أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -صاروخ فَجْر- الذي أُطْلِق من نيويورك!














المزيد.....

-صاروخ فَجْر- الذي أُطْلِق من نيويورك!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3928 - 2012 / 12 / 1 - 13:10
المحور: القضية الفلسطينية
    



أهي "فلسطين (الجديدة، الصغرى جغرافياً، "السياسية لا التاريخية")" التي أصبحت "دولة" أم هي "دولة فلسطين" التي أصبحت "عضواً مراقباً" في الأمم المتحدة؟
درءاً للالتباس والاختلاط وسوء، أو عُسْر، الفهم، لا بدَّ، أوَّلاً، من التوضيح من طريق إجابة هذا السؤال؛ ففلسطين تلك أُعْلِنَت، "دولة"، من قَبْل، في الجزائر، واعترفت بـ "دولة فلسطين (المُعْلَنَة)" غالبية دول العالَم؛ لكنَّ هذه "الدولة"، وحتى التاسع والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) المنصرم، لم تكن عضواً في الأمم المتحدة؛ والآن أصبحت عضواً فيها، وإنْ في درجة، أو مستوى، أو نوع، أو هيئة، "المراقِب"، والذي، على ما أعْلَم، لا يختلف عن "العضو العادي" إلاَّ في كونه لا يتمتَّع بـ "حقِّ التصويت".
وحتى لا يُظَن أنَّ "دولة فلسطين" هي الآن "عضو مراقِب"؛ لأنَّها لا تبسط سيادتها على إقليمها، أو لأنَّ أراضيها "غير مُحرَّرة"، تحتلها دولة أخرى، نُذكِّر بأنَّ دولاً مستقلة، ذات سيادة، كانت في مرتبة "العضو المراقِب"، ثمَّ أصبحت في مرتبة "العضو العادي"، وبأنَّ هذا التحوُّل يحتاج إلى موافقة مجلس الأمن الدولي؛ و"دولة فلسطين" لا تستطيع الآن أنْ تصبح "عضواً عادياً"؛ لأنَّ الولايات المتحدة (وبريطانيا) التي تتمتَّع بحقِّ النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ستُحْبِط هذا المسعى الفلسطيني.
وإنَّه لتحوُّل (وإنجاز) تاريخي هذا الذي حَدَثَ في نيويورك، في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، في التاسع والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) المنصرم، إذ صوَّتت 138 دولة (9 دول رفضت، 41 دولة امتنعت عن التصويت) لمصلحة الاعتراف بـ "دولة فلسطين"، وقبولها، عضواً مراقِباً في الأمم المتحدة؛ والآن، أيْ بَعْد هذا التصويت، اختلف كل شيء، وحان لنا جميعاً (و"لنا" تشمل إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا أيضاً) أنْ نَنْظُر إلى "كلِّ ما اختلف" بعيون مختلفة.
ليس من طريق "التفاوض (السياسي)"، أو "مفاوضات السلام (أكانت مباشرة أم غير مباشرة)"، مع إسرائيل، وإنَّما من طريق هذا الذي حَدَث في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، حَصَلَ الفلسطينيون لـ "دولتهم"، التي أعلنوا قيامها من قبل، على صفة "العضو المراقِب" في الأمم المتحدة؛ ولن نَقِف على أهمية هذا "الإنجاز" إلاَّ إذا عَرَفْنا أنَّ إسرائيل والولايات المتحدة سعتا، في استمرار، ومنذ زمن طويل، إلى "إقناع" المفاوِض الفلسطيني بأنَّ "الدولة الفلسطينية لن ترى النور على أرض الواقع إلاَّ من طريق المفاوضات المباشِرة، التي تنتهي بحلٍّ نهائي متَّفَق عليه"، وبأنْ "لا شرعية لأيِّ دولة فلسطينية، يُعْلِنها، أو يقيمها، الفلسطينيون من طرف واحد، إذا لم تعترف بها إسرائيل والولايات المتحدة، ولو اعترف بها العالم كله، وقُبِلَت عضواً مراقِباً في الأمم المتحدة"؛ فإسرائيل والولايات المتحدة تريدان للمفاوضات أنْ تكون طريقاً إلى إكراه الفلسطينيين على شراء "الدولة" بثَمَنٍ غالٍ جدَّاً (يُدْفَع لإسرائيل في المقام الأوَّل، ويشمل اعتراف الفلسطينيين بها على أنَّها دولة يهودية). وهذا الثَّمَن يشمل، أيضاً، تخلِّي الفلسطينيين عن الجوهري من حقوقهم القومية (التي تحظى بالشرعية الدولية) فلا تأتي "الدولة" إلاَّ تجسيداً لـ "نفي (لا لتأكيد)" الحقوق القومية الجوهرية للشعب الفلسطيني، وفي مقدَّمها "حق العودة"، وحقُّهم في أنْ تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم، وحقُّهم في أنْ يشمل إقليم دولتهم كل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967.
قبول "دولة فلسطين" عضواً مراقِباً في الأمم المتحدة لا يعني انتفاء الحاجة إلى مفاوضات السلام مع إسرائيل؛ لكنَّ هذه المفاوضات لن تكون من الآن وصاعداً إلاَّ بين دولتين؛ أمَّا هدفها النهائي فهو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لإقليم (أو أراضي) الدولة الفلسطينية، وعَقْد معاهدة سلام بين الدولتين من ثمَّ.
ولقد قُبِلَت "دولة فلسطين" عضواً مراقباً بما يعني، ويؤكِّد، أنَّ الأمم المتحدة (وبجمعيتها العمومية) تعترف بأنَّ "الأراضي الفلسطينية" التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 هي إقليم "دولة فلسطين"، وليست (كلِّياً، ولا جزئياً) بأرضٍ مُتنازَع عليها، أيْ ليست بأرضٍ يحقُّ لإسرائيل (من وجهة نظر القانون الدولي، والشرعية الدولية) ادعاء مِلْكِيَّة أي جزء منها؛ وعلى هذا الأساس فحسب تستطيع "الدولتان"، ويحق لهما، "تبادل أراضٍ (تبادُلاً متساوياً، بكل معايير المساواة)"، بما يسمح بـ "تعديل طفيف" للحدود بينهما، توصُّلاً إلى ترسيم دائم ونهائي للحدود.
وينبغي للأمم المتحدة أنْ تَبْذُل، من الآن وصاعداً، كل ما تستطيع من جهد من أجل تمكين "دولة فلسطين" من بسط سيادتها على كل إقليمها، وأنْ تتعامَل مع كل وجود إسرائيلي عسكري واستيطاني في إقليم "دولة فلسطين"، ومع كل ما اتَّخذته، وتتَّخِذه، إسرائيل من أجراءات للضمِّ والتهويد، ولتغيير الواقع بما يضر بمصالح السكَّان الشرعيين لهذا الإقليم، ويتعارض مع حقوقهم المعترف بشرعيتها دولياً، بصفة كونه اعتداءً من دولة عضو في الأمم المتحدة، هي إسرائيل، على "دولة فلسطين" التي أصبحت عضواً (مراقِباً) في المنظمة الدولية.
ضِمْناً، يعني هذا القبول لـ "دولة فلسطين" عضواً مراقِباً أنَّ الجمعية العمومية للأمم المتحدة قد قرَّرت "تقسيماً جغرافياً ثانياً" لـ "فلسطين التاريخية"؛ فـ "خَطُّ الرابع من حزيران 1967" هو الأساس الآن في ترسيم الحدود الدائمة والنهائية بين الدولتين؛ كما يعني أنَّ "دولة فلسطين" هي للشعب الفلسطيني بأسره، وله فحسب؛ أمَّا إسرائيل فهي دولة لا يحقُّ لها أنْ تنادي بالاعتراف بها على أنَّها دولة يهودية، أيْ لليهود فحسب.
وبهذا القبول، أُطْلِق "صاروخ فَجْر" من نيويورك، وقالت الأمم المتحدة لشعب "دولة فلسطين" إنَّ لكم الحق الآن في أنْ تسعوا بكل الوسائل والسُّبُل (التي تحظى بالشرعية الدولية) من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لإقليم دولتكم؛ فهل وصلت "الرسالة" إلى الفلسطينيين؟!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كَمْ هو -غالٍ- هذا -المجَّاني- في -العرض الإيراني-!
- هل نحن أهْلٌ للديمقراطية؟
- حتى لا تَفْقِد الثورة المصرية بوصلتها!
- اقتراحٌ لحلِّ الأزمة بين قوى الثورة المصرية!
- حذار من الوقوع في هذا الشَّرك!
- من -مخيَّم اليرموك- إلى -قطاع غزة-!
- معنى -النَّصر- و-الهزيمة- في -عمود السحاب-!
- هذا ما ينبغي للعرب فعله الآن!
- غزَّة بمعانيها الجديدة!
- 29 تشرين الثاني 2012!
- ذَهَبَ الذَّهبي وبقيت -الدَّجاجة التي تبيض ذهباً-!
- اغتيال عرفات لم يَنْتَهِ بَعْد!
- المرأة في ثقافتنا الشعبية!
- أوباما الثاني والأخير!
- حلُّ مشكلة -حق العودة- بعدم حلها!
- هكذا أَفْهَم تصريحات عباس!
- بلفور بأُصوله وفروعه!
- المكيافلية والصراع في سورية!
- إسرائيل تَضْرِب في السودان ردَّاً على -طائرة إيران-!
- الدولار الأردني!


المزيد.....




- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -صاروخ فَجْر- الذي أُطْلِق من نيويورك!