأردن بين المرشَّحين النيابيين في غير دائرة؛ فالفَرْق الأخلاقي بين "المرشَّح" و"النائب"، في السباق، الذي بدأ، إلى المَقْعَد النيابي، المُقْعِد لصاحبه، وعلى ما يراه الناخب المتدلِّل على المرشَّح تدلُّل الزوجة على زوجها، هو من الاتِّساع والوضوح بمكان؛ وإنَّ أخلاق المرشَّح، بمعانيها كافة، وبمعانيها المتناقضة على وجه الخصوص، تَصْلُح أنْ يُضْرَب بها المثل؛ فالمصلحة الشخصية، هي، باختلافها وتناقضها، ما يُفسِّر هذا الفَرْق.

ورأيتُ بعينيِّ اجتماعاً آخر لا يقل أهمية هو اجتماع "المأساة" و"المهزلة"؛ فبعض الناخبين (الذين خلقهم القانون الانتخابي على مثاله) استبدَّ بهم الشعور بالضياع (الانتخابي) إذْ فشلت العشيرة في اجتماعها الانتخابي في الاتِّفاق على مرشَّح لها، يَلْتَزِم الناخبون من أبنائها التصويت له، فَلِمَنْ يصوِّتون؟!

حيرتهم (أو ضياعهم) لم تَدُمْ طويلاً، فها هو مرشَّح ينتمي إلى عشيرة أخرى (نجحت في توحيد كلمتها، ورصِّ صفوفها) يقرع بابهم، متذلِّلاً مُسْتَعْطياً، وكأنَّه ذاك الذي لا يعرف من الكلام إلاَّ عبارة "لله يا محسنين"!

ولقد خاطبهم بـ "لغة انتخابية" لا يمكن تمييزها من "لغة التَّسَوُّل"، فسألْتُه، بعدما شعر، وأشعرهم، وأشعرني، أنَّه فَرْد من العائلة، عن السبب الذي منعه من مخاطبتهم بلغة انتخابية سياسية، فما كان منه إلاَّ أنْ وجَّه "كلامه السياسي" إليَّ، مع أنَّني أحطته علماً بأنَّني لست ناخباً، وشرع يحدِّثني عن تجربته البرلمانية الطويلة، وعن معاناته السياسية في جلسات البرلمان، فهو، على ما حاول أن يُثْبِت لي، تكلَّم كثيراً، في جلسات البرلمان، بالسياسة، وبذل وسعه لتحقيق "شعاراته السياسية (التي لعدم صلاحيتها تَصْلُح لكل مجتمع، ولكل زمان)"؛ لكن "يداً واحدة لا تُصفِّق"، على ما أوضح لي، وكأنَّه يريد أن يقول "أرجو أن تجدوا في كلامي ما يَصْلُح تعليلاً واعتذاراً"!

هذا المرشَّح (النيابي) الزائر، تكلَّم كثيراً، ووعد كثيراً، وتذلَّل كثيراً، ونأى بنفسه وبناخبيه المحتملين عن السياسة التي لا يعنيه ولا يعنيهم أمرها؛ ولم ينسَ أن يذكِّرهم بـ "المثالب الشخصية" لبعض خصومه في المعركة الانتخابية.

وما أن غادر الزائر حتى اجتمع الناخبون في العائلة، وقرَّروا أن يوزِّعوا أصواتهم مناصفةً بينه وبين مرشَّح آخر، وعده الأب، من قبل، بأنْ يعطيه صوته.

أحدهم حدَّثني عن الأخلاق السيئة لهذا المرشَّح الزائر عندما كان نائباً، فتأكَّد لي أنَّ المرشَّح يكون، ويجب أن يكون، على خُلُقٍ عظيم، وأن ينحني انحناء فروع شجرة مُثْقَلة بالثمار، فتواضعه قد يرفعه إلى النيابة؛ فإذا فاز بالمقعد النيابي، أصبح كشجرة تتعالى فروعها لضآلة ما تحمله من ثمار، إذا ما حملت.

من هذه الطريق، وأمثالها وأشباهها، والتي لا تَصْلُح إلاَّ طريقاً إلى مجالس بلدية لم تُسْبَغ عليها بعد نعمة الحياة الديمقراطية، يأتي "ممثِّلو الشعب"، فرادى، إلى "البرلمان".

إنَّه نائب لا يمثِّل إلاَّ الجمهور الذي انتخبه بعيداً عن الحياة الحزبية السياسية، وفي عالَم "ما وراء السياسة"؛ وإذا كان كل نائب لا يملك، لأسباب لا تخصُّه هو، ولا تخصُّ الناخب، صفة "ممثِّل الشعب"، فهل نحصل من مجموع النواب على برلمان يملك هذه الصفة؟!

إنَّما "النيابة" أخلاق..؛ ويراد لها، على ما يبدو، وفي نهاية "مسيرة الإصلاح"، أن تكون أخلاقاً فحسب؛ وكفاها الله شرَّ السياسة؛ فالقانون الانتخابي الذي بموجبه يُنْتَخَب المجلس النيابي المقبل، سيؤسِّس، هذه المرَّة، وبحسب وعود صُنَّاعه، لانتخابات نيابية "أخلاقية"، قد يظهر فيها، ويتأكَّد، أنَّ طرفيها (المرشَّح والناخب) صَلُحا أخلاقياً، فنحظى، من ثمَّ، ببرلمان على خُلِق عظيم، تزهد فيه "النيابة" عن "السياسة"، ويعلو فيها منسوب ما يشبه "الكهانة"، وكأنَّ "الإصلاح الأخلاقي" الذي لا يخالطه "إصلاح سياسي (حقيقي)" هو الغاية التي ننشد!

ولقد صدَّقنا أكذوبة "إنَّما الأمم الأخلاق ما بقيت فإنْ هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا"، فاستبدَّت بعقولنا فكرة أنَّ إصلاح حياتنا البرلمانية يبدأ بالإصلاح الأخلاقي للنائب، ضاربين صفحاً عن حقيقة أنَّ البرلمان المُصْلَح سياسياً هو البرلمان الصالح، أو الذي يمكن أن يكون صالحاً، أخلاقياً.

ربَّما نرى نوَّاباً في البرلمان المقبل يمثِّلون "الفضيلة"، فازوا بمقاعدهم البرلمانية من غير طريق "الرذيلة"، نبذوا ثلاثية "الراشي والمرتشي والرائش"، لم يسعوا في شراء الأصوات والذمم، ولا في تأليف قلوب الناخبين الفقراء بالمال السياسي وأشباهه من الرذائل، ارتضوا النيابة تكليفاً لا تشريفاً، ونزَّهوها عن "الراتب" و"الوظيفة"، وفهموها على أنَّها جزء من الحياة الدنيا "وما الحياة الدنيا إلاَّ متاع الغرور"، فابتغوا مرضاة الشعب، ولم يبتغوا "حلية أو متاع زبَد مثله".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نسي الأسد أنَّ فَتْح دمشق بدأ بمعركة اليرموك؟!
- فكرة -نهاية العالَم- ما بين -الخرافة- و-العِلْم-!
- ما معنى -دين الدولة هو الإسلام-؟!
- في ديباجة مسودة الدستور المصري
- الشرع إذْ شَرَّع طريقاً إلى -الإنقاذ-!
- المادة الغائبة عن الدساتير العربية!
- -صندوق الاقتراع- يُشدِّد الحاجة لدينا إلى مارتن لوثر إسلامي!
- كلاَّ إنَّ الإنسان لم يُوْلَد حُرَّاً!
- -أزمة دستور- أم -أزمة ثورة-؟
- توقُّعات ونتائج!
- فضيحة البرادعي!
- حِرْصَاً على ثورة 25 يناير..!
- كيف تؤثِّر -الكتلة- في -الفضاء-؟
- -مجتمع الحقوق- أوَّلاً!
- -لا- ل -الإسلام السياسي-.. -نَعَم- للدستور الجديد!
- -صاروخ فَجْر- الذي أُطْلِق من نيويورك!
- كَمْ هو -غالٍ- هذا -المجَّاني- في -العرض الإيراني-!
- هل نحن أهْلٌ للديمقراطية؟
- حتى لا تَفْقِد الثورة المصرية بوصلتها!
- اقتراحٌ لحلِّ الأزمة بين قوى الثورة المصرية!


المزيد.....




- عملية -مطرقة منتصف الليل-.. كيف اتخذ ترامب -القرار التاريخي- ...
- تحليل لـCNN: هجوم ترامب على إيران يعد انتصارا لنتنياهو لكن ا ...
- واشنطن تصدر -تحذيرا عالميا- على خلفية الصراع بالشرق الأوسط و ...
- أولمرت: الضربة الأميركية لإيران منحت نتنياهو فرصة لن يفلح با ...
- مصادر: إسرائيل تقبل إنهاء الحرب إذا أوقف خامنئي إطلاق النار ...
- علماء يكتشفون فئة دم فريدة من نوعها في العالم
- كم عدد الطائرات التي شاركت في قصف منشآت إيران النووية؟
- غروسي يعلّق على وضع مواقع إيران النووية بعد القصف الأميركي
- إسرائيل تنفذ ضربات على أهداف في إيران
- -أكسيوس-: ترامب لا يريد مواصلة ضرب إيران إلا في هذه الحالة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - سيكولوجيا انتخابية أردنية!