نحن والمستقبل المجهول

محمد خضر الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3968 - 2013 / 1 / 10 - 09:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نحن والمستقبل المجهول
ها نحن والعقد الثاني من القرن الحادي والعشرين وواقع حالنا لا يختلف عما كنا عليه قبل سبعين عاما
كيف يمكن للمواطن العربي ن يشعر بالامن والاستقرا وهو يرى ويلمس بيديه المسافة الهائلة التي تفصل بينه وبين المجتمعات التي حظيت بحكومات وطنية اخذت على عاتقها ان يرتقي الوطن العربي في سلم الحضارة والتقدم
,كوريا الجنوبية قبل ستين عاما كانت تعتبر من اكثر الدول تخلفا في مختلف جوانب الحياة ولكنها خلال ستين عاما ها هي اليوم تعتبر من الدول المتقدمة علميا وصناعيا والعيش بمستوى الدول المتقدمة والسر وراء ذلك لم يكن معجزة سماوية ونحن ندرك جميعا ان زمن المعجزات قد ولى وانما السر يكمن بن ابناء كوريا اخذوا على عاتقهم الخروج بالوطن والمواطنين الى الحياة الانسانية الكريمة
والسؤال الذي نطرحه الان اين وصلت قوافل التحرير والتقدم في حركة التحرير العربية بعد ما يقارب سبعين عاما
نحن لم نجن من هذه المسافة الزمنية الا المزيد من التخلف والتراجع الى الخلف والسبب الرئيس بتقديرنا وراء ذلك هو اننا لم نحظ بقيادات وطنية مؤمنة وصادقة في حملها للاهداف الوطنية والقومية العليا وانما كان نصيب الوطن والمواطن قيادات انانية لم تكن امينة على ما منحها الشعب من ثقة ولم يكن همها الا تحقيق المزيد من المكاسب الذاتية معنوية ومادية واصبح الموقع لديها فرصة للنهب والسلب بدلا من الدفع بحاجات المجتمع الى الامام وحتى يتحقق ذلك لها اخضعت البلاد والعباد لنظام امني بغيض حتى اصبح الوالد لا يامن ولده على سر او راي مما اوقع المواطن في عزلة اجتماعية وسياسية مغلقة وانعكس ذلك بدوره على المصلحة العليا للامة افرادا وجماعات
ان ظاهرة حكم الفرد المطلق او حتى الحزب الواحد كانت اداة الهدم العنيفة التي اجتاحت كل الامال والاحلام التي كانت تداعب المواطن العربي وسيطر اليأس والاحباط على الارادة الشعبية العامة للمواطنين العرب ولجا المواطن العربي الى وسيلة تخزين الالم والمعاناة واعطائها الفرصة الكاملة للنضج والاختمار حتى اذا انفجرت تكون بركانا حارقا ماحقا لكل ما ذهب اليه لصوص الامة والذين خانوا الامانة
ولهذا كانت تباشير الربيع العربي بقدر ما هي حلم الجماهير العربية كانت مفاجئة للمراقب في الداخل والخارج بل كانت عاصفة قوية سرعان ما انتشرت في جسد الوطن العربي انتشار النار في الهشيم كما يقولون
نحن لا ننكر بان المواطن العربي على درجة كبيرة من العجلة والاستعجال ليقطف ثمار هذا الربيع ولكننا يجب ان ندرك ان الثورات لا تعطي ثمارها قبل الاوان وان كان للثوار الصادقين دور في تقصير مسافة الانتظار الا ان قوانين علم الاجتماع تقول لنا ان ذلك لن يتم بين يوم وليلة وعليه فنحن نتفهم مظاهر الازمة والاعاقة التي نشاهدها في هذا الموقع الثوري او ذاك كما اننا نتفهم وجود بعض المتسلقين على جسد الثورة وطموحاتها الا ان هذا الزيف سرعان ما ينكشف امره وان يد جراح الثورة لديه من الامكانات ما يؤهله لاستئصال هذا المرض او ذاك
ان الجماهير العربية وخاصة الكادرات المسيسة منها مدعوة اليوم لان تاخذ دورها المباشر في المراقبة والمتابعة لمجريات الامور وان تعلن احتجاجها عاليا امام اي ظاهرة انحراف بالثورة عن اهدافها بل وعليها ان تتقدم الصفوف طائعة مختارة بل ومتطوعة لاقصاء الطامعين والانتهازيين عن سلم الثورة نريد ذلك ان يكون واضحا ومسموعا في تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا بل اننا نطمع بان تسارع كادرات الثورة وجماهيرها الى مد خيوط التعاون والتخطيط المشترك بالرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها كل قطر اننا نطالب بفرز لمجموعات قادرة ومتخصصة لرسم معالم طريق متجانسة بين كل قوى الثورة حتى نطمئن الى مستقبل الثورة وانجازاتها
ان الصعوبات كثيرة ومتعددة ولكن الاحلام والامال اوسع من ذلك واكثر الحاحا وان قوى الثورة في مخزون الامة لا حدود لها وما علينا الا ان نحسن توظيفها والاستفادة من امكاناتها واننا لمنتظرون

محمد خضر الزبيدي. اوسلو

#محمد_خضر_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل