أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - شبيحة الأبد، وخطاب الأسد














المزيد.....

شبيحة الأبد، وخطاب الأسد


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 3972 - 2013 / 1 / 14 - 20:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شـــبيحة للأبد، هو ذا النداء الذي طغى على كل المشهد فيما بُث على الفضائية السورية يوم الأحد الماضي 6 كانون الثاني 2013 في دار الأوبرا السورية المعدّة أصلاً لعرض الأعمال الإبداعية والإنسانية في الفن والثقافة محلياً وعالمياً. وإنما لسبب رئيس مرتبط بتركيبة النظام وبنيته، فلم يكن عجباً أن يُسجَّلَ على الدار للتاريخ، أنها قدمت عملاً أوبرالياً تشبيحياً بامتياز تعبيراً عن واقع الحال في عموم المشهد حضوراً وهتافاً وخطاباً.
فاختيار المكان يذكّر بأن أهم خطاب للزعيم النازي هتلر، وآخر خطبة له كانت في دار الأوبرا في برلين، حيث أعلن الحرب على الولايات المتحدة. وسماع الخطاب يستدعي إلى الذاكرة مباشرة الخطاب الأخير لملك ملوك أفريقيا القذافي الراحل في أول تموز/يوليو 2011 في الساحة الخضراء لتماثله معه تماماً، في كونه صادماً ومنفصلاً عن الوقع، وأشبه مايكون بطبخة بحص لافائدة مرجوة منها، ولم يكن بأكثر من تأكيد المؤكد، بأنه لم يتعلم شيئاً من ثورة الشعب السوري، بل ومصرٌ على طريقته الحوارية المفضّلة في قتل السوريين وتدمير البلد كطريقته في جوابه على طلبهم للحرية: بدكن حرية..؟ هاي منشان الحرية. ولئن حشد القذافي لخطابه تظاهرة مليونية، فإن حشد الحضور لخطاب الأسد لم يكن بأكثر من 1500 شخصاً مابين رجل وامرأة وشاب وصبية، كانوا بمثابة جوقة التصفيق المنتقاة بعناية لضرورات التمثيل والإخراج، ممن لايفوتك من الوهلة الأولى لرؤية أنوار وجوههم وسماع هتافاتهم أنهم ليسو غير شبيحة باعترافهم وبعظم لسانهم فيما شاهده الناس في صراخهم الصاخب والمتكرر: شبيحة للأبد، لاجل عيونك ياأســـــــــــد.
وفي بعض المشهد، تلفتنا مع انتهاء خطاب بشار، وابتعاده عن المنصة في طريقه للخروج، هرولة الشبيحة باتجاهه وتدافعهم للوصول إليه مع نداءات التشبيح، فأصاب أحدهم برأسه وبقوة حنك بشار، قيل بعدها أنها نطْحَة تسببت في إصابة لسانه بجرح غير بسيط. كما تلفتنا رواية إعلامية مضحكة، لايعني إيرادها إلا التغطية على خلافها من الرعب والاحتياطات الأمنية الضخمة، نشرتها مواقع مقربة من النظام عن لسان أحد حراس مبنى الأوبرا تلهفه وانتظاره رؤية الأسد الذي كان يتوقعه مع كل موكب من مواكب السيارات الواصلة أن يكون أحدها موكب بشار الأسد ولكن ذلك لم يحصل، وبقي الأمر كذلك حتى وصلت سيارة سوداء بلا مرافقة ولا سيارات خاصة ولا مدرعة، كما يفعل حكام الخليج والأمريكان وغيرهم من العرب في هذه الأيام. نزل شباكها وإذا بالرئيس الشاب يمد رأسه ويرمي السلام على أهل المكان بتودد مطلق مع ضحكته المعروفة. وبنفس طريقة الدخول، خرج محاطاً بلفيف من الناس والحضور، وبسيارته الشخصية عاد لمكتبه.
لاشك أن النظام في كل رمزيات المشهد، تعمّد توجيه رسائل محلية وإقليمية ودولية لاتعدو العناد والمشاكسة، في وقتٍ يفتقد فيه السيطرة على معظم البلدات والمدن على الأرض بل وبعض المطارات، وفي وقت يأتيه فيه زائروه الرسميون عن طريق مطار بيروت بدل دمشق لافتقاد الأمن في كثير من مناطق دمشق وماحولها، وأن رمزية المكان الأوبراليه وما كان فيه، لن يُنْسيَ الناسَ مصير النازية وزعيمها، ولا القذافي في هربه وآخرته، وأن نظامهم لن يكون أحسن منهما عاقبةً ولا خير مآلاً.
http://www.youtube.com/watch?v=qMTsvS9dO_Q&feature=player_detailpage
http://www.youtube.com/watch?v=_4M-_jMcDds&feature=player_detailpage
http://www.youtube.com/watch?v=9RWy5wDFSss&feature=player_detailpage



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية شهيد، تختصر قصة الثورة السورية
- نظام أصله إرهاب،وسلوكه تشبيح
- الصحوة الأندلسية في أم الدنيا ومجازر الشام
- بعض إجرام النظام الأسدي في أرقام
- حديث جدار الاسمنت على حدود الجولان
- رغيف السوريين أخوة الخبز والدم
- أرقام في ثمانية أيام وحقيقة إجرام النظام السوري
- أرقام في القتل لها دلالات على مجرميها
- من الأقصى الأسير إلى الأموي الشهيد
- عصا الاستبداد وآخرتها
- من كلام المندوب السوري إلى كلام الوزير الفرنسي
- براءة القدس من القتلة والمجرمين
- مئتان وثلاث وستون مجزرة
- متقاعدوا الحرس الثوري والجيش في دمشق
- المدافعون عن النظام الفاشي في الوقت الضائع
- كلنا بابا عمرو
- سلامة كَيْله، سلامتك..!
- هذه هي الثورة السورية وهؤلاء هم شبابها
- السورييون من جمال السفّاح إلى بشار الجزّار
- جرائم النظام السوري شاهد ومشهود


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - شبيحة الأبد، وخطاب الأسد