أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطيب طهوري - الأبواب














المزيد.....

الأبواب


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 3963 - 2013 / 1 / 5 - 15:30
المحور: الادب والفن
    


بعد أن نزلنا من مقصورة الشاحنة التي كانت تحمل أثاث مجموعة من أسر حارة الحفرة التي انهارت عن آخرها.. قال العربي لي: السائق يعرف المكان..سيضع العمالُ كل إثاث في الشقة المخصصة له ..الأثاث مرقم كما ترى..لن يضيع منه شيء..
كنا في شارع الألف سكن وسكن..كان الضباب شبه الكثيف يغطي المكان..
أكملت الشاحنة سيرها البطيء ..وسرت والعربي..
في منتصف الشارع توقفنا..أشار إلى بناء عال : لك في هذا البناء مبلغ شهري..كل شهر تأتي إلى هنا لتأخذه..لست وحدك من تم اقتراحه لذلك..هناك الكثير من امثالك..
أضاف: أعرف ما يدور في خلدك..لا تسألني سبب ذلك..إنها أوامر عليا..والأوامر العليا لا تناقش أبدا..
ما المناسبة؟ سألت متحايلا..
قال العربي ضاحكا: أغلقت الباب فإذا بك تفتح النافذة..
أضاف : الداخل واحد..فتحت الباب أم فتحت النافذة لا فرق..
توقفنا أمام باب البناء العالي..وضع على قطعة الزجاج في منتصفه إبهام يده اليسرى..أتبعه بعد ثوان بإبهام يده اليمنى..هذا ليس زجاجا كما يبدو لك..قال..إنه من نفس حديد الباب..وُضعتْ عليه مادة سرية فصار يبدو وكانه زجاج حقيقي..
أضاف: هذا الحديد الزجاجي لا ينكسر أبدا..أبدا..ولا يمكن نزعه أيضا..
فتح الباب ودخلنا..العربي أولا ثم.. أنا..
في الداخل رأيت ثلاثة رجال يقفون فيما يشبه الصف..كتب أولهم اسمه ..وظهر الإسم على الشاشة..وضع سبابة يسراه ثم سبابة يمناه..وضع رقمه السري..العربي هو من نبهني لذلك..من آلة جانبية خرجت حزمة النقود الورقية..وضعها الرجل في جيبه..و..خرج.. مثله فعل الثاني والثالث..أخذ كل واحد منهما حزمة نقوده الورقية ..و..خرج..
تقدم..قال..
عليك أن تسجل اسمك هنا ..أكمل : وعليك أن تختار رقما سريا تحفظه وتحافظ عليه..
وفعلت ذلك..
مد يده إلى يدي..وضع سبابة بسراي على جهاز صغير أخرجه من درج مكتب كان قريبا من الشاشة وموصول بالحاسوب .. بعد ثوان وضع سبابة يمناي..
الآن انتهت العملية صاح ضاحكا..
أغلق الجهاز ثم فتحه..انتظرنا لحظات..أضاءت الشاشة..ممنوع.. قرأت..وسمعت الصوت: ممنوع..
متأسف يا صديقي..رفضك الجهاز..اقترحتك..لكن الجهاز رفضك..
لماذا؟..قلت..
لا إجابة يا أخي..إنها أسرار الجهاز..يعطي من يشاء ويحرم من يشاء..
خرجنا..من نفس الباب خرجنا..آليا أغلق الباب خلفنا..
لنلتحق بالشاحنة قال..لنلتحق قلت..أوقفنا سيارة أجرة ..ركبنا ووجهنا السائق إلى هناك..وكان الضباب ما يزال شيه كثيف..
قال العربي: هذه شقتك.. الباب مفتوح على مصراعيه كما ترى..تفضل بالدخول.. أسرعت الخطى يجرني فرح غامر.. لكنه أغلق حين أردت الدخول..ما هذا ؟..لقد أغلق الباب يا العربي..التفت العربي إلي وكان قد ابتعد عني ببضع خطوات..لم تقبل بك الشقة أجاب..حظك سيء..
وأسرتي؟ سألت..
انتظر حتى تأتي قال..
ولم يطل انتظاري..بعد حوالي نصف ساعة رأيت أفراد أسرتي يصعدون السلم..
كان الباب مفتوحا أيضا..لكنه أغلق بمجرد اقترابهم منه..
ما هذا الحظ ؟..لماذا أيها الباب؟..ماذا فعلنا لك؟..هل تعرفنا؟..و..
سمعت الصوت قادما من الداخل.. كان الصوتَ نفسه: أغلقت الأبواب في وجوه الأخرين..ولم يسألوا..ففتحت لهم..أما أنت.فـ ..
صمت برهة..ثم واصل : نعم، أعرفك..وأعرفهم أيضا..وأشم رائحة دمك فيهم..
مستغربا سألت: رائحة دمي؟..كيف هي رائحة دمي أيها الباب؟
أجاب بصوت هادئ بطيء: تختلف.. عن.. رائحة دمنا
- كيف أجعلها مثل رائحة دمكم؟ قلت
-أن لا تسأل كثيرا..قال
-أن لا أسأل كثيرا؟..كيف؟..لماذا؟..
-أسئلتك كثيرة ياهذا..قالها وسكت..
-أسئلتي كثيرة؟..
ردد الصدى من جهة اليسار: أسئلتي كثيرة؟..أسئلتي كثيرة؟
وكان لا بس الأزرق يومئ لي بسرعة التحرك من جهة اليمين .. و..
.سرت..بلا أثاث سرت..وسار خلفي أفراد أسرتي حزانى تائهين...
ناديت العربي..لكن العربي كان قد اختفى في الداخل ..
ناديتني..لم أسمعني ..كنت بعيدا بعيدا..
وكانت كثافة الضباب قد ازدادت أكثر أكثر..



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الشعر ولغته
- كيف يكون احترامنا لأنفسنا ورمضاننا؟..دفاعا عن المفطرين في رم ...
- يفتح البحر أعماقه
- الأديب الطيب طهوري : المرأة تمثل قوة انتخابية كبيرة لكن عقلي ...
- عن الانتخابات البرلمانية في الجزائر( 10 ماي ) ودور المثقف في ...
- صخرة
- هيفاء
- لأديب الطيب طهوري للصقر :- تغيير جلد السياسة الثقافية في الج ...
- المغزل*
- عن الدين والعلمانية والأحزاب الإسلامية
- ممرات ضيقة للكلام لكنزة مباركي.. إرادة التحدي التي لا تلين..
- لماذا عجز عن القيام بالثورة شباب عشرات الالاف من المساجد في ...
- عندما تحتقر السلطة شعبها
- الخطاب الإسلامي الراهن يرسخ التخلف والاستبداد اكثر؟
- بدمي .وقعت
- في الشكل الشعري.. في الأنوثة والذكورة ...مناقشة لبعض آراء سه ...
- ليس في القبو سواه
- كيف نسي الكرز؟
- ردا على مختار ملساوي.. نعم، السلطة تتحمل المسؤولية أكثر..
- إضعاف مستوى التعليم في الجزائر..كيف تم؟ ولصالح من؟


المزيد.....




- أول روبوت صيني يدرس الدكتوراه في دراسات الدراما والسينما
- قنصليات بلا أعلام.. كيف تحولت سفارات البلدان في بورسعيد إلى ...
- بعد 24 ساعة.. فيديو لقاتل الفنانة ديالا الوادي يمثل الجريمة ...
- -أخت غرناطة-.. مدينة شفشاون المغربية تتزين برداء أندلسي
- كيف أسقطت غزة الرواية الإسرائيلية؟
- وفاة الممثلة الأميركية لوني أندرسون عن عمر ناهز 79 عاما
- الدراما العراقية توّدع المخرج مهدي طالب 
- جامعة البصرة تمنح شهادة الماجستير في اللغة الانكليزية لإحدى ...
- الجوع كخط درامي.. كيف صورت السينما الفلسطينية المجاعة؟
- الجوع كخط درامي.. كيف صورت السينما الفلسطينية المجاعة؟


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطيب طهوري - الأبواب