أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - حياتنا والأسطورة...!














المزيد.....

حياتنا والأسطورة...!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3951 - 2012 / 12 / 24 - 20:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في الجنوب يكتبُ البط ببراءة سذاجتهِ في تخيل ماسورةِ بندقيةِ الصياد قصبة بردي ليهبط كي ينال من خرطوشته الموت الذي يملأ صدره بكراتٍ حديديةٍ نسميها في العاميةِ ( الصَجِمْ ).
أتخيل الطائر في سقوطه الحر على سطح الماء ذبيحاً ونائحاً : جئت من آخر الدنيا لأموت هنا ، يالهذا الحظ العاثر ، هربتُ من اشتراكية الصين ، لأموت في بلاد الطين.!
يموت البط لكن الذكريات لن تموت ، أنها حصتنا من الحياة الماضية ومنها نصنع بهجة الكلمات لما يأتي من أيامنا . نذرف من غيوم اجفانها مطر الرغبة لتأسيس الفرح أو المجد أو النشوة والتأوه او أي شيء يخلق من أنسانيتنا بوابة للنظر أو انتظار أسطورة جديدة تجعلنا نرفع رؤوسنا في مواجهة قدر ستصنعهُ الالهة لنا ليبقيّْ على آمالنا قائمة في رغبتها لتنال الخبز والغرام وتوديع الحروب.
هو فقه العشق توارثناه من الأعمار الطويلة لشجر النخيل . جدلية الظل التي ربطت بين السعف ونزول خلق الله الأول آدم وحواء ( ع ) على الأرض ومعها ولد هذا الأرث المميز في غرامه وفجيعته وأغانيه ليتخيل الطفل المُعفر بلغز مايراه ولا يفهمه :أن العالم ما بعد قرية الطين ليس سوى مساحة من الماء والزوارق . وعندما وصل السادس الابتدائي وسمع بقصةِ نوح ع من معلم التربية الدينية .عرفَ أن الماء سينتهي بأرضٍ أخرى وعليها ثمة امرأة تنتظره.
لقد كانت قصة الطوفان بداية لأختفاءِ الوهمْ من رأسهِ الصغيرْ .عرف الخرائط وعرف البلاد التي تأتي منها الأفلام السينمائية هوليوود وباريس وروما والقاهرة ودلهي ، اكتشف ان لغة التخاطب ليس فقط لهجة المعدان وان هناك اناسٌ يتحدثون بلغات اخرى وان الانكليزية التي سأل ابيه عنها يوم اعطوه كتب الصف الخامس الابتدائي .ليكتشف أن رحالة عديدين جاءوا الى السلف قبل سنين ليتعلموا طريقة ترويض قطعان الجاموس وليزنوا عصا جلجامش التي كان يحملها رعاة تلك القطعان .ويقول أبي :أن أحدهم جلس ليومين امام جدتي ليتعلم منها كيف تعجن وتشوي خبز الطابك ( الرز ).
الآن أعتنقت ديانة المدينة ودهشتها . صنعت بأنشائي المميز سمعة طيبة بين العشاق واغراني الضوء المندائي بسحر عبارته وأخيلته وغنوصيته .ولأنني أنحدر من سلالات الماء صنعت من جرف النهر ساحة لصنع التأمل والقصائد وحولت دفتر انشائي الى كاهن ينحب من اجل توراته الضائعة حين اختفى وهو تتلقفه الايدي لتسرق منه عبارات لرسائل الحب وخواطر الاستمناء وفطرة الكتابة الشعرية في بداياتها .
هي التحولات نعيشها منذ عهد اكتشاف الكتابة وحتى اليوم .المرئي والمسموع والمحسوس يشكلون المعلن والخفي في بناء الحياة وديموتها ، والاساطير هي من ينتمي الى المحسوس بشيء من الغيب والتخيل والشعر لتصير بعض من انفلات ذاكرتنا الى ما هو ابعد ولهذا كانت طفولتنا الممتلئة بالاساطير تبتعد الى اقاصي الخيال من اجل ان نتغلب على وقائع الحزن الازرق الذي نراه في عيون ابائنا واكثره فقرا وحنينا وعوزا واطواب طين تصعد على اكتافهم ليشيد الكهنة معابدهم والملوك تيجانهم والمسلات ، والاغنياء القصور ومخازن الغلة والقمح .
التحولات التي لم تمنح الاخيلة سوى بريق العبارة .وبريق الدرهم الذي لم تلمسه اليد وبالرغم من هذا استطعنا أن نصنع المدن التي نريد أن نصل اليها ، لقد مهدت لنا الطرق المكتشفة بتبدلات ما كنا عازمين عليه .
أتت الحروب وأتت الثورات وسكنت اضلعنا لوعة العشق واغاني ام كلثوم . وغيرنا حمل بندقيته وعشعش في مخافر الخوف .والاخر هام بموسيقى محطات المنافي ويبقى لدى الجميع خيط من الحب والذكريات يربطهم ببعضهم كما تربط الام حبل الغسيل من عتبة الباب الى عتبة الشباك في ذلك البيت الطيني الذي ظل يصنع اساطيره ليثبت انه بيتا يليق بذلك الهبوط الأول لآدم وحواء......!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعمق مافي عينيك ...!
- بين نسيم عودة وعمار الشريعي
- من هم الايمو .........................؟!
- الفشخة والحجر
- لينين يتصل بالرفيق حميد مجيد موسى ...!
- المزابل في العراق يورانيوم مخصب ...!
- كوميديا أغرب إحصائية في العراق
- قمة عربية في مهب الريح
- الدكتور جبار سيد فليح ...
- المدن التي تموت كل يوم..!
- سُرَ مدينة الناصرية...!
- الموتُ في العراق الآن.........!
- عام 2011
- غابريل غارسيا ماركيز يكتب عن مدينة سامراء........!
- العراق في هذه الساعة
- صوفية عولمة الشفتين ووشم اليدين ...!
- وشمُ شهيٌ على جَسدْ
- تواشيح عاشورا ...............!
- آدم ..قميص يوسف نسيجهُ امرأة...!
- خيال الكون البعيد...........!


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - حياتنا والأسطورة...!