أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - مندائي من أهل الكحلاء يبتسم ...!















المزيد.....

مندائي من أهل الكحلاء يبتسم ...!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3963 - 2013 / 1 / 5 - 22:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




1
عندما ينهيْ موزارت من تأليف قطعتهُ الموسيقية الموسومة ( لاتطلب مع القهوة قبلة في مقاهي الكحلاء ) . أمي تحسبه مجنوناً يهوى واحدة من طالبات الثانوية ، وتحت وسادته تضع قشر بطيخة يابسة وكلاما لا اعرف معناه ..
أبي وحده من ورث تفسير الابجدية السريانية في تلاصق حروفها الغامضة بترانيم مجانين العشق وأنبياء من سكنة قرى الضفة الغربية وأهوار القرنة ، وعلينا أن ننتظره في آخر زقاق دمعته .
نجتمع كلنا ، من ازقة الاحياء المندائية ، من المنافي ، من حانات شنغهاي ولوحات دالي واسواق الصاغة السومريين ليشرح لنا معنى ما تكتبه امي لتحتفظ انوثة الموسيقار الملساء بخدها النمساوي .
على سطح بيتنا كان هناك ديكا فحلا من البرونز كلما فكر الانكليز بغزو العراق .بح .وتحول ثورا ونطح..
نحتج بطفولتنا وبمراهقتنا وبضحكة ماركس ونهتف :نريد تفسيرا لتعاويذ الام.
أبي يبتسم...
أمي تفترش مخدعها على صدره حنانا روحانيا وأسرارا مثل توابل هندية .
أطيب ما فيها أن الرز العنبر يشبه قصائد اراغون ومحاضرات العالم الصابئي عبد الجبار عبد الله ..!
كانت لنا ذكريات متى تعطش لظل تحت سدرة في الظهيرة الجنوبية . العصافير تحول اجنحتها وسائدا .والغيوم تصير حمالاتْ نهد والجواميس لاتمنح الحليب بل ترضعه مثلنا .
مندائي من أهل الكحلاء يبتسم ...
سأسرق من أذنيك قرطاً اصنع منه أجراساً لسير فقراء العالم الى الضوء.
وأنت يامن تحتفظ بمعجمك الآرامي الغريب .
لاتتوقف عن صنع الايماءة في احلامنا .فقد اورثك النبي يحيى شموعه . والظلمة في المكان البعيد تجعلنا نصنع من الهومسك انتحارا في القصيدة الفلامنغية................!
سأسرق من شفتيك قبلة . لأن الاساطير محتاجة ليعرفها العالم من خلالك.
أنت يا صوت الطائفة المندائية . وسط كل مظاهرات الفلوجة يضربونك مثلا في التشبه بطيران الحمام الابيض .وهم قد لايعرفون :أن بيكاسو عندما رسمكَ كان يفكر بسدرة آدم وتعويذة أمي ودموع لوركا ...
سأسرق من نهديك قطرات حليب .
فالعالم بعد اكتشافات بيل غيتس وفضائح ويكيلكيس يحتاج الى المطر والعطر المصنوع في بساتين الكحلاء......!
القطة تحتاج الى المواء لانها مسكينة . ولكن العالم يحتاج الى المندائي لانه الهدوء ، هذا ليس كلاما سريانا من دفاتر ابي ، بل قولا اخذته من رواية اسم الوردة ...
أمبرتو ايكو كتب هذا نقلا عن قساوسة من صقلية زاروا مدينة العمارة في القرن الثالث الهجري .
أنا زرت روما في القرن الحادي والعشرين واكتشفت في ليلها أن الله يمنح الحلم لبشر ، والاخرين غيرهم في عاصفة الشتائم يستقبلون المفخخات ببيانات مقتضبة ..( لقد قتل خمسين عامل طين ، مثواهم مقبرة النجف أو الكرخ ..ليرحهم الله ..طوبى للرحماء فأنهم يرحمون ).
ما هكذا تورد الأبل يافيدل كاسترو فجيفارا سلمك ارثا من الزهور وليس ارثا من العبوات اللاصقة ...
ضحكة امي وكرد فعل موسيقى على مقاطع الهايكو الياباني في ليل بغداد قالت :لأنهض فقد اختمر العجين ....!

2
في الليل . وعلى همس صفصافة ودعاء بابلي من صوت الكنز ربا ..
بان كي مون يطلب الشفاعة لخريطة الشام ، ومقاهي جرمانة ، واماسي الكرادة ، وحدائق مراكش....
هو لم يذكر شيئا عن هجرات البط من الكحلاء...
قد لايعرف أن الاهوار بداية تكوين الحرف وفيها صنع النبي نوح عاطفة الشراع ومن كل قبلتين صنع غراما شرقيا وابحر حتى طنجة واسوار الصين .
لكنه سيعرف حين سيعزف موزارت مقطوعته المندائية الجديدة : يحيى يعمد المسيح والدمعة معا .
ومثل ضحايا حروب العراق سيبكي ، ومن دمعته الكورية سنصنع سدا بين النهر وبين القهر.
وأبي ...
الظاهرة الاجمل في التاريخ المندائي . سيحمل اجنحة الحقائب والنوائب والهجرة وسيدعونا لصناعة الود من قمح حقول الغراف ..
هناك أكد .
وهناك المندي المعبد.
هناك برج بابل وآخر من نجا من انبياء اورشليم .
هناك جنرلاات غابريل ماركيز وكهنة الاشواق البوذية.
هناك امي ببطيختها التي بحجم نهد هدهد.
تنقل لنا رسائل المودة وتنصحنا :لاتبعثوها لي بال D.J.L . بل ابعثوها بمكاتيب ورقها اسمر............!

3
البابا سيزور العراق.
وحتما سيعرف أن العراق القديم ليس سوى ذاكرة ابراهيم والواح ملوك سلالات وجوال مندائي يصنع القرى في عرافته الموثوق بها لانها تفسر ما في العالم من نبض اكثر ثقة من كل الروزنامات.
مندائي من أهل الكحلاء سيستقبله في ميناء الفاو قادما من مسقط...
وزنوج البصرة سيرقصون الهله هولو ...
افارقة وعرب من اهواز كعب وصيادلة من اهل الدير واصحاب خانات اصلهم من الاوزبك ...
بني اسد ...وخيكان .والهنود الذين لم تمنحهم الحكومة جنسيتها لانهم يطبخون البرياني للملائكة في ليل العاشر من عاشوراء..
بشر من شتى الاصناف.
اكراد وارمن وايزيدون وشراكسة ونبلاء من ويلز ...
وما يطلبه قداسته شيئاً واحدا .
أن تطرز امي بدمعتها عبارة النبي الشهيد في فم المسيح : كنت ابن عمي .فكن ابن البلاد التي ارتجفت من اغاني المدافع ..!
ياله من كلام ....
ستنقله الواشنطن بوست والنشرة المدرسية للصف الخامس ادبي في المدرسة الجمهورية بالناصرية...
اليابانيون سيعتبرون دمعتها تعويذة في وجه توسينامي .
وابي بسريانيته الرقيقة .
سيكتب شعرا في مديح قداسته ...
الليل في العراق غاية في السعادة ...
البابا يفكر بالمجيء اليه وبرلين الان تفكر برئيس جمهوريتنا وهو على فراش جلطته الدماغية ..
ليشفيه الله ...
امي قالت .
واعقبت بدعاءها الفينيسي الجميل : وليشفي ايضا كل من يقلقه شبح الحرب في الشام ولايجد له ملاذا آمنا في السويد كما يتمنى..........!

4
هي ومضتك الانثوية ياطائر السنونو..
من اقصى النيبال الى اقرب نقطة سحر في فص الالماز ...
تذوب القصيدة بين شفتيك نعسانة مثل صحن القمر في وشم بنات المعدان .
هي ومضتك ....الثوب الأبيض.
يتدفق منك نقاء الماء والحضارة .
يتدفق منك دعاءً مندائياً بصوت البلبل .
لك أنت ياورد الجوري تصفق الحدائق والجماهير.
لكَ أنت فقط نولد احياءً حتى في موتنا الاسطوري.
طروادة . ديزفول .بحيرة الاسماك .صحراء العلمين .واترلو .ومعركة امبابة ....
كلها لاتساوي شهقة أمي في دمعتها الكحلائية : لاتأتوا بنعشه ، أحلى أن تأتون بدشداشة عرسه.....!

5
انهى الموسيقار النمساوي قطعته الموسيقية وعزفت امس بدار الاوبرا في قضاء علي الشرقي في الجهة المقابلة لجبال دهلران الايرانية ...
امي مدحته .
وابي اعطاه وساما جمهوريا ونقل اليه تحيات مفتي الديار المندائية .
اصحاب مقاهي شط العشار اهدوه جلباب السياب واخر راتب شهري لانشودته المطرية...
وحين اراد العودة لوطنه .
غنت له جحافل العصافير موشحات الزمن الذاهب للعشق بمركبة فضاء لكشية ...
سمعها بأصغاء امبراطور وصفق لها بلمعان الشهوة في عيون مارلين مورنو قبل موتها السمفوني بثوان.
والآن ابي الذي من سكنة الكحلاء يبتسم.
الفراشات عطره .
وذكورته كل ما يمطر من نهد ملكات فرنسا .
أما صوته الملائكي في دعاء صباحات هجرات الطيور الاهوارية .
فهو صوت الايمان العميق من شموع زكريا وحناجر صيادي الاسماك ونايات القصب ومدافع نيفارو...
وغير ذلك .
لاشيء سيبقى سوى متاع الطيبين .
أولئك الذيم خدموا الالهة بطيبة قلوبهم ولم يقدموا النذور للكهنة المزيفين....!

5 يناير 2013 / دوسلدورف



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغريقيو القصب ...معدان أثينا ..( مدائح )..!
- الشيخ الكبيسي والهدهد والمخبر السري..!
- الخيال واحمر شفاه وقلب أمي .........!
- خالتي النجمة ...والشفاه عمتي..!
- قبل ساعتين من 2013...!
- أيروتيكيا المسلات والقصور والجواري..!
- نهاية العالم ....
- من دَمعتُكَ أعرُفكَ....!
- أمطار في آواني الشتاء والفقراء...!
- الجًنُ والجِنونْ والجَنة ....!
- حياتنا والأسطورة...!
- أعمق مافي عينيك ...!
- بين نسيم عودة وعمار الشريعي
- من هم الايمو .........................؟!
- الفشخة والحجر
- لينين يتصل بالرفيق حميد مجيد موسى ...!
- المزابل في العراق يورانيوم مخصب ...!
- كوميديا أغرب إحصائية في العراق
- قمة عربية في مهب الريح
- الدكتور جبار سيد فليح ...


المزيد.....




- أفوا هيرش لـCNN: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الجام ...
- بوريل: أوكرانيا ستهزم دون دعمنا
- رمز التنوع - صادق خان رئيسا لبلدية لندن للمرة الثالثة!
- على دراجة هوائية.. الرحالة المغربي إدريس يصل المنيا المصرية ...
- ما مدى قدرة إسرائيل على خوض حرب شاملة مع حزب الله؟
- القوات الروسية تقترب من السيطرة على مدينة جديدة في دونيتسك ( ...
- هزيمة المحافظين تتعمق بفوز صادق خان برئاسة بلدية لندن
- -كارثة تنهي الحرب دون نصر-.. سموتريتش يحذر نتنياهو من إبرام ...
- وزير الأمن القومي الإسرائيلي يهدد نتنياهو بدفع -الثمن- إذا أ ...
- بعد وصوله مصر.. أول تعليق من -زلزال الصعيد- صاحب واقعة -فيدي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - مندائي من أهل الكحلاء يبتسم ...!