اليهود والاخوان !!

ابراهيم الجندي
صحفي ، باحث في القرآن
(Ibrahim Elgendy)

الحوار المتمدن-العدد: 3760 - 2012 / 6 / 16 - 08:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اكتوى المجلس العسكري بنار الاخوان المسلمين ، فقد تحالفا معا ضد الثوار ، وترك الاخوان شباب الثوار ليسحقهم العسكر بعد ان دانت لهم واحتلوا البرلمان ، الا ان اطماعهم لم تقف عند حد ، فقد شاغب الاخوان مع العسكر مشاغبات من النوع الثقيل ، بدأت بمحاولاتهم السيطرة على الرئاسة ، مرورا بالبدء فى اعداد تشريع جديد للمحكمة الدستورية العليا ، والتهديد بسحب الثقة من حكومة الجنزوري، انتهاء بوعد الاخوان علنا بدمج استثمارات الجيش فى ميزانية الدولة !!
هنا وقع الطلاق البائن بين الطرفين ، تم حل المجلس وتسريح الاخوان باحسان ، و الحكم بعدم دستورية قانون العزل وبالتالى استكمال شفيق لجولة الاعادة مع مرسي
اضف الى ذلك ما فعله ابو اسماعيل والبلكيمي وونيس باعتبارهم واجهة للاسلام السياسي وما يمكن ان يفعله حالة فوزه بالسلطة!!
عدنا اذن الى المربع صفر ، لكن من المفيد القاء نظرة سريعة على الاداء البرلماني لتيار الاسلام السياسي فى مجلس الشعب المنحل ؟
ما هى النتائج التى حققوها؟ الاجابة صفر
فمنهم من رفع الاذان أثناء انعقاد الجلسة ، ومنهم من طالب بالغاء تدريس الانجليزية فى المدارس ، ومنهم من طالب بالنزول بسن زواج الفتيات الى اربعة عشر عاما !!
تلك هى المحصلة النهائية ، مع وجود سعد الكتاتنى الفاشل بامتياز فى ادارة الجلسات ، والذي يتمتع بضيق صدر وأفق لا مثيل له فى التعامل مع قضايا الوطن ، بل والتعامل مع النواب انفسهم
ساعات ويبدأ التصويت على اختيار الرئيس الجديد، لا شك عندى ان الانتخابات ستكون نزيهة , و مع ذلك سيخسر الاخوان ، بعد ان ذاق الشعب على طرف لسانه بعضا من مرارتهم وكذبهم ونقضهم للعهود ، فاليهود اكثر احتراما لعهودهم من الاخوان ، اتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية نموذجا حيا !!
شفيق هو الرئيس القادم بكل تأكيد ، واعتقد بما لا يدع مجالا للشك ان الجيش سيعود شكلا الى ثكناته ، مطمئنا الى وجود مندوبه على قمة السلطة
للاسف ان الشعب المصرى وثواره وشهداؤه دفعوا ثمن زواج وطلاق العسكر والاخوان ، وسوف يدفعوا المزيد ، والعسكر جاهزون بعصا غليظة جدا لمواجهة ألاعيب الاخوان بعد نجاح شفيق فى الانتخابات ، وبدأوا تسريب تهديدات بأن سيناريو العباسية جاهز للتكرار ، والاخوان يفهمون جيدا معنى موقعة العباسية
ما لا يفهمه البعض ان افعال الاخوان هي نفسها سبب نجاح شفيق واعادة النظام القديم الى السلطة!!
من الصعب ان لم يكن من المستحيل قيام ثورة اخرى بذات القوة والزخم والطهارة ، فقيادات القوى الثورية تلوثت اما بالمال أو الزعامة أو الشهرة والنجومية
لقد تنفس المصريون الصعداء مع حل البرلمان وزوال ذوى الوجوه الغابرة من حياتنا ، وقد سمعت بعضهم ينفخ ويقول .. غمة وانزاحت ، هم فعلا غمة بل كارثة وجثمت على صدر الوطن
كنت اتمنى ان يفوزوا بالرئاسة والحكومة والبرلمان لمدة اربع سنوات حتى يكتوى المصريون بنارهم ، وبعدها يركلوهم بالاحذية الى الابد ويلقونهم فى مزبلة التاريخ
أرى ان الظرف قد خدم الاخوان وانهم محظوظين ، فما زال بامكانهم اللعب على مشاعر البسطاء والدهماء ، بحجة انهم لم يأخذوا وقتهم لتنفيذ برامجهم
ان المصريين هم من افرزوا تيارات الاسلام السياسي بمختلف اشكالها ، و هذا الشعب جدير بهم ان لم يفهم انهم اكبر فخ منصوب لمصر على مدار تاريخها
اقبل بوجود الاخوان كجماعة دعوية على ان يخضع تمويلها ونفقاتها الى اجهزة الدولة الرقابية ، و أرفض تماما أى دور لأى دين فى السياسة
نراكم على خير بعد وصول شفيق مبارك الى قصر الرئاسة .. ولا عزاء للثورة

#ابراهيم_الجندي (هاشتاغ)       Ibrahim_Elgendy#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل