حسن عماشا
الحوار المتمدن-العدد: 3963 - 2013 / 1 / 5 - 01:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سقطت قدسية الحدود الكيانية والتي نتجت عن التقاسم الاستعماري المعروف بإتفاقية "سايكس – بيكو" اقله من جهة القوى الدولية التي ورثت مكتسبات هذه الاتفاقية و القوى الاقليمية التي تشكلت مصالحها على قاعدة الاتفاقية نفسها. والمفارقة ان القوى التي تقبلت مكرهة واقع التقسيم بفعلها لا زالت أسيرة هذا الواقع وتخضع لمقتضياته. وهنا يكمن سر حالة التشتت والضياع والعجز عن حسم الخيارات في المواجهة هجوميا وسيادة حالة الانتظار لرد الفعل تحت سقف وحدود الخطوط الدولية المرسومة.
على عكس ما يسترسل فيه بعض أصحاب النوايا "الطيبة" من تخيّل إمكانية لتسوية سياسية للأزمة المتفجرة في سوريا. هناك ثلاثة عوامل تشكل معضلات لا يمكن في ظل وجدودا التوصل الى تسوية سياسية للأزمة السورية.
الأول: تتمثل برسوخ الدولة الوطنية في سوريا من خلال مؤسساتها العامة – السياسية والعسكرية والاقتصادية والتي تشكل القوة الأعظم بالاستناد الى القاعدة الاجتماعية الأوسع بلا منافس من جهة القوى المسماة معارضة مجتمعة. وان كانت اضعف بقدرتها على حسم الصراع عسكريا وأمنيا بفعل غياب الدور المفترض لحلفائه في المنطقة على مستوى وحدة المواجهة.
الثاني: حجم الفعل والتأثير للقوى الخارجية العابثة في الوضع السوري والمتضاربة في المصالح فيما بينها والموحدة في استهداف سوريا قياسا بهامشية الرموز والقوى المعارضة والتي تجعل منها مجرد واجهات لقوى اقليمية دولية بدء من قطر والسعودية وتركيا وغيرهم، ومرورا بالكيان الصهيوني وصولا الى الغرب عموما والولايات المتحدة الأمريكية.
ثالثا: استمرار الدول التي تستهدف سوريا في قدرتها على تصدير مفاعيل التفجير للأوضاع السورية - خصوصا الاقليمية منها- وهي تنعم بالاستقرار الأمني والسياسي وهي ايضا بمنأى عن ارتدادات الفعل الذي تقوم به على مختلف المستويات.
#حسن_عماشا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟