|
المتشككون في إجرام النظام السوري
بدرالدين حسن قربي
الحوار المتمدن-العدد: 3979 - 2013 / 1 / 21 - 17:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ستبقى مجزرة جامعة حلب التي كانت الثلاثاء الأسود يوم 15 كانون الثاني/يناير 2013 عملاً إجرامياً انعدمت فيه كل معاني الأخلاق والقيم الإنسانية، ومن يعرف تاريخ النظام الإجرامي من يوم تأسيسه على يد الأسد الأب، لايستغرب أن تكون مجزرة الجامعة حلقة في سلسلة أعمال إجرامية كثيرة وممنهجة في تاريخه. وعليه، فقد حاول النظام أن يرمي بفعلته على معارضته المسلحة، كعادته في الفبركة والكذب، وقد صدّق الرواية بعض من أصحاب النوايا الحسنة وآخرون غيرهم من مؤيدين وموالين ومنحبكجية بل بلغ بهم الأمر حد المجادلة بها والعياذ بالله. ولتحرير المسألة نستدعي هنا عموم مشهد الدم على امتداد الأرض السورية في يوم المجزرة الأسود تحديداً لفهم حقيقة ماكان ومايقال إن صدقاً وإن كذباً لنصل منها إلى الحقيقة التي يحاول النظام كعادته، المراوغة فيها والتغطية عليها كعادته دائماً. لقد كانت حصيلة ذلك اليوم 263 قتيلاً، منهم 15 طفلاً وسبع نساء، ومنهم أيضاً 112 قتيلاً في حلب، ثلاثة وثمانون منهم في الجامعة و تسعة وعشرون في أماكن أخرى. كما تمّ إحصاء 340 منطقة في مختلف أنحاء البلاد تمّ قصفها من قبل قوات النظام، حيث شهدت حوالي 138 منطقة قصفاً بمدافع الهاون و62 منطقة قصفاً براجمات الصواريخ و120 منطقة قصفاً بالمدفعية الثقيلة، كما شن سلاح الجو غارات جوية على 24 منطقة منها خمسة مناطق قصفت بالقنابل العنقودية. نأخذ الحدثين الأهمين من المشهد، أولهما قصف جامعة حلب الساعة الواحدة ظهراً، الذي تسبب بدمار هائل ومريع ومقتل 83 شخصاً مباشرة والذي تمّ تدواله إعلامياً بشكل كبير. وثانيهما وهو الأهم لطبيعته وتوحشه والذي صاحبه صمت إعلامي لايتناسب وفظاعته، فقد كان قبيل ساعةٍ من الأول، أي الثانية عشر ظهر يوم الثلاثاء. حيث تمّ اقتحمام قرية الحصوية التي لايتجاوز عدد سكانها الألفين والواقعة شمال مدينة حمص والقريبة منها جداً، من قبل قوات الأمن والشبيحة بزعم التفتيش، وقد بلغ عدد الضحايا أكثر من مئة وستة قتلى بينهم 16 طفلاً و 12 امرأة. تنّوع قتلهم مابين ضرب بالرصاص أو ذبح بالسكاكين أو حرق في النار، وقد شمل ذلك إبادة عوائل بأكملها واغتصاب أكثر من أربعين من النساء. وفي استكمال فظاعات المشهد ووحشيته، فقد ذكر شهود العيان أنه تم إحراق العديد من المنازل والحظائر وبعض الأراضي الزراعية، وسرقة الكثير من محتويات المنازل وأخذ مالدى أصحابها ونسائها من النقود والمصوغات الذهبية. إن رؤية المشهد العام لجرائم النظام السوري يوم الثلاثاء تحديداً، بما كان من مئات القتلى، ومئات المناطق التي تمّ قصفها بالهاونات وراجمات الصورايخ والمدفعية بما فيها الغارات الجوية بالطيران واستخدامها القنابل العنقودية، ثم رؤية المشهد الخاص في ذات اليوم، لما كان في مجزرة الحصوية من توحش القتل والذبح والاغتصاب والحرق والتدمير، فلسوف تأخذ من يمتلك ذرة من الضمير والخلق، وبعض القيم والإنسانية إلى أن مجزرة الجامعة تأتي في سياق مافعله النظام يومها عملاً عادياً، فاعلها معلوم من خلال أعماله اليومية في الإجرام على امتداد الواحد وعشرين شهراً الأخيرة على الأقل، بل هي واحدة مكمّلة لأربع وعشرين غارة نفذها في ذاك اليوم على مناطق أخرى من سوريا. مجزرة جامعة حلب وصمة عار تضاف إلى سجل نظام متوحش دموي، وأبلغ منها وفي نفس اليوم مجزرة الحصوية، وقبلها مجازر المخابز ومحطات الوقود والمساجد والكنائس والمدن وأسواقها التاريخية والبلدات والأرياف والآلاف من القتلى، تأتي كلها بمثابة عشرات آلاف الشهود والشواهد على إجرامية النظام وتوحشه، ولكن الغريب والأغرب والعجيب والأعجيب بعد كل هذه الشهادت والشهود والشواهد أن تجد سورياً يشكك ويتشكك في إجرامه ممّن نعيذه بالله أن يكون المشبّحين
http://www.facebook.com/HADIALJUNDI/posts/464122666981864 http://www.asharqalarabi.org.uk/huquq/d-17012013.pdf http://youtu.be/gFPZNVrHVvY http://www.youtube.com/watch?v=iTD90acPLYk&feature=youtu.be http://www.youtube.com/watch?v=C79MY7EqrII&feature=player_detailpage مشهد دمار تسبب به قصف طيران النظام في بلدة العتيبة في غوطة دمشق في نفس اليوم الذي تم فيه قصف جامعة حلب http://www.youtube.com/watch?v=-2EL-uOHwN4&feature=player_detailpage مشاهد دمار تسبب بها قصف طيران النظام لبلدة بنّش في نفس اليوم الذي تم فيه قصف جامعة حلب http://www.youtube.com/watch?v=DY85S5VWeC8&
#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مجزرة جامعة حلب.. من الفاعل..!!
-
شبيحة الأبد، وخطاب الأسد
-
حكاية شهيد، تختصر قصة الثورة السورية
-
نظام أصله إرهاب،وسلوكه تشبيح
-
الصحوة الأندلسية في أم الدنيا ومجازر الشام
-
بعض إجرام النظام الأسدي في أرقام
-
حديث جدار الاسمنت على حدود الجولان
-
رغيف السوريين أخوة الخبز والدم
-
أرقام في ثمانية أيام وحقيقة إجرام النظام السوري
-
أرقام في القتل لها دلالات على مجرميها
-
من الأقصى الأسير إلى الأموي الشهيد
-
عصا الاستبداد وآخرتها
-
من كلام المندوب السوري إلى كلام الوزير الفرنسي
-
براءة القدس من القتلة والمجرمين
-
مئتان وثلاث وستون مجزرة
-
متقاعدوا الحرس الثوري والجيش في دمشق
-
المدافعون عن النظام الفاشي في الوقت الضائع
-
كلنا بابا عمرو
-
سلامة كَيْله، سلامتك..!
-
هذه هي الثورة السورية وهؤلاء هم شبابها
المزيد.....
-
هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي
...
-
خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف
...
-
خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
-
الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
-
قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
-
بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
-
خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
-
أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر
...
-
وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس
...
-
قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|