أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - حِرْصَاً على ثورة 25 يناير..!














المزيد.....

حِرْصَاً على ثورة 25 يناير..!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3935 - 2012 / 12 / 8 - 18:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إنَّها تجربة ثمينة ثورياً، وفي منتهى الأهمية، لجهة ما تنطوي عليه من معانٍ، وما يمكن (ويجب) أنْ تتمخَّض عنه من دروس وعِبَر، تلك التي تعيشها، وتخوضها، وتعاني من آلامها وشرورها، مصر الجديدة، التي لم تَسْتَقِرَّ بَعْد على الحال التي من أجل أنْ تكون عليها كانت ثورة الخامس والعشرين من يناير العظمى، أَوَعَتْ قوى الثورة المصرية هذا الأمر أمْ لم تَعِه؛ وربَّما أحتاج الآن إلى أنْ أُذَكِّر بأهمية وضرورة تَمَثُّل معاني نظرية "الثورة الدائمة (المستمرة)" لليون تروتسكي؛ فالمجتمع الذي عَرَفَ ثورة بأهمية ووزن وعِظَم ثورة الخامس والعشرين من يناير لن يستقر ويتوازن إلاَّ بعد (ومن طريق) استنفاد أغراض وغايات ودوافع ثورته، التي تتربَّص بها، الآن، وعلى ما نرى بعيون يقظة لا تغشاها أوهام، قوى الثورة المضادة الدوائر.
مصر الآن تُفاضِل (وإنَّها لمفاضَلَة مشحونة بصراعٍ ضارٍ) بين "ديمقراطية" و"ديمقراطية"؛ بين ديمقراطية يُقاس منسوبها بأداة قياس واحدة هي "الإرادة الحُرَّة للغالبية الشعبية (الانتخابية) المُعَبَّر عنها بواسطة صندوق الاقتراع (الشَّفَّاف، والذي لا أثَرَ فيه، بمدخله ومخرجه، للتزوير، بالمعنى الضَّيِّق للتزوير)"، وبين ديمقراطية يُقاس منسوبها بما اشتمل عليه الدستور الجديد لمصر الجديدة من قِيَم ومبادئ الحياة الديمقراطية، والدولة الديمقراطية المدنية، بما استقرَّ عليه شكلها ومحتواها، عالمياً".
نَعَمْ، وألف نَعَم، لحقِّ أيِّ حزب سياسي إسلامي (ولحزب "الحرِّيَّة والعدالة" المصري) في الوصول إلى السلطة من طريق صندوق الاقتراع، أيْ من طريق "الإرادة الحُرَّة" للغالبية الشعبية (الانتخابية) بما هي عليه الآن من "محتوى"، رَاقَ لمناوئي وخصوم "الإسلام السياسي" أمْ لَمْ يَرُقْ.
ولا، وألف لا، لمَسْخ تلك القِيَم والمبادئ العالمية (أيْ قِيَم ومبادئ الحياة الديمقراطية، والدولة الديمقراطية المدنية) من طريق "أسْلَمَتها"؛ فشتَّان ما بين "أسْلَمَة الحُكْم"، أيْ وصول "الإسلاميين" إليه من طريق صندوق الاقتراع، و"أسْلَمَة الدستور نفسه"؛ وينبغي لنا، في هذا الصَّدد، أنْ نتذكَّر "تركيا أردوغان"؛ فَهْنا يَحْكُم "الإسلاميون"؛ لكن بما لا يتعارَض مع دستورٍ يشتمل على القِيَم والمبادئ العالمية للديمقراطية والدولة المدنية.
إنَّني أعْرف جيِّداً ماهية وخواص القوى التي فجَّرث ثورة الخامس والعشرين من يناير العظمى؛ وأعرف أنَّ هذه القوى (الشبابية المتعلِّمة المثقَّفة والتي هي النوارِس في شعب مصر) كانت، في فكرها، وتفكيرها، في قِيَمها ومُثُلها، في دوافعها وغاياتها، وفي تكوينها العام، حَرْباً على عهد مبارك (الدكتاتوري الاستبدادي) وعلى "الإسلام السياسي"، الذي ما زال عندنا دُون درجة التطوُّر الديمقراطي (المدني) التي بلغها "حزب أردوغان" في تركيا، والذي قال، غير مرَّة، إنَّه متصالح مع قِيَم ومبادئ الدولة العلمانية المدنية الديمقراطية.
لكنَّ الذي يحزُّ في نفسي أنْ أرى هذه القوى عُرْضَة لشَرِّ الاستقطاب؛ فبعْضها تَسْتَقْطبه قوى الثورة المضادة التي ينتمي جُلها إلى عهد الدكتاتور المخلوع مبارك، وبعضْها تَسْتَقْطبه قوى "الإسلام السياسي"، والتي يقودها حزب "الحُرِّيَّة والعدالة" الذي كان، وما زال، جزءاً من معسكر قوى الثورة، وحَرْباً (عنيفة على وجه العموم) على عهد مبارك وقوى الثورة المضادة؛ وإنَّ على قوى ثورة الخامس والعشرين من يناير أنْ تَحْذَر، على وجه الخصوص، البرادعي وموسى، وجماعة أحمد شفيق، بقواها وأدواتها المختلفة، الظاهرة والمستترة، وتلك الفضائية العربية التي تَنْفُخ في نار الثورة المضادة متسربلةً بعدائها، وعداء من يملك أمرها، لجماعة "الإخوان المسلمين"؛ وأنْ تَحْذَر، أيضاً، ممثِّلي العهد البائد، الظاهرين والمستترين، في "المحكمة الدستورية العليا"، وجهاز القضاء، وجهاز الإعلام، والجهاز الأمني، والمؤسَّسة العسكرية.
ينبغي لقوى ثورة الخامس والعشرين من يناير (وللشباب الثوري الذي فجَّرها) أنْ تمضي قُدُماً في ممارَسة الضغط الشعبي السَّلْمي (انطلاقاً من ميدان التحرير، وفي أماكن أخرى) على الرئيس الثوري، الإسلامي، المدني، المُنْتَخَب، الشَّرعي، محمد مرسي، توصُّلاً إلى التأسيس لحياة دستورية، تُؤسِّس لدولة مدنية ديمقراطية، تزدهر فيها، وبها، القِيَم والمبادئ الديمقراطية، بمحتواها وشكلها العالميين؛ لكن من غير أنْ تَخْلِط رايتها برايات العهد البائد وقوى الثورة المضادة، التي، بتسربلها بالديمقراطية والمدنية، تُمثِّل "النَّقْد المُزوَّر"، الذي تكمن أهميته في كونه يقيم الدليل على وجود، ووجوب وجود، "النَّقْد الحقيقي".
لا لكل صِلَة بالعهد البائد وبقوى الثورة المضادة، ونَعَم للضغط الشعبي الثوري المنظَّم والسِّلمي، الذي يستهدف النأي بالحياة الدستورية عن خطر "الأسْلَمة"؛ لكن مع عَدَم إنكار حق أحزاب وقوى "الإسلام السياسي" في الوصول إلى الحُكْم من طريق صندوق الاقتراع؛ وهذا إنَّما يعني أنْ يتمخَّض هذا الضغط عن مزيدٍ من التشابه بين "حزب مرسي" و"حزب أردوغان"، وعن حياة دستورية مصرية تُماثِل، من حيث الجوهر والأساس، الحياة الدستورية التركية؛ وإنِّي لأرى ديمومةً ونجاحاً للثورة المصرية في التأسيس لعلاقة قوامها "الوحدة والصراع" بين الرئيس مرسي والقوى الشبابية الثورية التي فجَّرت ثورة الخامس والعشرين من يناير العظمى.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تؤثِّر -الكتلة- في -الفضاء-؟
- -مجتمع الحقوق- أوَّلاً!
- -لا- ل -الإسلام السياسي-.. -نَعَم- للدستور الجديد!
- -صاروخ فَجْر- الذي أُطْلِق من نيويورك!
- كَمْ هو -غالٍ- هذا -المجَّاني- في -العرض الإيراني-!
- هل نحن أهْلٌ للديمقراطية؟
- حتى لا تَفْقِد الثورة المصرية بوصلتها!
- اقتراحٌ لحلِّ الأزمة بين قوى الثورة المصرية!
- حذار من الوقوع في هذا الشَّرك!
- من -مخيَّم اليرموك- إلى -قطاع غزة-!
- معنى -النَّصر- و-الهزيمة- في -عمود السحاب-!
- هذا ما ينبغي للعرب فعله الآن!
- غزَّة بمعانيها الجديدة!
- 29 تشرين الثاني 2012!
- ذَهَبَ الذَّهبي وبقيت -الدَّجاجة التي تبيض ذهباً-!
- اغتيال عرفات لم يَنْتَهِ بَعْد!
- المرأة في ثقافتنا الشعبية!
- أوباما الثاني والأخير!
- حلُّ مشكلة -حق العودة- بعدم حلها!
- هكذا أَفْهَم تصريحات عباس!


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل محاضرة في الجامعة العبرية بتهمة الت ...
- عبد الملك الحوثي: الرد الإيراني استهدف واحدة من أهم القواعد ...
- استطلاع: تدني شعبية ريشي سوناك إلى مستويات قياسية
- الدفاع الأوكرانية: نركز اهتمامنا على المساواة بين الجنسين في ...
- غوتيريش يدعو إلى إنهاء -دوامة الانتقام- بين إيران وإسرائيل و ...
- تونس.. رجل يفقأ عيني زوجته الحامل ويضع حدا لحياته في بئر
- -سبب غير متوقع- لتساقط الشعر قد تلاحظه في الربيع
- الأمير ويليام يستأنف واجباته الملكية لأول مرة منذ تشخيص مرض ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف وحدة المراقبة الجوية الإسرا ...
- تونس.. تأجيل النظر في -قضية التآمر على أمن الدولة-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - حِرْصَاً على ثورة 25 يناير..!