أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم الجندي - تكفير التكفير














المزيد.....

تكفير التكفير


ابراهيم الجندي
صحفي ، باحث في القرآن

(Ibrahim Elgendy)


الحوار المتمدن-العدد: 3982 - 2013 / 1 / 24 - 15:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المشايخ ابو اسحاق الحويني وفوزى السعيد ووجدى غنيم وغيرهم ، كفّروا العلمانيين فى تصريحات علنية بالصوت والصورة وقالوا لا يوجد مسلم علماني ، مشايخ جماعة الجهاد كفّروا الرئيس الاخواني محمد مرسي ، اتباع مرسي من جماعة الاخوان كفّروا معارضيه !!

مشايخ الازهر كفّروا طه حسين ، و علي عبد الرازق وهو ازهري وطالبوه بارجاع شهادة الليسانس فأرسلها لهم و كتب عليها .. الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني ، كفّروا محمد رشيد رضا ، الشيخ عليش كفّر الشيخ جمال الدين الأفغاني واتهمه بالإلحاد بسبب أفكاره العلمية ، كفّروا قاسم أمين بسبب دعوته المؤيدة للمرأة ، كفّروا الشيخ محمد عبده واتهموه بالزندقة لأنه أفتى بأن لبس البرنيطة حلال ، أحمد أمين .. زعماء الإصلاح ص111

الشيخ محمد عبده ندم على السنوات التي درسها في الأزهر، وانتقد اسلوب التعليم فيه ، قال له أحدهم .. ألم تتعلم في الأزهر وقد بلغت ما بلغت من طرق العلم وصرت فيه العلم الفرد ، فاجاب الامام .. ان كان لي حظ من العلم الصحيح الذي تذكر فانني لم أحصله الا بعد ان مكثت عشر سنوات أكنس من دماغي مما علق فيه من وساخة الأزهر، وهو الى الآن لم يبلغ ما أريده له من النظافة ، محمد عمارة ..الأمام محمد عبده ص 55 ، 56

التكفير سلاح قديم استخدمه رجال الدين لاخراج من اختلف معهم من الملة ، نميرى أعدم محمود محمد طه بذات السلاح ، سألته فى حوار لى معه ( منشور بمجلة نصف الدنيا ) وهو لاجىء سياسي بالقاهرة.. هل انت راض عن اعدامه .. اجابني باكيا .. لا ، لكن لم اكن املك انقاذه ، وطلب منى عدم نشر اجابته الا بعد وفاته !!

نحن الان في القرن الواحد والعشرين تصدر يوميا فتاوى التكفير من شيوخ الازهر لهذا المفكر أو ذاك المخرج بسبب مقال أو عمل فنى مبدع استخدم فيه عقله ، يعود التكفير الى اسباب جوهرية

أولها : تراجع الدول اقتصاديا وسياسيا و حضاريا ، مما يسمح لرجال الدين بالتدخل فيما ليس لهم فيه لملء الفراغ ، وبالتالى خلط الدين بالسياسية ، وهو ما حدث فى مصر مع تولى مبارك ومن بعده مرسي السلطة ، الدليل هو انتعاش حركة الترجمة والادب والشعر والفن والرقص فى عصر الدولة العباسية ( قديما ) ، وحصول المرأة على ثلث مقاعد مجلس الشورى فى السعودية ( حديثا ) وابتعاث الاف الطلاب سنويا الى الولايات المتحدة واوربا للحصول على درجة الدكتوراه فى العلوم التطبيقية كالطب والعلوم والهندسة بكل فروعها ، السبب هو قوة الدولة فى الحالتين

ثانيها : انتهاج وزارة التعليم عموما والازهر خصوصا سياسة الحفظ والتلقين بدلا من الفهم والتحليل ، فالازهر (وانا أحد خريجيه ) يجبر طلابه على حفظ القرآن بهدف ( الحفظ ) ، لم ينتهج بعد اسلوب الفهم والشرح للاجابة عما يدور من اسئلة فى وجدان الطلاب بخصوص الغيب ، أفهم ان حفظ القرآن ايام نزوله كان ضرورة بسبب تركيز المشركين على قتل الحفظة لمحو الدين الجديد ، أما الان وبعد انتشار وسائل الحفظ كالكتب و شرائط الكاسيت والسي دي ، و تكريم رؤساء الجمهورية المتعاقبين للحفظة ، فاننا نكسب شريط كاسيت اضافي مع كل حافظ جديد للقرآن ، ما يحفظ ينسى ، عكس ما يفهم من خلال الجدل والنقاش فانه يفتح افاقا رحبة امام العقل ، ويخلق اجيالا تعتمد فى طريقة تفكيرها على الخلق والابداع وليس الحفظ والاستظهار

ثالثها : أن اكثر من نصف شعوب العالم العربي يعاني الجهل والفقر والمرض ، بالاضافة الى الاجيال التى تخرجت من مدارس وجامعات الحفظ والتلقين ، مما يسهل مهمة رجال الدين باستغلال عواطفهم وتطويع عقولهم بسهولة من خلال شيخ كالشعرواي ، الذى ما زال نجما فى عيون العامة رغم ضحالة ما قدمه .

رابعا : أن رجال الدين ينتهجون اسلوب التكفير فيما بينهم ، ويعلنون عنه بتباهي فى وسائل الاعلام ، الخلاف بين السنة والشيعة خير مثال ، فما بين السنى والشيعى ( رغم انتماء كلاهما لنفس الاله والنبي والكتاب ) اعمق مما هو بين المسلم والمسيحي من خلاف !!

الصحيح والخطأ مسالة نسبية لا يملك ناصيتها أحد فى هذا الكون ، واذا اردنا للميزان ان يعتدل فعلينا بالتعليم والاعلام والقانون ، وذلك بتغيير مناهج التعليم ، والخطاب الاعلامي ، ونصوص القانون الخاصة بتكفير الاخر ، فقد اقترب العالم من انجاز خريطة الجينوم البشري ، وتوقف الاعلام فى الدنيا كلها عن مناقشة معتقدات و ضمائر وقلوب الناس ، و نصت قوانين الدول المتحضرة على تجريم التكفير بقوانين واضحة .

في الوقت الذي اخترع فيه العالم المتقدم سيارة تتحرك بالماء والكهرباء ، وأدوية لأمراض فتاكة ، ننتج نحن فتاوي تكفير الآخر، و العلاج ببول البعير ، ونحرم جلوس المرأة على الكرسي كونه زنا ، وتعليم الإنجليزية ، و دخول المراة على شبكة الإنترنت بدون محرم خشية الفتنة !!

اذا لم نعترف بتخلفنا وجهلنا و نلحق بركب الحضارة الحديثة التى تعتمد العلمانية منهجا بالفصل بين الدين والسياسة ، واحترام الانسان وعدم تكفيره ، فاننا خارج التاريخ لا محالة .



#ابراهيم_الجندي (هاشتاغ)       Ibrahim_Elgendy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الميدان .. حتى رحيل الاخوان
- الاسلام السياسي .. فيروس يحتاج الى تطعيم !!
- الاخوان المنشقين !!
- هل نوجد شريعة اسلامية؟
- الله يحكم مصر !!
- الشريعة أم الحدود؟
- حرية الالحاد
- فيلم نبي الاسلام!!
- اخوان الشيطان !!
- كيف نواجه حكم الاخوان ؟
- تكلفة التدين
- الصحف القومية .. و خراب مصر
- اليهود والاخوان !!
- الشيخ على ونيس .. أين الخطيئة؟
- على هامش الانتخابات الرئاسية 
- الاسلاميون والعسكر!!
- مصر .. بين العسكر والاخوان
- اقالة النائب العام .. أول قرارات الرئيس الجديد!!
- أنف البلكيمي!!
- الكلب .. بين المسيحية والاسلام!!


المزيد.....




- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب
- الجيش الإسرائيلي كان يريد قتل خامنئي خلال الحرب لكن المرشد ا ...
- قائد الثورة: الكيان الصهيوني انهار وسحق تقريباً تحت ضربات ال ...
- السيد الحوثي: نبارك لأمتنا الإسلامية بانتصار إيران العظيم عل ...
- الجهاد الاسلامي تنعى القائد الإيراني محمد سعيد إيزادي
- ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات وتا ...
- شاهد.. المرشد الأعلى في إيران يعلن النصر على إسرائيل
- إسرائيل ترفض فتح المسجد الإبراهيمي كاملا للمسلمين برأس السنة ...
- فنزويلا: المعارضة خططت لهجوم على معبد يهودي في كراكاس لاتهام ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم الجندي - تكفير التكفير