أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نعيم عبد مهلهل - الجًنُ والجِنونْ والجَنة ....!














المزيد.....

الجًنُ والجِنونْ والجَنة ....!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3953 - 2012 / 12 / 26 - 00:12
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    




دائما في الأراضي التي تحتفي بالحقول والبساتين والأنهر يرتدي المجانين ثيابا وقلوبا خضرا يعكسها المكان بتفاصيله وخصائصه وثقافته .والجنون هو التيه بعفوية الخلق والقدرية الآتية بفعل البناء الفيسولوجي أو الحدث القدري وفي الحالتين .هذا المطلق التائه في ضياع الذاكرة والفكر والقائم على جمالية التأمل والعبث بهدوءه وفوضاه يبقى واحد من حظوظ البشر الغريبة أن تكون مجنونا وتمزق ما عليك من ثياب فقط لأجل أن ترى ما يراه الآخرون..!
هوية المجنون جمال عقله. أنه قول لجدتي .وتفسر هذا أن عقله يفقه الطرق التي تؤدي الى القبح ولايأتي على فعل دنيء يسيء الى انسانيه ، فلا يكذب ولايسرق ولا يأخذ غِيبة أحد ولا يعلن الحرب ولا يعادي أحدا . وتذهب أكثر في فلسفتها قولها :إن المجنون هو الجني بشكلهِ الجديد بعد أن غادر جيش سليمان لينضمَ الى جيش البشر العائدين ولكن بتصرفات لاتشبهُ تصرفاتهم.
هذه الرؤية التي تتشابه بها قدرية الجني والمجنون في جانبها الحسي لاتتشابه فيما نعرفه عن خصائص الأثنين ، فالجني يستطيع أن يصنع المعجزات كما في موهبته القتالية في حروب النبي سليمان وما تتحدث عنهم الكتب السماوية وكتب الاساطير الميثلوجية والف ليلة وليلة وحكايات الاطفال الخيالية وأفلام والت ديزني الكارتونية ، أما المجنون فهو الأنسان الذي لاعقل له سوى ما يستطيع به أن يأكل ويشرب ويدافع عن نفسه امام طنين الذباب وله أجفان تغور في تأمل مجهول لايدركه غيره ولا نعرف أن كان هو يدركهُ أم لا ...؟
ولكن ما الذي دفع جدتي لتجد المقارن بين الجني والمجنون .ولأني نسيت أن اسألها في الفردوس البعيد كما أعتقد لأن صلاتها ظلت تسكن شفتيها حتى وهيَّ في النزعِ الأخيرْ ، بقيتْ حيرتي من تفسير جدتي تمثلُ اعجاباً بقيمة ما تفكرُ فيه وتستنتجهُ.
وحتما ليس بين الجن والجان أيقاع تشابه صوت حروف المفردة فقط بل هناك تشابه ، فالمتوارث في المفهوم الشعبي أن الذي يُصابْ بالجنون يقالُ عنه ( سكنهُ جنيْ ) . وكانت لنا جارة تصاب بنوبات جنون وتصيبها هلوسة وغياب فيضطر اهلها لضربها بعصا غليظة لاخراج الجني الذي سكن جسدها وعودتها الى حالتها الطبيعية وكانت تعود الى حالتها بعد كل فصل من الضرب المبرح وشاهدت جسدها كيف يصير مخضرا من وقع ضرب العصى ولكنها لاتشكو الما من آثار هذا الضرب حتى تعتقد أن البركة حلت في جسدها وهذه هي آثارها .
تأتي الجنة في التقارب الصوتي واللفظي مع الجنون والجني ويبدو أنها تجتمع معهم في المشاركة المعنوية والمادية في العلاقة المكانية لقدر هاهذين الكائنين ( المجنون والجني ) لكن الفرق أن السائد في المتعارف الانساني لقدر أي مجنون هو الجنة ولكن الجني ليس ذات القدرية في نيل الفردوس .فالجني الطيب مكانه الجنة والجني الشرير مكانه الجحيم.
تبقى أشكالية واحدة في ذلك التقارب القدري بين الجنة والمجنون ، لو أن بشرا كان كثير المعاصي في جزء من حياته واصيب بالجنون في حياته فهل يكون مثواه الجنة مثل اقرانه من المجانين أم انه سيحاسب على معاصي الزمن الذي كان فيه عاقلا...!
بين الجن والمجنون والجنة رؤى ومشاهد وبشر وحضارات وثقافة تجعل الغور في سحر العوالم الثلاث تمثل مغامرة للوعي وسياحة لدهشة اللغة والشعر والقص والتأريخ حيث يكون بمقدور العارف في صناعة التخيل أن يضع تصورات الرؤيا في التقابل والمقارب بين المفردات التي تحمل معنى وصفة مختلفة لكنها تلقي بالجرس والقدرية حيث الجنة النهاية السعيدة والمفترضة لكل من حمل روعته في نبض قلبه. وحتما المجانين وعلى مدى تاريخ ذهولهم وتشردهم ونظرتهم الذاهبة الى مطلق لانهاية له هم أصحاب نبض رائع أما الجن فالأمر مختلف عليه بين الجني الطيب والجني الشرير .أما الجنة فهي المكان المقدس لدمعة جدتي وهي تذرفها على مجنون يرفض رغيف الخبز ويتمنى بدلا عنه حلمة نهد......!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياتنا والأسطورة...!
- أعمق مافي عينيك ...!
- بين نسيم عودة وعمار الشريعي
- من هم الايمو .........................؟!
- الفشخة والحجر
- لينين يتصل بالرفيق حميد مجيد موسى ...!
- المزابل في العراق يورانيوم مخصب ...!
- كوميديا أغرب إحصائية في العراق
- قمة عربية في مهب الريح
- الدكتور جبار سيد فليح ...
- المدن التي تموت كل يوم..!
- سُرَ مدينة الناصرية...!
- الموتُ في العراق الآن.........!
- عام 2011
- غابريل غارسيا ماركيز يكتب عن مدينة سامراء........!
- العراق في هذه الساعة
- صوفية عولمة الشفتين ووشم اليدين ...!
- وشمُ شهيٌ على جَسدْ
- تواشيح عاشورا ...............!
- آدم ..قميص يوسف نسيجهُ امرأة...!


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نعيم عبد مهلهل - الجًنُ والجِنونْ والجَنة ....!