مصر بعد الثورة .. الامر بالمعروف والنهى عن المنكر - ٨

ابراهيم الجندي
صحفي ، باحث في القرآن
(Ibrahim Elgendy)

الحوار المتمدن-العدد: 3593 - 2011 / 12 / 31 - 12:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ظهرت صفحة على الفيس بوك أعلن عنها شباب السلفيين أكدوا فيها أنهم بصدد تشكيل هيئة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، وقد تطوع لها المئات وانهم سوف يستخدمون عصا عادية الى حين توفير العصا الكهربائية !!

على الرغم من الاستنكار الواسع الذى قوبلت به الفكرة فقد حققت الجماعة السلفية هدفها للاسباب الاتية
أولا : تم طرح الفكرة التى لم تطرح على مدار التاريخ المصري كله .. وهذا فى حد ذاته انجاز كبير جدا
ثانيا: رفضها الكثير واستحسنها القليل .. وهذا أمر متوقع وطبيعي
ثالثا: صدرت تصريحات لوزير الاوقاف وبعض الاقلام تؤكد ان الاسلام لا يسمح باستخدام القوة فى تطبيق الامر بالمعروف والنهى عن المنكر .. وهذا يعنى بمفهوم المخالفة ( حسب علم اصول الفقه ) ان الاسلام يسمح بتطبيق الامر بالمعروف والنهي عن المنكر باستخدام اللين!!
رابعا: صدرت تصريحات لقادة حزب النور تنفى علاقتها بشباب الهيئة ، وأخرى من شباب الهيئة تؤكد تلك الصلة .. وهذا بالون اختبار لمعرفة رد الفعل!!
خامسا: الاعلان عن تشكيل الهيئة يتماهى مع التصريحات التى اطلقها حازم صلاح ابو اسماعيل اكثر من مرة ، واكد فيها على ضروروة تطبيق الشريعة ولكن ( بالتدريج ) والامر بالمعروف والنهى عن المنكر جزء لا يتجزأ من الشريعة

ما هى الخطوة التالية ؟
أولا : انتشار اعضاء الهيئة فى جميع المحافظات بزى موحد فى توقيت واحد ثم اختفاؤهم ثم عودتهم وهكذا ... حتى يتعود الناس على رؤيتهم فى الشارع
ثانيا : قيامهم بتقديم خدمات بسيطة .. كارشاد الناس الى الطريق الصحيح اذا ضلوا، مساعدة سيدة مسنة فى عبور الطريق مثلا ، زجر البلطجية ومنعهم من التعرض للسيدات ، توزيع مواد تموينية فى المناسبات على الفقراء ( كما حدث في الانتخابات لشراء اصوات الدهماء والسوقة ) ... الخ
ثالثا: بعد ان يشعر الناس انهم لا يمسون حياتهم الشخصية بل يقدمون مجرد خدمات ، سوف يتشكل رأى عام مرحب بوجودهم ومدافع عنهم
رابعا: البدء في مطالبة الناس بالتوجه الى المساجد لآداء الصلاة فى وقتها ( بالمعروف وبالتى هي احسن ) بطبيعة الحال
الخطوة الاخيرة هي قرع من يخالف اوامر ( الله ) بالعصا على مؤخرته ، يتلوها الاستتابة ثلاثة ايام على اعتبار ان الصلاة عماد الدين ومن يتركها كافر يجب قتله!!

الولايات المتحدة والغرب عموما لن يجد مشكلة على الاطلاق فى زيادة جرعة التدين والدروشة فى مصر ، بدليل عدم صدور تصريح واحد ضد ذات الهيئة فى السعودية رغم تجاوزاتها ( جرائمها ) المعلنة
المشكلة الاساسية من وجهة نظرى هى تحلل الدولة التى سمحت لآحاد الناس بفرض رؤيتهم على الشارع دون تشريع أو قانون
فما المانع ان تفرض جماعة اخرى رؤيتها على الشارع بطريقة افضل أو اسوأ .. من وجهة نظرها طبعا؟
ما هو المانع من ان تظهر جماعة مسلحة لقتال افراد هذه الجماعة ومقاومة الفكرة ؟

شخصيا لا مانع عندى من ان يصدر مجلس الشعب الاسلامي القادم تشريعا بتكوين الهيئة .. ليكون امامنا مسئول محدد يمكن مقاومته او محاكمته او حتى قتاله!!
لكن ان ينفذ التيار الاسلامي اهدافه ( بدفع شباب متحمس ) دون ان يكون هناك جهة محددة مسئولة.. تلك هى القضية!!
علينا الا نستبعد السيناريو السابق لأن المجلس العسكرى أكد من قبل:
انه لن يسمح بقيام احزاب على اساس ديني ... وبالأخير سمح غصب عنه للاخوان والسلفيين!!
أكد ايضا انه سوف يسلم الدولة مدنية .. وقد سلمها دينية بامتياز!!

ما هو الحل
الحل يكمن في الثورة بكل ما فى الكلمة من معنى على هذه الفكرة ووأدها فى مهدها لأنها ببساطة مقدمة لترويض الناس على تقبل فكرة تطبيق الحدود !!
الثورة سوف تأخذ مصر الى الوراء الاف السنين اذا تمكن هؤلاء من ادارة حياتنا حسب قواعد الاسلام
اذا حكم الدين بلدا.. فقل عليها الخراب

#ابراهيم_الجندي (هاشتاغ)       Ibrahim_Elgendy#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل